IMLebanon

الشرق: لبنان في حداد وينعى “بطريرك الاستقلال الثاني”

عون نعى إلى اللبنانيين البطريرك صفير:سنفتقد رجلاً صلبا في دفاعه عن لبنان

أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن حزنه الشديد لوفاة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، داعياً اللبنانيين كافة، وخصوصا أبناء الطائفة المارونية، إلى رفع الصلاة عن روحه، تعبيراً عن تقديرهم لمكانة الراحل الروحية، والانسانية، والوطنية.

وقال الرئيس عون: «بغياب البطريرك صفير الذي عايش لبنان على مدى قرن كامل قضى خلاله أكثر من 70 عاماً في الكهنوت، تفقد الكنيسة المارونية واحداً من أبرز بطاركتها ورعاتها، كانت له بصمات مشرقة في الكنيسة، مدبراً لشؤونها، ومحافظاً على تقاليدها وتراثها التاريخي، ومجدداً رتبها الطقسية، وساهراً على حاجات أبنائها»

واضاف رئيس الجمهورية: «ستفتقد الساحة الوطنية بفقدان البطريرك الكاردينال صفير، رجلاً عقلانياً وصلباً في مواقفه الوطنية، ودفاعه عن سيادة لبنان واستقلاله وكرامة شعبه، في أعتى المراحل والظروف. ولا شك أن اندفاعه في تحقيق مصالحة الجبل، كان من صلب ايمانه بميثاقية العيش المشترك، وضرورة تصفية نفوس اللبنانيين من رواسب الماضي، وتمتين أواصر الشراكة الوطنية».

واعتبر الرئيس عون أن البطريرك صفير سيبقى معلماً بارزاً في ضمير الوطن، وواحداً من رجالات لبنان الكبار على مر التاريخ، داعياً إلى استلهام عظاته الغزيرة، ومواقفه السياسية، وروحانيته، تخليداً لذكراه، وحفاظاً على مكانته في وجدان الأجيال الطالعة.

وقال: «أسأل الله تعالى أن يرحم غبطة البطريرك صفير الذي رحل عنا اليوم إلى دنيا الحق، ويسكنه في مساكنه الأبدية، ويجعل ذكراه طيبة على مدى الأجيال».

الحريري نعى صفير: ترك صفحة مشرقة

سوف تبقى حية في ضمائر الذين عاصروه

نعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وقال: البطريرك مار نصرالله بطرس صفير يترك صفحة مشرقة في تاريخ لبنان، سوف تبقى حية في ضمائر الذين عرفوه وعاصروه، وهداية للاجيال التي ستقرأ تاريخ لبنان الحديث. فالراحل الكبير جسد بشخصه وبعمله إرثا للقيم الروحية والوطنية، في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان ارتفع معها بالصلابة والقدوة والثبات والشجاعة الى مرتبة الرمز الوطني، الذي اسهم بكل تأكيد بتحويل مجرى الأحداث، ونقل لبنان من حال الى حال». وتابع: «هو حضر سنوات الحروب بعد انتخابه العام 1986، ورافق مساعي السلام والتهدئة، وانتقال لبنان الى السلام بعد الصراعات الدامية والمدمرة. وليس له من وسائل سوى رفع شأن كلمة الحق، ومن زاد سوى العمق الروحي والوفاء لثوابت لبنان، التي كانت البطريركية المارونية من بين اشد المؤتمنين عليها تاريخيا. ولذا فإن ما شاهده وعرفه وخبره من أحداث على الصعيد الوطني، وما واجهه من معارضات وانتقادات، لم تزده الا ايمانا برسالته المزدوجة الروحية واللبنانية. فما خفت صوته مرة في نصرة ما كان يؤمن به، فارتفع دائما بالرفض وإدانة الممارسات التي شهدت محطات تاريخية في مسيرته. من نداء مجلس المطارنة الموارنة في أيلول العام2000 الى مصالحة الجبل العام 2001، الى لقاءاته مع كبار مقرري العالم شرقا وغربا، مدعوما بقوة من الفاتيكان ومن العواصم الكبرى». اضاف: «شاءت الاقدار ان تصنع اللقاء التاريخي بينه وبين والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اللقاء على القضية الوطنية الواحدة في سبيل الشاغل الواحد، وهو الاستقلال والسيادة الكاملة داخليا وخارجيا وحرية القرار. وكأنه كتب لهذين الرجلين الكبيرين، ان يلتقيا في الموعد التاريخي الفاصل، بالإيمان الوطني الواحد، والتطلع الواحد، واليد الواحدة. وقد ادرك كلاهما ان تعاونهما المشترك هو المنطلق الصلب لإعادة احضار لبنان الى مكانته الطبيعية كوطن حر سيد مستقل، يؤدي دوره الريادي في منطقته العربية والعالم».  وختم الحريري: «اني باسمي الشخصي وباسم عائلتي والحكومة أتقدم من الكنيسة المارونية وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومن اللبنانيين جميعا بأحر التعازي، راجيا ان تبقى صورة البطريرك صفير قدوة للعاملين المخلصين للوطن».

