IMLebanon

الديار: الحريري «يبرىء» حزب الله : الرئيس عون قادر لكنه لا «يبادر» لحل الازمة !

جنبلاط «راسل» «حارة حريك» ولم يتلق اجابات وارسلان يرفع «سقف شروطه»
رئيس الحكومة «يتعهد» بتسوية «العمالة الفلسطينية» دون «هزيمة» «القوات»

كتب ابراهيم ناصرالدين
لا تزال «حركة» رئيس الحكومة سعد الحريري «خجولة» في مواجهة ازمة تعطيل مجلس الوزراء، في ظل اصراره على التمسك باستراتيجية «السير» بحذر بين «الالغام» ما يجعل حركته دون «بركة» حتى الان.. وفيما تكرر مصادره الوقوع في اخطاء اعطاء المواعيد التي ثبت حتى الان عدم صحتها، من خلال تسريب معلومات عن مهل جديدة ،ومبادرات» «وافكار» للحل ستفضي خلال الساعات المقبلة الى «انفراجة» تؤدي الى دعوة الحكومة للانعقاد الاسبوع المقبل، لا توافق مصادر مطلعة على الاتصالات على هذه المناخات وتشير الى ان التعقيدات لا تزال كبيرة، ولا يمكن الرهان على «بصيص الامل» الذي يحاول البعض اشاعته على خلفية أفكار جديدة يبلورها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع كبار المسؤولين بعد سقوط «فكرة» لقاء المصالحة في بعبدا.

الحريري «يبرىء» حزب الله..

فعلى وقع «مصارحة» رئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان «الرأي العام» بحقيقة ما يحصل في «السر والعلن»، متمسكا بموقفه من احالة الملف على المجلس العدلي زار الرئيس الحريري عين التينة بعد ظهر امس وعرض مع الرئيس نبيه بري الوضع الحكومي دون ان تتبلور افكار جدية للحل، ما دفعه الى عدم الادلاء باي تصريح متهما البعض بالمماطلة.. وفيما تاكد فصل نشر الموازنة عن الاعتراض على المادة 80 التي تحفظ حقوق الفائزين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية، ما يعني ان الرئيس سينشرها ويتولى فريقه السياسي الاعتراض عليها بالسبل القانونية، تشير اوساط سياسية مطلعة على موقف رئيس الحكومة انه بات على قناعة بان حزب الله لا يقف وراء «تعطيل الحكومة» ولا وراء تمسك النائب طلال ارسلان في ملف احالة حادثة قبرشمون – البساتين على المجلس العدلي، وهو ايضا لا يوافق النائب السابق وليد جنبلاط على تقديره للاحداث وافتراض وجود ابعاد اقليمية من خارج الحدود وراء استهدافه..

ووفقا لتلك الاوساط، اكد الحريري امام من التقاهم بالامس، ومن بينهم رؤوساء الحكومات السابقين، بان الحزب لا «يلعب» دورا سلبيا، على رغم «عتبه» لعدم تدخله «ايجابيا» مع «خلدة»، وبحسب الحريري لا يقف الحزب في الاصل وراء فكرة الاحالة الى «المجلس العدلي»، بل كان الحزب مع «مخرج» المحكمة العسكرية وشجع عليه، اذا كان يرضي ارسلان ويؤمن بالتالي عودة الحكومة الى الاجتماع، لكن استمرار «سلبية» «ميرنا الشالوحي» والتراجع غير المبرر لبعبدا عن الحل الذي ابتكره الوزير سليم جريصاتي، يطرح اكثر من «علامة استفهام» في «السراي الكبير» خصوصا ان عون سبق وابلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري و المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم رعايته للمبادرة؟.

لا ايجابات من بعبدا؟

وبحسب المعلومات، ترسخت هذه القناعة لدى الحريري بعد اللقاء الاخير الذي جمعه مع الرئيس في بعبدا، حيث لم يحصل منه على ايجابات واضحة حيال اسباب التراجع عن الحل الذي كان يقضي باحالة القضية الى المحكمة العسكرية، وهو كان واضحا في «رمي الكرة» في «ملعب» الرئيس حين ابلغه صراحة انه لا يتحمل كرئيس حكومة «مسؤولية» ازمة تم افتعالها في الجبل دون اي «لزوم»، وما هو مطلوب تم على اكمل وجه مع جنبلاط الذي يجب تفهم «هواجسه»، في المقابل لا يزال «الطرف الاخر» على تعنته دون اي بادرة جدية لحل الازمة من التيار الوطني الحر الذي يشكل «الوعاء» الحاضن سياسيا لارسلان.. ولذلك فان الحريري مقتنع ان رئيس الجمهورية ميشال عون قادر بما يملكه من «مونة» على ارسلان على اجتراح «التسويات» واخراج الوضع الحكومي من «الكربجة» لكنه «يشكو» من عدم مبادرة الرئيس لطرح الحلول.. !

