IMLebanon

الديار: «بوادر» تصعيد اميركي وواشنطن تبحث عن سليماني في بيروت؟

باسيل عرض على الحريري خطة لخفض العجز والحريري لم يتسلمها بعد ؟
الجيش على «مشرحة» الموازنة اليوم و«الهواجس» تحرّك «الشارع»

كتب ابراهيم ناصرالدين

ازمة «ثقة» متبادلة بين اكثر من فريق سياسي داخل الحكومة أرجأت البت بالموازنة اليوم، ومدد البحث في بنودها الى نهاية الاسبوع على اقل تقدير، فعلى وقع عودة علاقة حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي الى «نقطة الصفر»، اضافة الى ضغط الشارع «وحرب المزايدات» لا يزال رئيس الحكومة سعد الحريري يخبئ «ورقة» مساهمة المصارف بالعملية «الانقاذية» بانتظار اكتمال صورة الاصلاحات الحكومية، واحدى تلك «الاوراق» قبول جمعية المصارف بالاكتتاب في سندات المصرف المركزي بفائدة واحد بالمئة.. وفيما «يشكو» وزير الخارجية جبران باسيل من «البطء» في جلسات اقرار الموازنة، وعدم وضوح مساهمة المصارف، يلومه رئيس الحكومة على تأخره في عرض «رزمة» اصلاحات «تقشفية» وعد بها ولا يزال يؤجل عرضها..في هذا الوقت خلصت جلسة الامس الى تأجيل البحث بالرواتب او وضعها «جانبا» ، واقر تخفيض 20 بالمئة من موازنات الوزارات، فيما ينتظر اليوم البت بملف موزانة المؤسسة العسكرية التي لديها بعض «الهواجس» التي عبر عنها علنا بالامس قائد الجيش العماد جوزاف عون..
الضغوط الاميركية الى تصاعد..؟

في هذا الوقت دخلت واشنط على الخط، وتوقعت اوساط دبلوماسية ارتفاع منسوب «الضغوط» الاميركية على لبنان في المرحلة المقبلة، بعدما توحد الموقف اللبناني الرسمي حيال ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، وبعدما راهنت واشنطن على وجود تباين لبناني حيال «خط هوف» البحري، اثر تبني رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل وجهة نظر قريبة للاميركيين مقابل ممانعة حاسمة من رئيس مجلس النواب ومن خلفه حزب الله لاي تعديلات تنتقص من السيادة اللبنانية، سلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، أفكاراً لآلية عمل ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، حاسما «الجدل» لصالح رؤية الرئيس بري الذي استقبل ريتشارد في عين التينة، واكد لها انه يدعم وجهة نظر رئيس الجمهورية، وان الموقف موحد بين اللبنانيين حول ترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة… ووفقا لتلك الاوساط لن تكون واشنطن «مرتاحة» ازاء الموقف اللبناني المتشدد، وبالتزامن مع التصعيد المتصاعد ضد ايران، لن تتهاون الادارة الاميركية مع الموقف اللبناني، وهذا ما يدعو الى المزيد من الحذر والترقب خصوصا مع استمرار زيارة وفد جمعية المصارف زيارته الى واشنطن لعقد اجتماعات مع مراكز القرار الأميركية المعنية بالعقوبات، تتخوف تلك الاوساط من زيادة الضغوط الاميركية على المصارف اللبنانية للالتزام بالتشدد ضد حزب الله و«بيئته».

واشنطن تبحث عن سليماني..؟

وفي هذا الاطار، تشير تلك الاوساط الى ان السفارة الاميركية في بيروت ابدت اهتماما خلال الايام القليلة الماضية بالحصول على معلومات حيال زيارة «مفترضة» لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الى بيروت، في اطار ما يصفه «زوار» السفارة بجولة قام بها مؤخرا الى كل من سوريا والعراق، في اطار التحضير بحسب «الزعم» الاميركي لعمليات تستهدف المصالح الاميركية في المنطقة، وهو ما دفع الادارة الاميركية الى ارسال وزير الخارجية مايك بومبيو الى بغداد بالتزامن مع رفع سقف العقوبات وارسال حاملة طائرات «يو أس أس أبرام لينكولن» وسفن حربية أخرى الى البحر المتوسط، وكذلك رفع سقف التهديدات لايران… ووفقا للمعلومات فان اي من المسؤولين اللبنانيين لم يقدم اي معلومة تؤكد المعلومات الاميركية التي تبقى حتى الان دون اي دليل.

