عـلوش لـ«الديار» : الحريري يـرفض تـوّلي حكومة في عهد يُسيطر عليه باسيل !!
في ظل الانهيارات التي تتوالى في لبنان منذ اشهر، والمرشحة الى التفاقم اكثر فأكثر وفق التقارير الدولية التي تنشر اسبوعياً، والعقوبات الاميركية و«قانون قيصر» وتداعياته على البلد، وترديّ الأوضاع المعيشية والاقتصادية والسياسات المالية والمصرفية بشكل غير مسبوق، وما يرافق ذلك من تحركات شعبية باتت شبه يومية في العديد من المناطق اللبنانية، تبرز معلومات عن إمكانية خرق الاستقرار الامني، عبر مجموعات مخرّبة، مما يعني مخاوف كبيرة وسيناريو امنياً خطراً يتحضّر، على الرغم من اإستنفار الاجهزة الامنية وتصدّيها لكل انواع الشغب، لكن الطوابير المندسّة قادرة على تخريب الاستقرار، خصوصاً حين تستعين بالوتر الطائفي والمذهبي، وكل هذا يعني فوضى عارمة ستوصل البلد الى ما لا يحمد عقباه.
وسط كل هذه الهموم والمصاعب، لا يزال المسؤولون اللبنانيون يتلقون التحذيرات من مسؤولين غربيّين، بأن الوضع في لبنان خطير للغاية، وهنالك تحضيرات «لخربطة» الوضع الى اقصى حد، مطالبين إياهم بالوعي والتيقظ، لان بلدهم سيهتز وسيدخل في فوضى عارمة من الصعب جداً ضبطها، فهل مَن يتلقف هذه التحذيرات…؟
على ما يبدو ان هذه المخاوف تعمل منذ فترة على جمع القادة المعارضين والمتخاصمين في آن، بدءاً برئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ورئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، على الرغم من البرودة التي كانت سائدة في ما بينهم، والتي ابعدتهم في فترة معينة عن التلاحم في ساحات المعارضة، حيث ظهروا بعيدين عن بعضهم في الاطار السياسي، وكل واحد منهم يغني على ليلاه، لوجود اعتبارات عدة مختلفة بين الثلاثي المعارض، مع الاشارة الى انّ الحريري وجنبلاط هما اقرب الى بعضهما من ناحية الرؤية السياسية، لكن اليوم وفي ظل إنزلاقات لبنان بالجملة، اُجبر المعارضون الثلاثة على التقارب، لان وتيرة الاحداث تتسارع، فاستهل جنبلاط ببدء الانفتاح على حلفاء الامس، عبر إرسال موفده النائب وائل ابو فاعور الى بيت الوسط، للقاء الحريري والتنسيق معه، بهدف جمع اركان المعارضة في وقت قريب لطرح الحلول للازمات، كما ان اتصال جعجع بالحريري مطمئناً عن وضعه بعد خبر محاولة إغتياله، اثناء مرور موكبه في البقاع قبل فترة ساهم في ترطيب الاجواء، مع الاشارة الى انه تبيّن لاحقاً أن الحادثة غير صحيحة، لكنها إرتبطت بتوقيت الزيارة، بحسب ما اكد لـ«الديار» النائب السابق مصطفى علوش.
الى ذلك، يلفت مصدر مقرّب من المعارضين الثلاثة، شغل لفترة منصباً ضمن الامانة العامة لفريق 14 آذار، الى ان خطورة الوضع تتطلّب التضامن وتوحيد كلمة المعارضة. معتبراً أن الحريري وجعجع هما رأس حربة اليوم في المعارضة، التي يخوضها كل منهما على طريقته، فيما جنبلاط يتقرّب من الجميع، تحت عنوان المرحلة تتطلب التعاون ومدّ الايدي الى جميع الافرقاء لإنقاذ لبنان. وشدّد المصدر على ضرورة إستعادة مشهد الوحدة بين القوات وتيار المستقبل، وتخطيّ خلافات الماضي، لان الشعارات التي جمعتهما على مدى سنوات تفرض ذلك، في ظل الظروف الخطرة والدقيقة التي نعيشها جميعاً، من دون تناسي الشهداء الذين يجمعون فريق 14 آذار، املاً إعادة ترميم كبيرة بين الرجلين أي الحريري وجعجع، خصوصاً ان ما يجمعهما اكبر بكثير مما يفرّقهما.
وفي هذا الاطار يشير عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش عبر «الديار» الى انّ التنسيق قائم بين الاركان الثلاثة، لان خطورة الاوضاع وتدهورها والانهيارات المتتالية تتطلب التضامن، فالضغوط كثيرة لا تعّد ولا تحصى، وكل هذا دفع بالمعارضين الثلاثة للبحث في طرح الحلول والبدائل عن السلطة الحاكمة، وطريقة الخروج من هذا المأزق، معتبراً أن رئيس الحكومة حسان دياب ليس لديه القدرة السياسية على تحسين الاوضاع السائدة، خصوصاً انه مرتبط بحزب الله.
وفي اطار ما يحدث في لبنان من مصاعب وويلات على كل الاصعدة، اعتبر علوش اننا في قلب الانهيار والازمات تتراكم ولا حلول، اذ لا توجد حكومة قادرة على المعالجة، والاتجاهات نحو الاسوأ وكل هذا ينتج عواقب وخيمة، لا قدرة للبنان على تحمّلها.
ورداً على سؤال حول إمكانية عودة الحريري الى الحكم في حال استقالت الحكومة، قال علوش: بالطبع لا فالرئيس الحريري لن يعود لتوّلي الحكومة في هذا العهد، الذي يسيطر عليه جبران باسيل من كل النواحي».
وعن قرب وصول السفن الايرانية المحمّلة مساعدات غذائية وتوابعها الى لبنان، اجاب: «نحن نرحّب بكل مساعدة للبنان ونقول لهم: «اهلاً وسهلاً».
وفي اطار آخر، وتحديداً حول انتشار الاعلام التركية في مناطق عكار وطرابلس، ختم علوش: «هذا هو لبنان…، وعلينا الا ننسى بأن اعلام ايران تنتشر ايضاً في مناطق الضاحية الجنوبية».