IMLebanon

حسين خليل يبلغ الحريري : حزب الله مصرعلى تمثيل «السنة» المستقلين

حسين خليل يبلغ الحريري : حزب الله مصرعلى تمثيل «السنة» المستقلين
الرئيس المكلف لن يشكل دون «القوات» وحقيبة «العدل» عالقة في بعبدا 

ابراهيم ناصرالدين

ما يحكى عن «رتوشات» أخيرة يجري العمل عليها لاستيلاد الحكومة العتيدة خلال الساعات او الايام المقبلة، ليس دقيقا، فما يحكى عنه عقد «بسيطة»، لا تحتاج الى الكثير من الوقت او الاخذ والرد كي يجري تذليلها لان الامور عند الجميع باتت واضحة ويمكن تجاوزها بعد ان كانت المشاكل والحلول على «الطاولة» وباتت كل «الاوراق» مكشوفة، بعد اشهر من «المناكفات» «والعنتريات» غير المجدية.. لكن ما يؤخر الاعلان عن «الولادة» يتعلق بتأخر وصول «المباركة» السعودية النهائية على عملية التأليف بعد تعذر الاتصال من قبل حلفاء السعودية في لبنان بمدير الاستخبارات في المملكة خالد الحميدان، المسؤول المباشر عن الملف اللبناني، ومتى تم التواصل معه، ستصدر مراسيم التشكيل، الا اذا طرأ امر من خارج الحسابات وكان للمملكة «رأي جديد» مخالف للموافقة المبدئية التي منحتها السفارة في بيروت بعد مراجعة الخارجية السعودية…

وفيما تبقى عقدة «العدل» عالقة مع استمرار تمسك رئيس الجمهورية ميشال عون بها دون «اغلاق» الباب على استمرار التفاوض مع القوات اللبنانية، اشارت مصادر مواكبة الى ان الرئيس عون متمسك بوزارة العدل لاسباب موجبة تتعلق بنوعية الحقائب المتبقية للرئاسة الاولى، وتتساءل تلك المصادر كيف يمكن ان لا يكون بيد رئيس الجمهورية اي حقيبة وازنة، فالامن لدى رئيس الحكومة عبر وزارة الداخلية، والمال لدى الثنائي الشيعي، والتربية للاشتراكي، وبالتالي، من حق رئيس الجمهورية التمسك بوزارة العدل لمواكبة اولوية مكافحة الفساد في حكومة العهد الاولى، ووزارة العدل هي من حصة رئيس الجمهورية، وقد تنازل الرئيس عن نائب رئيس الحكومة، وبالتالي لا يمكن التنازل عن وزارة العدل، وفي المقابل، حسمت حقيبة «الاشغال» لتيار المردة مع عودة مرتقبة للوزير يوسف فنيانوس اليها، لكن الجديد الذي طرأ على خط الاتصالات الحكومية يتعلق بتمثيل «السنة» المستقلين، وعلم ان حزب الله دخل بقوة بعد ظهر امس على هذا الملف، ووفقا لمصادر الحزب ابلغ المستشار السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل الرئيس المكلف سعد الحريري ان حزب الله يريد «بكل جدية» «واصرار» ان تتمثل هذه الشريحة السياسية الوازنة في الحكومة لانه وفقا للمعايير الموضوعة للتشكيل يحق لهم ان يتمثلوا مثل غيرهم، ومن غير المنطقي استبعادهم في حكومة وحدة وطنية، وقد ترك هذا الملف للتشاور بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية لايجاد المخرج المناسب لهذه «العقدة» المستجدة.

وفيما اكدت مصادر مقربة من بيت الوسـط ان الرئيــس الحريري ما زال يرفض تمثيل سنّة المعارضة ويعتبر ان الموضوع خارج النقاش، لم تستبعد مصادر مطلعة على مجريات التأليف ان يتم ايجاد مخرج ملائم لهذه العقدة.

