IMLebanon

الديار: اللواء إبراهيم ينقذ الوضع ويقدم الافراج عن زكا للرئيس عون ويحفظ دعم حزب الله

الحريري يؤكد على التسوية وان عون هو الضمانة وينتقد باسيل وتياره دون تسميتهما
اشتباك قادم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حول التعيينات الإدارية القادمة 

كتبت نور نعمه

انقذ اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام الوضع بعدما ذكرت وكالة فارس الإيرانية ان ايران أفرجت عن السجين نزار زكا اكراما لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ولان نصرالله لا يريد ان يعلن انه يقطف ثمار هذا النجاح فقد قام بتجييره الى الرئيس العماد عون لكن الذي قام بالتنسيق والجهود في عملية الإنقاذ عمليا كان اللواء عباس إبراهيم الذي اصطحب من ايران الى بيروت السجين زكا بعد الافراج عنه وتوجه من المطار الى القصر الجمهوري حاملا ملفا ويرافقه السجين الذي اصبح حرا نزار زكا، وقدم النجاح الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وفي الوقت ذاته اعلن ان ايران تجاوبت مع رسالة الرئيس عون وكذلك حصل ذلك بدعم من حزب الله لرسالة رئيس الجمهورية، وهكذا انقذ اللواء عباس إبراهيم الصورة التي كانت قد ذكرتها وكالة فارس الإيرانية وجعل الافراج عن زكا مكسبا للدولة ولرئيس الدولة الرئيس ميشال عون، وفي ذات الوقت حفظ تماما دعم حزب الله الذي أراد امينه العام ان تكون الدولة هي من تقطف ثمار الافراج عن زكا.

ومرة أخرى يؤكد اللواء إبراهيم انه رجل دولة من طراز اول ومسؤول كبير في الدولة من خلال تحمله اعمال وانجازات كبرى قام بها في الماضي وحاليا ويبدو انه على طريق النجاح لانه ينطلق من فكر وطني غير حزبي بل ملتزم بالدولة ومحافظ في ذات الوقت على عطاءات قوى هامة في المجتمع السياسي اللبناني.

الحريري

ووجه رئيس الحكومة سعد الحريري رسائل سياسية الى كل الاطراف الداخلية خلال المؤتمر الصحافي في السراي الحكومي مؤكداً تمسكه بالتسوية السياسية وان رئيس الجمهورية هو الضمانة وبان البديل عن التسوية هو الذهاب الى المجهول والخلاف مع الرئيس عون سيدفع ثمنه البلد. لكنه الرئيس الحريري في ذات الوقت وجه رسالة حازمة بانه لن يسكت بعد اليوم عن اي كلام يطال تيار المستقبل وموقع رئاسة الحكومة وان الغضب الذي حكي عنه في الوسط السني حقيقي وناتج عن مواقف سياسية من شركاء سياسيين ورد على المنتقدين من قوى سياسية وشخصيات سنية وقريبة من تيار المستقبل بان صلاحيات رئيس الحكومة في خير ولا يمكن لاحد ان يمد يده عليها وقال لا يضع احد السنة في خانة الاحباط. والسنة هم عصب البلد وبلا عصب لا يوجد بلد. وانه لا يحب المزايدات والمناكفات ولو دخلت في هذه اللعبة لرأيتمونني في مكان اخر والبلد كذلك وقال انه انزعج من الكلام الذي نقل عن الوزير باسيل في البقاع وكان من الافضل ان ينفي باسيل هذا الكلام قبل الارتدادات السيئة على كلامه. لكنه جدد التأكيد بانه لن يقبل المس بالكرامات والدستور والاعراف ولا يجوز ان يدار البلد بالبهورات وزلات اللسان وسقطات ندفع ثمنها. واتهم الحريري اطراف سياسية غامزا من قناةالتيار الوطني الحر وانه تدخل في قضية المقدم سوزان الحاج وايلي غبش وانه من غير المسموح ولا المقبول ان يكون هناك قاض فاتح على حسابه ويقوم بحملة على قيادة قوى الامن الداخلي وشعبة المعلومات. وقادر على ان ينقلب على صلاحياته ليكون محامي دفاع في قضية حساسة وانه لن يقبل التطاول على المؤسسات الامنية والعسكرية او القول ان هناك مؤسسات بسمنة ومؤسسات بزيت. مجدداً التأكيد بان لا خلاف مع رئيس الجمهورية وسيذهب الى بعبدا في هذه الروحية. وان الرئيس عون ضمانة لنا جميعاً وللعيش المشترك، مؤكداً ان مشكلة قضية النازحين السوريين هي مشكلة كل اللبنانيين وليست مشكلة طائفة.

