IMLebanon

«هوبرة» الهِزبْر الهصور

 

ربّما ظنّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم السبت الماضي أنّه إذا «زأر» في موضوع توزير «سُنّة» بشّار وإيران، ربّـما ظنّ أنّه «اللّيث الهِزَبْر» وافترض أنّ اللبنانيّين هم «حيوانات الغابة» وأنّه متى «زأر» في وجوههم من شاشة خلف الشاشة سيموتون خوفاً ويفرّوا وهم «يفرفرون» ليختبئوا في جحورهم، «زأرة هوبريّة»، على طريقة «خدوهم بالصوت»، هذه ماركة مسجّلة باسم أمين عام حزب الله ونواب حزبه، وهي هوبرة لا طائل منها، في الحقيقة!

 

«عال»، قرّر أمين عام حزب الله كما قال «أحاول أن أكون «آدمي» زيادة عن اللزوم» في موضوع تشكيل الحكومة، فكانت خلاصة تهديده تعطيل تشكيل الحكومة، «سنة وسنتين و1000 سنة وإلى قيام الساعة»، «يا سيّد حسن.. وعمرها، وستين عمرها ما تتشكّل حكومة»، أساساً إذا غرق مركب البلد والعهد، سيغرق الجميع، وستغرق أنت وحزبك و»بيئتك الحاضنة» وصواريخك أيضاً، وزئيرك من أجل حلفائك الذين لا «يمثّلون» وزناً يُذكر في الطائفة السُنيّة، وقد نجحوا في الانتخابات بأصوات حزبك لا بأصوات «الطائفة السُنيّة»، كلامك تصدّقه بيئتك الحاضنة، أمّا «الطائفة السُنيّة» فتعرف أصل وفصل وتاريخ هؤلاء الستّة وتحالفاتهم قبلك وقبل حزبك منذ زمن الحرب الأهليّة وشعارات «الناصريّة» وقبض الأموال من الفلسطينيّين ومن ليبيا ومن إيران لاحقاً، وللمناسبة يا «سيّد حسن»، آخر ما تقبل به «الطائفة السُنيّة» هو أن تختار أنت وحزبك من يمثّلها من الوزراء في الحكومة، هذه «كتير واسعة» يا سيّد!

 

لم نفهم لماذا حشرت نفسك بهذه «القرنة» يوم السبت الماضي، «شو صاير عليك يا رجل»، عمليّاً أفضل ما قد يفعله الرئيس المكلّف هو التغاضي عن كل ضغوطاتكم عليه وترك عمليّة التشكيل تستغرق «سنة وسنتين و1000 سنة وإلى قيام الساعة»، وللمناسبة أيضاً يا سيّد  نحيلك على تصريحات «الأخ الكبير» رئيس مجلس النوّاب نبيه بري وتصريحاته شبه اليوميّة في التنبيه على خطورة الوضع الاقتصادي والتحذير من انهياره، يبدو أنّ من يحضّر لك ملخّصات التغريدات فاته أن يحضّر لك ملخّص تصريحات الرئيس بري المنبّهة أكثر من أي فريق من أفرقاء ما كان يُسمّى بـ14 آذار!

من حيث يدري أو لا يدري حشر أمين عام حزب الله نفسه في عنق زجاجة، ماذا سيفعل بفائض التهديدات التي أطلقها؟ نتمنّى أن يحفظ له «نوّابه الستّة السُنّة» ماء وجهه أمام اللبنانيّين وأمام «بيئته الحاضنة» ويسحبوا ورقة توزيرهم حتى لا تتبعثر «هيبة السيّد»، لأنّه أحرق يوم السبت الماضي كلّ السفن وراءه، لأن اللبنانيّين اعتادوا على سياسة «دقّي واعصري»، وباعتبار أنّه تعامل مع الأمر على طريقة «إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون»!

 

كلام الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحافي غداً سيكون الفيصل في إعادة حزب الله و»عنترته» في موضوع تشكيل الحكومة إلى حجمها الطبيعي، لقد قدّم الرئيس سعد الحريري الحدّ الأقصى من التنازلات، التنازل أكثر من ذلك سيكون كمن ينحر نفسه بيده، لأنّه وبصرف النّظر عن عنوان التنازلات بأنّها لإنقاذ لبنان وأنّها تأتي باعتباره عابر للطوائف، إلا أنّ هذه السلسلة المرّة من التنازلات دفعت ثمنها «الطائفة السُنيّة»، فيما هي تتفرج على الطوائف الأخرى تستقتل لتعزيز وزيادة مكتسباتها، فلنرَ ما الذي سيعلنه الرئيس سعد الحريري غداً الثلاثاء، ونتمنّى أن يكون موقفه حاسماً، وبعدها لكلّ حادث حديث.