IMLebanon

نشاط محموم …. ولكن!

مهد غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للقائه الاتي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالاجتماع «الاستثنائي»  الذي عقده مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وكذلك الدول ذات النفوذ والفاعلية.

ومن دون الاغراق في التفاصيل يمكن القول ان العالم بات مهتما بالاستقرار اللبناني بشكل ملحوظ، اما كيف يمكن ان يترجم هذا الاهتمام، فهذا شأن اخر يفترض الانتظار بضعة اسابيع (وليس اشهرا) ليتضح ذلك على محك الاستحقاق الرئاسي.

في الظاهر يبدو انه «ماشي الحال» من دون رئيس للجمهورية وهذا مظهر خاطئ جدا لا يعبر عن حقيقة الواقع، فالدولة مكربجة عمليا. وكل ما يجري على صعيد السلطة التنفيذية اما هو عاجز  عن سد  حاجة دوران العجلة واما هو موضع تجاذب وخلافات.

الا ان المنطق يفترض ان يتولى اللبنانيون شؤونهم بأنفسهم. فلو اندفع العالم جميعا، كبار بلدانه وصغارها، نحو اجراء الانتخابات الرئاسية فسيكون  غير قادر ما لم يتجاوب اصحاب الشأن اللبنانيون، انفسهم، وما لم يبادروا الى اتخاذ الخطوات الايلة الى اتمام الاستحقاق.

ولقد بات الانطباع الجدي ان احدا من الاطراف الداخلية الفاعلة لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في هذه المرحلة.

وفي تقدير ديبلوماسي اوروبي تابع لدولة ذات نفوذ في لبنان انه حتى الذين يتوجهون الى مجلس النواب لا يريدون الانتخاب انما هم  يتخذون موقفا «اعلاميا»، لا اكثر ولا اقل. وفي هذه النقطة بالذات يسأل الوزير: هل ان نواب كتلة الرئيس نبيه بري يتوجهون الى مجلس النواب لانتخاب رئيس او لرفع العتب؟ ويضيف: اي ساذج يظن  ان الرئيس بري «يمشي» هكذا في معركة بهذا الحجم قبل ان يكون «الموضوع» مدروسا من نواحيه كافة بدءا بالاسم الذي سيتم التوافق عليه بالاكثرية الدستورية الراجحة ان لم يكن بالاجماع…. وانه لا يزال مبكرا للتوصل الى هكذا حال توافقية.

الى ذلك يبدو ان القوى الاقليمية غير مستعدة، بعد لانتخاب الرئيس… او انها لم «تأذن» بعد، بهذا الانتخاب لان «المعركة الاكبر» لم تستقر على نتائج حاسمة حتى الان. وفي تقدير الكثير من المراقبين ان ما كان يمكن ان يُسمى «تساهلا» من جهات عربية واقليمية قبل «عاصفة الحزم» في اليمن لم يعد واردا بعد هذه «العاصفة».

كما ان  بعض الاطراف يسعى الى استعجال عاصفة محلية ثانية هي «عاصفة الجرود» اذا صحت التسمية … حتى اذا انتهت معركة الجرود بتحقيق انجاز عسكري لبناني معين، اتخذت المعركة الرئاسية الانتخابية وجها اخر وفرضت ذاتها على هذا الاستحقاق.

ثم ان الحوارين الجاريين في لبنان من المبكر توقع توصل ابرزهما (حوار المستقبل – حزب الله) الى نتيجة رئاسية في المستقبل المنظور.

والحوار الثاني (التيار الوطني الحر – القوات اللبنانية) يمكن ان يستبق «العواصف» الخارجية والداخلية (من اليمن والجرود) اذا قرر الطرفان المسيحيان الابرزان  انهما سيتصديان فعلا الى هذا الاستحقاق المصيري ويأخذان القرار الذي يتحملان مسؤوليته (بل فيتوافقان) على رئيس قد يكون احدهما او (وهذا هو الغالب)  على شخص ثالث. فهل يفعلان؟