IMLebanon

الديار: لبنان القوي.. بكائيات وزراء ونواب الاشتراكي لن «تنطلي» وللدولة الكلمة الفصل

الحريري: أنا رئيس مجلس الوزراء وصاحب المسؤولية وافتح واغلق واضع جدول الاعمال
لبنان يتحول الى حلفين.. واشنطن جنبلاط جعجع الجميل الحريري يقابله أرسلان العهد الحزب وسوريا

صراع على المجلس العدلي ولا تسليم عشوائياً للموقوفين واستنفار في الجبل
ادارة التحرير

ظهر تصعيد قوي من خلال البيان الذي صدر عن تكتل لبنان القوي الذي عمليا يوالي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اذ انه يضم التيار الوطني الحر والحلفاء له ووزراء الرئيس عون. واعلن وزير الدولة لشؤون الرئاسة الدكتور سليم جريصاتي «بكائيات بعض وزراء الحزب الاشتراكي ونوابه لن تنطلي على احد ولن تمنع ان تكون للدولة الكلمة الفصل» وأضاف: ان المحميات المناطقية تتناقض مع مشروع الدولة ونصر على ان نكون في خندق واحد في مواجهة المخاطر الاقتصادية وان من يعمل لشعبه وليس لشعبيته هو المسؤول والجدير بالمسؤولية.

اما بمسألة المجلس العدلي فلفت جريصاتي الى انها تعود الى مجلس الوزراء المعني بالاحالة توصيفا بالحدث الأمني الدامي والخطير بتعريض الامن للخطر.

وهذا الكلام يعني تاييد تكتل لبنان القوي الذي يضم التيار الوطني الحر وحلفاءه ووزراء الرئيس عون لاحالة حوادث الشحار الغربي الى المجلس العدلي.

وبالنتيجة أوضح وزير الدولة لشؤون الرئاسة سليم جريصاتي ان الوزير باسيل عرض لمقاربات التيار الوطني الحر والتكتل في موضوع الجلسة الأخيرة المؤجلة لمجلس الوزراء حيث تم التواصل مع الرئيس الحريري مؤكدا اننا لم نعطل او نضع شروطا لعقدها وفق الرئيس باسيل كما اعلن الوزير جريصاتي وزير شؤون الدولة لرئاسة الجمهورية.

في بيان تكتل لبنان القوي الذي يضم التيار وحلفاءه ووزراء عون كلام واضح عن هجوم على وزراء ونواب الاشتراكي قائلا ان بكائياتهم لن تنطلي على احد ثم تحدث ان الكلمة الفصل هي للدولة وان المحميات المناطقية تتناقض مع مشروع الدولة وان لا احد يستطيع ان يمنع ولا يمنع ان تكون للدولة الكلمة الفصل بالنسبة لهذا الموضوع.

في هذا الوقت، قام الرئيس بري بزيارة صباحية للرئيس ميشال عون وتباحث معه في كيفية إيجاد حل للمشكلة لكن لم يتم التوصل الى أي حل كما ان اللواء عباس إبراهيم مدير عام الامن العام زار رئيس الجمهورية مساء والرئيس بري والرئيس الحريري والوزير جنبلاط والوزير طلال أرسلان، لكن معلومات الديار ذكرت انه لم يحصل أي تقدم لا بشأن المجلس العدلي ولا بشأن تسليم المطلوبين الذي يطلب الحزب الديموقراطي توقيفهم وعددهم 32 وحتى جنبلاط لا يرضى بتسليم 11 موقوفا لان مبدأ ان الحزب الاشتراكي قام بنصب كمين ضد الوزير صالح الغريب ليس صحيحا، في حين يشدد الوزير أرسلان ان لا حل عن المجلس العدلي الا بالمجلس العدلي وهنالك خطورة حصول فتنة في الجبل اذا لم تتم إحالة الملف الى المجلس العدلي ومعاقبة من قام بالكمين واطلق النار على الوزير الغريب وهي احداث كبيرة.

وقال الوزير أرسلان ان الوزير جنبلاط سعى الى إحالة مقتل الزيادين على المجلس العدلي وهو الحادث الذي حصل في بيروت كما هنالك مقتل رجل وزوجته في بتدعي تمت احالته الى المجلس العدلي فكيف لا تتم إحالة حادث شمل اربع قرى وكميناً لوزير ومقتل اثنين من مرافقيه ولا تتم احالته الى المجلس العدلي. لكن الموقف الاشتراكي يختلف عن موقف الحزب الديموقراطي وجنبلاط لن ينكسر للوزير طلال أرسلان ولن يخضع لشروطه ولن يقبل بأي شكل من الاشكال تحويل الملف الى المجلس العدلي حتى ان الوزير وائل أبو فاعور عضو الحزب التقدمي الاشتراكي وعضو اللقاء الديموقراطي لمح الى استقالة الحزب الاشتراكي من الحكومة اذا تم تحويل الملف الى المجلس العدلي. كما ان حزب الكتائب ايد جنبلاط، كذلك القوات اللبنانية ايدت موقف جنبلاط في عدم احالته الى المجلس العدلي.

