IMLebanon

«أبو العبد».. عميد نواب طرابلس يُنصَف أخيراً

لم يخذل أبناء طرابلس النائب محمد كبارة في أي دورة انتخابية منذ العام 1992، ليتوّج عميد نواب المدينة برصيد نصف قرن من المسؤولية النيابية المتواصلة.

ولم يُسجل على «أبي العبد» طيلة تلك المسيرة أنه خذل صاحب حاجة أو طالب مساعدة، فتلبيته للمطالب تبدأ من الاتصال الفوري مع الجهات المعنية، وصولاً الى مرافقته في أكثر الأحيان للمواطنين الى الوزارات والدوائر المختصة لتسهيل أمورهم، ومَن لا يستطيع خدمته، فيدخل الى مكتبه معززاً مكرماً، ويخرج راضياً.

هذه الثقة، ساهمت في تمتين العلاقة بين أبناء طرابلس وبين نائبهم الحامل همومهم، والحاضر دائماً بينهم في مكتبه أو في منزله، أو في جولاته الصباحية والليلية على المناطق الشعبية والأحياء الفقيرة، أو في زياراته اليومية لمشاركة الطرابلسيين أفراحهم وأحزانهم، مَن لم يوفق باللقاء معه ويحتاج الى خدمة ما، فيكفيه «تعليمة» على هاتفه الخلوي ليجيبه في الحال.

يمكن القول إن خدمة الناس تشكل إحدى أهم طباع النائب محمد كبارة، لذلك، يبقى على تماس مع المزاج الشعبي الطرابلسي، فيحسن قراءته والتعاطي معه والدفاع عنه، الأمر الذي يجعل من «أبي العبد» حالة شعبية مستقلة في طرابلس، بغض النظر عن التزامه السياسي، وهي شكلت بعد العام 2005 قيمة مضافة الى شارع «تيار المستقبل»، وكانت في السنوات الأخيرة بمثابة رافعة له.

يفصل كبارة بين التزامه السياسي وبين علاقاته الشخصية، وبين خصوصية ومصالح مدينته، فتواجده ضمن «كتلة المستقبل» النيابية وتبنّيه مواقفها السياسية، لا يؤثر على استقلاليته التي تجسّدت في العلاقة مع النائب سليمان فرنجية وغيره من قيادات «8 آذار»، وفي رفضه التصويت لمرشح «المستقبل» الرئاسي قائد «القوات» سمير جعجع التزاماً منه بقضية صديقه الرئيس الشهيد رشيد كرامي، وأيضاً في التعاطي الإيجابي مع الرئيس نجيب ميقاتي في عز الخلاف بينه وبين «المستقبل» خلال حكومته، والتعاون معه مؤخراً من أجل تحقيق مصلحة طرابلس التي كان «أبو العبد» صوتها المدوّي خلال جولات العنف التي شهدتها بين العامين 2008 و2014، وأكبر الداعمين لتنفيذ الخطة الأمنية التي أغلقت المحاور.

التزام كبارة المطلق بالرئيس سعد الحريري، لا يعني بالنسبة له السكوت عن تجاوزات بعض وزرائه ونوابه الذين وقف لهم «أبو العبد» بالمرصاد في أكثر من مناسبة، وخصوصاً وزير الداخلية نهاد المشنوق، وكانت له مواقف عالية النبرة تجاه «القوات اللبنانية» وغيرها من التيارات لم يستطع الرئيس فؤاد السنيورة تحمّل تبعاتها فسارع الى التبرؤ منها، لكن ذلك لم يؤد الى توتر في العلاقة بين كبارة و «المستقبل» الذي كانت قيادته في كل مرة تحرص على استيعاب فوراته انطلاقاً من حالته الشعبية التي تحتاج إليها.

على قاعدة «أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً»، يتعاطى كبارة مع تعيينه وزيراً للعمل في حكومة العهد الأولى، وهو يعلم أن إنصافه بلقب «صاحب المعالي» تأخر كثيراً، وأن عدداً أقل منه التزاماً وحضوراً وشعبية حصلوا على هذا اللقب قبله، لكن ما يعني «أبو العبد» من هذا المنصب هو خدمة الناس، والضغط من على طاولة مجلس الوزراء من أجل تحقيق مصالح طرابلس. وهو يدعو كل قيادات ونواب وفاعليات طرابلس إلى التعاون معه، من أجل رفع صفة الحرمان والإهمال عن المدينة، لأن منصبه الجديد هو تكليف يضاعف من المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وليس تشريفاً.