IMLebanon

الديار: العقوبات الأميركية على إيران تعزز وضع المتشددين وسياسة ترامب ــ نتنياهو تتجه لانفجار حرب

 

بومبيو : سنفرض اشد العقوبات على إيران لنفرض عليها تغيير سياستها او إسقاط نظامها

بعد أيام، أي حوالى نهاية شهر نيسان، ستعلن الولايات المتحدة اشد العقوبات الأميركية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وصرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ان العقوبات الأميركية لن تتناول التجارة في السلعة الإنسانية مثل الأغذية والأدوية لكن الإجراءات المفروضة على البنوك والقيود التجارية ستزيد من كلفة هذه السلع. وقال انه ابتداء من العقوبات القادمة في نهاية الشهر او بعد أيام ستكون الولايات المتحدة قد اتخذت اقصى العقوبات واشدها على الاطلاق التي يتم فرضها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وقال مسؤول المالية الاميركي ستيفن مانوتشين في بيان ان الخزانة الأميركية ستفرض ضغوطاً مالية غير مسبوقة على ايران ينبغي ان يؤدي بالنظام الإيراني الى مواجهة عزلة مالية متزايدة وشبه كاملة وركود اقتصادي حتى يغير النظام الإيراني انشطته المتزعزعة للاستقرار بشكل جذري.

وقال ناطق باسم البيت الأبيض ان الولايات المتحدة تفرض هذه العقوبات على ايران وتعيد فرض عقوبات إضافية ضمن مساع أميركية واسعة النطاق من الرئيس الأميركي ترامب لإجبار ايران على تحجيم برامجها النووية والصاروخية ودعمها لقوات بالوكالة في اليمن وفي سوريا والعراق ولبنان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط بخاصة دعم حزب الله الإرهابي بالصواريخ الذي يشكل اكبر خطر على حليفها الأساسي وهي إسرائيل.

رد الفعل الدولي

وقال الاتحاد الأوروبي انه لا يزال يدعم الاتفاق النووي مع ايران حيث ان ايران ما زالت تلتزم به وتنفذ المطلوب منها بالاتفاق مع منظمة حظر الأسلحة النووية في العالم، وان الاتحاد الأوروبي يعارض معاودة فرض عقوبات جديدة في حين عبرت الصين وهي دول تشتري النفط الايراني بكميات كبيرة، عن اسفها للعقوبات الجديدة التي ستفرضها الولايات المتحدة على ايران.

ومن اجل الحيلولة دون انهيار الاتفاق النووي تحاول الدول الأوروبية فرنسا بريطانيا المانيا بالاتفاق مع روسيا والصين الإبقاء على التجارة مع ايران كي تبقى ايران ملتزمة بالاتفاق النووي، لكنها تعتبر ان العقوبات الأميركية ستقلص بشدة وستحاصر شركات أوروبية ودولية لن تمتثل العقوبات الأميركية.

وكشف ديبلوماسيون في واشنطن عن آلية جديدة سيضعها الاتحاد الأوروبي لتسهيل المدفوعات لصادرات النفط الإيراني، لانه ممنوع التداول بالدولار، ستدخل حيز التطبيق قانونا عبر التداول باليورو وبالروبل الروسي واليو وان الصيني.

اما في ايران، فقد قال وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف ان اميركا تنصّب نفسها اعلى من الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي بمعاودة التحضير لفرض عقوبات جديدة على ايران فهكذا تستهدف المواطنين الإيرانيين لكن «البلطجة» الاميركية ستأتي بنتائج عكسية والولايات المتحدة هي التي باتت معزولة وليس ايران.

اما الناطق باسم الخارجية الإيرانية فقال : نحن على اتصال دائم مع الدول الأخرى في العالم ومنها دول الاتحاد الأوروبي واننا سنقوم بإنشاء آلية لمواصلة التجارة مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين ودول أخرى عديدة في العالم رغم العقوبات الأميركية.