وهكذا يظهر ان المسألة سياسية إقليمية بامتياز، فلبنان تحول الى حلفين حلف يضم واشنطن وجنبلاط والقوات والكتائب والى حد ما الحريري، وبري على الحياد لكن ليس الحياد الكامل، بل يراعي الوزير جنبلاط ويقابله حلف يضم الحزب الديموقراطي برئاسة أرسلان والوزير الغريب وحزب الله وتكتل لبنان القوي أي العهد العماد عون وسوريا.

وذكرت انباء ان روسيا دخلت على الخط ونبهت بعض الأطراف الى عدم المس برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الوزير وليد جنبلاط. اما عندما نقول ان الحلف يضم واشنطن لانه في 29 تشرين الأول دعا الوزير جنبلاط لإقامة تكريم للسفير التاريخي فيلتمان في البيت الأبيض حيث سيحضره اكثر من 500 شخص من العرب واللبنانيين الموجودين في اميركا وواشنطن تؤيد موقف الوزير جنبلاط.

اما عندما نقول حزب الله فهو واضح منذ ان وصل الوزير محمد قماطي بعد نصف ساعة من حادثة الشحار الغربي الى دارة الأمير أرسلان اعلن انه من غير المقبول ان يكون هنالك ميليشيا في الجبل وهو يدعم حليفه الوزير أرسلان ويتلاقى مع تكتل لبنان القوي. واذا تحدثنا عن سوريا لان معلومات ذكرت ان الوزير أرسلان تواصل مع القيادة السورية العليا في الحوادث الكبرى التي حصلت في الشحار الغربي وتبلغ دعما من القيادة السورية لموقفه.

اما الخطر في الامر، فهو التصعيد الحاصل داخل الجبل والاستنفار لخاصة ان الحزب الاشتراكي بزعامة الوزير وليد جنبلاط رغم انتخاب نجله النائب تيمور جنبلاط رئيسا له فإن الوزير جنبلاط على موقفه. وبالمقابل فان الاشتراكيين في الجبل هم في وضع استنفار في كل قرى الشوف وعاليه وعمليا هم قوة شعبية اكبر من بقية قوى الأحزاب الأخرى، سواء الوزير أرسلان ام الوزير السابق وئام وهاب، مع العلم ان الوزير وهاب دعا للمصالحة وعدم التصعيد.

موقف الرئيس الحريري

الرئيس الحريري بعدما عاد من زيارة عائلية من الخارج، جاء في مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المستقبل ان الحريري معتدل وهادئ لكنه لن يسمح بتجاوز صلاحياته. فهو يعتبر نفسه رئيس مجلس الوزراء وهو من يدعو المجلس للاجتماع وهو من يقفل المجلس. كذلك قالت المقدمة ان الرئيس الحريري هو من يضع جدول الاعمال وبالتالي لا يستطيع احد فرض أي بند عليه وربما قصد طرح مبدا التصويت على إحالة قضية الشحار الغربي الى المجلس العدلي، وبالتالي من صلاحياته عدم وضع هذا البند على جدول الاعمال والتصويت عليه.، كما قال المستقبل نقلا عن موقف الحريري انه من غير المسموح لاحد ان يغلق مجلس الوزراء او ان يفتح المجلس لان الرئيس وفق الدستور هو المسؤول الأول وطالما العنتريات كذلك فلن يعقد الرئيس الحريري جلسة للمجلس. وقد اوفد مستشاره السياسي النائب السابق غطاس خوري الى قصر بعبدا وابلغ هذا الموقف الى فخامة الرئيس عون مع العلم ان الحريري منفتح على الاعتدال لكنه لن يخضع لاي ضغوط من أي جهة كانت.