«الاتصال» المفقود..؟

في غضون ذلك، أكدت أوساط وزارية معنية بعملية التشكيل ان «الوقت المستقطع» الذي طلبه رئيس الحكومة المكلف لتشكيل الحكومة خلال ايام، لا يرتبط بالعقبات المتبقية لان ما بقي منها قابل للحل في ساعات ولا يحتاج الى ايام، ووفقا لمعلومات تلك المصادر، اوضح القائم بالاعمال السعودي في بيروت الوليد البخاري للرئيس الحريري انه لا يملك صلاحية اعطاء «مباركة» بلاده على الصيغة النهائية للحكومة، والمشكلة الرئيسية التي برزت خلال الساعات القليلة الماضية هي غياب مدير الاستخبارات السعودي خالد الفليحان عن «السمع»، ولم تنجح محاولات القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي، والرئيس المكلف في التواصل معه طوال الايام القليلة الماضية، وبعد مراجعة البخاري امس وعد بالحصول على أجوبة من الرياض قبل نهاية الاسبوع الحالي.. وبحسب تلك الاوساط، ما ان «يرن» الهاتف في «بيت الوسط» او «معراب»، سيصعد الحريري الى بعبدا لاعلان تشكيلته، واي تعثر او «خربطة» في «الربع الساعة الاخير» فسيعني ان الجواب النهائي من المملكة قد جاء سلبيا..

الاوضاع «صعبة» في المملكة

ولفتت تلك الاوساط الى ان هذا الغياب عن «السمع» لمدير الاستخبارات غير مفاجىء، فهو يأتي بعد معلومات دبلوماسية موثوقة عن اجراءات مشددة اتخذتها السلطات السعودية بحق عدد كبير من الأمراء وقادة الأجهزة العسكرية والامنية، في وقت تتفاقم فيه حالة «التخبط» في دوائر القرار السعودي بسبب قضية اختفاء جمال خاشقجي.. وفي هذا السياق انقطعت تقريبا اتصالات أغلبية المسؤولين السعوديين مع الخارج، حيث تم فرض مراقبة دقيقة على تحركاتهم واتصالاتهم الداخلية والخارجية. وقد جاءت هذه الاجراءت على خلفية غياب الثقة بمن يحيط بولي العهد محمد بن سلمان وتجري حاليا مراجعة امنية حول كل الشخصيات والامراء في الدائرة القريبة من الحكم في ظل مخاوف من محاولات خارجية لاحداث خرق في محيط العائلة الحاكمة لتسهيل اخراج ولي العهد من السلطة، خصوصا ان المؤشرات الاميركية لا تبدو مطمئنة في ظل الضغوط التي يتعرض لها الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وأمام هذا الوضع يخشى ولي العهد من تمرد داخل العائلة الملكية.

الدور الاميركي

وفي سياق تأكيدها على العوامل الخارجية المساعدة في تسريع تشكيل الحكومة، نقلت اوساط سياسية مطلعة عن مصادر دبلوماسية غربية تأكيدها ان الاميركيين «لعبوا» دورا رئيسيا في «حلحلة» الامور في بيروت، فما حصل في العراق قبل اسابيع من «كباش» سياسي خطير بعدما انتقل الى الشارع وكاد يطيح بالسلم الاهلي في البلاد، اشعل «الضوء الاحمر» لدى الكثير من دوائر القرار الدولي وخصوصا في واشنطن، فبعد «خسارة» الرئاسات الثلاث في بغداد، استشعر الاميركيون بأن طهران ليست في وارد الاستسلام لاي محاولة لاضعاف نفوذها في المنطقة، ومع اقتراب دخول العقوبات الاقتصادية على طهران حيز التنفيذ في مطلع الشهر المقبل، لا تريد واشنطن ابقاء كل الملفات مفتوحة خصوصا في ساحات لا يملك فيها حلفاءها القدرة على الصمود، ولذلك كان لا بد من القبول بالواقع كما هو والذهاب الى تشكيل حكومة لبنانية تضم كل القوى السياسية مع العلم المسبق بان التوازنات التي تحكمها تتناقض مع حقيقة موازين القوى على الارض، ولذلك فان القبول بما هو معروض اليوم، يبقى افضل من ترك الازمة مفتوحة دون «ضوابط» او قدرة على التحكم باحداثها، وجرى العمل على اقناع السعوديين برفع «الفيتوات» الموضوعة..

