IMLebanon

الشرق: لا استشارات قبل الاتفاق على بديل الحريري

 

 

يسيطر جمود ثقيل على الساحة السياسية الحكومية، حيث يحاول العهد وحلفاؤه هضم قرار الحريري للبدء في مسار البحث عن بديل منه. هذه المهمّة تبدو حتى الساعة شبه مستحيلة، في ظل رفض «سنّي» شبه تام للعب دور «الانتحاري» عبر ترؤّس حكومة، عارية سنيا، لن يدعمها لا بيت الوسط ولا دار الفتوى… وفيما الاتصالات انطلقت في الكواليس بين بعبدا وميرنا الشالوحي والضاحية وعين التينة، لمحاولة الاتفاق على اسم يتم تكليفه، تقول مصادر سياسية مطلعة ان ايا من رؤساء الحكومات السابقين ليس في وارد التعاون مع العهد او القبول بشروطه، فيما الذهاب نحو شخصية من 8 آذار كفيصل كرامي، خيار لا يريده الثنائي الشيعي لعدم استفزاز الشارع السني. وبينما سيحاول بري في قابل الايام انتزاع اسم من الحريري، تشير المصادر الى ان هذا المسعى سيفشل. وبالتالي وامام هذه المعطيات، من غير المستبعد الا يوجّه عون الدعوة الى الاستشارات النيابية قريبا، لا بعد عيد الاضحى ولا قبله، فالاتفاق على اسم ضروري في حسابات القصر. اما ما تردد عن احتمال طرح اسم نواف سلام، فغير دقيق، كون حزب الله لا يريده ويعتبره «اميركيّ» الهوى.

 

 

روسيا والتكليف

 

في الغضون، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف خلال اتصال هاتفي مع الرئيس  الحريري، عن أمله في إجراء مشاورات مبكرة بشأن تشكيل حكومة جديدة في لبنان. وأمل، في بيان نُشر على موقع وزارة الخارجية الروسية «في قيام رئيس البلاد ميشال عون بإجراء المشاورات التي ينص عليها الدستور مع ممثلي الكتل البرلمانية في المستقبل القريب لاتخاذ قرار بشأن رئيس وزراء جديد، وتشكيل حكومة مؤهلة تحظى بدعم جميع القوى السياسية والطائفية القيادية في الجمهورية اللبنانية». كما أعربت الخارجية الروسية عن أسفها لعدم تمكن الحريري من الاتفاق مع رئيس لبنان على تشكيل الحكومة. وأشار الجانب الروسي بأسف إلى أنه في غضون 9 أشهر منذ تولي الحريري منصب رئيس مجلس الوزراء، لم يكن من الممكن التوصل إلى اتفاق مع رئيس الجمهورية بشأن تشكيل الحكومة التكنوقراطية الجديدة في البلاد. في الوقت نفسه، أكدت الخارجية الروسية استعدادها لمواصلة الاتصالات مع جميع ممثلي الدوائر الاجتماعية والسياسية المؤثرة في لبنان من أجل تعزيز العلاقات الودية والتعاون ذات المنفعة المتبادلة.

 

التيار

 

في المواقف، اسفت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحُرّ اثر إجتماعها الدوري إلكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل «لأن يكون الرئيس المكلّف التشكيل  اختار الإعتذار بعد تسعة أشهر من تكليفه بدل الإقدام على تشكيل حكومة تواجه التحديات الضاغطة اقتصاديّاً وماليّاً على اللبنانيّين».

 

عود على بدء؟

 

انهيار هيكل التشكيل تماما، يأتي فيما الازمات المعيشية على حالها وتتفاقم، حتى ان تلك التي تم «ترقيعها» في الايام الماضية، على صعيد ازمة الدواء والمحروقات، لم تصمد طويلا. فالخطة التي اعلن عنها وزير الصحة لم ترض مستوردي الدواء (سيتكبدون 50% خسائر) اي ان الصيدليات ستبقى عاجزة عن تأمينه للمواطنين وستبقي ابوابها موصدة. اما المازوت فشبه مفقود في السوق على السعر الرسمي ما اضطر كهرباء زحلة الى اعلان خطة تقنين، فيما يرفع اصحاب المولدات والافران، الصوت. البنزين بدوره سينفد خلال ايام قليلة مع عدم فتح مصرف لبنان اعتمادات جديدة للبواخر (لان المادة يتم تهريبها الى سوريا) وقد عادت الطوابير اليوم لتطول امام المحطات فيما عدد لا بأس به منها، لم يستقبل السيارات ورفع خراطيمه.

 

الاسد والاموال

 

وسط هذه الاجواء، استوقف موقفٌ للرئيس السوري المراقبين. ففيما التهريب شغّال من لبنان الى سوريا، وكسر ظهر البلد الصغير اقتصاديا وماليا، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أنّ العائق الأكبر أمام الاستثمار في البلاد يتمثل في الأموال السورية المجمدة في البنوك اللبنانية المتعثرة. وأضاف أن بعض التقديرات تشير إلى أن ما بين 40 مليار دولار و60 مليار من الأموال السورية مجمدة في لبنان. وأوضح في كلمة ألقاها بعد أداء اليمين الدستورية لفترة رئاسية رابعة أن سوريا ستواصل العمل من أجل التغلب على الصعوبات الناجمة عن العقوبات الغربية المفروضة عليها منذ اندلاع الصراع في البلاد.

 

الخارج قلق

 

بالعودة الى الداخل، فإن الواقع القاتم معيشيا الذي يفاقمه تحليق سعر صرف الدولار بلا سقف، اعاد الناس الى الشارع، في حركة احتجاجية لم تخل من العنف كما حصل في منطقة جبل محسن ، والتي استعادت هدوءها. وبحسب مصادر مطّلعة فإن الخشية كبيرة دوليا من اهتزاز الامن في بيروت جراء الازمة السياسية – الاقتصادية الضاغطة. ومن هنا، فإن عواصم القرار، ستواصل جهودها واتصالاتها للاسراع في التكليف والتأليف، خوفا من السقوط في المحظور. وفي خانة مساعيها لتخفيف المعاناة وتفادي الانفجار الاجتماعي، يصب عقد باريس في 4 آب مؤتمرا لدعم الشعب اللبناني.

 

المرفأ قضيتنا

 

وعلى مسافة اسابيع من الانفجار الزلزال، رفعُ الحصانات لايزال على ما يبدو بعيد المنال، فيما الطبقة السياسية تحاول الهروب من التحقيق امام القضاء العدلي، عبر الذهاب نحو تحقيق امام «مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء»… وفيما تمييع الحقيقة سيفجّر غضبا كبيرا في الشارع، أكّد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع أن «قضية انفجار المرفأ قضيتنا بامتياز منذ عام تقريباً».

 

موجة جديدة

 

صحيا، الوضع لا يطمئن وارقام كورونا تدعو للقلق. فقد غرّد مدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس الأبيض عبر «تويتر»: لنكن صريحين، نحن دخلنا في موجة كورونا جديدة. إلى أي مدى ستسوء الامور يعتمد على معدل الاستشفاء، علمًا أنّ معدل نشر اللقاح المنخفض لدينا لا يبشر بالخير. علاوة على ذلك، المستشفيات الآن أقل استعدادًا من ذي قبل بسبب الازمات المتلاحقة، والناس في حالة منهكة ماديًا وجسديًا ونفسيًا.  وسأل «كيف ستستجيب السلطات؟».