نشاط اللواء عباس إبراهيم

يتحرك بديناميكية قوية جدا مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم وهو يحاول الابتعاد عن السياسة وعن خلافات الوزيرين طلال أرسلان وجنبلاط او خلافات التيار الوطني الحر مع الرئيس الحريري ويركز على حل المشكلة امنيا من خلال توقيف المطلوبين الذين اطلقوا النار على الوزير الغريب وتوقيف اخرين اطلقوا النار في الهواء وهم من انصار الحزب الديموقراطي. ويسعى اللواء إبراهيم الى منع السياسة في تحركه رغم انه قام مساء بزيارة رئيس الجمهورية والرئيس بري والرئيس الحريري والوزيرين جنبلاط وارسلان في تحرك ديناميكي لايجاد حل وبات هو المسؤول الأول عن إدارة ملف انهاء احداث الشحار الغربي لكن لم يتسرب شيء عنه وهو ملتزم بالصمت والتكتم عما اذا كان مع المجلس العدلي ام لا او ان كان مع فريق معين من الاشتراكي وعدم توقيف عناصر من الديموقراطي بل يعمل وفق معلومات ومحادثات امنية خاصة الرئيسيان عون والحريري والوزيران جنبلاط وارسلان اعلنوا ثقتهم به وانه هو من سيخرج الأمور الى نتيجة سلمية كما اعلن الجميع. وبالنسبة للرئيس عون فهو يمنح اللواء إبراهيم ثقة مطلقة وحرية حركة. كذلك الرئيس بري والرئيس الحريري أيضا ويثقون به. والمشكلة مع اللواء إبراهيم هو عدم تسرب أي معلومات عن نتائج مفاوضاته مع الشخصيات المتناحرة او توقيف مطلوبين، لذلك لم نعرف شيئا عن مهمته سوى حركته وهي زيارة اهم شخصيات في البلاد مساء اول من امس.

موقف رئيس الجمهورية

في المعلومات، ان فخامة الرئيس سيصطاف في بيت الدين. وهذا يعني انه سيكون على مقربة من دار المختارة، وان الوزير وليد جنبلاط سيزوره حتما في بيت الدين ويمكن حتى ذلك الوقت تكون قد خفت حدة الازمة لكن الرئيس واضح في موقفه فهو ليس مع المناطق المغلقة وليس مع استعمال السلاح لانه يؤدي الى ضرب الاستقرار عشية بدء الموسم السياحي والاصطيافي في لبنان وعشية إقرار موازنة فيها تخفيض للعجز وانطلاقة كبيرة للاقتصاد. لكن من خلال تكتل لبنان القوي يبدو واضحاً ان الرئيس قال ان المناطق المغلقة غير مسموحة وان التباكي لا يفيد لدى نواب ووزراء الاشتراكي. لكن لا يمكن القول ذلك عن لسان فخامة الرئيس بل عن التكتل الذي يوالي فخامة الرئيس عون، وانه وفق توصيف الوزير سليم جريصاتي وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية فان موقف تكتل لبنان القوي او موقف الرئيس دون ان نقول انه موقف الرئيس لكن من خلال التكتل الذي هو تحت روحية الرئيس فإن التكتل يميل الى إحالة الملف الى المجلس العدلي.

موقف الرئيس بري

الرئيس بري قام يوم امس الاول بزيارة فخامة الرئيس عون ولم يقل سوى اننا جئنا نصبح على فخامة الرئيس وقد بحث المشكلة معه وإن قالت مصادره ان تقدما بسيطا قد حصل باتجاه إيجاد حل للمشكلة، لكن الامر ليس سريعاً وفق أجواء دولة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري والأمور تتطلب استمرار التشاور بكثافة على كل الاصعدة للوصول الى حل وان الرئيس بري سيضع جهده لإيجاد الحل، وهو على تواصل مع الوزير أرسلان والوزير الغريب الذي زاره في عين التينة وطالب يومذاك من الرئيس بري إحالة الملف الى المجلس العدلي لان حوادث الشحار كبيرة وانه كوزير تعرض لمحاولة اغتيال واضحة لكن الرئيس بري لا يريد «اكل العنب ولا قتل الناطور» بل يريد حلا وسطيا يصل الى موافقة الوزير جنبلاط والوزير أرسلان.

موقف القوات والكتائب اللبنانية والسفارة الأميركية

القوات اللبنانية أبدت موقفها شبه المتحالف مع الوزير جنبلاط بوجه الوزير باسيل ردا على كلام باسيل الذي اعلنه في طرابلس، وحتى انه تم البحث في استقالة وزراء القوات والحزب الاشتراكي من الحكومة اذا تمت إحالة الملف الى المجلس العدلي. كما ان النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب دعا وزراء الاشتراكي الى إقامة تحالف معارضة يضم القوات والكتائب والوزير جنبلاط وحتى الرئيس الحريري اذا وافق على ذلك.

