IMLebanon

الشرق: بين المالية والثلث المعطل طارت الحكومة 

 

ليس بضرب النأي بالنفس من خلال المشاركة في الحروب في الخارج ولا بتهشيل المستثمرين والسياح العرب بشتم دولهم ولا بالسيطرة على مرافق الدولة وتسخيرها للمصالح الحزبية والاقليمية ولا بوضع اليد على المؤسسات الدستورية ولا بالاعتداء على الثوار واطلاق النار في اتجاههم لمنعهم من رفع الصوت ولا بالاعتداءات والبلطجة المتكررة ولا بتهريب الخيرات اللبنانية والمواد المدعومة الى انظمة تقتل شعوبها، يُضرب لبنان فقط. حتى في لحظات احتضاره، يستمر بعض القوى السياسية بجلد الوطن وصلبه لمنع بلوغه يوم القيامة. يحرقون عاصمته، وكل ما يرمز فيها الى الحياة، كما وعدوا، بعدما فجروا مرفأها واحرقوه، وليس ما ومن يردعهم.

 

يُجلد الوطن ايضا بإجهاض المبادرة الفرنسية الانقاذية التي لم يعد من سترة نجاة غيرها من اجل مكسب سلطوي بحقيبة مالية وتوقيع ثالث. يُجلد ممن يعرقلون درب النهوض من دون ان يرف لهم جفن. فكيف تنتهي المنازلة؟

 

مسألة ساعات وتنقشع الرؤية الحكومية ومصير المبادرة الانقاذية والخميس يوم مفصلي. فهل يوقع الرئيس عون المراسيم ويترك اللعبة السياسية الى المجلس ، وهو الخيار الاكثر ترجيحاً ام يقف الى جانب مطالب الثنائي الشيعي في وجه المبادرة الفرنسية وهو امر مستبعد؟

 

المبادرة على المحك

 

انتهت المشاورات التي اجراها رئيس الجمهورية على يومين، ومحورها عملية تأليف الحكومة، الى زيادة المشهد فوق ضفة التشكيل تلبدا وضبابية، حيث سجّل تصلّب قوي ابداه الثنائي الشيعي تجاه التمسك بوزارة المال وبتسمية الوزراء الشيعة في الحكومة، في حين حذا عدد من القوى السياسية حذو حزب الله وحركة امل ايضا، مطالبا باختيار من يمثّلونه في مجلس الوزراء. وقد وضع هذا الواقع المستجد المبادرة الفرنسية برمّتها على المحك، فهل تصمد؟

 

أديب في بعبدا

 

وعشية المهلة الجديدة التي وضعت للتأليف وتنتهي الخميس، وفي وقت يفترض ان يزور الرئيس المكلف مصطفى اديب قصر بعبدا في الساعات المقبلة، انهى الرئيس ميشال عون مشارواته في القصر الجمهوري مع رؤساء الكتل النيابية والتي خصصت للاستماع الى وجهات نظرهم  بالنسبة لعملية تشكيل الحكومة التي تبدو مقفلة حتى الساعة، على ان يضع أديب في صورتها.

 

شروط الثنائي

 

وفي هذا الاطار، التقى امس كلا من  رئيس كتلة «الوسط المستقل» الرئيس نجيب ميقاتي، ورئيس كتلة ضمانة الجبل النائب طلال أرسلان، رئيس كتلة النواب الارمن النائب هاغوب بقرادونيان قبل ان يستقبل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. ثم التقى النائبين علي حسن خليل ومحمد خواجة عن كتلة التنمية والتحرير. وافيد ان النائب خليل أبلغ رئيس الجمهورية التمسك بوزارة المال وتسمية الوزراء الشيعة بالتوافق والتشاور مع الرئيس المكلف. وذكرت معلومات ان النائب رعد ابلغ رئيس الجمهورية تمسك الثنائي الشيعي بحقيبة المال للطائفة الشيعية وبتسمية وزرائهم في الحكومة.

 

تناغم استراتيجي

 

وبحسب المعلومات فان الرئيس المكلف لم يبادر الى اجراء مثل هذه المشاورات والاجتماع الوحيد الذي قام به جرى مع رؤساء الحكومات السابقين عصر اول أمس. وافادت LBCI ان التشاور بين التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي تواصل في الساعات الاخيرة على اعلى المستويات في ما خص مشاورات تأليف الحكومة وهناك تناغم استراتيجي.

 

مع المداورة

 

وفي وقت ترددت معلومات عن ان معظم الكتل النيابية ارادت تسمية الوزراء من قبلها وليس عبر الاسقاط، اشارت ام تي في الى ان جميع الأطراف أكدوا لعون أنهم مع المداورة بالحقائب باستثناء الثنائي الشيعي.

 

بومبيو

 

وسط هذه الاجواء غير المشجعة، وفيما لا تألو باريس جهدا لإنجاح مبادرتها الإنقاذية، لفت تصريح لوزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، اكد فيه أن «الولايات المتحدة ستمنع ايران من تزويد حليفها حزب الله بالسلاح والحصول على اسلحة روسية وصينية ما قد يؤدي الى نسف جهود الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في لبنان».

 

المصارف خائبة؟

 

ماليا، عاد وفد جمعية المصارف من العاصمة الفرنسية بـ»خفّي حُنين» مختتماً زيارة استمرت أياماً معدودة لم يأخذ خلالها من لقاءاته الباريسية «لا حق ولا باطل»… علماً أن تلك اللقاءات شملت مسؤولين فرنسيين أبرزهم المبعوث الفرنسي المكلف متابعة نتائج مؤتمر «سيدر» بيار دوكان، ومساعد مدير الخزانة الفرنسية برتراند دومون، ومساعد مكتب وزير الخارجية إيمانويل بويزي – جوفان، ورئيس مجموعة الصداقة اللبنانية – الفرنسية في البرلمان ومجلس الشيوخ الفرنسيين.

 

السفير المصري في بعبدا

 

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس في قصر بعبدا، سفير جمهورية مصر العربية في لبنان السفير الدكتور ياسر علوي، يرافقه المستشار في السفارة محمد مصلح.

 

وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة في البلاد والعلاقات اللبنانية – المصرية وسبل تطويرها.