IMLebanon

عبد اللهيان في بيروت: زيارة “حرب” أم تهدئة! 

 

 

 

على وقع الكثير من السيناريوهات التي ترسم، بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” ضد إسرائيل، كان لافتاً حجم التركيز الأميركي على توجيه تحذيرات أو تهديدات لـ “حزب الله” من خطر الإنخراط في الحرب الدائرة، لدرجة نقل رسالة من قبل واشنطن، وجهتها إلى تل أبيب، من أجل التركيز على المواجهة مع “حماس”، على أن تتولى هي مسألة الحدود الجنوبية، الأمر الذي لا يبدو منطقياً من الناحية العملية، بسبب عدم إستعداد الولايات المتحدة لدخول مواجهة من هذا النوع، وهي تُدرك أن مشاركتها بالحرب ليست بسهولة التهديد بها.

 

في المقابل، لم يتأخر “حزب الله” في الرد على خطوة إرسال أميركا حاملات طائرات عسكرية إلى البحر المتوسط، من خلال استكمال عمله على الحدود وإسقاط جنود اسرائيليين، إلا أن الأساس يبقى أن واشنطن تسعى إلى توجيه رسائل رادعة، بسبب حجم الرد من جانب تل أبيب على “طوفان الأقصى”، التي كانت قد تسببت لها بخسائر كبيرة لا يمكن التغاضي عنها، في ظل التداعيات المتوقعة على صورتها المستقبلية، في حال لم تحقق نتائج حاسمة على مستوى الردع.

 

وفي حين لا تزال العديد من الأوساط ترى أن فتح الجبهة الجنوبية مرتبط بالتطورات الميدانية في قطاع غزة، مع التشديد على أن هذا الأمر لن يكون بشروط سهلة التحقق من قبل الجانب الإسرائيلي، هناك من يؤكد أن التهديدات الأميركية ليس الهدف منها الدخول المباشر في المعركة، بقدر ما هو رسم لخطوط حمراء، يراد من خلالها التأكيد أن إسرائيل لن تكون متروكة في حال تدحرجت الأمور، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعزيز التهدئة أكثر مما يقود إلى إشعال الجبهة.

 

في مقابل زيارة وزير الخارجية الأميركي الى المنطقة، بدأ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان جولة على حلفاء إيران في المنطقة، وحطّ في لبنان، ولتحليل الزيارة هناك نظريتان في البلد، الأولى تقول أنه جاء لتحديد ظروف التدخل وإشعال الجبهات، مع وجود معلومات تؤكد أنه بحال اتخذ القرار للرد على الحرب الاسرائيلية، فلن يكون الرد من جبهة واحدة، وبالتالي لن تشتعل الجبهة الجنوبية وحدها، بل سيكون الرد من أكثر من جبهة وبحسب تدرج الحرب التي بحال اندلعت قد لا تكون حرباً قصيرة.

 

لكن بالمقابل هناك نظرية تحليلية أخرى للزيارة معاكسة تماماً، تقول بأن الإيرانيين الذين أعلنوا عدم مشاركتهم وعدم علاقتهم بعملية “طوفان الأقصى”، يجرون اتصالات مع السعوديين والأتراك والقطريين من أجل التهدئة ومنع انزلاق الأمور الى الحرب، وبالتالي ليسوا بوارد التصعيد، ويقول اصحاب هذه النظرية عبر “الديار” أن إيران، حتى وإن كانت صاحبة القرار في المنطقة وفي المحور المقاوم، إلا أنها لا يمكنها ان تعمل في شكل صريح كهذا، ففي حال اندلعت الجبهات في وقت قريب، ستُتهم بشكل مباشر بأنها السبب ومتخذ قرار الحرب، وستثبت لمن يتهمها بأنها تملك قرار المحور ومن ضمنه حزب الله بأن اتهاماتهم صحيحة، لذلك لو أرادت الحرب لما كانت أرسلت وزير خارجيتها، بل كانت لترسل وبشكل سري ضباط بالحرس الثوري الإيراني.

 

تختلف التحليلات، لكن الأكيد أن احداً لا يملك الإجابة الواضحة حول ما يمكن أن يحصل في القريب، إنما الكل بات يحضر نفسه لاندلاع الحرب، سواء كان عسكرياً وعلى الحدود، أو عبر تشكيل اللجان والتحضير لاستقبال النازحين وتأمينهم.