وفي هذا الاطار تمحورت زيارة الحريري الى عين التينة حيث عرض «هواجسه» على الرئيس بري، وقد نفت مصادر مطلعة ان يكون رئيس الحكومة قد طلب الى بري التدخل لدى حزب الله لمنح «ضمانات» لجنبلاط، واشارت الى ان «خطوط» الاتصال بين «بيت الوسط» والحزب مفتوحة ولا تحتاج العلاقة الى «وسيط»..

لهذه الاسباب «الامور معقدة»؟

من جهتها ترفض اوساط حكومية «تكبير حجر» الازمة الحالية من خلال ربطها بالتوتر المتصاعد في المنطقة، وترى ان المشكلة الرئيسية تكمن في سوء الادارة المحلية للازمة ما تسبب بتعقيدها، بعد صعود» اكثر من طرف على «شجرة التصعيد» دون ايجاد من ينزلهم عنها حتى الان، فالنائب طلال ارسلان «تسلح» بموقف رئيس الجمهورية الداعم لموقفه في المجلس الاعلى للدفاع، وذهب الى الحد الاقصى بالتمسك «بالمجلس العدلي»، وحتى الان لا «مخارج» جدية تعوض هذا المطلب، وفي حال تراجعه دون «اثمان» يقدم «هدية» مجانية «للمختارة» لانه كمن «يطلق النار على نفسه» درزيا..في المقابل لا يبدو النائب وليد جنبلاط في وارد التراجع لان هناك من «همس» في «اذنه» كلاما يفيد بان الاحالة على «المجلس العدلي» تعني حكما وضع وزير التربية أكرم شهيب في دائرة المساءلة، وهو امر لا يمكن ان «يهضمه» في ظل كل «الهواجس» التي تتملكه حيال رغبة الفريق الاخر بتدفيعه ثمن خياراته الخاسرة في سوريا..اما بعبدا فترى ان المستهدف من قبل «المختارة» ليس الوزير صالح الغريب بل وزير الخارجية جبران باسيل،وهذا يعني «التصويب» مباشرة على العهد، ولذلك لا مجال للتهاون ولا بد من تدفيعه الثمن.. من جهته يخشى رئيس الحكومة سعد الحريري على «التسوية» الرئاسية من السقوط، اذا ما دعا الى جلسة حكومية وسقطت خلالها «بالتصويت» الاحالة الى المجلس العدلي، ما يعني انكسارا للعهد الذي سيحمله مسؤولية مباشرة عن هذا «السقوط» بسبب دعمه لجنبلاط، ما يعني حكما اهتزاز «التسوية» او بالاحرى دق «المسمار الاول» في «نعشها»، وهذا ما لا يرغب به رئيس الحكومة اقله الان، ولذلك تبدو الامور «مستعصية» على الحل في انتظار خروج «ارنب» ينزل الجميع من «اعلى الشجرة» دون اضرار جانبية.

ارسلان يتمسك بمطالبه..

وفي غضون ذلك تمسك رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان بمواقفه وقال في مؤتمر صحافي في خلدة بحضور وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب ان طلبنا واضح وصريح ولا تراجع عنه ولا مشكلة لدينا بدعوة مجلس الوزراء الى الاجتماع انما اول بند يجب ان يكون إحالة القضية الى المجلس العدلي». ولفت الى «اننا سنُحرج كل الناس بالتصويت على المجلس العدلي داخل مجلس الوزراء ودمّنا ليس محللاً»، واضاف: طلبنا من الرؤساء ميشال عون والحريري ونبيه بري وقف المبادرات لان «اللي علينا عملناه» وقال: «الكرة ليست في ملعبنا ولا مبادرات عند ارسلان رجاء انا خلصت»، لنذهب الى مجلس الوزراء ونصوّت ومن يخاف من التصويت مشكلته». وأضاف ارسلان: «من يريد ان يأخذنا نزهة الى مجلس الوزراء قبل بحث موضوع دم صالح الغريب الذي هدر في قبرشمون فهذا لن يحصل وادعوهم ان يجمعوا الحكومة ويقيلونا اذا ارادوا ..