اما السفارة الأميركية فتابعت كل تفاصيل ما حصل في الشحار وتتابع كل تفاصيل ما يحصل على الساحة اللبنانية من صراع سياسي قوي وهي ليست مرتاحة لدعم حزب الله للوزير أرسلان ولا دعم الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد لموقف الحزب الديموقراطي من ضرورة معاقبة من اطلق النار على مرافقي الغريب واستشهدوا، كذلك من اطلق النار على موكب الوزير الغريب حتى ان المعلومات تقول ان القيادة السورية قامت بتعزية الوزير الغريب وتواصلت مع الوزير أرسلان مؤيدة له. ولذلك فان السفارة الأميركية ليست مرتاحة لدعم حزب الله وسوريا للوزير أرسلان وحتى لموقف الوزير باسيل رئيس التيار الوطني الحر والسفارة الأميركية وفق معلومات وردت من مصدر مطلع فيها ان واشنطن تعتبر الوزير وليد جنبلاط حليفاً أساسياً للولايات المتحدة وركناً أساسياً في ثورة 14 اذار بعد استشهاد الرئيس الحريري وموقفه الدائم ضد القيادة السورية بشخص الرئيس السوري بشار الأسد. كذلك موقف الوزير جنبلاط عندما اعلن ان شبعا غير لبنانية واصلح الأمور واصلحها أيضا دولة الرئيس بري مع وليد جنبلاط عندما قال انها زلة لسان ولم يعلق جنبلاط على الموضوع ولم يتابعها وجاءت في حديثه مع تلفزيون روسيا اليوم سريعا بشأن شبعا وليس مركزا على شبعا انها لبنانية لكن الكلام عن شبعا انها غير لبنانية وضع حزب الله في حالة خصومة مع الوزير جنبلاط، إضافة الى ان الحزب غير مرتاح الى الخصومة الكبرى بين الوزير جنبلاط والنظام في سوريا ودعواته السابقة لشبان من الموحدين الدروز بعدم الدخول في الجيش السوري في وقت تمر سوريا بمؤامرة كونية عليها اشتركت فيها تركيا وأميركا ودول من الخليج وقاتل حزب الله بكل طاقته في سوريا لمنع هذه المؤامرة من المرور بنجاح لذلك لا يرتاح حزب الله لمواقف الوزير جنبلاط العدائية من سوريا وبالتحديد من الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد.

السر السياسي الفعلي هو عند فخامة الرئيس عون وبري مع اطلاع الرئيس الحريري على الموضوع لانه عاد امس الى بيروت والسر الأمني الهام هو لدى اللواء إبراهيم الذي يملك الملف الأمني الكامل بشأن اطلاق الرصاص ومن اطلق الرصاص وكيف حصلت الحادثة على موكب الوزير الغريب. لكن اللواء إبراهيم متكتم، والمؤسف اننا لا نعرف شيئا عن الموضوع الأمني وعما اذا كان سيتم تسليم موقوفين ام لا، وقد يكون ذلك من خصوصية العمل الأمني على مستوى رئيس جهاز كبير وفاعل جدا هي المديرية العامة للامن العام بشخص اللواء عباس إبراهيم رئيس هذا الجهاز.

اما الموقف العملي على الأرض فهو يعرفه الوزير جنبلاط وقد قرر المواجهة ولن ينكسر او يتراجع الى الوراء او يخضع لاي ضغوط سواء من الوزير ارسلان او من حزب الله او من سوريا، ذلك انه يعتبر ان جمهوره الاشتراكي في الجبل هو القوة المسيطرة على قضاءي عاليه والشوف وان حزب الله لا يستطيع التدخل عسكريا بأي شكل من الاشكال في الجبل لانه سيؤدي الى فتنة، لذلك الوزير جنبلاط مرتاح الى وضعه الميداني اما الوزير أرسلان فاعلن ان فتنة كبيرة ستحصل اذا لم يتم إيجاد حل عادل وهو احالة الملف الى المجلس العدلي. لكن هل تحصل فتنة كبيرة في الجبل كما يقول الوزير أرسلان؟ الجواب هو لا لان قيادة الجيش اعدت قوة ضخمة ستنتشر في كل قضاء عاليه والشوف وتسيطر على الوضع كليا وتمنع الاحتكاك، مع العلم ان القوة الميدانية الأقوى هي للوزير جنبلاط.

لكن في المقابل، هنالك لهجة قوية يتكلم بها الوزير أرسلان ليست من عادته وتدل هذه اللهجة انه سيواجه الامر حتى يحصل على إحالة الملف الى المجلس العدلي ولن يتراجع وابلغ موقفه الى رئيس الجمهورية الذي زاره اليوم مع الوزير الغريب.