IMLebanon

الديار: رؤساء الحزب السوري القومي الاجتماعي السابقون يؤيدون بيان المعارضة القومية

 

تتوسع المعارضة الداخلية في الحزب القومي الاجتماعي، لاحداث تغيير في قيادته المتحكمة بالحزب منذ عقود، وفق النداء الاول الذي اصدرته المعارضة الى القوميين الاجتماعيين، ودعتهم الى ممارسة دورهم في انتخابات المندوبين الى المجلس القومي في الفروع الحزبية.

 

وفي هذا الاطار، عقد رؤساء الحزب السابقون وهم: مسعد حجل، يوسف الاشقر وحنا الناشف، لقاءً في منزل الاشقر، واعلنوا تأييدهم لنداء المعارضة، وما تضمنه من توصيف لواقع الحزب الذي تتحكم به الفردية.

 

وستقوم المعارضة بسلسلة لقاءات ونشاطات لحشد القوميين للانتخابات، لانهاء الوضع الشاذ في الحزب.

 

وكان قد صدر عن المعارضة السورية القومية الاجتماعية النداء الاول للمعارضة الداخلية للوضع الشاذ القائم حاليا في الحزب السوري القومي الاجتماعي وجاء في النداء الاول للمعارضة الداخلية القومي الآتي:

 

النداء الاول للمعارضة الداخلية الى القوميين: اسقطوا القيادة المتحكمة بالحزب

 

تعقد «المعارضة الداخلية» في الحزب السوري القومي الاجتماعي، والتي تضم الاعضاء الستة المستقيلين من المجلس الاعلى، وقيادات حزبية، اجتماعات دورية منذ فترة، للبحث في الوضع الحزبي، ووضع آلية عمل، لخوض الاصلاح من داخل المؤسسات، والمشاركة في اول استحقاق، وهو انتخابات المندوبين من الفروع الحزبية الى المجلس القومي، الذين يشاركون في انتخابات المجلس الاعلى مع الامناء كناخبين حكميين دستورياً، اذ ترى اوساط هذه المعارضة، بانه يمكن قلب المعادلة الداخلية، واخراج القيادة المتحكمة بالحزب منها واسقاط الهيمنة على الحزب والسيطرة على قراره من خلال افراد، والفوز بغالبية اعضاء المجلس الاعلى.

 

وفي هذا الاطار، اصدرت المعارضة الداخلية ومن ابرز اعضائها، غسان الاشقر، توفيق مهنا، انطون خليل، نبيل فغالي، عصام بيطار، النداء الاول الى جميع السوريين القوميين الاجتماعيين، دعتهم فيه الى اوسع مشاركة في انتخابات المندوبين الى المجلس القومي.

 

وخاطب النداء القوميين في هذه المناسبة لتقفوا مع انفسكم، وتتجاوزوا حالات اليأس او الاعتكاف او التمحور التي لا نتيجة منها الا الضرر بالحزب ومستقبله، وتمكين القيادة المتحكمة من ان تقبض على مقدرات الحزب ومفاصل القرار فيه.

 

وفيما يلي نص النداء الاول: الى جميع السوريين القوميين الإجتماعيين

 

من أجل الإصلاح والوحدة

 

نتوجه بهذا النداء إلى كل قومي اجتماعي طالبين إمعان النظر في ما توصل إليه حزب سعاده من تدهور وتراجع وسقوط.

 

نادى سعاده بأمة سورية تامة، موحدة الشعب، ومستقلة القرار، وبنهضة شاملة تتناول الشعب السوري في كل ميادين حياتة الوطنية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية، والعمرانية، والإنتاجية والدينية، والطائفية، والعرقية، وذلك لأجل بناء الإنسان الجديد، الإنسان المجتمع الممتشق المعرفة سلاحاً، والمؤمن بقضيته القومية المستقلة عن آية قضية أخرى. وشدّد على العقلية الأخلاقية الجديدة كركن من أركان كل نظام يريد الحياة، وبالعمل المبدع والمنتج فكراً وفناً وصناعة وزراعة، وتجارة. وحذر أشد التحذير من النزعة الفردية والمصالح الشخصية في سبيل مصالح الأمة ورقيها وفلاحها.

