IMLebanon

الديار: «رسائل» «عتب» ايرانية الى بعبدا… وساترفيلد لن يحصل على «تنازلات» لبنانية

 

الحريري متمسك «بالتسوية»لانعدام الخيارات… ودعم سعودي يواكب عودته الى بيروت

قلق «قواتي» من اختزال «التيار» لـ«التعيينات» و«البرتقالي» يرفض «المزايدات»

كتب ابراهيم ناصرالدين

«تبريد» العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل والذي يفترض ان يتوج بلقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري في جلسة «غسل قلوب» واعادة «الروح» الى التسوية الرئاسية «المترنحة»، لا تلغي البحث عن الاسباب الموجبة لضعف اداء رئيس الوزراء الذي حصل على دعم سعودي يترجم عمليا على الساحة السنية دون ان «يقلب الطاولة» على التسوية الرئاسية، فيما يُخشى ان يدفع الحريري المزيد من الاثمان في «المحاصصة» المقبلة على التعيينات، وسط مخاوف القوات اللبنانية من تجيير الحصة المسيحية الى «التيار البرتقالي»… وفيما سيسمع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد العائد الى بيروت اليوم، كلاما لبنانيا حاسما لجهة التمسك بشروط التفاوض غير المباشر على ترسيم الحدود البحرية والبرية، يعود الموقوف اللبناني نزار زكا مع اللواء عباس ابراهيم من طهران الى قصر بعبدا مباشرة على وقع «رسائل» ايرانية الى رئيس الجمهورية اثارت الكثير من «التكهنات» حيال خلفياتها…

 

فقد تسلم اللواء عباس ابراهيم في طهران امس اللبناني الموقوف نزار زكا على ان يعود به الى بيروت اليوم، وفي رد غير مباشر على وكالة انباء «فارس» التي نقلت عن مصدر ايراني مطلع، انه «سيتم في غضون ساعات الافراج عن الجاسوس الاميركي -اللبناني نزار زكا وتسليمه الى حزب الله»، قال ابراهيم انه ستيوجه مباشرة من طهران الى قصر بعبدا مشيرا انه على تواصل دائم مع الرئيس عون… وكان المصدر الايراني قد اكد ان تسليم ما اسماه «الجاسوس الاميركي – اللبناني» يأتي فقط بناء على طلب ووساطة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ولم تجر في هذا السياق أي مفاوضات في أي مستوى مع اي شخص او حكومة وان هذا الامر تحقق فقط بناء على احترام ومكانة السيد نصرالله لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية»… هذا وكانت صحيفة «صبح نو» الإيرانية قد ذكرت، أن زكا، سيصل إلى بيروت خلال 24 ساعة، وأن السيد نصرالله هو من أقنع الإيرانيين بالإفراج عنه… وكشفت الصحيفة أن السيد نصرالله «كان له تأثير كبير في إقناع المسؤولين الإيرانيين باتخاذ قرار الإفراج عن نزار زكا.

 

«رسائل ايرانية»…؟

 

ويأتي هذا الكلام في وقت كان تردد داخليا ان اطلاق زكا يأتي استجابة لمطالب وجهود الرئيس عون… وفي هذا السياق، وفيما تشير اوساط مطلعة على الملف بان ما صدر عن «وكالة فارس» لا يعبر عن موقف رسمي ايراني، قالت اوساط مطلعة ان ما ورد ليس بالامر المستغرب، وهو يعبر عن وجود تيار قوي داخل الجمهورية الاسلامية يعتقد ان طهران قدمت الكثير من الدعم المعنوي وغير المعنوي لرئيس الجمهورية، لكنه بادرها «بالتحالف على القطعة»، ولم يبادر الى مبادلتها «الاحتضان» على نحو متواز وظل يتعامل بحذر شديد مع كل ما تقدمه طهران من مبادرات مع لبنان… ولفتت تلك الاوساط الى ان التقرير الذي رفعه وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى القيادة الايرانية بعد زيارته الاخيرة الى بيروت، ورد فيها على نحو واضح عبارة «لقاء فاتر» مع رئيس الجمهورية الذي تجاهل عن عمد الدعوة الى زيارة ايران ولم يبد حماسة لما عرضه الوزير من استعداد بلاده لتقديم دعم اقتصادي للبنان…!

