IMLebanon

الديار: معالجة مشكلة البساتين تقنياً ليست حلاً بل يجب حل صراع حزب الله ــ جنبلاط

نور نعمة

التفتيش عن حل تقني في الصراع الدائر بعد حادثة البساتين وسقوط شهداء وتعرض الوزير صالح غريب لشبه اغتيال والصراع الحاصل ظاهريا بين الوزير وليد جنبلاط والوزير طلال أرسلان ليس هو الا القشرة السطحية للخلاف العميق، فالخلاف الحقيقي هو بين حزب الله والوزير جنبلاط.

واذا كان الوزير وليد جنبلاط يسأل ما سبب هذا العداء المرتفع لدى حزب الله والى اين يريد ان يذهب حزب الله ولماذا العودة الى عام 2005 واستعمال عبارة سلاح الغدر فان أوساطاً في حزب الله تقول ان الخلاف جوهري اصبح في الفترة الأخيرة بين حزب الله والوزير وليد جنبلاط، لا بل هو خلاف سابق، فعندما يعتبر حزب الله ان العمود الفقري هو النظام السوري والرئيس بشار الأسد، ويقاتل حزب الله من اجل ذلك، ويخسر شهداء ويضع كل ثقله القتالي لاسقاط المؤامرة على سوريا، فيما الوزير وليد جنبلاط يتمنى سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

اما كلمة تنظيم الخلاف فهي وفق أوساط حزب الله ليست في محلها، بل المطلوب تنظيم التفاهم بل المطلوب تنظيم مبادئ مشتركة على قاعدة الحفاظ على لبنان والمقاومة وضد العدو الصهيوني وإزالة الخلافات مع سوريا السابقة، رغم ظروف الحرب التي مرت بها سوريا وكانت اكبر مؤامرة عليها لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

ومع ذلك تجاوز حزب الله هذه المرحلة ليبدأ مرحلة محادثات مع الوزير وليد جنبلاط سعى اليها كثيرا رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري.

اما سؤال الوزير وليد جنبلاط لماذا استعمال واستحضار كلمة سلاح الغدر التي تم استعمالها من قبل الوزير وليد جنبلاط قبل 13 سنة واكثر، فان حزب الله استحضر العبارة لانه اعتبر ان اطلاق النار على موكب الوزير صالح الغريب والموكب المرافق له ما هو الا سلاح غدر، مما أدى الى استشهاد مرافقين للوزير صالح الغريب وكاد الوزير الغريب يصاب بالاغتيال.

كذلك فان الصراع حول معمل باطون آل فتوش في عين دارة، حزب الله يعتبر انه كان قد طلب مهلة أيام من الوزير وليد جنبلاط ليعطي جوابه فما كان من الوزير وائل أبو فاعور الا ان اصدر قرارا باقفال معمل باطون آل فتوش وعدم انتظار جواب حزب الله هو امر غير مقبول، اما اخطر كلمة تم قولها فهي ان مزارع شبعا ليست لبنانية.

وهنا فان كل المقومات التي ترتكز عليها المقاومة في قتالها ضد العدو الصهيوني كذلك البيان الوزاري والاتفاق العام في البلاد انه مطلوب تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واعتبار الوزير وليد جنبلاط ان مزارع شبعا غير لبنانية امراً خطيراً جدا، مع العلم ان الذي حضر مقابلة الوزير وليد جنبلاط مع تلفزيون روسيا اليوم سمع كلاما بسيطا حول تغيير خرائط في شأن مزارع شبعا ولم يقل الوزير وليد جنبلاط انها إسرائيلية، بل المح ضمنيا ان مزارع شبعا هي ما بين لبنان وسوريا دون ان يعلن ذلك، لكن كلمة مزارع شبعا غير لبنانية هي كلمة خطيرة.

كل ذلك جعل التوتر مرتفعاً بين الوزير وليد جنبلاط وحزب الله، وارتفعت حدة خطاب سماحة السيد حسن نصر الله، في شأن ما حصل في البساتين وضد الوزير وليد جنبلاط ومواقفه.

