IMLebanon

الديار: إرجاء جلسة استجواب سلامة الى اليوم بحضور قضاة أوروبيين… ووكيله يُؤكّد مثوله

 

 الدولار سيتخطى المئتيْ ألف بغياب الخطط… واللبنانيّون يبحثون عمّن يُخرجهم من جهنم

«إسرائيل» تزعم عمليّة تسلّل من لبنان… وقلقة من تعاون نوعي بين حزب الله وحماس… – صونيا رزق

 

 

باتت أنظار اللبنانيين شاخصة بتسعيرة الدولار اليومية المحلّقة نحو سقف غير معروف، وبجدول أسعار المحروقات الذي يتغيّر مرات عديدة خلال النهار، وبرفوف «السوبرماركات» والمنصّة التي تستقبل الزبائن، معلنةَ سعر الدولار المخيف، الذي جرف معه المواد الغذائية التي لم يعد المواطن قادراً على شرائها، في ظل الارتفاع الجنوني والغلاء الفاحش. وبالمقابل ينام المسؤولون في سبات عميق، وكأن لا دولة في لبنان وما يحصل يؤكد ذلك، فلا صوت للمسؤولين ولا حتى للمعارضين المفترض ان يطلقوا صرخاتهم، إزاء ما يجري من فلتان وجشع من قبل التجار، فيما الشعب المحبط لم يعد قادراً حتى على التصدّي، وإعلان العصيان والنزول الى الشوارع مطالباً بأدنى حقوقه.

 

والسؤال الذي يطرحه اللبنانيون كل دقيقة: الى أين يأخذنا هؤلاء؟ وماذا بعد وصول الدولار الى اكثر من مئة الف ليرة؟ والمرجح ان يتمادى في الارتفاع وفق الخبراء الاقتصاديين، الذين اجمعوا على تحليقه نحو رقم اكبر بكثير، ما دامت الحلول والخطط الاقتصادية مفقودة وغائبة كلياً حتى اليوم، كذلك الامر بالنسبة الى الوضع السياسي المأزوم، والذي يفتح حلّه بعض الابواب الاقتصادية المقفلة.

 

هذه المشاهد المقلقة أطلقت العنان لمخاوف اللبنانيين، الباحثين عمّن يخرجهم من جهنم التي يعيشون بها، فلا يجدون اي منقذ، بل المزيد من المآسي والانهيارات اليومية في مختلف القطاعات، والنتيجة لا انفراجات ولا بصيص أمل مرتقب.

حاكم «المركزي» والاستجواب

 

قضائياً، تقدّمت الدولة اللبنانية ممثلةً برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر، بادعاء شخصي ضد كل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وشقيقه رجا وماريان الحويك وكل مَن يظهره التحقيق، وذلك تبعاً لادعاء النيابة العامة الاستئنافية في بيروت، بموجب ورقة الطلب المقدّمة الى قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة شربل أبو سمرا، بجرائم الرشوة والتزوير واستعمال المزوّر وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي.

 

وقد حضر المحققون الاوروبيون والقضاة ابو سمرا وإسكندر وجاد الهاشم الى مكتبة مجلس شورى الدولة التي جهزت للتحقيق، الا انّ سلامة لم يحضر وتقدم وكيله بمذكرة اعتبر فيها ان الاستماع الى حاكم مصرف لبنان من قبل قضاة اجانب انتهاك للسيادة، ما ادى الى رفع جلسة الاستماع، وبحث المذكرة التوضيحية التي رُفضت لاحقاً، لانّ تحقيق قضاة دوليين في لبنان في ملفات مالية لا يتعارض مع السيادة الوطنية، كما انّ تنفيذ الاستنابات الدولية لا يتعارض مع القانون اللبناني، ولا ينتقص من السيادة بحسب ما اشار القاضي ابو سمرا، الذي حدّد العاشرة والنصف من صباح اليوم موعداً جديداَ للاستماع الى الحاكم سلامة، تنفيذا للاستنابة القضائية الاوروبية، كما أكد وكيله للوفد القضائي والقضاة اللبنانيين، أنّ سلامة سيحضر جلسة اليوم ، بعدما اعتبر قاضي التحقيق أنّ تنفيذ الاستنابة لا يتعارض مع القانون اللبناني.

الدولار سيتخطى المئتيْ الف ليرة…

 

كل ما قيل عن ارتفاع سعر صرف الدولار الى ارقام خيالية، تحقق على ارض الواقع، وفي هذا الاطار يشير خبير اقتصادي خلال اتصال مع « الديار» الى «انّ الارتفاع المتواصل كان متوقعاً، ما دام لا يوجد اي خطة للتعافي المالي، او اي خطوة اصلاحية او محاولة لجمه او ردعه من قبل المسؤولين»، وقال: «لا نريد إحباط المواطنين اكثر، لكن ما دامت تغيب كل محاولات الاصلاح ووضع الخطط ، فالتحليق سيتواصل ولا نريد ان نكذب على المواطنين، لاننا نتجه فعلياً نحو جهنم الحمراء، وهذه هي الحقيقية الساطعة كالشمس، فالاتجاه نحو المجهول بات عنوان المرحلة الصعبة، ولا نريد ان نقول اكثر من هذا، لذا على المسؤولين والوزراء والنواب ، وكل الافرقاء المعارضين والموالين ان يتحدوا، وينقذوا البلد قبل سقوط الهيكل بمَن فيه»، سائلاً: «ماذا ينتظرون بعد؟ والى متى ستستمر هذه اللامبالاة التي نجدها عند الجميع؟ لبنان يكاد يُمحى عن الخارطة ويتهاوى حتى السقوط المدوي»، ويختم: « لا أستبعد تخطي الدولار المئتي الف ليرة، ما دام لا يوجد اي رادع له، وهذا يعني ان لا بوادر لهبوطه».

