IMLebanon

الشرق: أسبوع حاسم: التشكيل فرنسي .. والترسيم أميركي

 

 

 

فيما الكل في الداخل والخارج، يدرك ان مفتاح الخلاص المرجو، هو تأليف حكومة، لا حركة داخلية ظاهرة بعد على هذه الضفة، وقد أثّرت عليها طبعا عطلة عيد الفصح لدى الطوائف المسحية التي تتبع التقويم الشرقي والتي ستستمر الى اليوم، الا ان من المتوقّع ان يشهد الملف زخما هذا الاسبوع مع وصول وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت في زيارة تستمر يومين، الخامس والسادس من أيار الجاري سيلتقي خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري ومبدئيا، القوى السياسية التي اجتمعت في قصر الصنوبر لدى زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون بيروت. وتأتي هذه الزيارة على وقع عقوبات فرنسية لوّح لودريان منذ ايام، بأن بلاده تضع لمساتها الاخيرة عليها، ستفرضها باريس على الفاسدين في لبنان وعلى مَن يعطّلون الحل السياسي – الحكومي المتمثل بالمبادرة الفرنسية، من دون ان يعلن عن اسماء هؤلاء.

 

انذار اخير

 

واذ تشير الى ان لودريان سيلمس في لقاءاته مدى «فاعلية» هذا «السيف» لدى الاطراف اللبنانيين، وما اذا كان سيليّن مواقفهم وشروطهم من التشكيل، لتبني فرنسا على الشيء مقتضاه، علما ان العقوبات تتدرج بين فرض قيود على دخول المعاقبين الى فرنسا وتجميد حساباتهم المصرفية (…)، تقول مصادر سياسية مطّلعة ان هذه الزيارة ستكون مثابة انذار أخير قبل ان تنتقل باريس من «التهديد» الى التطبيق «العمَلي» للقصاص الذي تدرس آلياته ومداه، حاليا.

 

مسعى بكركي

 

في موازاة الضغط الفرنسي، تحرّك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ايضا على الخط الحكومي، وسعى الى جمع الرئيس عون والرئيس الحريري. وتشير المصادر الى ان الاتصالات دارت بعيدا من الاضواء للبحث في امكانية عقد اجتماع كهذا، علما ان العوامل الممهدة له هي: عدم حصول اي طرف على ثلث معطل في الحكومة، وان تكون لعون كلمة في تسمية الوزراء المسيحيين على ان يتعاون الرجلان في اختيار اثنين منهم، وان يحمل الحريري الى بعبدا تركيبة حكومية جديدة كاملة الاوصاف والاسماء. غير ان المصادر اكدت ان المواقف السياسية التي اطلقها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من موسكو في الايام الماضية، اجهضت مساعي التقريب بين بعبدا وبيت الوسط، نظرا الى انتقاده الحريري ورغبته وقدرته على التشكيل وعلى الاصلاح. وفي رأيها، هذا الكلام يدل على ان الفريق الرئاسي لا يريد الحريري رئيسا للحكومة، وبالتالي فإن اللقاء المفترض بين عون والرئيس المكلف، حتى ولو حصل، قد لا يعني ان الحكومة ستتشكّل، الا اذا!

 

لتعود لكم حقوقكم

 

وفيما لا اتفاق ايضا بين المعنيين بالتشكيل، على برنامج الحكومة العتيدة وعلى طبيعة الاصلاحات المنشودة، التي يريدها العهد ان تبدأ من التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، بينما يعتبر الحريري انه يجب ان يطاول الادارات والوزارات كلّها وأوّلها وزارة الطاقة، غرد رئيس الجهورية العماد ميشال عون عبر تويتر، في مناسبة عيد العمال، كاتبا: تحية تقدير الى عمال لبنان في عيدهم؛ انتم ركن النهوض الموعود، وستثمر تضحياتكم حتماً قيامةً من الضائقة الخانقة التي يعيشها شعبنا. اولويتي اليوم ان اكون الى جانبكم، وأواصل بذل كل جهد ممكن لتحقيق الاصلاح ومحاسبة من عاثوا في مالية الدولة فسادا، لتعود لكم حقوقكم وحياتكم الكريمة.

 

«فعلا لا تعطيلا»

 

من جانبه، وفي موقف لم يخل من الرسائل السياسية الموجهة الى بعبدا، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: خير تهنئة للعمال في هذه المناسبة، أن يكون الجميع على مختلف المواقع والمراتب، صنواً للعمال في عملهم كما في عيدهم، «فعلا لا تعطيلا» ومطلعاً للنشيد، القولُ والعمل، ذلك ما ينفعُ الوطن والناس، فيمكث في الأرض حقاً، فينبت خيراً وجمالاً للبنان والانسان. وختم:  لعمّال لبنان الذين يعملون ليصنعوا للوطن أمله وكل أعياده الف تحية بعملهم وجهدهم وجهادهم يبقى لبنان بخير.

 

ترشيد الدعم

 

وبينما الاوضاع المالية والمعيشية تزداد حراجة ساعة بعد ساعة، لا خطة رسمية حكومية بعد لترشيد الدعم، علما ان احتياطيات المركزي تقترب من النضوب ولم تعد تكفي لاكثر من اسابيع. وفي السياق، قال الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان «إذا كان الواقع يزداد سوءاً، فهذا لا يعني أن الحلول مستعصية بالكامل، والتي يأتي في طليعتها خطوة شجاعة مطلوبة تتمثل باقرار ترشيد الدعم الذي قدّم الحزب خطة واضحة بشأنه منذ اشهر كما فعل المجلس الاقتصادي الاجتماعي باطلاق خطته ايضا بموافقة كل القوى السياسية،  وذلك بدل الاستمرار بسياسة التعمية على الحقائق الدامغة من الدعم الذي يصب لصالح التهريب والتجار والمحتكرين».

 

مفاوضات الترسيم

 

وفي وقت يبني العهد آمالا كبيرة على الثروة النفطية على اعتبار انها ستعوّم لبنان ماليا، وإن بعد سنوات، يبدو ان التسوية حصلت بينه، اي العهد، والوسيط الاميركي، خلال زيارة دايفيد هيل بيروت الشهر الماضي، لاحياء مفاوضات الناقورة من جديد، على اساس ركائز «الاتفاق الاطار» على الارجح، بعيدا من المطالبات التي كان رفعها الجانب اللبناني، بتوسيع حدود منطقة لبنان الخالصة بحريّا، لانها حقّ له مثبت بالوئائق الدولية. واذ تسأل المصادر، عن «المكافأة» التي سيتلقاها الفريق الرئاسي بعد عدوله عن دعم خيار تعديل قواعد الترسيم الحالية، تشير الى ان الجواب ستحمله الايام المقبلة، خاصة ان مفاوضات الترسيم ستستأنف بين لبنان وإسرائيل، غدااو بعد غد، مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن توجّه فريق الوساطة إلى بيروت للمشاركة في المحادثات…