اوساط الوزير جنبلاط
اما أوساط الوزير وليد جنبلاط فتقول انه حصل في الفترة الأخيرة تنظيم للخلاف بين حزب الله والحزب الاشتراكي وبالتحديد مع الوزير وليد جنبلاط، وان حدة الخطاب ضد الوزير وليد جنبلاط من سماحة السيد حسن نصرالله ارتفعت بدرجة كبيرة، وعاد الجو وكأنه عشية 8 آذار و14 آذار، واستعمال عبارة سلاح الغدر طرحت أسئلة لدى الوزير وليد جنبلاط لماذا يستعمل حزب الله هذه العبارة التي مر عليها الزمن.

ثم ان أوساط الوزير وليد جنبلاط تتساءل لماذا خطة حزب الله في الطائفة الدرزية تكبير حجم الوزير طلال أرسلان بهذا الشكل ومحاولة موازاته بقوة الوزير وليد جنبلاط، علما ان الوزير وليد جنبلاط نال أكثرية نواب الطائفة الدرزية، ويقول جنبلاط انه ساهم الى حد كبير في إنجاح الوزير طلال أرسلان في منطقة عاليه، وانه لا يمكن المقارنة في الجبل ان الشوف وعاليه والبقاع الغربي وحاصبيا بين قوة الوزير وليد جنبلاط في طائفة الموحدين الدروز وقوة الوزير طلال أرسلان، وما يفعله حزب الله هو حصوله على كوتا في كل طائفة، فهو حصل على كوتا مسيحية ضمن الطائفة المسيحية من خلال تحالفه مع التيار الوطني الحر وبالتحديد ورقة التفاهم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبذلك قام حزب الله بتقسيم داخل الطائفة المسيحية الى قسمين، قسم معه وقسم ضده، كذلك لحزب الله كوتا كبيرة في الطائفة الشيعية، ولان حزب الله في حاجة للرئيس نبيه بري سياسيا وعربيا ودوليا وتصريحاته وإدارة مجلس النواب فهو لا يعتدي على جمهور حركة امل، انما عمليا حزب الله له الكوتا الكبرى في الجمهور الشيعي.

الطائفة السنية
ثم في الطائفة السنيّة فان حزب الله فرض اللقاء التشاوري من 11 نائباً بالقوة وجاء لهم بوزير يمثلهم بعدما اصر على ذلك فترة شهرين ونصف وكان رئيس الحكومة الذي يؤلف الحكومة الرئيس الحريري يرفض تمثيل اللقاء التشاوري، إضافة الى تحالف حزب الله مع الوزير فيصل كرامي، والنائب جهاد الصمد وغيره، دون ان يمكن القول ان الوزير الصمد متحالف مع حزب الله لكنه قريب منه. وان حزب الله يعمل على أخذ كوتا في كل طائفة بينما لا يسمح لأحد بالاقتراب من الطائفة الشيعية.

وتقول أوساط الوزير وليد جنبلاط انه مستحيل ان تخضع طائفة الدروز لا لحزب الله ولا لغير حزب الله ولو احترق الجبل كله من الشويفات الى اخر حدود البقاع الغربي، ولا يمكن مقارنة قوة الوزير طلال أرسلان بقوة الوزير وليد جنبلاط.

وانه رغم ذلك قام الوزير وليد جنبلاط بمبادرة حسن نية تجاه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عون عندما قدم اسقاط حق بحق قاتل من السوقي ضد منتسب للحزب التقدمي الاشتراكي ومقابل ذلك لم يبادله عون أي خطوة ايجابية إزاء اسقاط الحق ولم يبادله الوزير طلال الاسلان باي مبادرة ايجابية بل على العكس قام بتهريب القاتل السوقي الى سوريا بدل اجراء المحاكمة بعد اسقاط الحق الشخصي وبقاء الحق العام الذي سوف تحكم المحكمة حكما مقبولا وليس قويا وشرسا ضد القاتل السوقي.

كما ان الوزير وليد جنبلاط يقول انه اول من هاجم صفقة القرن وقال انها لن تمر، وانه تاريخيا دائما كان على افضل علاقة مع الفلسطينيين سواء النازحين في لبنان ام القيادات الفلسطينية المقاومة لإسرائيل. وان دخول حزب الله على خط الموحدين الدروز وطائفة بني معروف اضعف الوزير طلال أرسلان درزيا وزاد من قوة الوزير وليد جنبلاط درزيا لان الطائفة الدرزية لا تؤيد تدخل حزب الله في طائفة بني معروف.