وقال ان ما يقوم به الرئيس الأميركي ترامب مع نتنياهو هو حرب نفسية على ايران لن تجدي نفعا، لكن العقوبات الأميركية ستؤدي الى شل تقريبا حركة الطيران المدني في ايران حيث ان شركة الطيران المدنية لا تملك طائرات كافية لنقل الركاب سواء داخل ايران او خارجها، بخاصة بعد ان الغت الولايات المتحدة أي سماح لشركة بوينغ الأميركية وايرباص الأوروبية ببيع طائرات ركاب لشركة طيران ايران.

كذلك فان الرئاسة الإيرانية أعلنت انها ستتحدى العقوبات الجديدة التي ستفرضها الولايات المتحدة عليها ربما في نهاية الأسبوع القادم وستستمر في برامجها الصاروخية ولن تقوم بإضعاف نفوذها في الشرق الأوسط بوصفها حربا اقتصادية.

اما الدول التي اعترضت على العقوبات الأميركية الجديدة التي ستفرضها الولايات المتحدة بدعم من إسرائيل على ايران، فهي الصين والهند واليونان وإيطاليا وتايوان واليابان وتركيا وكوريا الجنوبية والعراق وهم من كبار زبائن ايران النفطيين العضو في منظمة اوبيك.

لكن وزير خارجية اميركا بومبيو قال ان اكثر من 20 دولة خفضت وارداتها من النفط، وان ذلك قلص مشتريات النفط الايراني الى اكثر من مليون ونصف مليون برميل يوميا.

الدول المؤيدة للعقوبات على ايران

اما الدول المؤيدة للعقوبات على ايران فهي الدول العربية الخليجية بمجملها باستثناء قطر لكن قطر ستلتزم الى حد كبير بالعقوبات الأميركية الجديدة، وتعتمد ايران على التعاون مع هذه الدول وهي من الدول الكبرى مثل الصين والهند واليابان وتركيا وكوريا الجنوبية لتصدير النفط اليها والتي وقفت في وجه العقوبات الأميركية التي سيتم فرضها خلال أيام او الأسبوع القادم.

اما روسيا فلن تأخذ في عين الاعتبار العقوبات الأميركية بل ستظل تتعاون مع ايران وتستورد النفط الإيراني مثل الأول.

وحسب الديبلوماسيين الذين يعملون في واشنطن، فأشاروا الى ان الرئيس الاميركي ترامب ونتنياهو الذين يدفعون لمحاصرة ايران الى اقصى الحصار انما يدفعون بالمتشددين الإيرانيين الى تسلم الحكم في شكل نهائي في ايران ومنع وجود خط معتدل داخل ايران. وان الحرس الثوري سيزداد نفوذه بقوة كبيرة، ومن ضمنه فيلق القدس الذي ينضم الى الحرس الثوري والذي هو رأس الحربة في العمليات الخاصة برئاسة الجنرال قاسم سليماني.

كما ان ايران جهزت واستدعت حوالى 5 مليون من قوات الباسيج وهم شباب غير عسكريين انما يقومون بتدريب مدنيين على السلاح ولا يؤلفون جيشا انما يقومون بالحفاظ على كامل المناطق في ايران.

اما الجيش الإيراني فقد نشر قواته انتشارا جديدا وقام بتوزيع صواريخه البالستية توزيعا جديدا على الأراضي الإيرانية وبشكل مخفي الى حد كبير وبشكل لا يمكن ضربه بسهولة خاصة بعد توزيعه على مساحة مليون و650 الف كلم وهي مساحة ايران.

وحسب محللين بارزين يعملون في واشنطن، وقالوا : انه ليس من مصلحة الولايات المتحدة ولا إسرائيل إزالة الخط المعتدل في ايران وتحكيم الخط المتشدد في ايران لان ذلك سيؤدي الى حرب حتمية بين الولايات المتحدة واسرائيل من جهة ولا يعرف ما اذا كانت بريطانيا ستدخل الحرب الى جانب واشنطن وإسرائيل لكن على الأرجح الجيش البريطاني لن يشارك في الحرب مقابل الجيش الإيراني وقوات الحشد الشعبي العراقي وحتى الجيش العراقي، إضافة الى سوريا، اضافة الى حزب الله وهو اكبر قوة صاروخية موجودة على حدود إسرائيل ويملك حزب الله اكثر من 150 ألف صاروخ إضافة الى حوالى 70 الف مقاتل لديهم خبرة عالية في القتال، منهم حوالى 25 الف مقاتل لدى حزب الله قادرون على اختراق الأراضي من لبنان باتجاه إسرائيل وإقامة اشتباكات في المستعمرات الإسرائيلية داخل إسرائيل.

