IMLebanon

عن العلاقة بين القصر والسراي  

كشف ديبلوماسي غربي، في حلقة ضيّقة من الأصدقاء، أنّ وزارة خارجية بلده طلبت منه أن يجيب عن السؤال الآتي: ما هي نسبة حصول خلاف جدّي ما بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري؟ وبدا الديبلوماسي «يستنجد» بالحضور ليأتي الجواب «موضوعيًا»، كما قال: وكان الحضور مقتصراً على وزير سابق ونائب حالي، ونائب سابق وصحافي مزمن!

وتشعب الحديث وإن كان محوره الأساس هذه العلاقة بين الطرفين في إتجاهين: العلاقة على المستوى الرسمي، أي بين قصر بعبدا والسراي الكبير، وعلى المستوى الشخصي بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وسأل: هل صحيح أنّ الشيخ سعد قال، غير مرة، ما يفهم منه انه نادم كونه لم يتحالف مع الجنرال منذ العام 2005؟

الجواب جاء من الوزير السابق بالإيجاب (…).

الصحافي «أخذ وقته» في شرح ظروف المرحلة الدقيقة جداً التي سبقت إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بقليل إلى ما بعد زلزال الإغتيال وحتى القرار «الشجاع والتاريخي» الذي إتخذه الحريري بدعم ترشح الجنرال الى رئاسة الجمهورية (…) وأطلق على هذا القرار صفة «المغامرة» ولكنه لم يكن نزوة عابرة، إنما كان قراراً مدروساً في العمق، وكان التمهيد له بتلك اللقاءات المهمة التي عقدت في الداخل وفي الخارج بين الثنائي الوزير جبران باسيل ونادر الحريري، وما توافر حولها من معلومات، تناولت التفاصيل وأحياناً تفاصيل التفاصيل.

وطرح الديبلوماسي سؤالاً آخر: أين هي الإيجابيات وأين هي السلبيات في هذه العلاقة؟ وتعددت الأجوبة… إلاّ أنّ الرجل نفسه قال إنه من خلال أبحاث مستفيضة تولتها سفارة بلده لم يتبين له أن هناك سلبيات، إنما هي إيجابيات «تراوح بين البارزة والمتوسطة ومحدودة الفاعلية»… ولكن لم يتبين له أي سلبية يمكن التوقف عندها جراء هذه العلاقة، من حيث الإنعكاس على لبنان. وقال: في ادراج السفارة مئات الوثائق التي تثبت أنه عندما تكون العلاقة متوترة (وأحيانا عدائية) بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فإنّ لبنان يدخل في معاناة غير محمودة الجانب.

وتطرّق البحث إلى الإنتخابات النيابية العامّة المقبلة، فكان في تقدير الديبلوماسي أنّ لقانون الإنتخابات الجديد «وقعاً جيداً» لدى الخارج، وليس لدى بلده وحده. ثم تناول من أمامه نسخة حديثة من إحدى الصحف وفيها أن إحتمال التمديد للمجلس النيابي لايزال قائماً، فأعرب عن تحفظه عن هذا الأمر جازماً أنه يستبعد التمديد كلياً لأنّ فيه «هلاكاً» للعهد وللحكومة وللبنان.

وتوقع الديبلوماسي أن تُـجرى الإنتخابات في مطلع شهر أيار 2018 وأن تسفر عن «تغيير ما» سيكون مهماً وإن محدوداً… لأنه سيضع الحجر الأول في تغيير لابدّ من أن يأتي وسوف يأتي تدرجاً، لأن ما تسمونه «بوسطات» آخذٌ نجمه في الأفول.

وفي تقدير الديبلوماسي أنّ لبنان مقبل على ازدهار مع بداية الدخول في «عصر النفط والغاز»، ملاحظاً أنّ على اللبنانيين أن يتعاملوا مع مسألة النزوح السوري «بكثير من الهدوء والمسؤولية والعبرة من تجارب اللجوء الفلسطيني»، داعياً في هذه النقطة بالذات الى التخلّي عن المزايدات «في الإتجاهين». وقال إن ما لديه من معطيات يجعله كبير الثقة بأن ثنائي عون – الحريري سيتوصل الى حل «ينطلق أولاً وأخيراً من مصلحة لبنان».