 

لا تحول في الموقف الايراني…

 

وفي هذا الاطار، تؤكد تلك المصادر ان ما صدر من موقف لا يعني وجود تحول في الموقف الايراني اتجاه رئيس الجمهورية كونه يمثل حليفا موثوقا في الامور الاستراتيجية، لكن «المراعاة» المفرطة للاميركيين باتت تشكل انزعاجا لدى القيادة الايرانية التي باتت تطمح الى «مساواتها» والتعامل معها بالمثل كما يتم التعاطي مع المطالب الاميركية…

 

عودة الحريري الى بيروت

 

ويعود رئيس الحكومة الى بيروت بدعم سعودي، وفي هذا السياق كان حضور رئيس الحكومة في الصفوف الامامية في صلاة عيد الفطر مع كبار المسؤولين السعوديين، «رسالة» هامة الى خصومه على الساحة السنية في لبنان، لكن دعم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لخياراته بعد موقفه في قمة مكة لم يصل الى حدود دفعه للقيام «بانتفاضة» سياسية على الساحة اللبنانية، وكل ما سمعه هناك دعوة الى عدم تأزيم الموقف الداخلي لان الرياض لا ترغب «بصداع» جديد في منطقة متوترة اصلا…

 

وفي هذا السياق يعود رئيس الحكومة غير الراغب اصلا في «الانقلاب» على التسوية اكثر ارتياحا من الرياض وذلك لانعدام الخيارات، وكل ما سيفعله في المرحلة المقبلة هو محاولة وقف «مغالاة» وزير الخارجية جبران باسيل وطموحه في «اكل البيضة والتقشيرة»، والوصول الى تقاسم «عادل» «ومقبول» للحصص في التعيينات والحفاظ على الشراكة في المشاريع والاعمال مع عدد من المتمولين الذين باتوا اشهر من «نار على علم»… اما الصراع على «الصلاحيات» فسيستمر اعلاميا «صعودا وهبوطا» لزوم «الكباش» على المواقع في الدولة دون اي تغيير عملي لا عرفا ولا دستورا…

 

ولفتت تلك الاوساط، الى ان رئيس الحكومة وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه امام شريكه في «التسوية»، فجلسة «غسيل القلوب» المنتظرة في بعبدا هي «لزوم ما لا يلزم» لان رئيس الجمهورية سبق واعلن انه لا يزاحم الحريري على صلاحياته، لكن انتهاء «الازمة» السياسية على «زغل» ودون تراجع جدي من باسيل، يعرض رئيس الحكومة لعملية «ابتزاز» من «كيسه»، فمقابل تراجع الحملة على مدير عام الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، و«شعبة المعلومات» قد يدفع الحريري ثمنا في مكان آخر…

 

مخاوف جعجع

 

وفي سياق مخاوفه من حصول «محاصصة» في التعيينات على خلفية اعادة «الروح» للتسوية اكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في كلمة له بعد اجتماع تكتل «الجمهورية القوية»، ان «الحل بسيط جدا وهو اعتماد آلية واضحة للتعيينات»، قائلاً: «أريد أن أذكر جبران باسيل أنّه حين نقول إن ما للمسيحيين للمسيحيين هذا لا يعني أنّ ما للمسيحيين له… من جهة اكدت مصادر التيار الوطني الحر ان ما هذه المواقف الا مجرد «مزايدات» في غير مكانها، لكن من حق «التيار» ان يحصل على «الحصة» التي تتناسب مع حجم تمثيله… وفي سياق تعليقه على كلام وزير الخارجية الذي اثار ردود فعل سعودية سلبية، أشار جعجج إلى أنّ البعض خلال مزايدته تسبب بأزمة مع الدول الخليجية الصديقة، مشدّدًا على أنّه على المسؤولين أن يزينوا كلامهم قبل البوح به… وفيما اكدت اوساط «التيار» انه جرى استغلال موقف باسيل على نحو «سيىء»، تساءلت اوساط تيار المستقبل عن الاهداف من وراء اثارة هذه المواقف داعية الوزير باسيل للتراجع عن «زلة اللسان» وتوضيح موقفه على نحو غير «ملتبس»…