بري: المطلوب ان نتفق

قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره ان الوضع في البلد دقيق فكيف اذا كنا مختلفين، لذلك المطلوب ان نتفق ومن الافضل ان نكون متفقين ونعمل سوياً لانهاء هذه الازمة، واضاف بري المطلوب وضع الاصلاحات الاساسية في الموازنة موضع التطبيق والموازنة ليست ارقاماً بل هي رؤية اقتصادية، والمجلس النيابي سيعمل بوتيرة كبيرة لمناقشتها واقرارها.

واكد الرئيس بري ان المشهد الذي ترافق مع مناقشة الموازنة في الحكومة يجب ان لا يتكرر في مجلس النواب، لا سيما ان نشاطاً واضحاً واندفاعاً من النواب لممارسة دورهم في درس الموازنة واكبر دليل حضور 60 نائبا في اجتماع لجنة المال والموازنة اليوم.

واكد ان كتلة التنمية والتحرير ضد فرض اي ضرائب على الطبقات الشعبية وان المجلس سيشرح الموازنة بطريقة موضوعية مشيراً الى ان كتلته ضد رسم 2% على الاستيراد، لكن هذا الامر سيحسم بالتصويت مع التأكيد في نفس الوقت على حماية وتشجيع الصناعة اللبنانية.

نزار زكا في القصر الجمهوري

اضفت الخاتمة السعيدة للموقوف نزار زكا في ايران جوا ايجابيا في لبنان في ظل التوتر السياسي الذي ساد في المدة الاخيرة حيث تم الافراج عنه بعفو رئاسي ايراني ووصل الى لبنان واتجه الى قصر بعبدا موجها رسالة شكر لفخامة الرئيس عون والرئيس الحريري والوزير باسيل واللواء عباس ابراهيم على جهودهم لاخراجه من السجن. بموازاة ذلك, عاد مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد الى بيروت والتقى الحريري لاستكمال النقاشات حول ترسيم الحدود البرية والبحرية وسيلتقي اليوم الرئيس بري لمناقشة ما يحمله ساترفيلد من جديد في المناطق المتنازع عليها بين لبنان والكيان الصهيوني. وكان بري قد طالب بدور للامم المتحدة اكثر فعالية واكثر تدخلا في عملية ترسيم الحدود خلال لقائه امس مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتش. وترددت معلومات ان زيارة ساتيرفيلد لبيروت ستكون الاخيرة بما انه تم استبداله بدايفيد شينكر ليكون المفاوض الجديد من الجانب الاميركي فهل تتغير المفاوضات مع تغيير المفاوض الاميركي؟

من جانب الدولة اللبنانية، فقد اكدت عبر رؤسائها الثلاثة انها لن تتنازل عن شبر واحد من حقوقها امام الكيان الصهيوني لا بل ستتمسك بحقوق لبنان النفطية والغازية ولن ترضى باي حل ينتقص من سيادتها. اما بين ساتيرفيلد وشينكر فلا فارق كبير حيث كلاهما يضعان مصلحة اسرائيل اولا رغم ان شنيكر متشدد اكثر للدولة الصهيونية ومن اكثر الداعمين لها. وهذا التبدل يشير الى ان الرئيس الاميركي يفرغ الخارجية الاميركية من الديبلوماسيين الاميركيين العقلانيين والموضوعيين الى حد ما ليستدبلهم بأشخاص خاضعين بشكل تام للوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة.