موازنة الجيش اليوم..؟

وخصص مجلس الوزراء جلسته للبحث بموازنات الوزارات وجرى الاتفاق على تخفيض كل منها 20 بالمئة ولم يتطرق الى المواد الاشكالية… ووفقا لاوساط وزارية، لم تناقش مسألة الرواتب بالامس، ووضعت جانبا بانتظار البحث عن موارد اخرى تجنب الحكومة الدخول في هذا «النفق»، واليوم سيقدم وزير الدفاع الياس بو صعب دراسة بالاتفاق مع المؤسسة العسكرية تعرض «خطة» تقشفية وضعها الجيش ويعمل بها من مدة لتخفيف النفقات، واشارت وزيرة الداخلية ريا الحسن الى ما سينطبق على الجيش سيطال باقي المؤسسات الامنية، ووفقا للمعلومات فان قيادة الجيش ابلغت المعنيين بانها منفتحة على نقاش اي اجراءات يمكن ان يساهم بها الجيش في «العملية الانقاذية» ولكن ليس على حساب هيبة الجيش وهيكليته،وقد رفع قائد الجيش العماد جوزاف عون بالامس من «نبرة» خطابه موجها سلسلة «رسائل» الى من يعنيهم الامر، من الذين لم تسمع اصواتهم دفاعا عن مصلحة الجيش، لافتا نظر البعض الى ان الاستثمار في الامن هو استثمار في الاقتصاد..

«هواجس» الجيش..؟

وفي هذا السياق، تبقى «هواجس» الجيش قائمة ازاء المادتين 49 و50 فالمادة الاولى تمنع تطويع العسكر والضباط وهو امر سيترك تأثيرا على الهيكلية العسكرية، اما المادة الثانية فهي تؤخر التسريح لثلاث سنوات وهذا سيؤدي الى تأخير تسريع عدد كبير من العمداء الذين يرهقون موازنة الجيش الذي تعمل قيادته على تخفيض عدد العمداء الى 130عميداً، فيما نجحت حتى الان في توفير 20 بالمئة من موازنة المحروقات بعدما باتت تشتريها دون «وسطاء».

ازمة صامتة»؟

وفي هذا السياق، تحدثت اوساط وزارية عن نوع من «الازمة الصامتة» بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل الذي اعترض خلال جلسة الامس مما اسماه «بطء» دراسة الموازنة، معربا عن عدم ارتياحه لمسار الجلسات، بينما لا يرى الحريري انه يتحمل مسؤولية التعقيدات الموجودة والتي حاول تجاوزها خلال اللقاء الثلاثي في بعبدا مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد وعده باسيل بمجموعة اقتراحات «نوعية» ستؤدي الى خفض كبير في العجز وحتى الام لم يتقدم باي مقترح في هذا السياق، ولا يدرك رئيس الحكومة الاسباب الحقيقية وراء هذا التأخير في «المبادرة».

رفع الفوائد..

ووفقا للاوساط نفسها، بات محسوما رفع الفوائد على الفوائد من 7 الى 10 بالمئة، وهو ما سيدخل الى خزينة الدولة نحو 500 مليون دولار، ووفقا لمصادر مقربة من رئيس الحكومة فانه تبلغ من المصارف موافقتها المبدئية على المساهمة في «الخطة الانقاذية» من خلال الاكتتاب بسندات خزينة في المصرف المركزي بفائدة واحد بالمئة، وهو «ملف» سيسحبه الحريري من «القبعة» بعد اقرار اصلاحات جدية في الموازنة كانت جمعية المصارف قد اشترطتها لتقديم مساهماتها.. وقد ناقش الرئيس نبيه بري الملف الاقتصادي مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتطرق الحديث الى موضوع الموازنة.

تخفيض المساهمة في الصناديق..

وتمت مناقشة مطولة في جلسة الامس،للمنح التعليمية في المدارس الخاصة التي تعطى للموظفين في القطاع العام من دون التوصل الى اي اتفاق، وارجئ الملف الى الجلسات اللاحقة على ان يقر التخفيض الى حده الاقصى لكن مع تحقيق العدالة والمساواة..وقد اقرت في الجلسة تخفيض مساهمة الدولة 10 بالمئة بكافة الصناديق المستقلة بما فيها مجلس الانماء والاعمار…وقد طالب وزراء القوات اللبنانية الغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري دون ان يبت بالامر.. واتخذ مجلس الوزراء قراراً بوقف الخطوط الخليوية المجانية الموضوعة تحت تصرّف الوزارات والإدارات العامة، وعددها حوالي 5 آلاف خط، وطلب من هذه الجهات المعنية المذكورة آنفاً، بنقل وتحويل فواتير الخطوط الخلوية المستخدمة من قبلها إلى حسابها الخاص وإدراجها ضمن موازنتها لعام 2019، وإعطاء مهلة شهرين للقيام بعملية النقل والا سيتم قطعها… واكد وزير الاتصالات محمد شقير ان «التكلفة السنوية لهذه الخطوط تصل إلى 2 مليون دولار»،

«رسالة» مطمئنة

ووفقا للمعلومات تبلغ المسؤولين اللبنانيين بان «الهامش» المتاح لولادة الخطة الانقاذية ما يزال متاحا، والدول المانحة في مؤتمر «سيدر» لم تتخذ اي اجراء سلبي في ما يتعلق بتراجعها عن تعهداتها، لكن هذا الامر يتطلب «سرعة» في انجاز الاصلاحات الموعودة، ومن المتوقع ان يزور وفد فرنسي بيروت بعد انجاز الموازنة…