وقال خبير نفطي ان ايران قد تلجأ الى الضرب بصواريخ بالستية شركة أرامكو التي تنتج 11 مليون ونصف مليون برميل يوميا في السعودية، وهي قادرة على تدمير هذه المحطة ومنعها من تصدير النفط. كذلك بسهولة يمكنها تدمير منابع النفط ومحطات تكرير النفط الكويتي وتصديرها، إضافة الى ضرب تكريرات النفط في دولة الامارات المتحدة، وهذا يعني ان سعر النفط قد لا يُعرف مستوى ارتفاعه وقد يصل الى مستوى 250 دولاراً للبرميل الواحد اذا انقطع النفط السعودي والكويتي والاماراتي وحتى الغاز القطري لان ايران ستضرب بصواريخها البالستية هذه المنطقة.

الجيش الاميركي سيقصف طهران

لكن في المقابل فان الجيش الأميركي سيقصف طهران قصفا قويا وسيدمر كل مفاعلات الكهرباء ومراكز الاعمال للمفاعلات النووية الإيرانية التي تعمل بشكل سلمي، إضافة الى تدمير اكثر من 33 سداً كبيراً في ايران سيؤدي الى اغراق ايران في فيضانات رهيبة تعطل حركة الجيش الإيراني.

كما ان سلاح الجو الإسرائيلي سيوجه ضربات قوية الى ايران.

لكن محللاً عسكرياً قال : ان ايران قادرة على اطلاق اكثر من 500 صاروخ يحمل الصاروخ رأسا بوزن نصف طن من المتفجرات واذا استطاعت ايران إيصال هذه الصواريخ الى تل ابيب ومطار بن غوريون ومرفا حيفا فيعني ذلك تدمير عاصمة إسرائيل التجارية وحيث وزارة الدفاع وهي تل ابيب، إضافة الى تدمير مطار بن غوريون الدولي الوحيد الأكبر في اسرائيل. وهذا يعني ان إسرائيل هل ستقوم اذا تلقت ضربة قاضية لعاصمتها الفعلية تل ابيب واحراقها بالصواريخ البالستية الإيرانية، بالرد بقصف نووي على طهران.

وقال المحلل العسكري الأميركي ان إسرائيل اذا أصيبت بخسائر بشرية كبرى وضخمة وتم تدمير العاصمة الفعلية تل ابيب ووقوع حرائق وتدمير الأبراج فيها ومطار بن غوريون فلا احد سيمنعها من استعمال صواريخ نووية لديها مفعول دائري محدود يستطيع تدمير نصف العاصمة الإيرانية طهران. لكن هذا الامر سيكون سابقة كبرى في القرن الحادي والعشرين منذ استعمال الولايات المتحدة لقنبلتين نوويتين في هيروشيما وناكازاكي، فهل سيقبل العالم ان تستعمل إسرائيل قنابل نووية، وماذا سيحصل بعد ذلك في المنطقة كلها؟

كما ان ايران نقلت كميات صواريخ بالستية هامة الى العراق وضعتها على مسافة قريبة من الحدود العراقية – السورية، كما انه في حالة انفجار حرب من هذا النوع فان لا شيء سيمنع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد من استعمال قسم من احتياط الصاروخ الاستراتيجي لديه وهي 6 الاف صاروخ سكود فقد يستعمل 2000 صاروخ سكود ضد اسرائيل، مع العلم ان إسرائيل ستوجه ضربات قاسية موجعة الى سوريا.