ضغوط داخلية وخارجية

ولا تخفي تلك المصادر، ان الفريق السياسي المناوىء للسعودية زاد منسوب الضغط على الرئيس الحريري في الايام القليلة الماضية في محاولة منه للاستفادة من مرحلة عدم التوازن السائدة في المملكة المشغولة بملف حماية ولي العهد السعودي من السقوط في اخطر امتحان يمر به منذ «انقلابه» على الامير محمد بن نايف، وقد مارس الرئيس ميشال عون بدعم من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «ضغطا» نفسيا على رئيس الحكومة المكلف وشجعوه على المضي قدما في تحريك عجلة التأليف لاختبار ردود الفعل السعودية في هذه المرحلة الحرجة، وقد عمد عون الى حشره «بسلسلة» مفاجئة من التنازلات لم يكن بامكانه القفز عنها بسهولة، خصوصا بعد ابلاغه بأن «حل العقدة» الدرزية بات منجزا، وثمة استعداد جدي للتعامل بليونة مع مطالب القوات اللبنانية.

وتجدر الاشارة الى ان الخلوة التي جمعت الرئيسين اللبناني ميشال عون والفرنسي مانويل ماكرون في يريفان اعطت دفعة قوية وحاسمة لتشكيل الحكومة وشكلت اشارة الانطلاق، وان الرئيس عون سمع كلاماً حاسماً من الرئيس الفرنسي لضرورة الاسراع والعمل من قبل الرئيس عون على ازالة كل العقبات وتشكيل الحكومة باسرع وقت والا فان فرنسا الحريصة على لبنان ستأخذ موقفاً متشدداً من المسؤولين اللبنانيين ومقاطعتهم اذا لم يبادروا الى الاسراع بتشكيل الحكومة فوراً، لان فرنسا حريصة على لبنان وتعرف جيداً خطورة الاوضاع في المنطقة، ولذلك، فان الرئيس ميشال عون ومن الطائرة الرئاسية التي اقلته الى بيروت اجرى اتصالات مع الجميع بضرورة الاسراع بالتأليف وبادر الى تقديم التنازلات واعطى اوامر للوزير باسيل بتسهيل ولادة الحكومة وعدم الوقوف عند اي شرط.

الحريري «حريص» على «القوات»

من جهتها أكدت اوساط بيت الوسط ان لا صحة للمعلومات حول نوايا رئيس الحكومة المكلف السير بحكومة لا تتمثل فيها القوات اللبنانية، وهو امر اكد عليه مساء الحريري في دردشة مع الاعلاميين، ووفقا لمصادر مطلعة فان اي قرار باستبعاد «القوات» سيفسر على نحو خاطىء لدى المسؤولين السعوديين، لانه سيبدو استغلالا للموقف الحرج التي تمر به، ومن هنا حرص الرئيس المكلف على ابلاغ رئيس الجمهورية بحراجة هذا الموضوع وتمنى عليه المساعدة في ايجاد حل للعقدة المسيحية، وهو طلب ان تكون زيارته الاخيرة الى بعبدا بعيدا عن الاعلام كي لا يكون تحت ضغط عامل الوقت، وكذلك لعدم اعطاء المشاورات طابعا رسميا قد تفهم على نحو خاطىء في الرياض التي ينتظر منها اجابات محددة ونهائية على التشكيلة النهائية.

مشاورات التأليف مستمرة..