اجراس كنائس لبنان قرعت حزنا على صفير.. والوداع الاخير الخميس

الراعي: قاد كنيستنا المارونية باتحاد كامل مع إرادة المسيح

قرعت أجراس كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي وأجراس كنائس لبنان، عند العاشرة من صباح امس حزنا على وفاة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، ورفعت الصلوات لراحة نفسه في قداديس الأحد، وترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في بكركي، رفع فيه الصلاة لراحة نفس الراحل الكبير.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان «قال لهم يسوع: ألقوا الشبكة إلى يمين السفينة تجدوا» (يو6:21)، قال فيها: «بالألم الشديد والرجاء المسيحي نقدم هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفس أبينا المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي انتقل إلى بيت الآب في السماء، عند الساعة الثالثة من فجر اليوم (امس) الأحد، وهي الساعة التي قام فيها ربنا يسوع من الموت، «وصار بكر القائمين» (1كور20:15). إننا نعزي إخواننا السادة المطارنة أعضاء سينودس كنيستنا المارونية وكل إكليروسها وشعبها في لبنان والمشرق وبلدان الانتشار، لا سيما الأحباء الذين كنا على موعد معهم لزيارتهم في هذه الأيام في بلدان أفريقيا الغربية والشمالية والوسطى وعلى رأسهم سيادة أخينا راعي الأبرشية هناك المطران سيمون فضول. كما نعزي شقيقات أبينا المثلث الرحمة وعائلاتهن وسائر ذويهم وأنسبائهم الاحباء وآل صفير الكرام. ونعزيكم أنتم أيضا المشاركين في هذه الليتورجيا الإلهية. نطلب من إخواننا السادة المطارنة، وأبنائنا الكهنة أن يقدموا الذبيحة الإلهية لراحة نفسه في قداسات هذا الأحد، ويرافقوه بصلواتهم، فيما هو يحضر أمام العرش الإلهي حاملا أعماله الصالحة الوفيرة، مع حياته النقية التي قدستها النعمة الإلهية كل يوم. كما نطلب من المرضى وسائر المتألمين أن ينضموا بأوجاعهم إلى صلواتنا. إننا في هذا الكرسي البطريركي، الذي عاش فيه ثلاثا وستين سنة متواصلة كاهنا واسقفا وبطريركا وكردينالا، نخسره أيقونة، لكننا نربحه جميعنا شفيعا في السماء».

في ختام القداس، ترأس الراعي والأساقفة صلاة وضع البخور لراحة نفس صفير.

مراسم الوداع

وحددت بكركي رسميا موعد دفن البطريرك صفير يوم الخميس في بكركي في الخامسة عصراً، حيث يُنقل جثمانه الى بكركي يوم الأربعاء.

وتلا مدير مكتب الاعلام والبروتوكول في بكركي المحامي وليد غياض نعوة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، وجاء فيها: «ينعى المطارنة اعضاء سينودس الكنيسة المارونية ومؤسسة البطريرك نصرالله صفير الاجتماعية البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

يسجى الجثمان في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ابتداء من يوم الاربعاء في 15 ايار من الساعة العاشرة صباحا وحتى الخامسة من بعد ظهر الخميس في 16 منه.

