IMLebanon

أسرار الأخبار

كل من يلتقون الرئيس سعد الحريري، في مقر إقامته في الإمارات، يخرجون بانطباع أن الرجل في “وضع نفسي” صعب. قراره عدم خوض الانتخابات يعود لأسباب كثيرة، أهمها اعتقاده بأنها لن تحصل أبداً، إلى جانب أنه ليس مستعداً للتحالف مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وقد أبلغ الحريري رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه لن يمنع أنصاره من التصويت للأخير، لكنه لن يخوض الانتخابات ضمن تحالف واسع، مشيراً إلى أن الجمهور القريب منه سيكون أقرب الى من يتفاعل معه الحريري سياسياً. زوّار الحريري يؤكدون أن ما يزيد من متاعبه شعوره بقساوة مفرطة في تعامل القيادة السعودية معه.

تبدي موسكو اهتماماً بما سُرّب عن قرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عدم خوض الانتخابات النيابية المقبلة. وعلمت “الأخبار” أن مسؤولين روس حمّلوا مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان رسالة “بضرورة إعادة النظر في هذا القرار”. وقد زار شعبان الحريري في الإمارات وأكّد له أن روسيا “تتمنّى عدم خروجه من الحياة السياسية وانسحابه بالكامل”، وأن هناك حرصاً لدى موسكو على معرفة خلفيات هذا القرار.

بخلاف التكهّنات المحليّة التي وصلت إلى حدّ وصف المحادثة الهاتفية القصيرة بين وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بـ”هاتف الأحلام”، عُلم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “خطف” الاتصال المركّب على “الطريقة اللبنانية”. إذ أحرج ماكرون مضيفه السعودي و”ألزمه” التحدث مع ميقاتي الذي أجاب على اتصال ماكرون وبقي “على الخط” في انتظار ابن سلمان. كما عُلم أن المحادثة بين الرجلين لم تتجاوز تبادل التحيات والمجاملات، وقد حرص ابن سلمان، بعد مغادرة ماكرون، على إبلاغ المقرّبين منه بأن “لا جديد” في شأن لبنان. “الانبهار” بالاتصال الهاتفي دفع البعض إلى تذكّر ما يُرى عن شاعر نظم مدحاً بأحد الأمراء، فأمر الأخير وزيره بنفحه 1000 دينار. وعندما طالب الشاعر الوزير بالمال، قال له الأخير: لقد أسررته بكلام، فأسرّك بمثله!

نفت مصادر في قوى الأمن الداخلي أن تكون في أجواء الاتصالات التي يجريها قائد الجيش العماد جوزيف عون مع واشنطن وعواصم أوروبية وعربية لتمويل صندوق دعم لرواتب العسكريين. وأكّدت المصادر أن مندوبين من قوى الأمن حضروا اجتماعاً واحداً في السفارة الأميركية، في حضور ملحقين عسكريين من دول عدة وممثلين عن الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية، جرى خلاله عرض الحاجات المالية واللوجستية لمختلف الأجهزة. لكن قيادة قوى الأمن غابت عن أي اجتماعات أخرى، ولم تطّلع على نتائج اتصالات قائد الجيش. ما يصلها من معطيات يركّز على فكرة واحدة، وهي أن عون يطرح أمام الجهات المموّلة ضرورة عدم حصر الدعم المالي بالجيش وحده، بل مساعدة كل القوى العسكرية وإدارات أخرى.

لم يتقاضَ الأجراء الدائمون في وزارة الشؤون الاجتماعية رواتبهم منذ ستة أشهر. ويبلغ عدد هؤلاء نحو 500، يعمل بعضهم في الوزارة منذ نحو 25 عاماً. وهذه ليست المرة الأولى التي يعانون فيها من التأخّر في دفع رواتبهم، إذ بدأ هذا “النمط” منذ نحو سنتين. في المرة الأولى، تأخر دفع الرواتب ثلاثة أشهر، وفي المرة الثانية ثمانية أشهر، واليوم انقضت ستة أشهر من دون أن يقبض الموظفون في مراكز الخدمات الإنمائية رواتبهم التي لا يتجاوز معظمها مليونين و200 ألف ليرة. كما لم تصرف لهم بدلات النقل منذ تموز الماضي. ولم تُجدِ محاولات الموظفين مراجعة وزير الشؤون الاجتماعية السابق رمزي مشرفية والوزير الحالي هكتور حجار. ففي كل مرة يراجعون فيها الوزارة، يأتي الجواب بأنّ جداول الصرف موجودة لدى ديوان المحاسبة. وعند مراجعة الديوان، يتبيّن أن لا وجود لأيّ جداول، علماً بأنّ هذه الجداول تُرسل من وزارة الشؤون إلى وزارة المال.

بعد طول انتظار، استقبل رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود أهالي الموقوفين في قضية انفجار مرفأ بيروت، ممن لا يزالون قيد الاحتجاز منذ أكثر من عام، رغم أن المحقق العدلي طارق البيطار أكّد لهم سابقاً الإفراج عنهم قريباً كون المخالفات التي ارتكبوها “صغيرة”. عبّود أبلغ الأهالي أنه “لا أستطيع التدخل ولا أمون على المحقق العدلي كي يعيد النظر بالملف، ولا صلاحية لي في اتخاذ أيّ قرار”. لكنه وعدهم بـ”المساعدة”، وطلب منهم “عدم تصديق ما يُكتب عني في بعض وسائل الإعلام” حول انحيازه.