 

وأسس سعاده حزباً، الذي هو حزبكم، ليعمل على تحقيق المبادىء الأساسية والإصلاحية التي وضعها في دستوره، وأنشأ لأجل ذلك المؤسسات الناظمة للعمل الحزبي، والمحققة للنظام والإنتظام، التي اعتبرها من أعظم أعماله بعد تأسيس القضية القومية. لأن المؤسسات هي التي تحفظ وحدة الإتجاه ووحدة العمل.

 

استشهد سعاده قائلاً: «أنا أموت أما حزبي قباقٍ»

 

استشهد سعاده وبقي حزبه حيّاً، ولكن أين الحزب الذي شاءه سعاده حركة نهضوية تُغير وجه التاريخ؟ وأراده حزب قضية ومصدر إشعاعٍ فكري، ومقاومةٍ شاملة شتى ميادين الحياة، وتُؤسس لحياةٍ جديدة، وتبني إنساناً جديداً.

 

اخترق الحزب بنزاعات على السلطة، أدى بعضها إلى انقسامات وإلى تفتيتٍ متزايد بات يُهدد وحدة الحزب في الصميم، وما تشرذم القوميين الإجتماعيين وانفكاك المئات والآلاف منهم عن الإنتظام في الحياة الحزبية إلا برهانٌ ساطعٌ على الواقع المتردي الذي وصل إليه الحزب.

 

اخترق هذا الحزب بمهادنة ومهاودة أصحاب السلطان ورجال السلطة، واستخدمت بعض قياداته في تحالفات أدت لإقتياده الى الكوراث.

 

اين الحزب ودوره في قيادة التحركات والمطالب العمالية

 

تدهورت أوضاع الحزب بإغراء بعض قياداته بالوصول الى المجالس النيابية أو الى الحكومات، دون أن يكون لهم أي دور بارز في التأثير السياسي أو في نشر عقيدة الحزب ومبادئه وقيمه. وأصبح جل همً البعض منهم الرضوخ للتحالفات التي توصله الى مرامه، بصرف النظر عن مصلحة الحزب أو مصلحة القوميين أو مصالح الأمة.

 

واكتفت القيادة المتحكمة في مفاصل الحزب ومؤسساته بالمواقع السياسية التمثيلية وبتأدية بعض الخدمات الفردية للقوميين الاجتماعيين، بنت من خلالها شبكة علاقات نفعية وظفت في تعزيز التحكم بقرار الحزب.

 

يلجأ رجال الحكم ورجال الساسية في بعض الظروف المصيرية الى الحزب كخزان للبطولة وللإبطال وللمناضلين لخدمة مآربهم ومصالحهم، فيقوم الحزب بما يعتقده دوره وواجبه، ويقدم الشهداء والتضحيات، إلا أنه لم يأخذ يوماً أي دور سياسي أو قومي يعكس حجم التضحيات التي بذلها السوريون القوميون الاجتماعيون.

 

أيها القوميون الاجتماعيون؛ لم تولِ القيادة المتحكمة بالمؤسسات الحزبية منذ سنوات اهتمامها الكافي بالميدان الثقافي والفني والأدبي في حزبنا، ولم يطلق أي طاقة إبداعية في الفن والأدب والعلم إلا في ما ندر، في حين أن مسيرة امتازت برواد وأعلام في الفكر والأدب والشعر والفن الذين شكلوا منارات مشرقة في تاريخنا ومازالت إبداعاتهم حاضرة وفاعلة في إثراء ثقافتنا وزاداً لأجيالنا.