الحرب الفعلية ستكون حرب حزب الله

اما الحرب الفعلية فستكون حرب حزب الله الذي يملك صواريخ مداها 1000 كلم وهذه الصواريخ منتشرة في لبنان وبخاصة في سهل البقاع وفي الجنوب وفي مناطق من شمال لبنان، وفي جرود شمال لبنان إضافة الى اطلاق هذه الصواريخ من سوريا حيث ان حزب الله، على ما يقال، انه وضع صواريخ مداها 1000 كلم موجودة في بادية الشام ومناطق في سوريا، لكن إسرائيل ستنتقم بعنف وشدة من سوريا اذا سمحت لحزب الله باطلاق صواريخه على إسرائيل.

صهر الرئيس الأميركي ترامب السيد كوشنير اعلن انه في نهاية رمضان سيتم الإعلان عن صفقة القرن، والرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الألمانية ميركل إضافة الى رئيسة وزراء بريطانيا ماي يعملون كل جهدهم على اقناع ترامب بعدم الإعلان عن صفقة القرن لانها لن تمر وان الغاء إقامة دولة فلسطينية بالمطلق واعتبار القدس عاصمة إسرائيل وسيادة إسرائيل على الدول وسيادتها على القسم الأكبر من الضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية سيفجر وضع الشرق الأوسط، وهذا ينعكس على أوروبا بشكل يفجر أوضاع إرهاب وتوتر كبير، انما الولايات المتحدة لن تصاب بهذا الأذى الذي ستصاب به أوروبا.

اما الصين فلن تتدخل على خط ترامب بل ان كل الديبلوماسية الصينية تصب على الطلب من واشنطن عدم اعلان صفقة القرن.

اما روسيا فقالت بلسان لافروف ان صفقة القرن هي صفقة أميركية خارج اطار القرارات الدولية ومجلس الامن والأمم المتحدة ولن تنجح وستجعل الشرق الأوسط واسيا من حدود أفغانستان، ايران، تركيا الى كامل البحر الأبيض المتوسط جحيما ونارا نتيجة صفقة القرن التي ستطرحها الولايات المتحدة وتحاول تنفيذها مع مصر ودول خليجية، وهذه الدول غير قادرة على تنفيذ صفقة القرن عربيا لان القوى العربية المعارضة لصفقة القرن اقوى بكثير.

الصراع بين الصقرين وهما الرئيس الأميركي ترامب والرئيس الإسرائيلي نتنياهو وفي المقابل قوة المتشددين في ايران الذين احيتهم سياسة العقوبات الأميركية

بعد ان كان وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي درس في الجامعة الأميركية وهو يعرف بالثقافة الأميركية واجواء اميركا وأوروبا قد قام بسياسة معتدلة هو والرئيس الإيراني روحاني باتا في وضع صعب واصبح المتشددون الموالون لولاية الفقيه، وبالتحديد للقائد الأعلى في ايران السيد علي خامنئي سواء بقيادته ايران او ولاية الفقيه او الجيش الإيراني، هم القوة التي تمثل المتشددين والذين سيحكمون ايران مع اصدار العقوبات الأميركية القاسية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وفي المقابل، هنالك سياسة صقور يقودها الرئيس الأميركي ترامب ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، وهذا يعني ان المنطقة قد تكون مقبلة على حرب خلال اشهر او سنة او سنتين.

والنتيجة هي ان سياسة الرئيس الأميركي ترامب المتحالفة مع إسرائيل وبعض الدول الخليجية العربية ستؤدي الى اكبر كارثة في المنطقة، دون ان ننسى ان قطاع غزة ولو كان صغير المساحة سينفجر بحرب صواريخ على إسرائيل وإسرائيل قادرة على قصفه، لكن ليست قادرة على اقامة مجزرة ضد مليونين في غزة الذين سيقاتلون عسكريين ومدنيين حتى النهاية ضد الجيش الإسرائيلي اذا حاول اقتحام غزة نتيجة قيام حركة حماس والجهاد الإسلامي بقصف صاروخي على المستعمرات الاسرائيلية وعلى تل ابيب التي تبعد 90 كلم عن غزة فقط.