IMLebanon

الديار: صفقة القرن : تقسيم للوطن العربي ولبنان غير جاهز لمواجهتها

 

زيارة بري للعراق حرّكت المياه الراكدة وحثت على الحوار في المنطقة

كتبت نور نعمة

اظهرت الدولة اللبنانية استعجالا في الايام الاخيرة على البت في مواضيع مهمة واساسية ابرزها خطة الكهرباء التي كانت مطلباً مزمناً من الشعب اللبناني في ظل الضغط الايجابي الذي تمارسه اوروبا وخاصة فرنسا على لبنان لاجراء اصلاحات الى جانب التشديد الاوروبي والفرنسي على اهمية الحفاظ على الاستقرار اللبناني. وابدت القوى اللبنانية السياسية قناعة في ضرورة الاصلاح والتلاقي والاتفاق على المسائل الاساسية بدلا من السجالات والتراشق وكان نتيجة ذلك اقرار خطة للكهرباء والعمل على تنفيذها كما الى سعي الحكومة الى تقليص العجز الذي يهدد الاستقرار النقدي والمالي. بموازاة ذلك، تسارع واشنطن الى اتمام صفقة القرن وزعزعة استقرار المنطقة عبر تغيير خريطة الشرق الاوسط ورسم حدود جديدة لعدة دول عربية ومسألة اللاجئين الفلسطينين كما لنسف اي امل باقامة دولة فلسطينية مستقلة بل دولة متقطعة الاوصال. فهل سيكون لبنان جاهزا وعلى استعداد لمواجهة تداعيات صفقة القرن التي ستطاله حتما؟ وهل لبنان قادر على تحمل التصعيد الاميركي على حزب الله؟ فكيف سيتمكن لبنان من حماية نفسه من شظايا صفقة القرن؟

 

لا يبدو ان الدولة اللبنانية اعدت خطة لمواجهة تداعيات صفقة القرن الى يومنا هذا سوى تصريحات رافضة للتوطين انما على ارض الواقع لا تملك الحكومة اللبنانية اي طرح جدي لمعالجة ما سيصيبها من صفقة القرن. وفي هذا النطاق، تقول اوساط سياسية ان لبنان بطبيعة الحال سيتضرر من صفقة القرن بما انه ليس جزيرة معزولة عن محيطه العربي وبالتالي اي تغيير في حدود دول عربية سيرتد سلبا على الوضع الداخلي اللبناني. ولكن في الوقت ذاته تشير هذه الاوساط الى احتمال تسهيل هجرة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية الى اجزاء اخرى من دول عربية على الارجح ستكون في الاردن وسيناء.

 

وفي هذا السياق، قال اللواء منير مقدح، قائد كتائب شهداء الاقصى، لـ«الديار» ان ليس كل ما يخطط له الاسرائيليون والاميركيون يصبح نافذا في المنطقة ذلك انه رغم الواقع المرير التي تمر به المنطقة لن تمر صفقة القرن لان هناك عوامل كثيرة ستحبطها وتفشل خرائطها. واعتبر مقدح ان الشعب الفلسطيني هو شعب مقاوم وقادر على كسر القيود وخير دليل على ذلك ان فلسطينيا غير متدرب في العمل العسكري حقق عملاً بطولياً وزرع الرعب في قلب بنيامين نتانياهو. وأضاف ان صفقة القرن لن تمر بوجود صواريخ حزب الله التي تهدد اسرائيل كما ان اعطاء جزء من سيناء ليس بالامر السهل على مصر وعلى الشعب المصري الذي سيثور على هذا المخطط.

 

وايضا، اشار اللواء مقدح الى ان المتضررين من صفقة القرن كثر حتى ان دولاً عربية خليجية ضالعة ومتورطة في هذه الصفقة ستتضرر من هذه الصفقة ذلك ان تقسيم الوطن العربي الى اجزاء سيرتد سلبا عليهم. وتابع ان من يعتبر ان صفقة القرن ستتوقف فقط عند اعطاء جزء من سيناء للفلسطينيين وتأهيل الاردن لاستيعاب الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية الى جانب اقتطاع الجولان من سوريا فهو لا يتمتع ببعد النظر او بالذكاء السياسي. ذلك ان تقسيم الوطن العربي سيبدأ في سيناء والاردن والجولان لكنه لاحقا سيطال كل بلد عربي.

 

القوات: سنواكب ايصال خطة الكهرباء الى بر الامان

 

بالعودة الى الداخل اللبناني، قال مصدر في القوات اللبنانية لـ«الديار» ان الاساس كان اقرار خطة الكهرباء والقوات كانت لها مساهمة كبيرة في ايصال هذه الخطة ضمن الملاحظات التي تمسكنا بها وباتت معروفة للرأي العام لكن وضع الخطة على ورق ليس بكاف ولذلك سنواكب ايصال هذه الخطة الى بر الامان وان تترجم بكامل الشفافية وان يشكل مجلس ادارة كهرباء لبنان والهيئة الناظمة لحماية هذه الخطة وترجمتها بالشكل المطلوب.

