IMLebanon

الديار: الموازنة «خلصت» في السراي… لكن المراسيم في بعبدا

 

الحريري ختم الجلسة قائلا «خلصنا»…. وخرج مستاء

ساترفيلد مرة ثالثة في بيروت مطلع الأسبوع

كتب محمد بلوط

انهى مجلس الوزراء «عمليا» درس الموازنة لكنه تريث في «اعلان مراسم انهائها رسميا الى جلسة اخيرة تعقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية لهذه الغاية تمهيدا لإحالتها الى المجلس النيابي لمناقشتها واقرارها بعد درسها بالتفصيل في لجنة المال الموازنة.

 

ووفقا للمعلومات المتوافرة فإن النقاش خلال الجلسة دار حول عدد من الافكار والاقتراحات والملاحظات التي طرحها عدد من الوزراء والتي لم تشكل اضافات جوهرية على مشروع قانون الموازنة مع الاشارة الى اقرار زيادة الرسم على طن «الحصى » من الف الى الف وخمسمائة ليرة بناء على اقتراح الوزير جبران باسيل.

 

واضافت المعلومات ان وزراء اللقاء الديموقراطي طرحوا اربع ملاحظات تتعلق بالاصلاح وبرفع التخمينات على الاملاك البحرية وتخفيض رواتب النواب والرؤساء والوزراء واعادة النظر بضريبة الدخل على المتقاعدين.

 

اما وزراء «القوات اللبنانية» فقد اعلنوا تحفظهم عن بعض الامور في الموازنة، لكن مصادر وزارية قالت انهم لم يطرحوا تحفظاتهم داخل جلسة مجلس الوزراء على الرغم من سؤال الرئىس الحريري في نهاية الجلسة «حدا عندو بعد شي؟»

 

وقال الحريري ان الموازنة «خلصت»، لكنه لم يخف استياءه من محاولة اطالة النقاش وتمديده، مشيرا الى ان لديه ارتباطا ولا يستطيع ان يستمر اكثر.

 

واضافت المعلومات ان الحريري لم يخف انزعاجه لدى خروجه الى مكتبه في السراي، وكذلك بدا الوزير جبران باسيل منزعجا ايضا لأسباب لم يكشف النقاب عنها.

 

وفي تقويم لما جرى امس قال مصدر وزاري اننا انتهينا من الموازنة وان جلسة بعبدا هي «للاعلان الرسمي» عن ذلك. واستدرك قائلاً كان يفترض ان يعقد الرئيس الحريري ووزير المال علي حسن خليل مؤتمراً صحافيا بعد جلسة الامس لكن هذا الامر ارجئ الى ما بعد جلسة بعبدا.

 

ولدى سؤاله عن الموازنة وجلسة الامس قال الرئيس بري امام زواره مساء «انتهت الموازنة مبدئياً، وهناك جلسة ستعقد في بعبدا». ولم يعلق على تفاصيل ما جرى، مؤكدا على اهمية الاسراع في احالتها الى المجلس النيابي.

 

وعلم ان اتصالات جرت مساء لتحديد موعد جلسة بعبدا قبل سفر الرئيس الحريري الى السعودية مطلع الاسبوع المقبل (الثلاثاء) للمشاركة في القمتين العربية والاسلامية باعتبار ان عدم عقدها قبل السفر يعني تأخيرها الى ما بعد عيد الفطر المبارك لان رئيس الحكومة سيقضي عطلة العيد في المملكة. وتم التوافق علي عقد جلسة لمجلس الوزراء نهار الاثنين في بعبدا الساعة الحادية عشر والنصف.

 

وكان وزير الاعلام جمال الجراح قال بعد جلسة الامس «مبروك سترتاحون منا، وقد انتهت الموازنة»، مؤكداً انهاء مناقشة الارقام والمواد الواردة في الموازنة. لكنه اشار ايضا الى امكانية استكمال النقاش الاقتصادي للتحسين في موازنة 2020.

