IMLebanon

الشرق: شظايا انقطاع الكهرباء تتمدد الى الاتصالات والمياه.. وكورونا يتصاعد  

 

 

بين مداري الاقفال التام مجددا وعلى دفعتين، بفعل استفحال انتشار كورونا، وعطلة عيد الاضحى اعتبارا من اليوم ، تدور الحركة السياسية في البلاد ببطء شديد، خلافا للسرعة الصاروخية للازمات المستفحلة التي لا تجد من يعالجها، فارضة المزيد من الاختناق على اللبنانيين القابعين في ظلمة العتمة المزمنة وتحكّم اصحاب المولدات بنمط حياتهم وصولا الى انقطاع الاتصالات على غرار ما حصل في رياض الصلح امس، وانقطاع المياه وفق ما اعلنت مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان واستفحال الغلاء من دون حسيب وهاجس انقطاع البنزين والخوف الدائم من الفيروس… والاتي اعظم.

 

في الصحة لا سياسة

 

وعشية دخول البلاد المرحلة الاولى من الاقفال التام ، اعتبارا من اليوم حتى الاثنين، في محاولة لكبح جماح اصابات كورونا، اشار وزير الصحة حمد حسن خلال افتتاح مستشفى حلبا في عكار الى «اننا نسير خطوة لتحقيق الامن الصحي المنشود الذي تسعى إليه كل الدول بمقاربة أو بأخرى والهدف الأساس حماية الانسان بغض النظر عن جنسيته وجنسه وانتمائه». وشدد على ان «في الصحة لا سياسة ولا اعتبارات، نحن إلى جانبكم، انتقدونا باستراتيجيتنا وسياستنا ولم نرد عليهم، نحن بثقة مطلقة نقول ان الانجازات تتحقق خطوة خطوة ولن نوقف هذه المسيرة».

 

الموجة الثانية

 

من جهته، قال نقيب الاطباء شرف ابو شرف من مستشفى رفيق الحريري: نحن في صميم الموجة الثانية من كورونا ويجب أن نتعامل مع الامر بجدية لكي نتخطى الازمة، وضعنا جداً حساس حالياً ولذلك يجب التقيّد بالاجراءات الاحترازية دون استهتار او ستكون العواقب وخيمة على الجميع خصوصا وأن مراكز الاستشفاء بدأت تصبح شبه ممتلئة.

 

الحياد والاجماع

 

سياسيا، سجلت امس زيارة قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم  الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الديمان. ونفى ابراهيم ان يكون  سلم اي رسالة للراعي من حزب الله قائلاً: «هذه الزيارة من ضمن الزيارات الدورية وانا لم انقل اي رسالة لغبطته ولم انقل منه اي رسالة والبطريرك ليس بحاجة لتبادل رسائل من حزب الله او اي من مكونات الشعب اللبناني». وقال بالنسبة الى موضوع الحياد لا موقف لي منه والبطريرك هو من يسوق لهذه المبادرة وكما قلنا ان هذا بحاجة للاجماع والتوافق مع الجميع ونتمنى ان يحصل ذلك». ورأى ان «قد تعاكس الظروف لبنان ولكن هناك ارادة وتصميما للخروج من هذا النفق وانا واثق ان كل ما نقوم به سيصل الى نتيجة،  قد تكون نتائج متواضعة ولكنها ستتراكم مع الوقت». وطالب كما طالب رئيس الحكومة حسان دياب امس « بأن يتم التمديد للقوات الدولية اليونيفيل ليبقى الاستقرار في جنوب لبنان واصفاً الوضع هناك بأنه متوتر» ولكنه اضاف: «بالعمل الجاري نستطيع التخفيف من اي توتر في المنطقة».

 

أمر اليوم

 

من جهة ثانية، بقيت التطورات الجنوبية الحدودية في الواجهة. وقد ظللت المواقف التي أطلقت عشية عيد الجيش. وفي السياق، توجه قائد الجيش العماد جوزف عون للعسكريين في امر اليوم «أيّها العسكريون، تنتشرون على مساحة الوطن لتنفّذوا مهامَّ حفظ الأمن وحماية الحدود، وأمامَكم عدوّانِ لا يستهان بهما، العدو الإسرائيلي الذي يكررُ محاولات النيل من وحدتنا الوطنية، ويسعى إلى تحقيق أطماعِه المستمرة والدائمة في أرضنا ومياهنا وثرواتنا البحرية، مقابل التزام لبنان التعاون مع قوات الأمم المتحدة الموقتة العاملة في لبنان والقرار 1701 بكل مندرجاته، والإرهابُ الذي تلاحقون خلاياه ونشاطاتِه وتحبطون محاولاته الرامية إلى تدمير مجتمعنا والعبث بأمنه واستقراره». ولفت الى «أن الجيش يقف على مسافة واحدة من الجميع، مشددا على أن المؤسسة العسكرية ستبقى نقطة التقاء جميع اللبنانيين، وستواجه أي محاولات للعبث بالسلم الأهلي والاستقرار والأمن، وضرب صيغة العيش المشترك».

 

بري والحريري

 

الى ذلك، ولمناسبة عيد الجيش دوّن رئيس مجلس النواب نبيه بري على سجلّ المؤسسة العسكرية الكلمة التالية: «كل شيء يبدأ من هنا. من لا يفهم لغة جيشه، لن يفهم لغة وطنه». اما الرئيس سعد الحريري فغرّد قائلا: «يضيء الجيش اللبناني غداً شمعته الخامسة والسبعين في ظل أزمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة وادارة سياسية وحكومية تعمل على ضوء الشمع والديزل المهرب وترمي المسؤولية على الاجهزة العسكرية والامنية والمواطنين»، وأضاف «جيش لبنان، قيادة وضباطاً وجنوداً بواسل، هو عنوان الدفاع عن السيادة والحدود والسلم الاهلي ولن يكون مكسر عصا لأحد من اهل السلطة او غطاء لستر عيوب الحكم والحكومة. تحية للجيش في عيده».

 

سيدر اوكسجين

 

وفيما الاوضاع المعيشية تتدهور سيما كهربائيا واقتصاديا وسط انقطاع في المحروقات، أفيد ان بعد إعلان مصرف لبنان في آذار الماضي عن إنشاء صندوق بالاتفاق مع رئيس الوزراء حسّان دياب ووزير الصناعة عماد حب الله، وعلى أساس التعاون بين مصرف لبنان والمصارف اللبنانية، سيتمّ في أواخر الجاري إطلاق صندوق «سيدر أكسجين»  (Cedar Oxygen) وهو صندوق مستقلّ مؤثّر للتمويل الصناعي، بقيمة 175 مليون دولار أميركي، يهدف إلى ابتكار حلول حيوية وفورية تؤمن التمويل الصناعي لشركات التصنيع، ما يؤثّر ايجاباً على اقتصاد لبنان ومجتمعه.  ويرى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن «دعم القطاع الصناعي من خلال صندوق «سيدر أكسجين» يساهم في استقرار الاقتصاد، ويُشرك في هذا المسار المصارفَ التي تعاني من أزمة ائتمان، ما يُسهم في استقرار القطاع المصرفي، ويجذب أيضاً الاستثمارات الأجنبية».