IMLebanon

ولا يمكن اعطاء حزب الله 4 وزراء

 

أكدت مصادر متابعة لتأليف الحكومة عن اتصالات جرت ليل أمس بشأن حل عقدة النواب السنّة الستة وان الوسيط طرح وجهة نظر دستورية ديموقراطية، ان من حق الـ 6 نواب السنّة ان يحصلوا على مقعد سنّي في الحكومة، على قاعدة ديموقراطية، وان رفض الرئيس سعد الحريري الاجتماع بهم حتى انسانياً هو اهانة لهم، كما انه نصح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمقابلتهم وايجاد حل معهم كي يختاروا وزيرا سنيّاً قريبا منهم لكن ليس من ضمن النواب الـ 6، لكن العماد ميشال عون رفض مبدأ الاجتماع بهم والعودة الى عقدة تشكيل الحكومة.

وحسب المصادر المتابعة للتأليف التي كشفت ان السعودية بالاضافة الى رسالة من السفارة الاميركية ابلغا بوضوح عدم وجوب تمثيل النواب الـ 6 السنّة، لانهم ايرانيون اكثر مما هم لبنانيون، في وقت تحاصر فيه الولايات المتحدة ايران وخط المقاومة في المنطقة، وادخال وزير من هؤلاء النواب الى الحكومة يضرب مصداقية الحكومة تجاه السعودية والسفارة الاميركية لانهما اعتبرا ان الحكومة اكتملت والمطلوب شخصية سنيّة معتدلة خارج خط النواب الـ 6، الذي تعتبرهم السفارة الاميركية وفق قول محدد من السفيرة انهم في الخط الايراني واميركا حالياً تحاصر ايران ولا يجب ادخال اي نائب منهم الى الحكومة لان في ذلك تعزيزاً وانتصاراً لخط ايران وهي محاصرة وفي ظل عقوبات قاسية اميركية عليها، وهذا يشكل انتصاراً ايرانياً على الساحة اللبنانية ضد اميركا.

البخاري ابلغ الحريري رفضه توزير النواب السنّة

كما ان الوزير المفوض البخاري ابلغ الرئيس سعد الحريري انه لا يقبل ابدا بتمثيلهم وذلك بناء على تعليمات من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يرفض كليا تمثيلاً سنّياً لا ينطلق من عمق التمثيل السعودي السنّي في وزارة الرئيس سعد الحريري، وان السعودية تعتبر ان هؤلاء الوزراء هم خط حزب الله ـ ايران، وحتى ليسوا خط سوريا، وربما كانوا وافقوا عليهم لو انهم في خط سوريا دون خط حزب الله ـ ايران.

لذلك، وحسب المصادر المتابعة للتأليف فانه لا يمكن هزّ التضامن بين الرئىس ميشال عون وبين الرئيس المكلف سعد الحريري، ولا خلق مشكلة للرئيس الحريري مع السعودية لان علاقته باتت ممتازة مع السعودية، وان السعودية ستساهم بدعم لبنان بعد تشكيل الحكومة، طالما انه يسير في هذا الخط، ولا يجب ادخال اي وزير من هؤلاء الوزراء الذين هم وفق المخابرات السعودية هم لحزب الله، وايران. ولذلك تؤكد المصادر المتابعة للتأليف، ان رئيس الجمهورية ينتظر مساعدة سعودية بعد تأليف الحكومة. كما وعد الرئيس المكلف سعد الحريري اذا لم يتم ادخال وزير من النواب السنّة المدعومين من حزب الله وايران، ولذلك، فان رئيس الجمهورية لا يريد تعطيل المبادرة التي حصل عليها الرئيس سعد الحريري بدعم سعودي للبنان وتحسين العلاقة مع لبنان. وان رئيس الجمهورية نزل عند رغبة الرئيس سعد الحريري بعدم دعوة سوريا الى المؤتمر الاقتصادي التاسع العربي تحت عنوان ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يلتزم بقرارات الجامعة العربية، وهذا أراح السعودية جدا، واراح الرئيس الحريري الذي اوصل الخبر الى القيادة السعودية كما نقلت المصادر المتابعة للتأليف.