 

«تبريد الاجواء»..

 

وفي محاولة لـ«تبريد» الاجواء قبيل لقاء «غسل القلوب» المرتقب مع رئيس الحكومة سعد الحريري في بعبدا، تمهيدا لعقد جلسة «هادئة» لمجلس الوزراء الخميس المقبل، حرص رئيس الجمهورية ميشال عون على «النأي بنفسه» عن الازمة «المفتعلة» بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وبادر الى توجيه رسالة «ايجابية» من «بوابة» دار الفتوى وطمأنها الى عدم وجود نية للمس بصلاحيات الرئاسة الثالثة. وفي هذا السياق أوفد عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي الذي التقى المفتي عبد اللطيف دريان حيث اكد ان الرئيس عون «حريص على الصلاحيات لا سيما رئاسة الحكومة»، وقال بعد اللقاء ان «الأقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات حاليا… وتابع «تفاجأنا واستغربنا السقف الذي بلغته الخطابات السياسية الأخيرة، والرئيس عون يعتبر أن الخطاب السياسي مباح ولكن سقف الخطاب تحدده القوانين المرعية»…

 

«التيار»: لم يحصل اي «خطأ»…!

 

وفي سياق مساعي تنفيس الاحتقان، من المتوقع ان يزور وفد من التيار الوطني الحر دار الفتوى اليوم… وقد اكدت مصادر «التيار» ان الكلام الذي سيسمعه الحريري في القصر الجمهوري سيكون مطابقا للموقف الذي سينقله الوفد الى المفتي دريان، فالحملات التي سيقت ضد الوزير جبران باسيل مبنية على تلفيقات واوهام اخترعها البعض وهي غير واقعية ولا تمت الى الحقيقة بصلة، ولذلك فان الازمة مفتعلة لم تكن تستأهل كل الضجة التي اثيرت من حولها، وهذا يعني انه ليس مطلوباً من احد لا التراجع ولا الاعتذار لان «الخطأ» لم يقع اصلا وما بني على «باطل « فهو «باطل»…

 

تبريرات «المستقبل»…

 

في المقابل، تشير اوساط تيار المستقبل الى ان الرئيس الحريري لا يزال متمسكا بالتسوية وصمته طوال الايام الماضية لم يكن نابعاً عن ضعف، وانما عن حرص على الاستقرار الداخلي، وهو لم يتواصل مع الرئيس عون او مع وزير الخارجية، لكنه اوصل «رسالة» عبر «اصدقاء» الى باسيل لضرورة الانتباه الى طريقته في التصريح و«التغريد» لان ذلك يخلق ردات فعل غير محسوبة…! ولفتت تلك المصادر الى ان رئيس الحكومة جاد في الوصول الى «تهدئة» تعيد الامور الى «سكتها» الطبيعية وهو منفتح على اي تواصل يعيد «الحياة» الى العمل الحكومي الذي يجب ان ينطلق بفعالية بعيدا عن السجالات الاعلامية غير المجدية…

 

لقاء دعم…؟

 

