IMLebanon

رئيس الجمهورية يعتبر تكتل 6 نواب بدعة وهم جاؤوا ضمن كتل وفاعليات واحزاب

عون وافق على اقتراح الحريري ويشعر ان الحريري قد يتعرض لضغط سعودي اذا جاء الوزير من الستّة
رئيس الجمهورية يعتبر تكتل 6 نواب بدعة وهم جاؤوا ضمن كتل وفاعليات واحزاب

رضوان الذيب

قال الرئيس سعد الحريري قبل سفره الى فرنسا عند اجتماعه برئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه لن يقبل بأي شكل من الاشكال بتوزير وزير سني من الوزراء الستة لانه سيحصل عليه ضغط بتوزير احد النواب وان ذلك غير وارد.

ولدى النقاش مع فخامة الرئيس ميشال عون بان الرئيس سعد الحريري لن يعتزل عن تأليف الحكومة حتى لو تم الضغط من اجل المجيء بوزير سني من الوزراء الستة فان الرئيس العماد ميشال عون قال ان الرئيس سعد الحريري ربما لا يريد الاعتزال ولكن قد يحصل عليه ضغط سعودي واميركي وخاصة سعودي، يجعله ينسحب من تأليف الحكومة، وهذا خوف كبير على انسحاب الحريري من تأليف الحكومة. ومن هنا فان عون لن يخاطر بالضغط على الحريري او يطالبه بتوزير سني من النواب الستة، بينما هو يرى ان الرئيس الحريري اعطى ثقته للرئيس ميشال عون وقال له انا اتمنى عليك ان تختار يا فخامة الرئيس الوزير السني السادس ويكون من حصتك، والذي تختاره انت انا موافق عليه لكن اعطاء النواب الستة السنّة وزيراً فهذا امر مستحيل بالنسبة لي.

وبعدما شعر الرئيس سعد الحريري ان حزب الله قرر عدم ارسال اسماء وزرائه الذي يقترحهم داخل الحكومة قرر تمديد سفره الى فرنسا تحت عنوان حضور مؤتمر سينعقد في باريس وهو عمليا اسلوب وهمي لكن الحريري لن يقبل بتوزير اي وزير سني من النواب لستة وعون موافق معه ومتضامن معه، ويعتبر انه مثلما تم حل عقدة الوزير الثالث الدرزي سيتم عقدة الوزير السني ويعطي وزيراً يختاره رئيس الجمهورية ويقبل به حزب الله لان الوزير السني السادس سيكون من حصة عون وعلاقة عون مع حزب الله علاقة جيدة، رغم ان حزب الله كان يرى ان 6 او 7 نواب سنة يستحقون ان يتم تمثيلهم بوزير سنّي من النواب الستة او السبعة، ذلك مثلا ان النائب جهاد الصمد جاء بأصوات سنية وليس باصوات شيعية كما يقول الحريري عن النائب وليد سكرية الذي جاء في البقاع باصوات شيعية.

كما ان النائب فيصل كرامي جاء في طرابلس بأصوات سنيّة حتى انه لم ينل اكثر من 400 صوت من كامل منطقة جبل محسن، وجاء بأصوات سنيّة طرابلسية كاملة، ولذلك يستحق ان يكون وزيراً في الحكومة.

كما ان النائب اسامة سعد جاء بأصوات سنيّة في صيدا، وليس بأصوات شيعية، وهو يمثل ناخبين من الطائفة السنية بكل معنى الكلمة، لذلك ان القول من قبل رئيس الجمهورية ومن قبل رئيس الحكومة ان هؤلاء النواب الستة جاؤوا بـأصوات شيعية هو امر غير صحيح، حتى ان الوزير السابق والنائب عبد الرحيم مراد وصل الى مركز المقعد النيابي في مجلس النواب بأصوات سنيّة، لذلك لا يحق للرئيس الحريري اعتبار ان هؤلاء النواب السنة لا يمثلون الناخبين فعليا، فهنالك 4 نواب بشكل واضح جاؤوا باصوات سنية وهم النائب جهاد الصمد والنائب فيصل كرامي والنائب اسامة سعد، كما ان النائب عدنان طرابلسي حاز على 12 الف صوت تفضيلي في حين نال الرئيس الحريري 22 الف صوت تفضيلي ويعني ذلك ان قوة الاحزاب في بيروت كانت القوة السنية الثانية والنائب عدنان طرابلسي وصل بأصوات سنية بـ 12 الف صوت تفضيلي في بيروت وكان الرقم الثاني بعد الرئيس سعد الحريري الذي نال 22 الف صوت تفضيلي، وبالتالي لا يمكن القول ان اصوات النواب السنّة جاؤوا بأصوات الشيعة او بدعم من حزب الله او بدعم شيعي او ايراني او غيره، لكن رئيس الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون لا يريد الضغط على الرئيس سعد الحريري وهو متوافق معه على اختيار الوزير السني السادس من حصة رئيس الجمهورية وسيقوم بالتحضير لاسم وزير سني سيقترحه على الرئيس الحريري ويكون هو الوزير السني السادس للحكومة ويعتقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه سيستطيع اقناع حزب الله بهذا الشأن وبان حزب الله لن يقوم بخطوة تكتية تؤدي الى ايقاف الخطة الاستراتيجية لتأليف الحكومة التي باتت على قاب قوسين من تأليفها. وهذا الحديث دار بين عون والحريري في شأن تشكيل الحكومة وتعيين وزير سنّي فيها هو السادس، وان الحريري لن يقبل ابدا بتوزير سنّي من النواب الستة، وانه مستعد ان يعتزل لكن البعض يقول انه لن يعتزل انما عون يخاف من ان تضغط السعودية على الرئيس الحريري وتجبره على الاعتزال والانكفاء عن تأليف الحكومة.