يحتفل بالصلاة لراحة نفسه عند الخامسة من بعد ظهر الخميس.

تقبل التعازي ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة ابتداء من العاشرة والنصف صباحا حتى السادسة بعد الظهر في صالون الصرح البطريركي في بكركي».

وسيدفن جثمان البطريرك صفير  في مدافن البطاركة في بكركي وليس في وادي قنوبين ، وقد اصر البطريرك الراعي  على أن يكون الدفن مهيباً، وفق معلومات الـ»ام تي في».

حداد رسمي

أعلنت رئاسة مجلس الوزراء الحداد الرسمي الاربعاء والخميس على وفاة البطريرك صفير حيث تنكس خلالهما الاعلام عن الادارات الرسمية وتعدل البرامج  العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الحدث الأليم.

ويكون يوم تشييع الراحل الخميس يوم توقف عن العمل في كل الادارات العامة والبلديات والمؤسسات العامة والخاصة.

اجراس الكنائس

وحدادا على وفاة البطريرك  صفير، وبناء على توصية صادرة عن البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قرعت الأجراس حزنا صباح امس في مختلف المناطق اللبنانية.

وتقاطرت  الوفود المعزية  الى بكركي. ووصل وفد كنيسة الأرمن الكاثوليك برئاسة البطريرك غريغوريوس بطرس غبرويان العشرين الى بكركي لتقديم التعازي.

وقدّم النائب ابراهيم عازار التعازي بالبطريرك صفير في بكركي موفدا من الرئيس نبيه بري.

بخاري: صفير لعب دورًا وطنيًا مهما حرصا على وحدة لبنان واستقراره

نعى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان، وليد بن عبدالله بخاري امس، الكاردينال نصرالله بطرس صفير الذي وافاه الأجل عن عُمر يُناهز 99 عاماً، إثر وعكة صحية المّت به.

وأعرب بخاري في بيان «عن بالغ التّعازي وصادق المواساة للبطريرك الماروني مار بشاره بطرس الرّاعي وللكنيسة المارونية ومجلس الأساقفة الكاثوليك، وللبنان وشعبه الشقيق، سائلا ً المولى عز وجل أن يُلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان».

واعتبر بخاري «أن لبنان خسر اليوم أحد رجاله الوطنيين الكبار، الذي لعب دورًا وطنيًا هامًا  حرص من خلاله على وحدة لبنان واستقراره ولحمة أبنائه».

فارس: ساهم بإرساء السلم

نعى نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وقال: «نفتقد بغياب البطريرك الكاردينال صفير قامة روحية ووطنية عالية، احتضنت أبناء كنيستها وسائر اللبنانيين بروح الأبوة والمسؤولية التاريخية، ودافعت عن حقوقهم في السيادة والحرية والاستقلال والعيش الكريم، وكانت لها اسهامات كبيرة في إرساء السلم الأهلي وتعزيز الوحدة الوطنية بثقافة الحوار والمصالحة والسلام».

وأضاف: «إننا نتقدم من غبطة البطريرك الكاردينال الراعي بأعمق مشاعر التعزية- ونحن أولى بها- ونتطلع الى غبطته بثقة وأمل في أن يعوضنا الخسارة الكبيرة بمحبته الجامعة وبنهجه الحكيم المؤتمن على تراث أسلافه، وآخرهم الراحل الكبير البطريرك صفير».

وفد من دار الفتوى عزى بصفير:

صفحة مضيئة في تاريخ لبنان

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وفدا من دار الفتوى برئاسة الشيخ خلدون عريمط لتقديم التعازي بالبطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

وقال عريمط بعد اللقاء: «باسم سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان قمنا بواجب التعزية بالراحل الكبير البطريرك صفير، هذاالبطريرك الذي استطاع خلال وجوده في مسؤولياته أن يشكل صفحة مضيئة في تاريخ لبنان الحديث، وان يجسد الوحدة الوطنية بأرقى معانيها، وله مواقف هامة على الصعيد الوطني والعربي، ولن ننسى موقف الراحل الكبير عندما افتتح صالون بكركي أثناء استشهاد مفتي الجمهورية الأسبق الشيخ حسن خالد رحمه الله تعالى، ولذلك بتوجيهات من سماحة المفتي دريان كنا حريصين ان نقوم بهذا الواجب بما لبكركي ولسيدها البطريرك الراعي من دور كبير على الصعيد الوطني، ولما للراحل الكبير من دور كبير لتدعيم الوحدة الوطنية والعيش المشترك في لبنان».