ومهما دعم حزب الله الوزير طلال أرسلان فلن يجعله قوة بحجم قوة الوزير وليد جنبلاط حتى لو جمع معه الوزير السابق وئاب وهاب او الحزب السوري القومي الاجتماعي وهم من الطائفة الدرزية في الجبل لان اكثر من 75 في المئة يؤديون الوزير وليد جنبلاط في طائفة بني معروف وفق الحزب التقدمي الاشتراكي والدليل على ذلك نتائج الانتخابات النيابية.

كما انه تنازل عن وزير درزي رغم قوته وسيطرته على كافة نواب الدروز وليس من اجل الوزير طلال أرسلان، بل من اجل تسهيل تأليف الحكومة ومبادرة تجاه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتجاه الرئيس سعد الحريري وحتى تجاه حزب الله وان الوزير وليد جنبلاط كان يتمنى ان يعرف حزب الله ان تنازل الوزير وليد جنبلاط عن الوزير الدرزي ليس بعيدا عن رغبة حزب الله الذي يريد وزيراً درزياً ثالثاً ليس للوزير جنبلاط بل قريب من الوزير أرسلان ومع ذلك قام بهذا العمل الوزير وليد جنبلاط.

مبادرات كثيرة
على كل حال الان هنالك مبادرات كثيرة ترتكز على اعتماد المحكمة العسكرية والمجلس العدلي، وهكذا يأخذون المشكلة تقنيا والمشكلة ليست تقنية، والوزير وليد جنبلاط يعرف انه يتم تطويقه من خلال المجلس العدلي وان المجلس العدلي لن يكون لصالحه ولذلك سيرفض ذلك كليا. والرئيس الحريري متضامن معه، وجزء من الرئيس نبيه بري متضامن معه ولا يريد مجلساً عدلياً الى حد ما، والقوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع ترفض المجلس العدلي والكتائب ترفض المجلس العدلي وامانة عام 14 اذار ترفض المجلس العدلي.

اما حزب الله فهو يؤيد المجلس العدلي ومعه الوزير طلال أرسلان الذي يطالب به وعلى هذا الأساس يدعم حزب الله رغبة الوزير طلال أرسلان بالمجلس العدلي ومع حزب الله هنالك اكبر تيار نيابي هو التيار الوطني الحر الذي يريد المجلس العدلي واهم شخصية وهي ارفع شخصية أي رئيس الجمهورية يريد المجلس العدلي. والصراع سيحصل داخل الحكومة حول المجلس العدلي والتصويت له، ويبدو ان التصويت يبدو على صوت او صوتين لانه حتى الان يبدو ان الأصوات هي 15 ضد 15، لكن الوزير وليد جنبلاط الذي ايد بقوة الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية سيتخذ موقفا مناهضا كليا ومعارضا، بقوة لانتخاب او لوصول او لتأييد الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اذا قام الوزير الذي يمثله موقف فنيانوس بالتصويت للمجلس العدلي وسيحاول الوزير وليد جنبلاط اقناع الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري وبطبيعة الحال الدكتور سمير جعجع لا يؤيد وصول الوزير سليمان فرنجية فانهم سيشكلون الجبهة التي ايدت الوزير سليمان فرنجية في وجه العماد ميشال عون فهذه المرة سيتصرف الوزير وليد جنبلاط على انه الخصم الأول لوصول فرنجية اذا انحاز الى جانب أرسلان، رغم معرفة الوزير وليد جنبلاط بعلاقة فرنجية بسوريا وحزب الله، لكن لا يقبل وهو الذي استقبل المرشح يومها الوزير سليمان فرنجية كرئيس جمهورية وقال له فخامة الرئيس ان يقوم الوزير سليمان فرنجية بالانحياز ضد الوزير وليد جنبلاط ويؤيد الوزير طلال أرسلان.

الوزير وليد جنبلاط سيحاول اقناع بري بعدم تأييد فرنجية على قاعدة ان بري لم يؤيد عون لرئاسة الجمهورية رغم التأييد المطلق من حزب الله واعطائه وعداً مطلقاً في عدم التراجع لكن الان حزب الله لم يقدم أي وعد نهائي لفرنجية بل يحترمه ويعتبره حليفه الاستراتيجي والهام والصادق معه.