السفارة الاميركية في حالة استنفار

كما ان السفارة الاميركية حاليا هي في حالة استنفار ضد توزير وزير سنّي سادس من النواب الستّة او السبعة الذين تعتبرهم محسوبين على حزب الله، ولا يصبون في خط العلاقة اللبنانية – الاميركية التي تريد ان تأتي الحكومة لا قوة لحزب الله فيها .

اما السفيرة الاميركية في بيروت، فقد فتحت خطوطها الهاتفية عبر اتصالات مع مختلف القيادات السياسة والرؤساد مؤكدة رفض بلادها تعيين وزير سني مؤكدة ان هذا الوزير سيكون لحزب الله وبالتالي لا يجوز توزير سني لحزب الله، حيث تعتبر واشنطن ان الطائفة السنية يجب ان تكون في مواجهة ايران وايران تتعرض لعقوبات من قبل اميركا، ولذلك لا يمكن ان تقبل واشنطن بتعيين وزير سني يدين بالولاء لحزب الله وشيعة ايران، لان ذلك سيؤدي الى اضعاف الطائفة السنية وبالمقابل اعطاء اوراق قوة جديدة للشيعة وحزب الله.

بالنسبة الى الرئيس نبيه بري منذ الاساس قال للنواب الستة او السبعة عليكم تأليف كتلة نيابية والتوجه الى الاستشارات بكتلة نيابية وطلب توزير نائب منكم وانه من الناحية المبدئية مع توزير نائب من النواب الستة او السبعة وانه قال هذا الكلام للنائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد.

لكنه لن يدخل في صراع في شأن تأليف الحكومة مع الرئيس الحريري ولا مع الرئيس العماد ميشال عون بل يترك امر تأليف الحكومة الى الحريري والى عون اللذين هما الاثنين سوية يوقعان مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة.

مصالحة فرنجية – جعجع

على صعيد اخر استغرب المسيحيون بشكل صادم لهم وهو ان البطريرك بشارة الراعي تحدث عن عدم نبش القبور فيما لم يترحم بكلمة واحدة على القتيل الصحافي جمال خاشقجي الذي تم قتله وخنقه وذبحه بشكل وحشي وهو البطريرك المسيحي الذي يتكلم باسم الانجيل والسيد المسيح والمسيحية، بل قام بمراعاة الوزير المفوض السعودي البخاري وهذا امر لم يكن ليحصل في بكركي لانه اذا كانت بقية الفئات من احزاب مسيحية كبرى شعبية ومن احزاب اسلامية اخرى وغيرها هي على لائحة القبض من السعودية فان بكركي ليست من هذا النوع ولذلك كان على البطريرك بشارة الراعي ان يستنكر نبش القبور اذا كان هذا رأيه السياسي لكن في ذات الوقت عليه ان يترحم على صحافي قتل ذبحا وخنقا وبشكل وحشي وتم تذويب جثته وهي جريمة وحشية لم تحصل في القرن الحادي والعشرين، وليس على بطريرك المسيحيين والموارنة ان يقوم بمراعاة اي دولة او اي جهة على حساب روح انسانية لان تعاليم المسيح هي العكس تماما، على كل حال اعلن البطريرك الراعي ان الوزير فرنجية والدكتور سمير جعجع اصبحا قريبين من اللقاء في بكركي، وفي المقابل يقول مراقبون سياسيون ان حلف جعجع – فرنجية سيتوجه مبدئيا ضد العهد لكن بالتحديد ضد حركة الوزير جبران باسيل، والوزير باسيل الذي يسيطر على 7 مقاعد وزارية وعلى حركة الدولة من خلال وجود عمه الرئيس العماد ميشال عون يستطيع التحرك بقوة اكثر وتقديم خدمات وتوظيفات وتعيينات وتشكيلات اكثر بكثير من غيره في الدولة على مستوى الوزارات والادارات وتقديم الخدمات.

كذلك فان الصراع الذي سيجري من جهة بين جعجع وفرنجية وبين باسيل من جهة اخرى مدعوما من الرئيس العماد ميشال عون لكن باسيل سيواجه مباشرة لان ذلك سيخلق جواً من التوتر المسيحي بين التيار الوطني الحر من جهة وتيار المردة وحزب القوات من جهة اخرى، ولن يؤدي الى نتيجة هامة طالما ان رئيس الجمهورية هو الرئيس العماد ميشال عون وهو الاقوى في الدولة اللبنانية.