الى الشارع من جديد

وفي التحركات الاحتجاجية، أعلنت هيئة التنسيق في حراك العسكريين المتقاعدين «التعبئة العامة» واستئناف التحركات المطلبية، وذلك بعد اجتماع اطلع فيه المجتمعون على المستجدات والمداولات، ودعت الهيئة العسكريين المتقاعدين وعائلات العسكريين كافة الى النزول الى ساحة رياض الصلح الحادية عشرة قبل ظهر (اليوم)، لتنفيذ اعتصام مفتوح على الاحتمالات كافة، تحت شعار شرف تضحية وفاء، ووحدة الحراك العسكري وأعلنت نقابة «مستخدمي الضمان» العودة الى الاضراب التحذيري. وعقدت نقابات المصالح المستقلة والمؤسسات العامة والخاصة اجتماعاً طارئاً في مقر الاتحاد العمالي العام حضره رؤساء النقابات، تقرّر فيه توجيه مذكرة إلى مقام مجلس الوزراء لالغاء المادتين 54 و61 من مشروع قانون الموازنة وكل ما يمسّ بشكل جوهري بالرواتب والتقديمات والحقوق المكتسبة للعاملين في هذه المؤسسات والتي ترعاها عقود عمل جماعية وأنظمة داخلية. وهددت بالعودة الى الاحتجاجات والاعتصامات والإضرابات..

علاقة حزب الله – جنبلاط «صفر»

في غضون ذلك، اكدت اوساط مطلعة على العلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، ان هذه العلاقة عادت الى «نقطة الصفر» بسبب عدم تقديم النائب الاسبق وليد جنبلاط اي مؤشرات جدية على عدم ارتباط تصعيده ضد الحزب بأي مؤشرات خارجية، وفي هذا السياق، لم تشهد الايام القليلة الماضية اي استكمال لمسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي انتهت «بمصارحة» «ومكاشفة» دون حل اي من المسائل العالقة بين الطرفين، وقد رفض حزب الله على نحو تام طرح الحزب التقدمي الاشتراكي بفصل العلاقات السياسية بين الجانبين عن ملفي مزارع شبعا ومعمل الاسمنت في عين دارة، وعندما طرح حزب الله فكرة الامتثال للقضاء في ملف مصنع «الارز»، رفض «الاشتراكي»، كما اصر على ان موقفه من «المزارع» قانوني، وبناء عليه، تؤكد تلك الاوساط ان الجمود هو «سيد الموقف» ولا جديد في هذا الاطار، لان من تسبب بالازمة يرفض التراجع عن مواقفه… في المقابل يقول مقربون من جنبلاط انه يريد من حزب الله «ضمانات» حيال ما يتعرض له في «الشارع» الدرزي، وهو لا يجد اي «اذان صاغية» حيال ما يعتبره «امر عمليات» سوري لاضعافه سياسيا وداخل الطائفة الدرزية..وهو لذلك يريد طمأنة الجميع إلى أنه لا يراهن على أي ضغط خارجي يستهدف حزب الله، لكنه في الوقت نفسه يرغب في تفهم بالمقابل «لهواجسه».

بكركي «تقتنع»…؟

وفيما اعلنت وزيرة الطاقة ندى البستاني ان خطة مد خطوط التوتر العالي في المنصورية لم ولن تتوقف، واصل الاهالي اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي رفضا لمد الخطوط، وفيما احتضنت بكركي سلسلة اجتماعات لمعالجة الموضوع، تفيد المعلومات، ان الكاردينال بشارة الراعي قد اقتنع بوجهة نظر الوزيرة البستاني التي قدمت له دراسة علمية متكاملة اثبتت خلالها بان مد الخطوط تحت الارض يشكل ضررا اكثر من فوقها.. وكان الراعي قد استقبل صباحا النائب ابراهيم كنعان، ثم ترأس اجتماعاً ضم وزيرة الطاقة والنائبين سامي الجميل والياس حنكش ومدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ومختاري عين سعادة ورومية،وقد عرضت بستاني شراء الشقق من الاهالي واكدت ان الخطة مستمرة لانها حصلت على موافقة الحكومة ورفضت اقتراح الجميل وحنكش بإنشاء لجنة محايدة من الخبراء».

«طعن كهربائي»

وفي الشأن الكهربائي، تقدّم حزب الكتائب بطعن بقانون الكهرباء أمام المجلس الدستوري، بعد الإستحصال على تواقيع 10 نواب. وأوضح النائب سامي الجميل ان الطعن ليس بخطة الكهرباء وهو لا يوقفها، بل بالقانون الذي اعفى الدولة أو الحكومة من تطبيق القانون، وإذا قبل المجلس الدستوري الطعن يكون بذلك يلزم الحكومة بتطبيق القوانين وتحديد اي قانون هو الاطار الناظم لعمليات التلزيم بشكل يضمن الشفافية وان يكون التلزيم بطريقة صحيحة، وقد اعلن رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان انه سيعين لجنة مقررة لدراسة الطعن اليوم.