تهدئة الاجواء بين الحريري ـ باسيل

داخليا، والى جانب احداث امنية اثارت الخوف في نفوس اللبنانيين من عودة الفلتان الامني، اكدت اوساط سياسية رفيعة المستوى ان لبنان سيظل في دائرة الامان رغم بعض التوتر الامني الناتج عن توتر سياسي داخلي محض دون اي صلة خارجية اضافة الى ان التوترات الامنية غير مرتبطة ببعضها في لبنان وهي منفصلة والوضع الامني ممسوك حيث ان الاجهزة الامنية والجيش يقومان بواجبهما على اكمل وجه ولا خوف على الاستقرار الامني اللبناني. وفي الجبهات السياسية المحتدمة مؤخرا بين الحريري – باسيل، علمت الديار ان التهدئة ستكون عنوان المرحلة المقبلة بين الطرفين وقد وجه حزب الله نصيحة للجميع بتبريد الاجواء والمضي قدما في مشروع الدولة وتفعيل المؤسسات وقد ابدى الحزب حرصه على تخفيف التوتر الذي لا طائل منه. ايضا، قالت اوساط وزارية ان الرئيس الحريري والوزير باسيل لا يريدان فرط التسوية خاصة ان التيار الوطني الحر لا مصلحة له بضربها بل يريد تصحيح بعض الامور الى جانب الاتفاق على وضع خطة عمل مع رئيس الحكومة. وفي اشارة لافتة ان الرئيس سعد الحريري لم يتكلم او ينتقد ممارسات باسيل بشكل مباشر ولم يعتبر ان الاخير يحاول ان يكون رئيس حكومة الظل او ان يعتدي على صلاحيات الرئاسة الثالثة بل هم صقور المستقبل والمتشددين من شنوا هجوما على باسيل واتهموه بخرق الطائف وتجاوز دور رئيس الحكومة. وفي هذا الامر معلومات ان الوزير السابق نهاد المشنوق وبعض صقور المستقبل راهنوا على افشال التسوية والتحريض عليها ولكن باءت هذه المحاولات بالفشل. وتقول المعلومات ايضا ان كلا الطرفين يعملان على تبريد الاجواء بينهما خاصة ان الرياض لا تريد ازمة سياسية جديدة في لبنان بل تريد ان تكون الساحة اللبنانية هادئة كما ان حزب الله ايضا لا يريد التصعيد ولا يناسبه توتر العلاقة بين التيار الوطني الحر والرئيس الحريري لان من شأن ذلك ان يرتد سلبا على المقاومة وان يزيد الاحتدام السني-الشيعي.

وفي هذا المجال، اعتبرت اوساط وزارية ان الرؤساء الموارنة قبل اتفاق الطائف لم يتجاوزوا صلاحياتهم بل كانت المشكلة تقع بسبب فسادهم على غرار ما حصل في عهد كميل شمعون عندما اندلعت ثورة 1958 او في محاولة لتزوير الانتخابات والتجديد لرئاستهم على غرار ما حصل مع بشارة الخوري. الا ان رؤساء الجمهورية الذين تعاقبوا على قصر بعبدا قبل الطائف لم يستخدموا صلاحياتهم لفرض ما يريدونه دون الاخذ بمصالح الطوائف الاخرى. اما بعد اتفاق الطائف, رات هذه الاوساط الوزراية ان الصلاحيات معطاة لرئيس الجمهورية الماروني لم تستعمل يوما بالشكل الذي يسمح له الدستور. واليوم مر على الطائف ثلاثة عقود واذا كانت صلاحيات رئيس الوزراء قد تقلصت في مرحلة ما ذلك يعود لاسباب عدة ولكنها غير متعلقة بالتجاذب السياسي الحاصل بين الحريري وباسيل.

القوات: سنخوض مواجهة شرسة هذه المرة مع اي طرف يريد احتكار حقوق المسيحيين

وعلى جبهة سياسية داخلية اخرى، يتحول الصراع الخفي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية شيئا فشيئا الى صراع حاد وشرس فهل تسقط المصالحة بين هذين الطرفين؟ والحال ان التعيينات تعد ملفاً ساخناً يتنافس عليه الطرفان وقد اكد الدكتور جعجع ان ما للمسيحيين في الدولة ليس لباسيل وحده. وفي هذا السياق ,اعلنت القوات اللبنانية للديار بانها ستخوض المواجهة في هذا المجال لان اي طرف يتحدث في الشأن العام يجب ان يكون منسجما مع نفسه وبمعنى اخر من يتكلم عن الاصلاح لا يمكن ان يذهب في مجال التعيينات بخلفية وذهنية زبائنية. وتابع المصدر القواتي ان مرجعية الاشخاص في المؤسسات يجب ان تكون القانون والدستور وليست القوى التي تريد استزلامهم. واشار المصدر الى ان القوات لن تقبل هذه المرة ان يستمر واقع الزبائنية حيث انه في مرحلة الوجود السوري كان هناك فئة مستفيدة من هذا الوجود واليوم المرحلة تنص على ممارسات تشبه ما حصل خلال الوجود السوري في لبنان والتعيينات يجب ان ترتكز على آلية الكفاءات لنعيد الامل للناس لحثهم على البقاء في بلدهم. من هنا، شدد المصدر القواتي ان القوات ستقف في المرصاد لاي طرف يريد اعادة انتاج اساليب قديمة بأوجه جديدة وهذه القوى ستفضح نفسها بنفسها.