 

أليست الثقافة هي حجر الزاوية في بناء النهضة، لماذا إذاً لم تُجسد في السلوك والممارسة والنهج ورصد الإمكانات اللازمة لنشر العقيدة وتأصيل الوعي على مستوى العضوية والكادر، وتعميم فكر النهضة مفاهيمها لتعم هذا المجتمع الغارق في الانقسامات الطائفية والمذهبية والعرقية، والمستسلم للمفاهيم الرجعية والتقاليد البالية التي تحول دون تطوره، وحبيس الفكر الكياني الذي يُضعف الأمة في زمن صراع المصير والبقاء القوميين. أليس الحزب فكرةً وحركة كما قال سعاده. أين هي الفكرة؟ وأين هم المثقفون والمبدعون والكُتاب في دائرة العمل الحزبي؟

 

أين الحزب ودوره في قيادة التحركات والمطالب العمالية وغيرها من المطالب الشعبية. أليس الحزب هو حركة الشعب الكبرى؟

 

نهج الهيمنة والاستئثار اغرق الحزب في صراعاته الداخلية

 

لقد غاب الحزب كُلياً في السنوات الماضية عن مواجهة منظومة الفساد والفاسدين، وإتخاذ مواقف ملتزمة بقضايا الإصلاح والتغيير، مما أثار تساؤلات عميقة داخل الحزب وفي الرأي العام، عن هذا الغياب المقصود. فهل أصبح الحزب صوتاً أخرس، ويداً مغلولة، يُراعي مواقع الفساد في الدولة والنظام السياسي، وينأى بنفسه عن أن يكون في طليعة القوى التي تُحارب الفساد والفاسدين، ويُواجه منظومة السلطة ومحاصصاتها. إن لم يكن الحزب حزب الشعب وقضاياه ومصالحه الكُبرى وحزب الأمة وحقوقها، فماذا يكون؟

 

لم يخترق الحزب كيانات الآمة الآخرى التي لم يكن له فيها وجود فاعل أيام حياة الزعيم، وبقي وجوده فيها هزيلاً وغير فاعل.

 

تجلى الحزب وسما في المقاومة بوجه جيش العدو اليهودي الصهيوني وأعوانه، وجحافل الإرهاب المُعولم، وقدم التضحيات والشهداء الأعلام الذين ساروا على خطى سعاده ودربه، إلا أنه لم يتمكن من إبقاء راية المقاومة التي حملها بفخر في المقدمة، ولم يتمكن من تطوير جيش مقاوم كما خطط له سعاده.

 

إن نهج الهيمنة والإستئثار أغرق الحزب في صراعاته الداخلية، فاستنفدت طاقاته وطاقات القوميين في مسائل عبثية وغير ذات جدوى، فأدى ذلك الى تحلق بعض القوميين حول الأفراد والمصالح الفردية النفعية، وتناسوا ً قول سعاده: «إن خطر النزعة الفردية يعادل خطر الإحتلال الأجنبي».

 

استرسلت قيادات الحزب في تعديل دستور سعاده وفي الإضافة إليه والشطب منه، وفي الإجتهادات الشتى بشأن انبثاق السلطة في الحزب، ورغم الجهر في الدستور، بأن القوميين الإجتماعيين هم مصدر السلطات، تفننوا في تقاسمها مع الأمناء وفي ابتداع نظام لمنح رتبة الأمانة، فأعطيت لمن يستحق ولمن لا يستحق لتشكل لهم خزاناً انتخابياً جاهزاً.

 

نكلوا بالدستور ولا يزالون، حتى أصبح الدستور كقطعة المعجون تأخذ الشكل الذي يؤمن مصالحهم الحزبية، والإنتخابية.

 

واستأثرت القيادة المتحكمة في الحزب، ومنذ مدة غير بعيدة، عن طريق الإنتخابات الحزبية المعلبة بكل المجالس المقررة في الحزب، بدءاً من المجلس الأعلى، مروراً بمجلس العمد، وبهيئة منح رتبة الأمانة، وبالمحكمة الحزبية فتعطلت مؤسسات الحزب التي شاءها سعاده كاطار للعمل الحزبي وكضامن له.