المعركة وطنية واستراتيجية بالعمق
المعركة وطنية استراتيجية بالعمق وتمتد من بيروت الى طهران فحزب الله معني بالحرب الأميركية على ايران ومحاصرتها ومنعها من تصدير نفطها ومحاولة ضرب النظام الإيراني، ولذلك قال سماحة السيد حسن نصرالله اذا اشتعلت الحرب الأميركية – الإيرانية فالمنطقة كلها ستشتعل أي من فلسطين الى لبنان الى الشام الى العراق الى اليمن والى الخليج، ويعرف ما يقوله سماحة السيد حسن نصرالله، لانه يملك صواريخ تصل الى مدى يطال هذه الدول التي ذكرها إضافة الى الصواريخ الإيرانية.

كما ان ايران التي تعرف ان اميركا اكبر بكثير من قوة ايران عسكريا وناريا واسلحة الا ان وجود الرئيس الاميركي ترامب على رئاسة الولايات المتحدة سبّب لها اكبر اذى وطعن الاتفاق النووي الذي وقعت عليه الولايات المتحدة ويقوم حاليا بمحاصرتها عسكريا وايران غير خائفة فهي تعرف ان خسرت ملايين في القتال فهو يكفي ان ترسل الف نعش من ضباط وجنود اميركيين الى اميركا كي يسقط ترامب في انتخابات 2020 ولا يعود رئيسا للولايات المتحدة وهذا يناسبها اذ يأتي رئيس ديموقراطي او رئيس جمهوري معتدل، ليس حوله الصهيوني المتطرف جون بولتون ولا صهر الرئيس الأميركي مستشاره السياسي جاريد كوشنير حليف نتنياهو المباشر ولا أي رئيس أميركي يأتي بما قام به الرئيس ترامب من خلق القوانين الدولية كلها، والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ولا بالاعتراف بان الجولان السوري المحتل هو تحت السيادة الإسرائيلية ولا يفتح صفقة قرن بالمليارات لتصفية القضية الفلسطينية وهذا لن يحصل مع الرئيس الأميركي القادم لانه يعرف ان المنطقة ستشتعل كلها وان حربا ستشمل اليمن والعراق إضافة الى سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وحتى الأهم قطاع غزة وحدود سيناء في مصر.

كذلك فانه لن يأتي رئيس أميركي يقوم بتسليم احدث طائرات في العالم المتفوقة وهي اف 35 الشبح 10 طائرات وراء 10 طائرات الى إسرائيل من اصل 60 طائرة ثم يسلم كما أعلنت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية حسب مصدر في البنتاغون 1600 دبابة من احدث الدبابات الأميركية الجديدة التي فقط تسلمها الجيش الأميركي ولم تسلمها الولايات المتحدة الى بريطانيا.

كما انه لن يأتي رئيس أميركي يقول ان البحرية الأميركية قد تشترك بضرب حزب الله في لبنان بصواريخ توماهوك وفق صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن جون بولتون مستشار الامن القومي للرئيس ترامب وهو اكبر صهيوني ومتطرف ضد العرب وضد مصالحهم.

ولذلك ايران ليست خائفة من الحرب بل تريدها ومن هنا نرى ان ترامب سيبدأ الحرب بعد غد، مضى عليه 3 اشهر، وتم احراق ناقلات نفط إضافة الى اسقاط الطائرة الاميركية للتجسس ولم يتحرك الجيش الأميركي، كما ان بالأمس البحرية الإيرانية سحبت من بين 5 بوارج حربية أميركية وواحدة بريطانية ناقلة نفط بريطانية وحجزتها في موقع بندر العباس على الشاطئ الإيراني مقابل حجز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية، وأعلنت ايران انها لن تفرج عن السفينة البريطانية الا بعد الافراج عن سفينة النفط الإيرانية المحجوزة لدى بريطانيا ورفض ايران توقيع أي تعهد بان ناقلات النفط لن تذهب الى سوريا.