الرئيس عون متعجب من موقف حزب الله

وتؤكد المصادر المتابعة للتأليف، ان حزب الله حصل على حصته وهي 3 وزراء، وعندما يكون تعيين وزير سنّي تحت ضغط حزب الله فيعني ذلك ان حزب الله حصل على 4 وزراء، وليس 3 كما تم الاتفاق ان يحصل الثنائي الشيعي على 6 وزراء شيعة، فيكون قد حصل على 6 وزراء شيعة، ووزير سني ـ شيعي اضافي.

وحسب المصادر المتابعة للتأليف، هناك استغراب بان يقوم حزب الله بعد كل التعاون باتخاذ قرار من هذا النوع يعرقل عمل الرئيس المكلف بتأليف الحكومة في اللحظة الاخيرة، وان احداً في البلاد غير مقتنع بأن الوزراء الـ 6 السنّة هم حزب او كتلة نيابية او تجمّع سياسي مشترك، بل تم جمعهم وهم ترشحوا على لوائح كتل وغيرها ولا يشكلون اي مظهر لكتلة او حزب او تجمع سياسي مشترك. ولذلك لا يمكن النزول عند رغبة حزب الله في هذا المجال. رغم الحرص على التعاون معه. وان حزب الله سيقتنع بالنتيجة بتشكيل الحكومة وتذليل هذه العقبة واختيار سنّي مستقل طالما ان حزب الله حصل على وزرائه الـ 3 وله حلفاء كثيرون ضمن الحكومة. كما نال وزارة وازنة هامة ولا يجوز ان تكون الخطوة التكتية لحزب الله تعطيل استراتيجية العهد في اللحظة الاخيرة لتشكيل الحكومة.

وحسب المصادر المتابعة للتأليف، سيتم اقتراح اسم شخصية سنيّة معتدلة ليست من تيار المستقبل وليست من خط حزب الله بل شخصية اقتصادية لها علاقات اوروبية واميركية جيدة وغير ملتزمة سياسيا بحزب، ولا بد لحزب الله ان يقوم بمبادرة ايجابية بالقبول باسم الشخصية السنيّة كي نعلن تشكيل الحكومة بعد عودة الرئيس سعد الحريري من فرنسا.

وحسب المصادر المتابعة، فان رئيس الجمهورية لن يكسر كلمة الرئيس المكلف الشخصية السنيّة الاقوى، أي الرئيس سعد الحريري. لان اعطاء نائب سنّي لحزب الله سيحرج الرئيس المكلف الحريري جدا امام آخر تفاهم حصل بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عندما استقبله مؤخرا في الرياض، وانه يكفي ان حزب الله حصل على 7 نواب من الطائفة السنيّة مع اضافة النائب اسامة سعد الى الـ 6 نواب السنّة الذين يريدون وزيراً، وهذا انتصار لحزب الله، ويكفي حصوله على هذا العدد من النواب السنّة. اما فرض حزب الله لوزير سنّي ضمن الحكومة ضد موقف رئىس الجمهورية وموقف الرئيس المكلف الرئيس سعد الحريري، فيعني اصطدام لبنان بالسعودية وبواشنطن التي تأخذ الان موقفا متشددا من ايران وتريد سحب النفوذ الايراني من لبنان كليا، فكيف اذا كان الامر المجيء بوزير سنّي محسوب بطريقة غير مباشرة على ايران عبر حزب الله.

 

وحسب المصادر المتابعة للتأليف فان الموضوع ليس موضوع تمثيل 6 نواب سنّة، بل الموضوع عمقه السياسي يتعلق بنفوذ وقوة حزب الله وقوة ايران مباشرة في تأليف الحكومة اللبنانية وتمثيل وزير سنّي من الوزراء الـ 6 هو ضربة موجهة الى الرئيس سعد الحريري ولعلاقته مع السعودية، اضافة الى اعطاء اشارة سلبية الى السفارة الاميركية في بيروت التي ستنقل الى الخارجية الاميركية وجهة نظر سلبية ضد الحكومة وان تكون متوازنة بين الجميع.