 

ويتزامن هذا الارتفاع، مع اقفال المصارف احتجاجاً على الدعاوى والاحكام القضائية ضدها، وافيد وفق المعلومات بأنّ اتصالات جرت لفك الاضراب قبل سفر رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مقابل ضبط الوضع والتخفيف من الدعاوى ضد المصارف، لكن المحاولات فشلت، وعُقد امس اجتماع لـ «جمعية المصارف»، لم يؤد الى قرار بعد للعودة عن الاضراب، على ان يعقد اجتماع آخر خلال اليومين المقبلين للتباحث والنقاش والوصول الى حل.

ماذا عن حادثة العبوة الناسفة والتسلّل على الحدود؟

 

بعد ثلاثة أيام من التكتُّم، اشار «الجيش الإسرائيلي» الى أنّ العبوة الناسفة التي انفجرت يوم الاثنين قرب مفرق مجدو، في مرج ابن عامر في الشمال، ما بين مدينتيْ أم الفحم والناصرة، نفذها شاب لبناني من حزب الله، كان قد نجح في التسلّل الى «إسرائيل».

 

وقال الناطق العسكري إن الشاب اللبناني دخل عبر ثغرة أحدثها في السياج الإلكتروني، ووصل إلى موقع مجدو، على مقربة من سجن يأوي ما بين 800 و900 أسير فلسطيني. وقد ساعده على الوصول شخص يحظّر نشر تفاصيل عن هويته، إن كان مواطناً عربياً من «إسرائيل» أو من الضفة الغربية، وقد تمكّن من تفعيل العبوة النوعية.

 

هذا، وقد تبيّن وفق المصدر العسكري الاسرائيلي أنّ العبوة مصنوعة بطريقة مهنية عالية غير مسبوقة على الساحة الفلسطينية، وقال: « انها بمستوى متقدّم عن العبوات الناسفة المألوفة، شبيهة بالعبوات الناسفة التي كان جيشنا يتعرّض لها خلال وجوده سابقاً في جنوب لبنان».

 

ومع الكتمان الذي فرض منذ يوم الاثنين على حادثة تفجير العبوة الناسفة، نُشرت أخبار مختلقة وشائعات عن نفق جديد حفره نشطاء من حزب الله على الحدود الشمالية لـ «إسرائيل»، وافيد لاحقاً عن قلق المسؤولين الاسرائيليين من تعاون نوعي بين حزب الله وحماس بدأ يؤتي ثماره بعمليات تفجيرية.

مبادرات بالجملة ولا افق للحل الرئاسي

 

رئاسياً، تكثر المبادرات والطروحات من دون اي افق بالحل، بسبب الصراع المتواصل والاختلاف بالرأي، ويأتي الاستحقاق الرئاسي في طليعة الملفات العالقة، بالتزامن مع مبادرة بكركي لتحقيق التوافق حول هوية الرئيس بين الاقطاب المسيحيين، وفي هذا الاطار يواصل راعي ابرشية انطلياس المارونية جولته الثالثة على القيادات المسيحية بحثاً عن الحل، إضافة الى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار، ومبادرة رئيس الحزب» التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، لكن لغاية اليوم لم نشهد اي بصيص للحل.

 

وفي السياق، ابدى بري يوم امس خلال لقائه وفداً من «لقاء التوازن الوطني» قلقه من إطالة أمد الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، معتبراً انّ الإمعان في تعطيل عمل المؤسسات سيكون له تداعيات كارثية لن يسلم منها أحد حتى المعطلون.

 

وفي إطار التفاؤل الاقليمي- الدولي، يتردّد أنّ لقاءً اميركياً – سعودياً سيعقد لبحث الازمة اللبنانية، بطلب من الرياض لكن لم يحدّد بعد تاريخه.

تلويح فرنسي بفرض العقوبات على معرقلي الرئاسة

 

يتكرّر التهديد الفرنسي كل فترة، بفرض العقوبات الاوروبية على معرقلي الملف الرئاسي، بحيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية انه حان الوقت للخروج من المأزق الدستوري في لبنان، في ظل استمرار الشغور الرئاسي، وتفاقم عجز المؤسسات وشلّ قدرتها على العمل، في بلد بات يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ سنوات.

 

كما كشفت التقارير الديبلوماسية ، أنّ باريس أثارت مسألة فرض عقوبات من جانب الاتحاد الأوروبي على زعماء لبنانيين، وهناك مشاورات مع الشركاء، وتعكف حالياً على دراسة الوضع لاتخاذ القرار المناسب بشأن هذه العواقب.

مؤتمر لنقيب الصيادلة اليوم ودعوة الى التحرّك

 

يعقد نقيب الصيادلة جو سلوم عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً في مبنى النقابة، لإعلان التحرّك العام في ضوء ما يجري في البلاد من شلل وتقاعس المسؤولين وحالات الاستنزاف، وقد دعا كل النقابات والاتحادات والروابط والمواطنين لحضور المؤتمر والمشاركة في التحرّك المرتقب.