قالوا في البطريرك الراحل: رجل «الطائف» والسيادة والحرية والاستقلال والمواقف الوطنية

صدرت مواقف وتصريحات من وزراء ونواب وشخصيات، في رحيل البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، معربين عن أسفهم لرحيله، واصفين أيه بـ»رجل السيادة والحرية والاستقلال والمواقف الوطنية»، ودعت  اللبنانيين إلى «المشاركة الكثيفة في مراسم وداعه في 16 أيار الحالي. وتقبل البطريرك مار بشاره بطرس الراعي والسفير البابوي جوزيف سبيتيري وعائلة البطريرك الكاردينال مار نصرالله صفير، التعازي  بالفقيد، بعد قداس الاحد في بكركي..».

* الجميل: الرئيس أمين الجميل، قال: «يجب الآن الاتعاظ من تجربة البطريرك صفير وتعاليمه، واذا كان هناك من انفتاح وتسويات لهذه التسويات، يجب ألا تكون على حساب المسلمات والمقدسات إذ بقدر ما نتمسك بالأسس التي قام عليها لبنان والثوابت والأساسيات، بقدر ما ننقذ لبنان والمستقبل».

* وقال  الرئيس حسين الحسيني: «(…) كان في مواقع الخطر والشكوك رابط الجأش، ثابت الإيمان، وفي سعيه المتواصل، كان يجسد هذه الحقيقة: من أراد الحفاظ على جماعته، فلا سبيل إلا أن يريد الحفاظ على لبنان واللبنانيين من كل الجماعات، وبالعكس».

* السنيورة: واعتبر الرئيس فؤاد السنيورة «ان إنجازات البطريرك صفير لا تمحى، بل كتبت بأحرف عميقة على صخور تاريخ لبنان الحديث وفي وجدان وضمائر اللبنانيين، حيث ناضل في مواجهة الوصاية والتسلط، فكان الصوت المدوي الداعي كل يوم الى التمسك بالحرية والاستقلال والسيادة والعيش المشترك والواحد». وقال: «لعب دورا كبيرا واساسيا في مباركة انجاز اتفاق المصالحة الوطنية بين اللبنانيين في الطائف لإعادة صياغة الميثاق الوطني وتحديث الدستور والتمهيد لنقل لبنان من ضفة الحروب الى ضفة السلام (…)». «كان جريئا ومقداما ومتعاليا بدليل اقدامه على قيادة ومباركة المصالحة الوطنية في الجبل عام 2000 (…)».

* ونعى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، في كلمة مباشرة من المقر العام للحزب، قال فيها: «سكت القلب الكبير (…)  القوات خسرت أقنوما من أقانيم تراثها النضالي وخسرت شخصيا أبا ثانيا (…) كان خير من نذر ووفى تمسكا بالقيم، فلم يلو على تهويل ولم ينحن امام ابتزاز ولم يتراجع عن قناعة، بل حافظ على جوهر الرسالة وعلى دفة القيادة في عز الاحتلال والوصاية والعواصف العاتية من دون ادعاء وبرباطة جأش فريدة (…)».

* وقال وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب في بيان:” «بطريرك المصالحة والحوار والمحبة يغمض عينيه ويرحل، لكنه سيبقى قريبا من الوطن الذي احب (…)»..

