IMLebanon

الشرق: هدوء وتبريد ولقاءات لطي صفحة التشنج

ساعات قبيل عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت نهاية الأسبوع، بدا ان عملية احتواء التوتر الذي انفجر بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وبين الاول والحزب التقدمي الاشتراكي، انطلقت.

وبدأ تحضير الارضية المناسبة لانعقاد جلسة مجلس الوزراء واجتماعات لجنة المال النيابية، بسلاسة، بعيدا من اجواء التشنج والسجالات،  على ان يُتوّج بلقاءات رئاسية مرتقبة في الايام المقبلة، ستعيد تثبيت قواعد التسوية السياسية وتبدّد الغبار الكثيف الذي خلّفته اشتباكات الاسبوع الفائت السياسية، فوق الساحة الداخلية.

في خانة تهدئة النفوس وتبريد المناخات المحلية المتشنجة، تصب الزيارة التي قام بها  وزير الدفاع الياس بوصعب الى طرابلس، والمواقف «التصالحية» التي أطلقها منها حيث اكد ان المدينة ستبقى دار السلام قائلا «لا أود التعليق على الخلافات السياسية بل اتحدث عن التضامن المطلوب منا جميعا لتمرير المرحلة وهناك تفاهم ان يكون التضامن على أعلى مستوياته لان الوضع يتطلب ذلك، ودعونا ننتظر التحقيق في حادثة الاثنين الارهابية ونطالب بكشف كل الحقيقة وبأن يشمل التحقيق كامل الملف من أوله الى اخره». ومساعي رأب «الصدع» الذي تفاقم بين البرتقالي والازرق في اعقاب العملية الارهابية في عاصمة الشمال، ستُستكمل في زيارة من المتوقع ان يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل او مَن يمثّله، الى دار الفتوى مطلع الاسبوع. أما على خط المختارة – بيت الوسط، فأفيد عن اتصالات يضطلع بها وزير الصناعة وائل ابوفاعور لحل الخلاف الذي تسببت به «بلديتا شحيم والجية»، خلف الكواليس.

بين الامن والسياسة، توزّع كلام وزير الدفاع في طرابلس. فبعد زيارته مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار، قال «أنا من المؤمنين أن لا دين للإرهاب»، لافتا الى «أننا حرصاء على التعاون بين كافة الأجهزة الأمنية أي بين وزارة الدفاع ووزارة الداخلية التي ستظهر واضحة في الايام المقبلة». وأكد «أن الحدث الإرهابي الذي حصل ليلة عيد الفطر أتى لكي يهز طرابلس التي ستبقى دار السلام. اليوم نؤكد العمل مع قياديي المدينة وأهلها لكي نعيد الامن والاستقرار لطرابلس بتوجيه من رئيس الجمهورية».

وكان بوصعب الذي التقى النائب فيصل كرامي استهلّ جولته في طرابلس، من قيادة اللواء 12 في القبة حيث اجتمع مع كبار الضباط واستمع لشرح مفصّل عن العملية الإرهابية التي نفذها عبد الرحمن مبسوط. وتوجه بوصعب الى الضباط  بالقول «معظم الذين كانوا يقاتلون في سوريا هم من الإرهابيين المحتملين والخطر موجود ولبنان يتكل عليكم ولا نريد لمعنوياتكم أن تتأثر بما يجري في السياسة ولا تتأثروا بأي كلام عن الموازنة فهذه أمور تُحلّ بالسياسة».

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، تستعد لجنة المال والموازنة لعقد ٩ جلسات الأسبوع المقبل، اولاها قبل ظهر اليوم الإثنين وعلى جدول اعمالها بندان، الاستماع إلى جواب وزير المالية حول فذلكة مشروع قانون الموازنة العامة والموازنات الملحقة، ودرس مواد الموازنة. وفي وقت تتهيّأ أكثر من كتلة سياسية لمناقشة الموازنة بندا بندا ومحاولة ادخال تعديلات اليها لأن شكلها الحالي ليس على قدر طموحاتها.

وسط هذه الاجواء، عايد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رجال قوى الأمن الداخلي، في الذكرى الـ158 لانشاء هذه القوىو شدد على ان تضحيتهما الى جانب  الجيش، تشكل حافزا للاصرار على ان لا تهاون مع الارهاب بكافة اشكاله ولا تساهل مع اي جهة يمكن ان تجد تبريرات لأولئك الذين اعتدوا بالفعل ام بالقول على سيادة الدولة ومؤسساتها الامنية، او استهدفوا الابرياء والاستقرار في البلاد..

على صعيد آخر، أفيد ان السجين اللبناني في إيران نزار زكا سيصل اليوم الإثنين الى بيروت برفقة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي سيصطحبه في طائرة خاصّة. وفور وصولهما، سيتوجّهان الى القصر الجمهوري، حيث سيستقبلهما رئيس الجمهوريّة، ليتمّ بعدها اللقاء الأول بين زكا والإعلام اللبناني.