IMLebanon

الشرق: ميقاتي قدّم تشكيلته .. وعون سرّبها للإعلام!

 

 

“لأن الخيارات ضيقة جدا والوقت مهم جدا”، سارع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى قصربعبدا صباحا متأبطاً تشكيلة حكومية قدمها الى رئيس الجمهورية ميشال عون، يجوز وصفها بالـ”صاروخية”، اذ لم يسبق لرئيس مكلف ان قدم تشكيلة في أقل من 18 ساعة على الاستشارات النيابية غير الملزمة التي انتهت مساء اول امس في المجلس النيابي. السرعة القياسية هذه، كما التشكيلة، يبدو لم يستسغها الرئيس عون، بالاستناد الى ما سربته قناة “او تي في” التابعة للتيار الوطني الحر، اذ سارعت الى  اعتبار “ان تشكيلة ميقاتي قُدمت بقصد عدم الموافقة عليها وهي مؤشر أولي إلى أنه لا يريد حكومة قبل نهاية ولاية الرئيس عون”.

 

ولكنّ بعيدا من رأي الرئيس عون، كيف تمكن الرئيس ميقاتي من انجاز تشكيلة على وجه السرعة؟ الجواب واضح، فما قدمه بحسب ما تكشف مصادر سياسية مطّلعة  ليس سوى نسخة معدّلة عن الحكومة الحالية عمد فيها الى تغيير ثلاثة وزراء وتبديل في الحقائب بين الوزراء الباقين (rotation). والاهم انه انتزع الطاقة من التيار الوطني الحر فيما ابقى على المال لـ”أمل”، وهنا بيت القصيد.

 

ميقاتي في القصر

 

غداة انهائه الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب، توجه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا حيث اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على نتائج الاستشارات النيابية التي اجراها وقدم له صيغة للحكومة التي يقترحها. وابلغ رئيس الجمهورية الرئيس ميقاتي انه سيدرس هذه الصيغة ويبدي رأيه فيها. وبعد اللقاء ادلى الرئيس ميقاتي بالتصريح الآتي: “في ضوء الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجريتها امس، وجدت ان الخيارات ضيقة جداً وأن الوقت مهم جداً. جوجلت الافكار التي طُرحت خلال الاستشارات، وزرت فخامة الرئيس وتشرفت بلقائه هذا الصباح وسلمته تشكيلة الحكومة التي أراها مناسبة في هذه الظروف. وتعلمون واعلم كم ان الوقت مهم، فطلب فخامة الرئيس ان يدرسها ويعود اليّ بها”. ورداً على سؤال عن نوع التشكيلة او توصيفها قال ميقاتي ان “التشكيلة باتت موجودة لدى فخامة الرئيس”.

 

تركيبة وزارية

 

ليس بعيدا، وفي وقت قال ميقاتي “قرار تقديم التشكيلة اتخذته ليلاً وبخط يدي بعدما تعفف الجميع عن المشاركة واصبحت الخيارات ضيقة”، افيد انه قدم لعون تشكيلة حكومية من 24 وزيراً بينهم وزراء من الحكومة السابقة. وأشارت معلومات صحافية الى ان ميقاتي استبدل وزير الاقتصاد أمين سلام بوزير الصناعة الحالي جورج بوشكيان، أما وزارة الصناعة، فقد تذهب الى نائب حالي.كما استبدل وزير الطاقة وليد فيّاض بوليد سنّو وهو من الطائفة السنيّة. وتردد أن ميقاتي لا يزال يطرح بسام مولوي كوزير للداخلية.

 

نعمل للتشكيل

 

في المواقف من التأليف، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله  هاشم صفي الدين، أن “لبنان بأمس الحاجة إلى حكومة جديدة، ونحن نؤمن ونعمل على أن تتشكل هذه الحكومة، وبالتالي يجب أن يكون التفكير قبل أي شيء بإجراءات عملية، وأن لا نضيّع الوقت بالخلافات والشعارات التي كانت وستبقى كبيرة وكثيرة، وعليه، فإن كل من هو معني ببلدنا بشأن حكومي أو وزاري أو معيشي أو اقتصادي، يجب أن يفكّر بخيارات وإجراءات حقيقية، فضلاً عن المسارعة إلى إجراءات فعلية وواقعية تريح الناس قليلاً، وتعطيهم أملاً على مستوى كل المعالجات”.

 

ترسيم الحدود

 

وسط هذه الاجواء، بقي ملف ترسيم الحدود البحرية في الواجهة. امس، ابلغ  رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المنسقة الخاصة للامم المتحدة السفيرة يوانا فرونتسكا في خلال استقبالها في بعبدا، ان “لبنان متمسك بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 لأنه راغب في المحافظة على الاستقرار والامن على الحدود الجنوبية”، لافتاً الى أن “مسألة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية هي محور متابعة بعد الزيارة الاخيرة للوسيط الاميركي في المفاوضات غير المباشرة اموس هوكشتاين وذلك في ضوء المحادثات التي اجريت معه خلال وجوده في لبنان”. وتم في خلال اللقاء البحث في الوضع في الجنوب قبل اسابيع من التقرير الذي ينوي الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش تقديمه الى مجلس الامن في 21 تموز المقبل.