*ونعت النائب ستريدا جعجع  بطريرك «الاستقلال الثاني»،  وقالت: «إنه البطريرك القديس الذي حفر في تاريخنا علامات لا تمحى، ووقف إلى جانب لبنان وإلى جانب حزب القوات اللبنانية في أحلك الظروف، لاسيما بعد اتفاق الطائف وبين العامين 1990 و2005، وكان دوره أساسيا كبطريرك مقاوم رفع الصوت في وجه الظلم، وبخاصة عندما اعتقل سمير جعجع واعتقل معه لبنان الوطن (…)».

النائب هادي حبيش، قال: «نفتقد رجل السيادة والحرية والاستقلال، رجل المواقف الوطنية، صاحب الكلمة الحرة والجريئة». وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد القرعاوي: «نودع اليوم قامة وطنية كبيرة عملت ودافعت للحفاظ على وحدة لبنان».

* ونعى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، معتبرا أنه بغياب صفير «يفقد لبنان قامة وطنية وعروبية استثنائية، حيث لعب دورا محوريا في ترسيخ السلام والتسامح، فكان رجل الإنفتاح والمواقف الجريئة حيث كرس حياته في سبيل تعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين ودعم استقرار لبنان وسيادته».

* الخازن: ونعى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الموجود في باريس، البطريرك صفير،  وقال: «(…) ما قدمه من تضحيات، وما عاناه من مصاعب لتجاوز المحنة الكبيرة في الحرب ولتفادي إمتحان السلام بأعلى قدر من الحكمة والمسؤولية والحرص، جنب الطائفة والوطن الكثير من التحديات في سعي دؤوب إلى ترسيخ الوحدة الوطنية، فإستحق بذلك إعجاب الجميع».

* عصفور: وأعرب القائم برئاسة المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد خضر عصفور خلال إتصاله بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن تعازيه الحارة برحيل الكاردينال صفير، مؤكدا «البناء مع غبطته على تكريس رسالة المحبة والتآخي الإسلامي المسيحي وتعميم ثقافة الحوار والعيش الواحد وإرساء مفاهيم الدولة العادلة والوطن الجامع لكل أبنائه».

* معوض: رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض،  قال في بيان: (…) «إن غبطة البطريرك صفير شخصية استثنائية في تاريخ الكنيسة المارونية ولبنان من المستحيل أن تتكرر نظرا لفرادتها على أكثر من مستوى (…)». يشهد له أنه كان عراب «الطائف» والمصالحة الوطنية، حقنا للدماء وتطلعا نحو بناء لبنان (…)».

* المر: وقال رئيس مؤسسة الانتربول الوزير السابق الياس المر في بيان: «حمل لبنان في قلبه وما كان الا مدافعا صلبا عن هويته وسيادته وحريته في اصعب المراحل وأقسى الظروف.

ما أحوجنا اليوم الى استلهام مواقف البطريرك صفير وجرأته وقيادته في إنقاذ لبنان من الأوضاع المؤلمة التي يواجهها الشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة».

* لقاء الجمهورية: ونعى «لقاء الجمهورية» في بيان،  وقال: «كانت أفكاره وعظاته ومواقفه وخطواته «الشعلة» الأولى للانتقال بلبنان من كابوس التفرقة إلى بركات المصالحة (…).

* الكتلة الوطنية: وأعلن حزب  الكتلة الوطنية، في بيان «اننا، نفقد برحيل صفير قامة وطنية وقفت مع سيادة لبنان والعيش المشترك».

* جوقة الشرف: ونعى رئيس «جمعية اعضاء جوقة الشرف في لبنان» (Légion d›Honneur) الوزير السابق الشيخ ميشال ب. الخوري البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، العضو الشرف في الجمعية كونه يحمل الصليب الاكبر من وسام جوقة الشرف الفرنسي، وجاء في النعي: (…)  لم يساوم يوما على الحرية المطلقة، والحقوق الانسانية، وسيادة الوطن. كيف لا، وهو الذي إئتمن على كنيسة عاشت الاضطهاد، ونجت من حملات الاقصاء والاخضاع والهيمنة، فنجت الكنيسة وبات للبنان وجود (…).

