IMLebanon

الشرق: تفاؤل على خط الترسيم.. وعون يلوّح بالشغور الرئاسي

 

 

مشهدان انعشا اللبنانيين في زمن البؤس واليأس والموت البطيء. الاول وطني بامتياز في الفياضية مع احتفال الوطن واهله بعيد الجيش اللبناني السابع والسبعين وتقليد ضباط دورة “مئوية الكلية الحربية” السيوف بعد انقطاع لسنوات، بسبب جائحة كوفيد 19، وجميعهم من العسكريين، والثاني ترسيمي حدودي في بعبدا، جمع اركان الدولة على كلمة موحدة طال انتظارها في شأن القرار اللبناني المتصل بالحدود البحرية للبنان مع اسرائيل، خرج باجواء تفاؤلية ايجابية لبنانية واميركية، على امكان الاتفاق تمهيدا لبدء استخراج لبنان ثرواته النفطية على غرار ما تفعل تل ابيب، إن لم يصدر “امر عمليات” ايراني بنسف ما تقرره دولة لبنان بمن فيها، في ما لو لم تناسب رياح المفاوضات الاقليمية والدولية مصالحها.

 

“ما مننكسر” شعار ارادته المؤسسة العسكرية لعيدها السنوي، يختزن الكثير من المعاني والابعاد ويشكل خير تعبير عن المسار الذي رسمه قائدها العماد جوزيف عون للصمود ومواجهة عصف الازمة القاتلة التي تصيب العسكريين اكثر من سواهم، من خلال جهود جبارة يبذلها في الداخل والخارج لتوفير مقومات هذا الصمود، غير عابئ بالحملات الشعواء التي تشن عليه من فريق “اللاهثين خلف الرئاسة” كونهم يرون فيه الاكفأ والاجدر بشغل هذا المنصب استنادا الى تجربته في انقاذ المؤسسة العسكرية، والمنافس الأشرف، ولئن كان هو يرفض مجرد الحديث في الموضوع، بحسب ما يؤكد القريبون منه، الا انه الاوفر حظا على ما يبدو نسبة لحجم الاجماع الداخلي والدعم الدولي حول شخصه، والرغبة باستعادة  ايجابيات حقبة بناء الدولة الشهابية.

 

اجتماع موسّع

 

في الترسيم، كانت بعبدا وجهة الانظار، وقد جمعت الرؤساء الثلاثة في مشهد اُريد منه ان يعكس موقف لبنان الموحد في الملف، بعدما اشتكى الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين تكرارا من عدم وحدة موقف لبنان وسماعه آراء مختلفة من المسؤولين، كما يحصر الموقف والقرار بأركان الدولة بعدما حاول مصادرته حزب الله رغم نفيه، وحضور الرئيس نبيه بري تحديدا له من المؤشرات ما يكفي في هذا المجال. فقد استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، قبل ان يصل هوكشتاين وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا والوفد المرافق، الى القصر، حيث عُقد اجتماع موسع شارك فيه الرئيس عون والرئيسان بري وميقاتي، ونائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم

 

وافيد ان “المقترح الإسرائيلي الذي نقله الوسيط الاميركي ينطلق من إحداثيات الخط 23 وينحرف شمالا وصولا إلى خط الوسط بين لبنان وقبرص ويمنح لبنان كامل حقل قانا مقابل حصول تل أبيب على مساحة شمال الخط 23”. وتردد ان هوكشتاين أتى بطرح اسرائيلي يقضي بإعطاء لبنان حقل قانا كاملاً مقابل الدخول أكثر في الخط 23 مع أجزاء من البلوك رقم 8.

 

عون والرئاسة

 

من جهة ثانية، أحيت المؤسسة العسكرية عيدها الـ77 في الكلية الحربية في حضور الرؤساء عون وبري وميقاتي. وفي المناسبة، ألقى عون كلمة جدد فيها التأكيد على انني، وكما التزمت اجراء الانتخابات النيابية، سأعمل بكل ما اوتيت من قوة، من اجل توفير الظروف المؤاتية لانتخاب رئيس جديد يواصل مسيرة الإصلاح الشاقة التي بدأناها وهذا الإنجاز الوطني لا يتحقق الا اذا تحمل مجلس النواب الجديد، رئيسا واعضاءً، مسؤولياته في اختيار من يجد فيه اللبنانيون الشخصية والمواصفات الملائمة لتحمل هذه المسؤولية”. وأمل “الا يكون مصير الانتخابات الرئاسية مماثلا لمصير تشكيل الحكومة الجديدة.

 

ولاحقا استقبل عون في بعبدا قائد الجيش الذي قال “إنّ المؤسسة العسكرية تبقى الوحيدة والأخيرة المتماسكة والأساس للكيان اللبناني والضمانة لأمنه خلافاً لكل المشكّكين والمراهنين على تفكّكها وانهيارها.

 

لا طلب

 

معيشيا، الازمات تراوح وابرزها التقنين القاسي في الكهرباء والمياه. ليس بعيدا، أكّد متحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عدم تلقي طهران أي طلب رسمي من لبنان لتصدير الوقود إليه، وقال “ننظر بإيجابية لأي طلب”.

 

لضبط الحدود

 

في الاثناء، لفت وزير الاقتصاد أمين سلام إلى “أننا لا نتهرّب من مسؤوليتنا وسبق وقلنا إنّ ملف الدعم سنذهب به إلى النهاية وتبيّن أن كانت هناك سوق سوداء وأنّ الطحين استُخدم في سلع غير الخبز”. وقال في حديث تلفزيوني “وصلتني معلومات بأنّ عدداً من الأفران اتصل بزبائنه ودعاهم للقدوم لشراء الخبز”. وأضاف “في ظل الدعم لا بدّ من ضبط الحدود وفرض رقابة “بوليصيّة” مشدّدة والتي أثبتت فعاليتها والشفافية عبر وضع الجداول عبر الموقع الرسمي لوزارة الاقتصاد”. وأشار سلام إلى أن قرض البنك الدولي أتى ليُرشّد الدعم ويبقي على سعر ربطة الخبز الحالي أو رفعه بنسبة بسيطة ولن يُرفع الدعم قبل انتهاء العشرة أشهر وهي مدّة القرض.