حزب الله لا يريد فرض اي شيء
في ظل هذا الواقع يخوض حزب الله معركة وجود وممانعة معركة عدم اسقاط حق من بيروت الى سوريا الى العراق الى غزة الى قلب فلسطين الى المساعدة بتعبئة الشارع الأردني دون تدخل عسكريا او سياسيا، بل دعمه إعلاميا، ولذلك ترى ان الوزير جنبلاط اذا أراد التفاهم مع حزب الله فلا يستطيع حزب الله ان يكون مع ايران ضد الحرب الأميركية عليه ويكون جنبلاط مع المملكة العربية السعودية او دول الخليج التي تموّل الولايات المتحدة او جيشها في الحرب على ايران، ولا يستطيع حزب الله ان يكون ضد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وبالجولان المحتل ارضا إسرائيلية وفي ذات الوقت يستقبل جنبلاط ساعتين ونصف مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ساترفيلد ويتفاهم مع الاميركيين بهذا الشكل.

حزب الله لا يريد فرض أي شيء على جنبلاط لكن يعتبر نفسه في وضع الخصومة معه بشأن السياسة في منطقة الشرق الأوسط وصولا الى الإقليم الى ايران. واما الوزير جنبلاط فيعتبر تاريخ المختارة وبني معروف انهم دائما كانوا رأس الحربة في القتال عالميا من ثورة الأطرش الى اليوم ووقوف والده المرحوم كمال جنبلاط في قتالهم ضد إسرائيل، إضافة الى قتال الوزير جنبلاط وقواته وقوات حزبه مما أدى الى اسقاط اتفاق 17 أيار مع قوى أخرى ساهمت في اسقاطه. وهو اتفاق سلام كان سيحصل مع العدو الإسرائيلي في 17 أيار 1983.

كما ان الوزير وليد جنبلاط في كل تغريداته يقف الى جانب الشعب الفلسطيني، واذا كانت دول عربية لها علاقات حتى مع سوريا ولها علاقات مع افرقاء أخرى فان الوزير جنبلاط يعتبر نفسه انه الشخصية من بني معروف واللبنانية والعربية التي ليس لها أي علاقة مع إسرائيل، حتى انه ابعد الشيخ امين طريف الذي كان يأتي من الكيان الصهيوني الى لبنان.

وان الوزير جنبلاط من مؤتمر لوزان الذي انعقد في سويسرا وصولا الى يومنا هذا كان دائما ضد السياسة الصهيونية، لكنه على علاقة ممتازة مع القيادة الفرنسية تاريخيا وعلى علاقة مع الولايات المتحدة دون ان يدعم سياستها مع العدو الصهيوني ضد العرب.

وانه قدم شهداء كثيرين سواء في حرب الجبل ضد خطة وزير الدفاع الإسرائيلي يومها موشي ارينز لاسقاط الجبل إسرائيليا ثم وقف وقاتل وقدم شهداء ضد اتفاق 17 أيار وساهم في شق طريق الكرامة من الجبل ليصل الى بيروت ورفض أي علاقة مع الكيان الصهيوني رغم وجود رئيس إسرائيل السابق شيمون بيريز الذي حضر الى المختارة مع السفير الاميركي لخروج جنبلاط من المختارة الى بيروت لكنه لم يقم أي علاقة مع الكيان الصهيوني او زعمائه او قادته، كما انه لم يتلقَّ أي سلاح من العدو الصهيوني كما قامت اطراف أخرى بل على العكس حصل على السلاح من الجيش العربي السوري وكان المشرف شخصيا على الموضوع العماد الراحل حكمت الشهابي بتكليف من الرئيس الراحل حافظ الأسد.

من يستطيع الان حل الخلاف بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة الوزير وليد جنبلاط.

ليس انتقاصا من سيادة الرئيس بشار الأسد لكن كون العداء كبيراً بينه وبين الوزير وليد جنبلاط وطلب الوزير جنبلاط من الشبان الدروز عدم الالتحاق بالجيش العربي السوري فان الرئيس الأسد لن يتدخل في التقارب بين حزب الله والوزير جنبلاط ولو كان الرئيس الراحل حافظ الأسد على قيد الحياة فكان هو الوحيد القادر على حل الخلاف داخل لبنان لانه قام بحل كل الخلافات الأساسية على الساحة اللبنانية في أيامه، لكن الرئيس بشار الأسد لا يستطيع جمع حزب الله وجنبلاط كونه قريباً ومخاصماً للوزير جنبلاط نتيجة موقف جنبلاط من الحرب التي جرت في سوريا على النظام وكانت مؤامرة كونية على سوريا.