IMLebanon

عن «ثلاثية» حواط ـــــ افرام ـــــ «القوات»

لم يسترجع المرفأ الفينيقيّ في بيبلوس حنيناً إلى أصالة لطالما افتقدها عالمنا الفنيّ والثقافيّ فحسب مع العمل الذي قدّمه غدي ومروان وأسامة الرحباني، فقد شكّل حفل الافتتاح لمهرجان مدينة الحرف حدثاً إضافيّاً مختلفاً برسائل سياسيّة، بعد انتشار صوَر جمعت إلى رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» الدكتور سمير جعجع الرئيس المستقيل للمجلس البلديّ زياد حواط ورئيس المؤسّسة المارونيّة للانتشار المهندس نعمة افرام.

«جبيل وكسروان أحلى معن» شعار «هاشتاغ» تزيّنت به الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعيّ، في دلالة واضحة على حلف انتخابيّ أوّليّ يجمع مرجعيّة حزبيّة وازنة مع شخصيتيْن مستقلتيْن برزتا بقوّة من رحم عملهما الناجح في المجتمع المدنيّ في جبيل وكسروان والشأن العام على الصعيد الوطنيّ.

كثر يعيبون على حواط التخلّي عن موقع أحدث بجهد صاحبه وشخصيّته إضافة إلى الكفاءة والشفافيّة، مثالاً نادراً يحتذى به في العمل البلديّ الهادف، وهو ركيزة أساسيّة في إرساء اللامركزيّة المنشودة حين يتم الافراج عنها. ومن أجل ماذا يسألون؟ وهل سيُحدث دخوله إلى الندوة البرلمانيّة فرقاً يقرب ولو جزئيّاً مما سجّله في الملف البلديّ والانمائيّ؟

النصائح في كسروان وأبعد منها بطبيعة الحال تلاحق افرام في منحى مشابه لما حدث مع حواط. فالرجل واحد من قلة يخلقون فرص عمل لأبناء وطنه داخل لبنان وخارجه. وهو نجح في نقل مؤسساته المنتجة إلى العالميّة. خططه الاقتصاديّة والاجتماعيّة انطبعت في الأذهان لكثرة ما نادى بها، والمفارقة أنها شكّلت عناوين أساسيّة في مقاربات حكوميّة مستجدّة، وأكثر من حزب، إضافة إلى نداءات بكركي الاقتصاديّة والاجتماعيّة. ويلاقي طرحه في الشقّ السياسيّ من خلال برنامجه «لبنان الأفضل»، ولا سيما في مجال تطبيق وتطوير اتفاق الطائف وإرساء آليات تحول دون تعطيل عمل المؤسسات الدستوريّة مع العمل على إزالة الشوائب من النموذج اللبنانيّ من أجل تعميمه في المجتمعات العربيّة المتنوّعة، آذاناً صاغية في المنتديات الدوليّة، الأوروبيّة منها والأميركيّة والأمميّة. فأي إضافة سيحملها له المقعد النيابي؟!

السؤال الأدهى الذي يسوقه متضرّرون واقعيّون ومحتملون من تحالف حواط -افرام، يتلخّص في التالي: «هل من حاجة فعليّة لهاتيْن الشخصيتيْن إلى التحالف مع الثنائيّة المسيحيّة الحزبيّة أو إحداهما لخوض غمار المعركة»؟!

ينقل عن مرجع روحيّ قوله في مجلس خاص: «في واقعيّة الساحة الجبيليّة – الكسروانيّة ان التغيير بات مطلوباً وملحّاً، ولم تعد تجوز استقالة القادرين على إحداث الفرق على الصعيديْن المحليّ والوطنيّ، أو تردّدهم». في حين يعقّب خبير انتخابيّ متخصّص قائلاً: «هذا الأمر تسمعه في كل ناحية من المنطقتيْن، وفي أغلبيّة البيوتات. المواطنون يطالبون بذلك ويلومون بقسوة كل انكفاء. الدراسات الميدانيّة المتخصّصة تظهر توقاً إلى رفع الطرح الإنمائيّ المتعددّ الأوجه إلى مستوى القرار السياسيّ. هناك جهات حزبيّة تتذمرّ علناً من أداء ممثّليها مناطقيّاً في المجلس كما تنتقد فاعليّة آخرين في الحكومة، هذا أمر مفروغ منه ومعروف. إضافة إلى كل ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي ميلاً أكبر إلى تسمية حواط وافرام كمستقليْن متحالفيْن من منطقتيْن تضمّهما دائرة انتخابيّة واحدة، قادريْن على تجسيد الطموحات وتحويل الكلمة فعلاً وواقعاً من خلال لائحة متماسكة وملتزمة وبشكل دقيق بخطط العمل، من بين قائمة من الأسماء المستقلّة والعائليّة التي تحفل بها دائرة جبيل- كسروان والتي لها حيثيّتها وثقلها الانتخابيّ، وفي الوقت عينه لا تنطبق عليها هذه المعايير».

وعن قراءته لمستقبل تحالف الثنائيّة المسيحيّة في دائرة كسروان – جبيل في لائحة حزبيّة مشتركة، أجاب باقتضاب: «صارت مستبعدة. العديد من المؤشّرات تدّل على ذلك».

مصدر شديد الصلة بحواط وافرام يقول عن الضوء الأخضر الذي أضاء على نواة التحالف مع «القوات»: «هذا صحيح. حواط وافرام قررا الترشحّ والعمل مع بعض والتحالف مع القوات وآخرين طبعاً من موقعهما كمستقلين».

وعن مستقبل صفة «الاستقلاليّة» وعن باقي اللائحة يجيب: «إذا تحالف التيار الوطني والقوات اللبنانية مع بعض هل يذوب أحدهما في الآخر؟ وفي حال تحالف (النائب) بطرس حرب مع (النائب) سليمان فرنجية، هل يصبح حرب في المردة؟». ويتابع: «حواط وافرام يجدان ان التحالف ضروريّ لإضفاء قيمة مضافة على العمل التشريعيّ الهادف، بمعنى اللوبي، وسبق لمثل هذا التحالف المستقلّ – الحزبيّ أن شهدته غير منطقة ونجح. المستقلّون كما الأحزاب بحاجة إلى ضخّ دمّ تجديديّ مشترك تحت سقف المبادئ الكبرى وأيضاً المشاريع. هذا من ناحية، من ناحية ثانية في كلّ من جبيل وكسروان، هناك عمل يقوم به كل من حواط وافرام لاستكمال اللائحة بما يريحهما ويريح القوات، وليس من أسماء نهائيّة. وأخيراً، كلمة حق تقال في نجاح القوات في رسم صورة مغايرة وإيجابيّة من خلال أدائها العام في الندوة البرلمانيّة وفي الحكومة، وفي التحالف مع وجوه مستقلّة مشهود لها بالعديد من الصفات سيتكامل أكثر هذا المشهد وتصبح إمكانية تحقيق المشاريع أقوى».