* الرابطة المارونية :ونعت الرابطة المارونية، في بيان، اللبنانيين في الوطن وديار الانتشار، «حبر الاحبار، حامل صليب لبنان، بطل استقلاله الثاني، الشاهد على احداث قرن بكامله حفل بالتطورات الجسام والتحولات الكبرى»، معلنة انه «كان ارزة فروعها ممتدة، شامخة الى العلاء، وجذورها راسخة في رحم الارض (…) رحل بطريرك لبنان، في وقت تشتد معاناة اللبنانيين، ويزداد قلقهم على واقعهم وعلى المصير، وهم اشد ما يكونون حاجة الى قادة امثاله يتمتعون بثاقب البصر والبصيرة، ويتحصنون بالحكمة وحسن التدبير (…)».

كما نعى صفير وزراء ونواب وشخصيات سياسية وديبلوماسية وحزبية.

نقابتا الصحافة والمحررين نعتا صفير

الكعكي: سيظل التاريخ  يشهد لمواقفه الوطنية

صدر عن نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي ومجلس  النقابة بيان صباح امس ينعي صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير  الكّلي الطوبى الذي اعلنت البطريركية المارونية في بكركي عن وفاته فجر امس الاحد في 12 ايار وهو على عتبة المائة عام من العمر.

لقد امضى البطريرك صفير حياته في التعليم وفي  خدمة مواطني كنيسته في لبنان وديار الانتشار بتواضع  ومحبة وايمان وتفانٍ وكانت له مواقف تاريخية على الصعيدين الروحي والوطني سجلها له اللبنانيون بفخر واعتزاز يشهد له فيها العالم كله ولا يزال وسيظل  تاريخ لبنان يذكرها له خصوصا في مجال دفاعه المتواصل عن الحق والحرية والسيادة الوطنية والقرار المستقل وضرورة تحرير لبنان من الهيمنة والقرار اللبناني من الارتهان من اي جهة خارجية.

كما ان البطريرك صفير تميز دوما بالحرص على ميثاق العيش المشترك بين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين بعيدا عن مؤثرات خارجية والدفاع عن الدولة وسيادتها وقرارها المستقل كما تميز بدعوته المسؤولين اللبنانيين سواء في سدة المسؤولية او في نطاق العمل السياسي الى محاسبة الذات الهيئات والعمل بتفان واخلاص من اجل الوطن والشعب وتقديم المصلحة الوطنية دوما على كل المصالح الخاصة والابتعاد عن الكيدية والمحسوبية واستئصال الفساد والرشوة وتحقيق سياسة المساءلة والمحاسبة من دون انحياز وابعاد العدالة عن التأثير  بالمصالح السياسية والحزبية وابقاء القضاء مستقلا والحرص التام على العدالة خصوصا عدالة تمثيل اللبنانيين  في دوائر الدولة. ولقد كان للبطريرك  صفير  مواقف  يذكرها له اهل الصحافة والاعلام اللبنانيون الى جانب تمسكه بالحريات ودفاعه الدائم عن قضايا  الحرية والوقوف الى جانب الصحافة الحرة وادانة الجرائم المرتكبة في حقها كما في حق الزملاء الصحافيين  الميامين الذين استذكرناهم بفخر واعتزاز في السادس من ايار هذه السنة  كما في كل سنة.

بدوره نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، «فقيد لبنان والكنيسة، البطريرك مار نصرالله بطرس صفير»، وقال: «قامة لبنانية وطنية وروحية هوت، وهامة مقاومة احنت الرأس لمشيئة من لا رد لمشيئته. وهو كان طوال حياته المديدة رمزا لشمخة الرأس، وعنوانا للعنفوان. انه مار نصر الله بطرس صفير، نصر الله الذهبي الفم، الفولاذي الإرادة، الناصع القلب واليد، السنبلة المليئة، الشجاع الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، المتقشف الزاهد بمباهج الدنيا، الممتشق الصلاة سلاحا يفتح به الدروب المستغلقة، منتصرا بعمق إيمانه لقيم الحق والعدالة».

نعي روحي جامع للبطريرك صفير

دريان: مثال للاعتدال والحكمة

اعرب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان عن «الحزن والأسى لفقدان البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي كان رمزا دينيا ووطنيا كبيرا وعاصر المفتي الشهيد حسن خالد وكان له موقف وطني مميز وجامع حين استشهد».

