IMLebanon

سيف الاستقالة المسبقة

 

أسوأ ما يواجهه اللبنانيّون هو فرق التضليل والفجور، يملك كل فريق  سياسي مجموعة من «الردّيحة»، نظرة على ما عشناه في اليومين من إهانات وزّعت يميناً ويسرةً، وعن المخادعة المستمرة 24 على 24 والتي تفضح العقليّة المتحكمة بالملفات الحيويّة والتي تستنزف لبنان وشعبه بطريقة البلطجة، الرّدح شغّال وبشراسة ممنوع أن يفتح أحد فمه أن يبدي فريق ملاحظة، فهؤلاء الذين سلموا استقالاتهم قبل أن يجلسوا عل كراسيهم عليهم أن يؤدّوا دورهم في شنّ الحروب، فسيف الاستقالات المسبقة مسلط على رقابهم!!

 

تتصاعد الأزمة الاقتصادية الداخليّة وتشتدّ، لا يحتاج اللبناني لا إلى تقارير إخباريّة ولا تحليلات صحافيّة ولا تطمينات مصرفيّة ولا أي نوع من أنواع «الجعدنة» اللبنانية لا لإثارة قلقه ومخاوفه ولا لطمأنته، مشهد البلد وهو يحترق في اليومين الماضيين والعجز و»الاختباء» الذي أبدته الدّولة كشف ما هو أمرّ وأدهى مما كنا نظن أن الحال قد وصل إليه من عجز فضائحي!!

 

ما يعيشه لبنان عملية انتحار حقيقيّة، بل عملية نحر عن سابق تصور وتصميم ينفّذها متواطئون من أجل مصالح مالية وتكديس لثرواتهم على حساب لبنان ومصيره، من الواجب والواقعية التفكير مليّاً بهذا الإنذار الأخير، لطالما حصدت الأوبئة شعوباً بأكملها، لم يعد ممكناً الاستمرار بنتاج «ثقافة» المثل الشعبي «من بعد حماري ما ينبت حشيش»!!

 

لن تجد الحكومة في الأيام المقبلة ما تشغل به الشعب اللبناني عن الواقع المأساوي الذي بلغته البلاد سوى افتعال فريق ما أزمة جديدة فينخرط الجميع في جنون الأخذ والردّ والهجوم والهجوم المضاد، لإغراق الجميع وإلهائهم عن حقيقة واقع البلاد الخطير والذي يزداد خطورة كلّ يوم أكثر من اليوم الذي قبله، وللمناسبة ثمة حقيقة تفرض نفسها بفجاجة أنّ أيّ محاولة لنشر التفاؤل عبر «سياسة الارتجال» تجربة احتراق البلد في اليومين الماضيين كفيلة بالقضاء عليها، إذ لم يعدّ سرّاً أو خفيّاً أنّ هذه دولة مفلسة أخلاقياً وسياسياً ومنذ زمن بعيد!!

 

 

ماذا بعد؟ هل هناك من ينهض بإعلان خطة طوارىء واضحة للبنانيين على طريق إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ألا يقتضي  العقل والمنطق أن «تتضبضب» كلّ أوراق الفضائح والسرقة الممنهجة التي فاحت ولا تزال، لم يعد مقبولاً أن نشاهد نفس الفيلم منذ عشر سنوات وكلّما تشكّلت حكومة تعاد على مسمعنا نفس الوعود الكاذبة مليارات نهبت خلال هذه السنوات ولم يُجرَ أي عمل صياني لطائرة إطفاء حريق على سبيل المثال، ومع ذلك  المسرحيّة مستمرّة!

 

من المؤسف أننا كيف تلفتّنا تطالعنا كلمة «كارثة» في الطبيعة وفي السياسة وفي الاقتصاد وفي المال والأعمال والشؤون الاجتماعيّة والبيئة والتلوّث وأمراضه، نحن نعيش كارثة سياسيّة وبكلّ معنى الكلمة، شاء الفرقاء اللبنانيون أن يعترفوا بها أم لا فنحن ذاهبون باتجاه هاويتها وستأتي لحظة تنفجر فيها كلّ هذه الكوارث دفعة واحدة من الداخل مهما حاولت تأخير هذه اللحظة!

 

ومن المؤسف أننا لم نشاهد ولم نسمع بأنّ هناك تحرّك جديّ للدّولة، ولا أنّه تم وضع خطة طوارىء لمواجهة هذا الواقع ولم نشاهد تداعي الهيئات المعنيّة في كل المجالات للتعاون علّها تستطيع إنقاذ ما تبقّى من لبنان الصبور!