IMLebanon

بعد عرس المصالحة متى عرس الحكومة ؟!

 

حدثان محليّان، كانا حديث الساعة واللبنانيين في الايام القليلة الماضية، الأول، المؤتمر الصحافي للرئىس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري، والذي ردّ فيه على ما ورد في آخر خطاب لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، في الفقرة اللبنانية، والذي حمل فيه على الحريري وعلى بعض القيادات السياسية الاول لانه رفض توزير نائب سنيّ محسوب على 8 آذار، والقيادات التي اتهمت حزب الله بعرقلة تشكيل الحكومة.

 

سبق لي وذكرت في مقالي يوم الاثنين، ان الحريري امام ثلاثة خيارات، وقد اختار الحريري الخيار الثالث الذي سبق وذكرته، وهو التمسك برفضه، والتمسّك بحقه الدستوري في تشكيل الحكومة، والعمل على تصريف الاعمال وربما اكثر من التصريف، وهو موقف متشدد ولكن بقفازات من حرير، تاركاً الباب مفتوحاً لحلّ لا يكون على حساب موقفه وصلاحياته ومنصبه كزعيم اول للطائفة السنيّة، وبين تمسّك حزب الله بتوزير حليف من النواب السنّة، وبين رفض الحريري توزير أي منهم، تعيش البلاد ازمة مفتوحة، كان يمكن الاستغناء عنها، لو التزم الجميع بما ينص عليه الدستور، حول المسؤول عن تشكيل الحكومات.

 

***

 

في مقابل ازمة تشكيل الحكومة التي تضغط على صدور اللبنانيين، وعلى اقتصادهم الذي لم يعد مهدداً بكارثة، بل دخل باعتراف الخبراء الاقتصاديين في قلب الكارثة، نظراً لحجم المؤسسات التي تغلق ابوابها وتشرد عمالها وموظفيها، او تستغني عن عدد من الموظفين، يعتبرون من الطبقة الوسطى، وهم موظفو مصارف او وسائل اعلامية او ما يعادلها وقد بلغ عدد المسرّحين حتى اليوم حوالى سبعة آلاف موظف، كان هناك حدث شمالي ووطني ومسيحيّ، ارتاحت له اكثرية اللبنانيين بطي صفحات الدم والموت التي مرّ عليها الزمن، ويشتاق اللبنايون الى نسيانها، وفتح صفحات بيضاء مكانها، كصفحة مصالحة رئىس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، التي جرت في بكركي وبمباركة من البطريرك الماروني بشاره الراعي وعدد من المطارنة ورجال الدين ونواب من الطرفين، والتي اشاد بها رئىس الجمهورية ميشال عون، معتبرا انها تعزز الوحدة الوطنية، وتحقق المنصة، وتقوّي سلطة الدولة الجامعة التي اعرب العديد من الشخصيات عن تأييدهم لها وترحيبهم بها.

 

بعد عرس المصالحة، الجميع ينتظر عرس تشكيل الحكومة.