 

وردا على سؤال قال ان الرئيس الحريري «رفع الجلسة لارتباطه بموعد مهم، لذلك لم يصرّح اليوم»

 

ووصف الرئيس الحريري خلال الجلسة تخفيض العجز من 11.5 الى 7.5% بأنه أمر غير عادي.

 

واكد وزير المال انه لم يسجل خلال الجلسة اي تحفظ من قبل اي طرف عن مشروع الموازنة، ولم نسمع اي اعتراض. وقال «تمت الموافقة على كل البنود والارقام في الموازنة ولا وجود لأي مادة عالقة لاعادة بحثها».

 

وبالنسبة للتدبير رقم 3 قال ان هذا الموضوع لا يحتاج الى الموازنة بل الى قرار في مجلس الوزراء.

 

ساترفيلد مجدداً في بيروت

 

على صعيد آخر، يواصل مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير دايفيد ساترفيلد حركته المكوكية بشأن ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.

 

وعلم انه سيعود الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل لاجراء جولة ثالثة من المحادثات مع المسؤولين اللبنانيين في غضون اسبوعين في ضوء ما سمعه من المسؤولين الاسرائيليين حول بعض النقاط التي كان أثارها لبنان في الجولة الثانية.

 

ومن المتوقع ان يلتقي يوم الثلاثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان قد تحدث عن حصول تقدم، معرباً عن تفاؤله للاجواء السائدة حتى الآن.

 

وقال مصدر مطلع يتابع مهمة ساترفيلد عن كثب ان الاجواء التفاؤلية تستند الى عناصر عديدة منها:

 

1- ان تكثيف حركة السفير ساترفيلد المكوكية ومقابلته المسؤولين اللبنانيين ثلاث مرات في غضون اسبوعين هو دليل على الاجواء والنتائج الايجابية التي سجلت حتى الآن.

 

2- المعلومات المتوافرة عن المحادثات التي جرت تؤكد ان المفاوضات تسير بتدحرج إيجابي، وانه منذ بداية استئناف ساترفيلد التحرك الأميركي سجلت تطورات ايجابية ملحوظة.

 

3- حصول تقدم ملحوظ ايضاً في ما نقله ساترفيلد من ملاحظات متبادلة حول ترسيم الحدود وآلية التفاوض لحسمها. مع الاشارة ايضاً الى ان كل العملية اليوم منذ تحرك الموفد الاميركي اصبحت في مكان متقدم عما كانت عليه في السنوات الخمس الماضية. وكشف المصدر ايضاً أن التقدم الذي سجل يعود الى عناصر عديدة منها:

 

أ- قبول الجانب الاسرائيلي التفاوض حول الحدود البحرية من خلال ما اكد عليه الجانب اللبناني اي برعاية الامم المتحدة وعبر اللجنة الثلاثية العسكرية.

 

ب- اسقاط نظرية الموفد الاميركي السابق هدف او مبدأ التسوية الذي كانت واشنطن تعمل عليه، في حين كان الجانب اللبناني يصر ويؤكد على كامل حقه وحدوده البحرية والبرية.

 

ج- المسار الذي يسجل اليوم مع ساترفيلد يرمي الى استنساخ عملية الخط الازرق البرّي في البحر لتكوين خط ابيض في البحر الازرق.

 

واضاف المصدر ان مساعد وزير الخارجية الأميركي يحرص على وضع قيادة قوات «اليونيفيل» ومكتب الامين العام للامم المتحدة في بيروت في اجواء ونتائج تحركه ما يؤشر بوضوح الى قبول واشنطن رعاية الامم المتحدة لترسيم الحدود البحرية كما البرية، وان هناك رغبة في التحضير للمرحلة المقبلة.

 

وحسب المصدر فان استمرار الوتيرة السريعة في ظل الاجواء الايجابية، يبعث على الاعتقاد بأن المفاوضات في اطار آلية اللجنة الثلاثية العسكرية ستبدأ في مرحلة قريبة.