IMLebanon

الشرق: مسار الموازنة يتجاوز مطب الاجواء المشحونة

 

لم تكن تظاهرة موظفي مصرف لبنان الاولى من نوعها سوى مؤشر إضافي للاختناقات الاجتماعية والاقتصادية ولتفاقم موجة الاحتجاجات الشعبية وحركة الاعتصامات والاضرابات التي تنذر بالتفاقم في المرحلة المقبلة.

 

وامس، واصل المجلس درس مشروع موازنة 2019 في جلسة جديدة عقدها في السراي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري. وفي وقت لن يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم السبت على أن تُستأنف مناقشة الموازنة في السادسة والنصف من مساء الأحد، تحدثت معلومات صحافية عن «بنود إشكالية كثيرة لم يتطرق إليها الوزراء بعد، ناقلة عن مصادر مطلعة قولها «ان النفوس مشحونة خصوصا بين وزراء «التيار الوطني الحر» ووزير المال على عكس ما يُحكى»، وأضافت «من المتوقع ان يكون النقاش حادا  وأحد الوزراء استبعد ان يتم الانتهاء من درس الموازنة الأحد».. وقبل الجلسة، قال وزير العمل كميل ابو سليمان «في البند المتعلق بالضمان الإجتماعي في الموازنة انا أمثل الضمان في هذا الموضوع وليس الدولة».

 

وفي السياق، وفي اعقاب اجتماع الامس بين وزير المال علي حسن خليل ووزير العمل ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، أكد الاسمر  ان الاجتماع لم يفضِ إلى تعليق الإضراب الذي دعا إليه اتحاد المصالح المستقلة والمؤسسات العامة، بل عالج بعض النقاط وبقيت أخرى بحاجة إلى توضيح وتطمينات تتعلق بموظفي الإدارة العامة».

وتزامنت المباحثات الوزارية مع استمرار الاضراب في المرافق الحيوية ومعظم الادارات الرسمية فانضم اليها اليوم موظفو «المركزي» الذين تظاهروا، منعا للمس برواتبهم ورواتب عائلاتهم خصوصا أن الموظفين لم يستفيدوا من سلسلة الرتب والرواتب التي استفاد منها القطاع العام، وذلك لأن ميزانية مصرف لبنان مستقلة عن ميزانية الدولة، ورفضا للمس بالاشهر الاساسية والإضافية التي يتقاضاها موظفو المصرف والمستحقة لهم بموجب القانون الذي ينظم عمل مصرف لبنان، الذي ليس له علاقة بمالية الدولة».

 

على صعيد آخر، جال وزير الخارجية الاسباني وشؤون الاتحاد الاوروبي والتعاون الاسباني جوزف بوريل فونتييس امس على المسؤولين. فخلال زيارته بعبدا، اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن اسفه لان الاتحاد الاوروبي لا يتخذ موقفا مشجعا بالنسبة الى عودة النازحين السوريين الى بلادهم،  مشيرا الى ان لبنان «يتطلع الى تغيير في الموقف الاوروبي يسهل هذه العودة تحت رعاية المجتمع الدولي، لئلا تشتد تداعيات هذا النزوح على الاوضاع كافة في لبنان، ونجبر على اتخاذ خطوات لتنظيم العودة مع الحكومة السورية».

 

من جانبه، أشاد الوزير الاسباني بالجهود التي يبذلها الرئيس عون في سبيل النهوض بلبنان اقتصاديا وانمائيا واجتماعيا، مؤكدا وقوف بلاده الى جانبه وتضامنها معه في موضوع عودة النازحين السوريين الى بلادهم، لافتا الى ان مشاركة اسبانيا في «اليونيفيل» خير دليل على التزامها الامن والاستقرار في لبنان ودعمها لتحقيق النهوض الاقتصادي. واكد فونتييس ان بلاده ترى في قرارات وتوصيات مؤتمر «سيدر» فرصة للبنان تدل الى ثقة المجتمع الدولي به وبامكاناته. وزار الديبلوماسي الاسباني ايضا عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما التقى نظيره جبران باسيل.

 

في الموازاة، واصل رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية مصطفى مدبولي جولته لبنانيا. وخلال استقباله في بعبدا، وصف رئيس الجمهورية الوضع العربي الراهن بأنه صعب نتيجة تنقل الاضطرابات من دولة إلى أخرى، داعياً إلى عمل عربي سريع لتفادي المزيد من التدهور. اما مدبولي فنقل إلى عون تحيات الرئيس السيسي وتمنياته له بالتوفيق في قيادة لبنان إلى شاطئ الأمان، مؤكداً وقوف مصر إلى جانب لبنان ودعمها له في المجالات كافة.