 

وتابع ان هذه المرحلة مختلفة عن المرحلة السابقة والوزيرة ندى البستاني تعهدت باخذ المبادرة ازاء تشكيل مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان واليوم في ظل «سيدر» هناك رقابة دولية مشددة على كيفية تطبيق الامور وقناعة عند القوى السياسية على انهاء هذه المسألة المتعلقة بالحل المؤقت والبواخر ولذلك نرى اننا دخلنا في مرحلة جديدة.ومن المؤسف ان نتكلم بمسائل بديهية فهل يعقل انه لا يوجد حتى هذا التاريخ هيئة ناظمة ولا مجلس ادارة لمؤسسة كهرباء لبنان؟ اليوم ستحصل التعيينات في قطاع الكهرباء عبر مجالس لديها خلفية تقنية والتصور الشامل بهدف تنفيذ الخطة للكهرباء.

 

خطة الكهرباء ايجابية لالتزامها ضبط الهدر قبل زيادة الانتاج

 

قال الخبير الاقتصادي سامي نادر للديار ان اقرار خطة الكهرباء هو اول خطوة اصلاحية وهذا الامر يبعث على التفاؤل خاصة ان هذه المرة الاولى التي يجتمع فيها الافرقاء السياسيون على مسألة اصلاحية بعيدا عن مسار المحاصصة. واضاف نادر: ان خطة الكهرباء خطة ايجابية بما انها تلتزم ضبط الهدر قبل زيادة الانتاج اضافة الى انها تراعي خطة البنك الدولي في هذا المجال وهذا يعطي اشارة ايجابية للاسواق والدول المانحة. في الوقت ذاته، تمنى الخبير الاقتصادي سامي نادر ان تكون نسبة المنافسة مرتفعة كما دعا الى اشراك القطاع الخاص والعام مشددا على اهمية تنفيذ الخطة لان خططا كثيرة وضعت سابقا غير انها بقيت حبرا على ورق. واعتبر نادر ان الاهم من تأمين الكهرباء 24/24 هو تقليص العجز ذلك ان الوضع الاقتصادي متردٍ واي انهيار نقدي او مالي سينسف كل هذه الجهود التي وضعت من اجل اقرار الخطة للكهرباء. وايضا، شدد نادر على تخفيض كلفة الكهرباء على المواطن الى جانب تخفيض كلفة الانتاج في قطاعات اخرى مثل قطاع الاتصالات وغيره وخفض عجز الخزينة وتجديد البنى التحتية.

 

السفير الروسي لـ«الديار»: هناك تفاهم كامل مع الرئيس عون حول عودة النازحين

 

قال السفير الروسي الكسندر زاسبكين للديار ان بلاده تعمل وفقا للمبادئ المعروفة لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم وتشمل المساهمة الروسية اعادة تأهيل المستشفيات والمدارس والطرقات في سوريا من اجل تأمين عودة النازحين الى اراضيهم. واشار الى وجود تفاهم كامل بين روسيا والرئيس ميشال عون حول عودة النازحين السوريين الى بلادهم ودعا الى الضغط على الاوروبيين والاميركيين ودول الخليج لتحريك ملف عودة النازحين، معتبرا ان الكلام الذي يتردد مؤخرا ان الرئيس الاسد لا يريد عودة السوريين ما هو الا اشاعات وتضليل.

 

زيارة بري للعراق حرّكت المياه الراكدة

 

بموازاة ذلك، لا تزال زيارة الرئيس نبيه بري الى المحيط العربي تتفاعل وتلقى ترحيبا عربيا كبيرا خاصة خلال زيارته للعراق حيث تشير المصادر الى ان السعودية لم تأخذ زيارة بري في الاطار السلبي بما ان الاخير لا يسعى الى تخريب علاقة العراق بالسعودية. ايضا، لم تنحصر زيارته للعراق فقط بالاطار اللبناني فحسب بل تركزت على الحوار بين الاطراف السياسية العراقية للعب دور بارز في المنطقة ولكي يترجم هذا الدور بفتح قنوات حوار بين بلدان المحيط سيما بين السعودية وايران نظرا لسياسة الانفتاح التي ينتهجها العراق في الوقت الحاضر تجاه دول المنطقة. ويلاحظ في هذا المجال، انه بعد زيارة بري للعراق قام رئيس الجمهورية العراقية بزيارة الى السعودية ورئيس الوزراء العراقي الى ايران.

 

واللافت في لقاءات بري مع شخصيات عراقية كانت بلقائه مع سماحة السيد علي الحسيني السيستاني وهو المرجع الاول للشيعة في المنطقة وذلك لان كلمته مسموعة عند كل الاطراف العراقية خاصة عند الشيعة والسنة وللدور المميز الذي يلعبه السيستاني في العراق.

 

اما في قطر، فقد تمحور اللقاء بين الرئيس بري وامير قطر حول تحسين ظروف الجالية اللبنانية في قطر خاصة موضوع الاقامة التي يعاني منها اللبناني في هذا البلد وعليه ستعمل قطر على تسهيل هذا الموضوع. كما اثار بري مع امير قطر التبادل الزراعي بين البلدين وكيفية تعزيزه الى جانب المسائل التربوية.

 

وفي الجانب اللبناني، قالت اوساط سياسة ان الرئيس بري سيدعو الى جلسة تشريعية الاسبوع المقبل حيث من المرجح ان يطرح قانون اشراك القطاع الخاص في مجال الطاقة.