وحول الموازنة، اعتبرت القوات اللبنانية ان المجلس النيابي سيفند كل بند من الموازنة وتكتل الجمهورية القوية يعقد اجتماعين كل اسبوع لقراءة كل بنود الموازنة مشيرا الى ان التحفظ الذي شددت عليه القوات هو المقاربة التقليدية للوضع الاقتصادي مطالبا بمقاربة استثنائية لوضع استثنائي وتتضمن الموازنة قرارات اصلاحية جريئة عبر ترشيد الادارة واشراك القطاع العام والخاص وخصخصة الاتصالات وغيرها…

التيار الوطني : كل طرف سيأخذ حسب حجمه

في المقابل، ترى مصادر قريبة للتيار الوطني الحر ان من يعد قانون انتخاب عادل يؤدي الى التمثيل الصحيح لكل الافرقاء اللبنانيين لا يمكن ان يقصي احدا من التعيينات او في ملفات وقضايا اخرى. انما في الحقيقة ما يحصل ان القوات اللبنانية تقوم بحملات استباقية وتضع ملف التعيينات اولولية في حين اننا ما زلنا نناقش الموازنة ولم نتطرق الى التعيينات. وعندما يأتي اوان التعيينات اكد المصدر القريب من التيار الوطني الحر ان الكل سيمثل حسب حجمه السياسي والشعبي.

هذا، واوضح المصدر ان كلام الوزير باسيل نقل خطأ عن السنية السياسية وقد نفى باسيل ما اراد البعض تحريفه من كلامه وعليه توضحت الامور وعاد التفاهم مع الرئيس الحريري وشدد ان التيار الوطني الحر يتمسك بالتفاهم وليس بالتسوية مع الحريري لان التفاهم هو ما حصل مع الرئيس الحريري على انه الاقوى في طائفته.

اشكال عين دارة ؟

وفي سياق متصل، اججت احداث عين دارة المأزق السياسي بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني على خلفية بناء معمل الاسمنت «الارز» لآل فتوش، وقد حصلت اشكالات بين اهالي عين دارة وعناصر من حزب التقدمي الاشتراكي مع حراس معمل الاسمنت وتبادل الطرفين الاتهامات باستخدام السلاح، وقد ناشد الاهالي وزير البيئة للحفاظ على بيئة قريتهم ومنع هذا المعمل الاسمنتي الذي يضر بصحة اهاليهم. ودعوا الدولة اللبنانية للحفاظ على الوجود المسيحي في هذه القرية وعدم جعلها كبش محرقة في صراع سياسي دون طائل.

اما الحزب الديموقراطي اللبناني فاكدت مصادره بان معمل الاسمنت لا يضر بالبيئة وهو مستوف الشروط، لكن البعض يقف ضد لقمة عيش المواطنين، لان المعمل افسح المجال بفرص عمل للعشرات من ابناء المنطقة ومنهم نسبة لا بأس بها من الحزب التقدمي الاشتراكي ومناصريه، واشار الى ان اثنين من مناصري اصيبوا بالاشكال الذي جرى قرب المعمل، وان ما كان يحصل في السابق من هيمنة وتسلط من قبل حزب الاشتراكي انتهى مع تأكيد الحزب برفض الفتنة.

من جانبها، اكدت القوات اللبنانية الوقوف الى جانب اهالي عين دارة بإزالة هذا الشواذ قائلة: «يفترض ان تحسم المؤسسات القضائية هذا الامر انطلاقا من التوجه الذي اتخذه وائل بو فاعور بما ان ذلك مضر بأبناء المنطقة وبالبيئة».