في هذا الوقت تتواصل المشاورات المحلية لتذليل ما بقي من عقبات حكومية، ووفقا لمصادر بعبدا يأمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يتابع الاتصالات على مدار الساعة، ان تولد الحكومة قبل نهاية الاسبوع الحالي، وهذا ما قصده بقوله بان «الامور قاب قوسين او أدنى»، وهو عندما اكد أمام زواره «اننا نعمل على ولادة حكومة وحدة وطنية»، قطع الطريق امام أي تأويلات حول امكانية استبعاد القوات اللبنانية من الحكومة.. واشارت تلك الاوساط الى ان رئيس الجمهورية لن يكون حجر عثرة امام تشكيل الحكومة لأنّها حكومة العهد، وهو يعمل على تسهيل ولادتها سواء كان الامر متعلّقاً بوزارة العدل أم لا، وفي هذا الاطار بقيت اجواء بعبدا تشير الى التمسك بهذه الحقيبة.

«حصة القوات»

وفي هذا السياق، اكدت مصادر القوات اللبنانية انها تلقت عرضا من رئيس الحكومة يتضمن 4 وزراء من بينهم نائب رئيس حكومة و3 حقائب هي: الثقافة، الشؤون الاجتماعية، ووزارة العدل، لكنها اعترفت ان هذه الحقيبة ما تزال موضع تجاذب اللحظات الاخيرة..ولم يبت بعد بالقبول او بالرفض او بالتعديل…. وما يزال الرئيس المكلف سعد الحريري ينتظر رد بعبدا النهائي حيال هذه الحقيبة ومن المنتظر ان يتبلغه اليوم على ان يطلع وزير الاعلام ملحم رياشي على آخر المستجدات.. وقد رفضت اوساط القوات تأكيد او نفي ما اذا كانت حقيبة العدل ستكون عقبة امام دخولها الحكومة.

جعجع

وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قد اكد ان «البعض ليس قلقا متى تتشكل الحكومة بقدر قلقه من حصة القوات، ولا يهمه الا إظهارنا بمظهر الخاسر، واشار الى ان «القوات» أخذت حجمها من اصوات الناس في الانتخابات النيابية «ويضحك كثيرا من يضحك أخيرا».. وشدد على أن «كل الأجواء التي تبث في الإعلام عارية من الصحة والمشاورات مستمرة مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وهناك بعض النقاط العالقة لم تحل بعد ويتم العمل عليها». واشار إلى ان «وزير الإعلام ملحم الرياشي نقل له تحيات الرئيس الحريري، وأن شو ما كان يكون القوات زينة الحكومة..واشار الى ان البيان الوزاري يتطلب عملا بدقة وسيأخذ وقته… وعن علاقته برئيس الجمهورية، قال: «علاقتي بعون على حالها منذ انطلاق العهد حتى الآن، ونعتبر العهد عهدنا، وكل عملنا ليكون من أنجح العهود التي مرت على لبنان…».

بدورها اكدت مصادر «لبنان القوي» انها قدمت كل التسهيلات وهي تترقب ولادة قريبة لحكومة وحدة وطنية ولا تريد استثناء احد وخصوصا القوات اللبنانية.

اقتراحات لحل العقدة الارمنية

وفيما حلت «العقدة» الدرزية حيث سيختار الرئيس عون من بين الأسماء التي قدمها النائب السابق وليد جنبلاط والوزير طلال ارسلان. فان مسألة التمثيل الارمني التي طرأت في الساعات الأخيرة لا يبدو ان حلها مستعصيا، وعلم في هذا السياق انه سيتم تمثيل الارمن بوزيرين واحد كاثوليكي وآخر ارثوذكسي.

«الاشغال» «للمردة»

وبالنسبة لحقيبة وزارة الاشغال ابلغ وزير الاشغال يوسف فنيانوس الرئيس المكلف بعد لقائه في بيت الوسط بعد ظهر امس، بحضور وزير المال علي حسن خليل، ان الوزير فرنجية متمسك بهذه الحقيبة، ولمس تأييدا لموقفه من الحريري، فيما لا يزال حزب الله على دعمه لحليفه الزغرتاوي، ويبدو ان الامور محسومة في هذا الاتجاه.