وقال: «البطريرك صفير مثال للاعتدال والانفتاح والحكمة والحوار والمحبة والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين وكان يدافع عن قضايا وأمور اللبنانيين جميعا دون أي تفرقة أو تمييز. ترك في ذاكرة اللبنانيين وقفات مشهودا لها خلال توليه مسؤولياته الدينية، كان مدافعا صلبا عن قضايا الإنسان والوطن والعروبة، حاملا في قلبه وعقله ووجدانه هموم الناس وأمينا عليها ووفيا ومخلصا لها وشكل حالة وطنية ستبقى علامة مضيئة في تاريخ لبنان الحديث باعتداله».

كما نعى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، في بيان امس، بـ صفير الذي خسر لبنان وكل العائلات الروحية بفقده صاحب همة عالية ورجلا محبا لوطنه اتسمت مواقفه بالوطنية منذ عرفناه وعملنا مع إخواننا رؤساء الطوائف الروحية على غرس روح المحبة والتعاون بين اللبنانيين، فكان الراحل الكبير شريكا في تحصين الوحدة الوطنية وترسيخ العيش المشترك وحفظ لبنان، إذ عمل بإخلاص لخدمة رعيته ودعم الحوار بين اللبنانيين».

واعرب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن عن «بالغ الأسى برحيل الكاردينال صفير الذي شكل في حياته علامة فارقة بتاريخ لبنان، وكان ركنا وطنيا روحيا سياديا، آمن بلبنان المستقل، وأرسى ثوابت العيش المشترك في الزمن الصعب وفتح صفحة المصالحة الوطنية التاريخية التي كانت محطة مضيئة سطعت فوق جراح الماضي وأعطت المثال الحقيقي عن العمل الوطني الصرف».

كذلك نعى متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وقال في بيان: «برحيل المثلث الرحمة البطريرك نصرالله بطرس صفير يفقد لبنان راعيا صالحا وقائدا حكيما وشخصية تاريخية تركت أثرها العميق في تاريخ لبنان المعاصر. كان لبنانيا صلبا في وطنيته، كبيرا في مواقفه، وحازما في هدوئه. «طلعته مثل لبنان، وهو مهيب كأرزه» (نشيد الأنشاد5: 15). لم يخف إلا الله، وقد استلهمه في كل أقواله وأفعاله».

أضاف: «كان بطريركا فريدا من نوعه. لم يكن يخص الموارنة وحدهم بل كان يخص المسيح أولا ثم لبنان. تمسك بمبادئه في أصعب الأوقات وأحلك الظروف، ودافع عن لبنان وحريته ووحدته واستقلاله رغم كل المخاطر، وكأني به يصرخ مع كاتب المزامير: «الرب معي فلا أخاف ما يصنع بي الإنسان» (مزمور 105: 6)».

وأعرب القائم برئاسة المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد خضر عصفور خلال إتصاله بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن تعازيه الحارة برحيل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، مؤكدا «البناء مع غبطته على تكريس رسالة المحبة والتآخي الإسلامي المسيحي وتعميم ثقافة الحوار والعيش الواحد وإرساء مفاهيم الدولة العادلة والوطن الجامع لكل أبنائه».

ونعى مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بحزن وألم ممزوج بفرح القيامة.

وجاء في النعي: «بغياب كبير لبنان الذي عمره من عمر لبنان الكبير، فقد لبنان والكنيسة المارونية رجلا كبيرا وهامة من هامات وطن الآرز، أذهل العالم شرقا وغربا بتواضعه ورفعته في آن، فكان رجل التواضع والصلاة والصخرة الوطنية الكبرى، رجل الحكمة والشجاعة في المواقف والتشبث بالحق تشهد له محطات وطنية كتبها التاريخ أبرزها نداء المطارنة الموارنة الشهير ومصالحة الجبل.

غاب البطريرك صفير لكن وجهه سيبقى أيقونة الكنيسة المارونية، المسيح قام حقا قام».