وفي هذا السياق، اكدت مصادر سياسية مطلعة ان ما بات يتعارف عليه بلقاء «العشرين» وهو مجموعة من الشخصيات السنية، ستعقد اجتماعا اليوم في دارة الرئيس فؤاد السنيورة، لاستكمال ما تم تداوله في اللقاء الثلاثي الذي ضم الاسبوع الماضي رؤساء الحكومات السابقين تمام سلام ونجيب ميقاتي اضافة الى السنيورة، وسيخصص الاجتماع الموسع لاعطاء جرعة دعم للحريري، وسيتم التشديد على ان نجاح التسوية الرئاسية لا يكون الا بالتزام جميع الاطراف بها… وقد اكد الرئيس السنيورة ان الاجتماع دوري وليس استثنائيا.. .

 

لا تغيير في الموقف اللبناني

 

في هذا الوقت يعود مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد الى لبنان اليوم في اطار وساطته لترسيم الحدود الجنوبية برا وبحرا بين بيروت وتل ابيب وقد تأخر وصوله بسبب تأخر الجواب الاسرائيلي على الطروحات اللبنانية بسبب الازمة السياسية في كيان العدو، وفيما يفترض ان تكون جولته هذه الاخيرة بعد تعيين ديفيد شينكر مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، والذي اوحى عبر تسريبات وصلت الى بيروت انه سيعمل على تسريع المفاوضات… فان اوساطاً وزارية مطلعة اكدت ان تغيير المفاوض لن يغير الموقف اللبناني الذي لن يتأثر بضغط الوقت، ولن يحصل ساترفيلد على اي تنازلات لبنانية وسيبقى الموقف على حاله لجهة التمسك بالحقوق الوطنية وبالتزامن بين الترسيم البحري والبري في المفاوضات غير المباشرة، ودون تحديد اي مواعيد لانهاء التفاوض برعاية الامم المتحدة.

 

لجنة المال

 

في هذا الوقت، بحثت لجنة المال والموازنة في ساحة النجمة مشروع موازنة 2019 في حضور وزير المال علي حسن خليل الذي اجاب على اسئلة النواب حيال الفذلكة الواردة من الحكومة والرؤية الاقتصادية للموازنة.ووفقا للمعلومات،فان النقاشات خلال جلستي قبل الظهر وبعده تمحورت حول الجمعيات الوهمية وقد سجلت حلحلة في أزمة تمويل المؤسسات الاجتماعية. فبعد ان وجّهت عائلة مؤسسة «سيسوبيل» رسالة إلى الرئيس عون، طالبة منه الدعم لتتمكن من الاستمرار، واتصل رئيس الجمهورية بوزير المال، واتفق معه على دفع جزء من المساهمات لعدد من المؤسسات الإنسانية المهدّدة بالإقفال، في خلال الأيام القليلة المقبلة. وكان الوزير خليل وَعَد بعد مداخلات من لجنة المال، بتلبية بعض الاحتياجات الاستثنائية مؤكدا اجراء تدقيق محايد بملف الجمعيات… كما حصل في الجلسة المسائية مناقشة مساهمة المصارف في تخفيض العجز بحضور ممثل عن جمعية المصارف والمصرف المركزي، وكان لافتا نفي المصارف وجود اي تفاهم على الاكتتاب بسندات خزينة بفائدة واحد بالمئة، واكد ممثل المصارف عدم القدرة على تلبية هذا الطلب… فيما قدم النواب تساؤلات بشأن تحويلات مصرف لبنان الى خزينة الدولة والتي لم تتجاوز 40 مليون دولار مع العلم ان المطلوب هو تحويل نحو 80 بالمئة من الارباح… ورفض النواب استمرار العلاقة على هذا النحو… وقد تم نقاش الفصل الاول والثاني وتم نقاش تعديلات قوانين البرامج وعلم ان اي تعديل في الارقام لن يخل بالتوازن بين النفقات والواردات، واي عجز في ارقام الموازنة لن يتعدى 8بالمئة… واليوم ستتم مناقشة الفصل الثالث المرتبط بالقوانين الضريبية…