IMLebanon

الشرق: المصارف مقفلة والدولار بلا سقف والسياسيون على كوكب آخر

 

 

بينما مصائب اللبنانيين يتجاوز عددها المائة الف، انتقلوا امس الى طابق جديد في «جهنّم»، مع تسجيل الدولار رقما قياسيا «مخيفا» متخطيا سقف المئة الف ليرة لبنانية في السوق السوداء، التي باتت المُتحكّم الوحيد بيومياتهم السوداء، وسط عجزٍ رسمي فاضح عن ايجاد الحلول للمأساة المتوالية فصولا، والذي ينبئ بان انهيار العملة سيستمر وبوتيرة متسارعة، طالما ان الوضع المحلي «السياسي» على حاله.

 

لا تبدّل بعد

 

وفي ظل هذا الواقع المأزوم، التحذيراتُ الخارجية من انفجارٍ اجتماعي معيشي وشيك ترتفع، معطوفةٌ الى استعجال للانتخابات الرئاسية بما تمثله من مدخل الى الخلاص المرجو. غير ان اي معطى محلي لم يؤشر بعد الى تبدّل في المعادلة السلبية الرئاسية، لا بل قرّر بعضُ القوى ربطَ الاستحقاق بمسار اتفاق بكين، منتظرا تداعياته على الملف اللبناني، فيما من غير المستبعد الا  تكون له اي انعكاسات داخليا، وقد دعا وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، اللبنانيين منذ ايام، الى التوصل الى حل في ما بينهم.

 

الوضع خطير

 

على اي حال، وفي خانة الحركة الخارجية التي تحث على الانتخاب، برزت زيارة قام بها امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط لبيروت امس، حيث قال في دردشة مع الصحافيين لدى مغادرته عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: سيكون هناك رئيس للجمهورية والمسألة مسألة وقت و يجب ان نسرع بهذه الخطوة لأن الامور خطيرة. ابو الغيط زار ايضا السراي حيث اكد خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «أن مؤتمر القمة العربية سيعقد في شهر ايار المقبل في المملكة العربية السعودية، ومن المرجح ان يكون الموضوع الرئيسي للقمة اقتصاديا ويتناول كيفية  مساعدة الاقاليم العربية المحتاجة». وشدد على»أن القمة السعودية -الصينية-الايرانية ايجابية جدا، وأن مفاعيلها الاولية هي ارساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني بين السعودية وايران، ولكن مفاعيلها على سائر الملفات المطروحة في المنطقة غير واضحة بعد».

 

قلق اميركي

 

هذا عربيا. اما اميركيا، فالرسالةُ التنبيهية نفسها..  فخلال استقبال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب وفدا من مجموعة العمل الأميركي من أجل لبنان (تاسك فورس فور ليبانون) برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل،الذي قال : نحن  قلقون جدا على الظروف الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وقد لمسنا معاناة الشعب اللبناني ومعاناته في تدبير معيشته من خلال لقاءاتنا التي أجريناها في ظل عدم توفر الكهرباء والمياه وكل مقومات العيش ، وفي ظل الركود الاقتصادي المتردي لا يمكن للمواطنين اللبنانيين ايجاد الوظائف. جئنا لنستطلع سُبل دعمكم لمساعدة الشعب اللبناني وقد التقينا اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون وتحدثنا عن السيادة على كامل الاراضي اللبنانية وحماية هذه الاراضي، و نرى ان الجيش اللبناني يقوم بعمل جيد جدا بمساعدة الولايات المتحدة ليس فقط في موضوع الامن وحفظ الاستقرار ولكن ايضا في موضوع مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود وقد تلقينا تقريرا جيدا عن هذا الموضوع من قِبل قائد الجيش».

 

انهيار الليرة

 

في الغضون، الانهيار يشتد، وقد هبطت قيمة الليرة اللبنانية امس الى مئة الف للدولار الواحد في ظل استئناف المصارف اضرابها. عليه، حلّقت اسعار المحروقات. اما القطاعات، فترفع الصوت لانها غير قادرة على الاستمرار، وقد نفذ اساتذة التعليم في المدارس الخاصة (او بعضها)، امس، اضرابا بينما يستمر اضراب زملائهم في القطاع الرسمي.

 

زيادة الاجور

 

ليس بعيدا، استقبل ميقاتي الذي يغادر الى الفاتيكان في الساعات المقبلة، رئيسَ اتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الذي قال بعد اللقاء: بحثنا مع دولة الرئيس في اصدار مراسيم زيادة غلاء الأجور في القطاعين العام والخاص، واشار الى امكان ان يبحث في أول جلسة لمجلس الوزراء  الأسبوع المقبل بعد عودته من روما في هذه  المواضيع.

 

تمويل الكهرباء

 

واستقبل الرئيس ميقاتي وفدا من البنك الدولي برئاسة نائب رئيس البنك  لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج، الذي اوضح ان «بالنسبة إلى موضوع تمويل الكهرباء الذي نبحث فيه منذ نحو سنة، فقلت مرة أخرى لدولة رئيس الحكومة ووزير الطاقة والمياه بأن هذا المشروع لا يزال في إطار التعاون بين البنك الدولي ولبنان، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب أن تسير بها الحكومة بشكل واضح».

 

اضراب المصارف

 

اقتصاديا ايضا، وعلى الصعيد المصرفي، عودٌ على بدء اذا، مع معاودة جمعية المصارف اضرابَها العام امس. وقد علمت «المركزية» في السياق، أن لا قرار حالياً بالتصعيد، وبالتالي لا نيّة لدى جمعية المصارف باتخاذ خطوات تصعيدية، وهي منفتحة على أي حوار يؤتي بالنتائج المأمولة تمهيداً لتعليق الإضراب، وإلا فهي متمسّكة به حتى إشعارٍ آخر، وتضع نفسها في حالة ترقّب وانتظار لما ستُفضي إليه المشاورات المفتوحة…

 

الاستماع لسلامة

 

اما على الخط القضائي – المصرفي، فتتجه الانظار الى جلسة الاستماع الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم، من قبل محققين اوروبيين في قصر عدل بيروت. وقد افيد ان جلسة الاستماع سيحضرها سلامة شخصيا على الارجح، ووكيله القانوني الفرنسي ومعه المحامي اللبناني وان عدد الاسئلة التي ستطرح خلال الجلسة يقارب الـ100 سؤال.