وفي مطلب جديد رأت فيه المصادر رفعا «لسقف الشروط» قال ارسلان ان الغريب لن يبحث اي بند قبل بند قبرشمون واقرار خطة امنية جدية في الجبل كل الناس فيها تحت القانون». وقال «اذا كان احد يراهن على الوقت فهو خاطئ وثمة 3 مبادرات اجهِضت و«يا عيب الشوم» على المستوى الدنيء والنيّات السوداء المبيتة باحقاق العدالة».

كيف تعامل حزب الله مع «رسالة» جنبلاط؟

وفيما نفت مصادر الحزب الاشتراكي ما اشار اليه النائب ارسلان عن طلب النائب السابق وليد جنبلاط ضمانة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مسألة الاحالة الى المجلس العدلي، اكدت اوساط مطلعة على الملف ان حزب الله تلقى «رسالة» في هذا السياق عبر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، طلب فيها جنبلاط ضمانات شخصية من السيد نصرالله ترسم حدوداً معينة للملاحقات بحق «الاشتراكيين» اذا ما قبلت «المختارة» باحالة الملف الى «المجلس العدلي»، والمقصود بذلك عدم ملاحقة مسؤولين كبار او وزراء في الحكومة، ووفقا للمعلومات لم يتعامل حزب الله لا «سلبا» ولا «ايجابا» مع «الرسالة» ولم «يرسل» اي رد الى «المختارة»…وكان النائب السابق وليد جنبلاط رد بالقول: «لا تطلب من تحت الطاولة ضمانة السيد حسن نصرالله ولا تقل علنا ان مزارع شبعا غير لبنانية فالتلاعب بمصير الدروز خطير وانعكاساته خطيرة»..وعلم في هذا السياق ان حزب الله ابلغ المعنيين بالملف بضرورة التعامل مع هذا الحادث بجدية، مجددا دعم «خيارات» النائب طلال ارسلان، لكنه دعا الى الاسراع في ايجاد المخارج المناسبة لاخراج الحكومة من دائرة «التعطيل»

الحريري يتعهد في ملف «العمالة»؟

في غضون ذلك، اكدت اوساط سياسية مطلعة ان رئيس الحكومة سعد الحريري تعهد بايجاد «الحلول» المناسبة لازمة «العمالة الفلسطينية، معربا عن قناعته ان «معراب» ستتجاوب مع مسعاه لسحب هذا «الفتيل» من التداول قريبا، عبر حوار جدي مع الفلسطينيين، وطالب من كافة الاطراف وقف التصعيد السياسي وكذلك «المزايدات» في هذا الملف لحصر تداعياته وعدم وضعه في «خانة» الهزيمة للقوات اللبنانية، وترك الامور للمعالجة الهادئة…وفي هذا الاطار التقى الحريري وزير العمل كميل ابو سليمان مع «رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني» الوزير السابق حسن منيمنة في مقر اللجنة في السراي، وسجل تغيب الوفد الفلسطيني عن اللقاء…وقد اسف ابو سليمان لعدم حضور الوفد وقال: طريقة الحوار في هذا الشكل من خلال املاء الشروط مسبقا امر نرفضه، ونتمنى ان نتعامل معا بطريقة افضل»…وأثنى على «جهود الوزير منيمنة لتقريب وجهات النظر» وطالب «بتقديم الفلسطينيين اقتراحاتهم خطيا لنتعاطى معها»…من جهته قال منيمنة «كان اللقاء لمتابعة ايجاد حلول لقضية العمالة الفلسطينية، ولقد ابلغنا الاخوة الفلسطينينون اعتذارهم عن عدم حضور الاجتماع، كما وأبلغونا وجهة نظرهم القائلة انهم لم يحصلوا على اي وعود جدية لمعالجة القضية»…أضاف منيمنة: «سنستمر في الحوار مع الوزير، ونأمل في التوصل الى حلول مناسبة. ثمة مسائل حلت واخرى نعمل بالتعاون مع الوزير ومع الفلسطينيين لايجاد حل لها».

قمة اسلامية ـ مسيحية ..

وتنعقد اليوم قمة روحية اسلامية-مسيحة في دار الطائفة الدرزية بدعوة من شيخ العقل نعيم حسن، وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس البطريرك آرام الأول كيشيشيان، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في حين سيتغيب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، لدواع صحية،وسيوفد ممثلا عنه لحضور القمة.