 

استهانت المجالس الحالية القيادية بأحكام الدستور فأعطت مثالاً سيئاً للقوميين لمخالفة الدستور، وفي بعض الآحيان للتفاخر بمخالفة النظام، والاستهانة بالمسؤوليات وبالمسؤولين، الأمر الذي جعل الكثير من الوحدات الحزبية في حالة تفكك وتراخ.

 

حزبنا يحتاج للعودة الى سعاده

 

وغاب الحساب والمحاسبة فأصبحا كأنهما سياسة دائمة في الحزب، الآمر الذي جعل الرفيق المسيء والرفيق المؤمن وغير المسىء سواسية. وهذا الأمر أصبح دافعاً للإمعان في الإساءة، ولإبتعاد الرفقاء المؤمنين الصالحين وقعودهم.

 

إزاء هذه الأوضاع الحزبية المؤلمة والخطيرة، يتضح أن حزبنا يحتاج الى وقفة مع الذات. الى المراجعة الشاملة لكل المواقف، لكل الثغرات، لكل الأخطاء لكل الهفوات، ولكل الإنتصارات والهزائم.

 

إن حزبنا يحتاج الى قيادة تجعل جل اهتماماتها العودة لقراءة سعاده، قراءة مبادئه وتعاليمه ومواقفة، وقراراته، وتصرفاته، ورؤاه، وايمانه بنا، وايماننا به، والإهتداء بكل ما كتب وما خطب، وما قال، والإقتداء بما فعل.

 

إن حزبنا يحتاج الى العودة لقراءة قسمنا والإلتزام به.

 

إن حزبنا يحتاج للعودة الى سعاده ليعود سعاده إليه ولنا. وليعود حزب هذه الأمة، وحزب وحدة الشعب، وحزب وحدة الروح، ووحدة الفكر والنهج، وحزب المنتجين فكرا وفنا وأدباً وزراعة وصناعة.

 

إن حزبنا يحتاج الى قيادة تعمل على مصالحته مع نفسه، وعلى تنقية نفسه من الفاسدين، والمفسدين وعلى بناء مؤسساته كما يجب أن تكون، وكما شاءها سعاده، لتشكل من ذلك، وبذلك، جسراً لضم كل القوميين في كل مكان الى جسم الحزب. قيادة هاجسها الحرص على انتظامهم وانخراطهم في مؤسسات الحزب دون حسابات فئوية وجهوية تنال من وحدة الروح القومية، وتُعطل مشاركة كل الطاقات والقدرات ولاتستثنيها. وبهذا يمكن للحزب أن يؤدي دوره المرتجى في قضايا وشؤون مجتمعه لا أن يكون منفعلاً بها ليس إلا.

 

ولعل الخطوة الأولى في الوقوف مع النفس والمصالحة مع الذات، وتأكيد خيار الوحدة والإصلاح الذي ندعو إليه قريبة، ويمكن ترجمتها بشكل ساطع في الانتخابات الحزبية للمجلس القومي، وندعوكم في هذه المناسبة الدقيقة لتقفوا فيها مع أنفسكم، وتتجاوزوا حالات اليأس أو الاعتكاف أو التمحور التي لا نتيجة منها إلا الضرر بالحزب ومستقبله، وتمكين القيادة المتحكمة من أن تقبض على مقدرات الحزب ومفاصل القرار فيه.

 

مارسوا دوركم في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

 

عبروا عن إرادتكم المؤمنة بقضية تساوي وجودكم.

 

كونوا مع حزبكم، مع التغيير، مع العودة الى سعاده، مبادىء وعقيدة وفكراً ونهجاً وفعلاً، لتمكين حزبكم من العودة الى حيث يجب أن يكون، ونقله من الهوة الى ألقيَّ فيها.

 

ارفضوا تعليب الانتخابات، لأن فيها تزويراً للإرادة وحطاً من قيمة الإنتماء القومي الاجتماعي وقضاء على الآمال في استعادة الحزب لدوره النهضوي الريادي، وهو الحزب المؤهل أن يُشكل بعقيدته وقيمه ونموذجه مشروع خلاص هذه الأمة وبناء الدولة القومية الحديثة.