IMLebanon

تحذيرات ديبلوماسيّة من اهتزاز أمني عبر اغتيالات مرتقبة أو حوادث متنقلة 

 

ما زال اغتيال القيادي في حركة حماس، ورئيس مكتبها السياسي صالح العاروري مع قياديين اثنين ومرافقيهم  مساء الثلاثاء في غارة “إسرائيلية”، استهدفت مكتباً للحركة في منطقة المشرفية  بالضاحية الجنوبية لبيروت، يطرح أسئلة حول مصير المرحلة المرتقبة، والتخوّف من اتساع مغامرات “اسرائيل” بالاغتيالات، والتداعيات التي ستنتج من تلك المغامرات الخطرة التي تقوم بها، وسط المواجهات العنيفة التي تحصل في غزة وجنوب لبنان.

 

الى ذلك، وبعد تنفيذ العدوان على المشرفية، دخل لبنان في مرحلة ضبابية جديدة من نوعها، تسودها التوقعات السلبية المرتبطة بالواقع الامني في البلاد، وارتدادات ما سيحصل على الجبهة الجنوبية على الواقع الداخلي. وانطلاقاً من هنا ثمة اسئلة تطرح امام هذه المشاهد القاتمة، حول إمكانية اتساع الحرب، وسط تحذيرات وصلت من ديبلوماسيين غربيين خلال الساعات القليلة الماضية، من اهتزازات امنية ستترجم بعمليات اغتيال اخرى، أو حوادث متنقلة بين المناطق لتفجير الوضع وزعزعة الاستقرار.

 

في السياق، نقل عن وزير سابق قوله خلال اجتماع خاص “أنّ إغتيال العاروري أطلق العنان لمرحلة جديدة من المواجهة العسكرية واتساع قواعد الاشتباك، وفي الوقت عينه قد يفتح الباب الواسع للتفاوض على وقف إطلاق النار، وصولاً الى إنهاء الحرب”، معتبراً “انّ الايام المقبلة كفيلة بتبلور الصورة اكثر”.

 

في غضون ذلك، رأت مصادر سياسية مطلعة أنّ ما حصل مساء الثلاثاء، جاء بالتزامن مع عودة مرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، لتنفيذ القرار 1701 ولطرح ملف الترسيم البرّي، والحد من المعارك وتداعياتها السلبية على لبنان، مع إمكانية ان يجري مفاوضات قد توصل الى حل ستطول مباحثاته بالتأكيد، معتبرة  انّ كل هذا قد يُسرّع او يباعد أيضاً في حل الملف الرئاسي، وقد يبقي لبنان من دون رئيس، لذا يجب انتظار نتيجة جولة الموفد الاميركي الى المنطقة، ليبنى على الشيء مقتضاه.

 

وسألت المصادر من جهة ثانية عن دور حكومة تصريف الاعمال والاجتماعات الامنية المفترض ان تحصل بعد الذي جرى في المشرّفية ، مستغربة عدم حصول اي شيء في هذا الاطار،  خصوصاً انّ ما حصل شكّل اعتداءً سافراً على ارض لبنانية، ولم نشعر بوجود اي سلطة سياسية، فحتى الاستنكار كان غائباً.

 

وعن كيفية الرد على علمية الاغتيال، قالت المصادر المذكورة:” ستتكرّر العمليات الاسرائيلية ضد اهداف بشرية في حماس اينما وجدوا في بعض الدول العربية، لكن على لبنان ان يتخذ قراراً فورياً بعدم قدوم القادة الفلسطينيين الى لبنان لتفادي اغتيالهم، وهنالك غرف عمليات ومراكز أمنية فلسطينية ، وهذا  يعني ايضاً تهديد أمن البلد المكشوف، مما يعرّض لبنان الذي كان وما زال يدفع الاثمان الباهظة عن كل العرب، فيما اغلبية الدول العربية تقف متفرّجة وتلتزم الصمت المريب.

 

وأبدت المصادر عينها خشيتها بعد دعوة عدد من السفارات الغربية رعاياها الى ضرورة مغادرة لبنان، ومنها المانيا وكندا والسويد، كما انّ تعليمات اعطيت لبعض شركات الطيران بعدم السفر الى لبنان، وهذا يعني انّ المخاوف الدولية لا تأتي من عدم بل من معلومات مؤكدة، لانّ اغتيال العاروري عملية كبيرة وخطرة جداً، تهدف من خلالها “اسرائيل” الى أخذ المنطقة نحو مواجهة كبرى، ونفت المصادر ان تكون على علم بطبيعة الرد، إن من حزب الله الذي يفاجئ عادة برد مبكّل وغير معروف بالتوقيت، او من  خلال ردّ حركة  حماس، وجزمت المصادر أنّ الرد الاول سيكون بتصعيد المواجهة الجنوبية، من خلال القصف العنيف من قبل المقاومة للمستوطنات الشمالية.