IMLebanon

بعبدا: الرئيس لم يتكلم او يطالب يوماً بالثلث المعطّل

بعبدا: الرئيس لم يتكلم او يطالب يوماً بالثلث المعطّل

بري لمس مرونه من عون وتشدداً من الحريري : البلد يقع وهناك من يتفرّج

محمد بلوط

 

هل تحمل الساعات الثماني والاربعون او الايام القليلة المقبلة بشائر الحل ام ان البلاد ستبقى اسيرة الازمة الحكومية؟

 

الرئىس عون ينتظر عودة الرئىس المكلف سعد الحريري في نهاية هذا الاسبوع لوضع النقاط على الحروف في ضوء جولة المفاوضات والمشاورات التي اجراها سعيا الى حل عقدة تمثيل اللقاء التشاوري السنّي المستقل.

 

ووفقا للمعطيات المتوافرة فان الكرة اليوم اكثر من اي وقت مضى هي في ملعب الرئىس الحريري الذي لم يبد قبل مغادرته الى باريس ولندن اي مرونة، وبقي مصرا على عدم توزير احد من النواب الستّة من حصته او حتى من حصة رئىس الجمهورية لا بل ايضا استمر في رفض استقبال اللقاء التشاوري.

 

وتقول المعلومات ان الرئيس عون لا يمانع توزير النواب السنّة المستقلين من حصته، وان هذا الموقف ربما يؤدي الى تعديل في موقف الرئىس الحريري بعد عودته الى بيروت.

 

وعلى الرغم من ان زوار بعبدا لم يسمعوا من الرئىس عون موقفا صريحا في هذا الشأن، الا انهم لمسوا مرونة واضحة تعزز هذا الاتجاه وتفسّر مبادرته الاخيرة.

 

ووفقا للمعلومات ايضا فإن رئىس الجمهورية سيناقش بالتفصيل مع الرئىس الحريري في لقائهما المنتظر كيفية تمثيل النواب السنة المستقلين انطلاقا من ان مبدأ تمثيلهم لا يمكن تجاهله او الهروب منه.

 

ولم يتضح حتى الان ما اذا التمثيل سيكون مباشرة من بين النواب الستّة كما اكدوا على ذلك خلال لقائهم الاخير مع الرئيس عون ام من خلال تسميتهم لوزير من خارج الندوة البرلمانية.

 

وحسب المعلومات ايضا فإن هناك تركيزا ايضا على وضع السيناريو للحل اما من خلال ترتيب لقاء مباشر بين النواب الستة والحريري، او الاكتفاء بإخراج اخر يتولاه رئىس الجمهورية.

 

وامس قالت مصادر قصر بعبدا «ننتظر عودة الرئىس الحريري لتقويم الامور في ضوء اللقاءات والمشاورات التي اجراها رئىس الجمهورية».

 

واوضحت ردا على سؤال «ان هناك اقتراحات عديدة طرحت وهي تتفاعل ولم تحسم مشيرا الى ان هناك لقاءات واتصالات معلنة واخرى غير معلنة.

 

وعما اذا كان الرئىس عون بصدد التضحية بوزير من حصته، قالت المصادر المسألة ليست مسألة تضحية او وزير من هنا ووزير من هناك، المسألة هي مسألة تأليف حكومة متجانسة في مناخ جيد وان لا يستمر التجاذب والسجال داخلها في المرحلة المقبلة».

 

وردا على سؤال حول ما يثار بالنسبة للثلث المعطل، اوضحت المصادر «ان فخامة الرئىس لم يتكلم يوما عما يسمى بالثلث المعطل ولم يطالب مرة بالثلث المعطل، ولا يتعاطى بهذا الموضوع. وكل ما يقال في هذا الشأن هو غير صحيح».

 

واشارت الى ان الرئىس عون سيقوّم نتائج المشاورات واللقاءات التي اجراها مع الرئىس المكلف بعد عودته سعياً الى حل للازمة. واضافت ان المواقف المعلنة حتى الآن تشير الى ان كل طرف لا يزال على موقفه، لكن الجميع يؤكد على استمرار مبادرة رئيس الجمهورية واتاحة الفرصة للوصول الى الحل.

 

وقالت المصادر «ان المسؤولية لا تقع على الرئىس وحده وانما على عاتق الجميع الذين عليهم المبادرة والتنازل لمصلحة الوطن».

 

ولم يخف الرئىس بري امام زواره امس انزعاجه الشديد مما آلت اليه الاوضاع وقال «ان الوضع لم يعد يحتمل ولا يجوز ان يستمر على هذا المنوال. فالبلد يقع بين ايدينا وهناك من يتفرج على المأساة».

 

واضاف «لم يعد ينفع الكلام الآن فليس هناك من يسمع. لقد وصلت اللقمة الى الفم لكنهم ابعدوها في آخر لحظة. هذه الأمور لا تحل بالنكايات او الكيدية، وعلينا جميعا ان نتحلى بالمسؤولية وعدم اهدار المزيد من الوقت».

 

ونقل زوار عين التينة ان الرئىس بري لمس من رئىس الجمهورية مرونة وليونة في موضوع تمثيل النواب السنّة المستقلين.

 

وانتقد عدم استقبال الرئىس الحريري لهؤلاء النواب والتعاطي باستخفاف مع هذا الموضوع، متسائلا لماذا لا يستقبلهم وما اذا كان المطلوب استبعادهم واقالتهم او تهجيرهم من البلد.

 

وعلم ان اتصالا كان جرى بين بري والحريري قبل سفر الثاني، وان الرئيس المكلف بقي مصرا على عدم تمثيل النواب الستة ولم يبد مرونة في هذا الشأن.

 

ووفقا للاجواء التي سجلت حتى أمس فان الحل ليس جاهزاً او متوافراً بعد، وان الاقتراحات التي طرحت للهروب من تمثيل اللقاء التشاوري تعيد الوضع الى الوراء بل الى نقطة الصفر.

 

واكد مصدر مطلع ان حزب الله عرض موقفه للرئىس عون خلال زيارة وفده القيادي مؤخرا لقصر بعبدا، وانه لا يتدخل مباشرة في المفاوضات او المشاورات الجارية ويترك الامر للقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين.

 

واضاف ان الحزب عبّر غير مرة عن تأييده ودعمه لمشاركة اللقاء في حكومة الوحدة الوطنية، وان البحث الجاري يتمحور بصورة عامة حول هذا الموضوع.

 

وردا على سؤال قال انه لم يطرأ اي جديد، وانه ليس لدى الحزب معطيات تدل على حسم الامور وبلورة الحل حتى الآن.

 

وعما اذا كان رئىس الجمهورية بصدد التخلي عن الوزير السنّي لمصلحة اللقاء التشاوري، قال المصدر انه لم يتضح بعد مثل هذا الامر، وهناك اقتراحات عديدة طرحت لكنها لا تزال قيد الاخذ والرد.

 

من جهته قال احد النواب الستّة لـ«الديار»: موقفنا واضح وقد ابلغناه لفخامة الرئىس، وهو يتلخص بمشاركتنا في الحكومة من خلال احد نواب اللقاء، وكل ما يجري تسريبه لا يمت الى موقفنا بصلة».

 

ونفى في هذا المجال ان يكون قد طرح توزير شخص من خارج النواب الستّة اكان نجل النائب عبد الرحيم مراد او غيره.

 

واشار الى ان اللقاء سيعقد اجتماعا له الاثنين لدرس الوضع في ضوء المستجدات المتعلقة بمبادرة رئيس الجمهورية.