وان كل ما يمكن ان يحصل عليه الوزير سليمان فرنجية هو وزارة الاشغال وكل ما يحصل عليه الدكتور سمير جعجع هو وزارات عادية مثل وزارة الثقافة والشؤون الاجتماعية والحد الاقصى وزارة العمل ومركز نائب رئيس الحكومة الذي ليس موجوداً دستوريا، لكن قوة المردة وحزب القوات اللبنانية في الشمال خاصة في قضاء زغرتا وبشري والكورة هو التيار الاقوى انما التيار الوطني الحر قادر على تقديم خدمات وتعيينات وتوظيفات للمواطنين في الشمال وخاصة من منطقة البترون الى جبيل الى كسروان الى المتن الشمالي الى بقية المناطق بقوة كبرى كون التيار الوطني الحر عبر 7 وزارات وعبر رئيس الجمهورية هم الذين يسيطرون على الدولة اللبنانية بمفاعيلها الرئيسية على صعيد التشكيلات والتعيينات والتوظيفات والخدمات والسياسة الخارجية والسياسة الداخلية وان الرئيس سعد الحريري لن يذهب باتجاه التحالف مع الدكتور جعجع والوزير فرنجية على حساب التحالف والتعاون مع الوزير جبران باسيل الذي هو الوزير الثاني الاقوى في الحكومة، اضافة الى ان الرئيس سعد الحريري يريد ان يكون على علاقة ممتازة مع عون وان اي تحالف من الحريري مع جعجع وفرنجية ضد الوزير باسيل سينعكس على علاقة رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية وهذا ما لا يريده الحريري لان لديه مشاريع انمائية واعمارية وخطة حكومية يريد تنفيذها ولا يستطيع تنفيذها دون الاتفاق مع رئيس الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون.

كذلك يعرف الرئيس سعد الحريري انه اذا دخل في صراع مع الوزير جبران باسيل وعبره في صراع مع رئيس الجمهورية الرئيس العماد ميشال عون فانه سيدخل في صراع مع حزب الله وحزب الله لا يسامح في هذا المجال، حتى الوزير فرنجية فعل الكثير لكي يكون هو المرشح الرئاسي لن يقبل حزب الله بالتنازل عن ترشيح الرئيس العماد ميشال عون، كما ان حزب الله لا يرتاح الى الدكتور جعجع ويعتبر ان مواقف الدكتور سمير جعجع هي ضد حزب الله وسلاحه واستراتيجية حزب الله وتحالفاته الاقليمية سواء من سوريا حتى ايران. وحزب الله طبعا لا يأمر ولا يطلب من الرئيس نبيه بري شيئا بالفرض او بطريقة غير تحالفية، انما حزب الله من خلال الثنائي الشيعي له علاقة خاصة مع حركة امل، فحزب الله وحركة امل عمليا هما حزبان في جسم واحد، ولا يختلف الرئيس نبيه بري مع حزب الله مهما كان الامر خاصة اذا كانت الاسباب سياسية على مستوى صراع احزاب داخلية ووزارات، لذلك فموقف بري وحركة امل هي بحلف مع حزب الله، وحزب الله حليف مع بري لا بل ان سماحة السيد حسن نصرالله يعتبر ان الرئيس نبيه بري هو الزعيم السياسي الاول شيعيا بتمثيل وجهة نظر الطائفة الشيعية والتحدث باسمها، ومن هنا فان التفاهم بين الرئيس بري وحزب الله عميق جدا، ولن يذهب الرئيس بري في تحالف مع الوزير سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع ضد الرئيس العماد ميشال عون او ضد الوزير جبران باسيل، ولو كان حصل في الماضي صراع بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل ادى الى مقاطعة الرئيس بري للوزيرجبران باسيل انما حزب الله والرئيس العماد ميشال عون استطاعا اعادة العلاقة وجعلا الوزير جبران باسيل يقف عند اعتبارات كبرى هي اعتبار ان الرئيس نبيه بري هو الزعيم السياسي الكبير ويمثل رمز القيادة في الطائفة الشيعية في المستوى الاول سياسيا.

 

اما من حيث الحكومة فيمكن التوقع ان حلا ما سيحصل، بعد عودة الرئيس سعد الحريري في شأن الوزير السنّي، وسيكون حلا وسطا يشبه الحل للوزير الدرزي الثالث، وبعدها على الارجح يتم اعلان تشكيل الحكومة، الا اذا حصلت مفاجأة ليست في الحسبان، مثل قرار نهائي من حزب الله في عدم قبول تشكيل حكومة دون تعيين وزير سنّي من النواب السنّة الستة او السبعة داخل الحكومة، والى حد ما هذا الامر غير مستبعد لكنه غير مؤكد.