IMLebanon

الشرق: التهدئة تحط في دار الفتوى لتعود الى بعبدا

 

 

استعادت الحركة السياسية امس زخما غير مسبوق في أوّل أيام النشاط الرسمي بعد عطلة الفطر، واستمرت عملية تنقية الاجواء المحلية من رواسب خلافات الاسبوع الماضي، والتي يُفترض ان تُتوّج بزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري قصر بعبدا.

 

فعشية لقاء من المتوقّع ان يجمع في الساعات المقبلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري في بعبدا، لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية وتبديد غبار اشتباكات التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، بما يتيح عقد جلسة «هادئة» لمجلس الوزراء الخميس على الارجح، حرص رئيس الجمهورية على توجيه رسائل ايجابية الى دار الفتوى التي رفعت السقف في الايام الماضية ضد المس بصلاحيات الرئاسة الثالثة. فأوفد وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي الى «الدار». ومن هناك، أكد بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ان رئيس الجمهورية «حريص على الصلاحيات لا سيما رئاسة الحكومة»، وقال «الأقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات حاليا».

 

ومن المتوقع ان يزور وفد من التيار الوطني الحر دار الفتوى غدا، علما ان رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل يغادر الى لندن في الساعات المقبلة.

 

في غضون ذلك، وتضامنا مع طرابلس بعد التفجير الذي هزها والهجوم السياسي الذي شنّه البعض عليها في أعقابه، اجتمعت كتلة المستقبل استثنائيا في المدينة بعد الظهر مؤكدة «دعمها الكامل للقوى الامنية والجيش للقضاء على الارهاب ورفضها التوظيف السياسي لأحداث طرابلس» وذكّرت ان «العفو العام جزء من البيان الوزاري الذي على أساسه حصلت الحكومة على الثقة وهو للذين ظلموا في أحكام جائرة».

 

وسط هذه الاجواء، خرقت التطورات على خط ملف اللبناني الموقوف في ايران نزار زكا المشهدَ الداخلي. ففي وقت وصل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى طهران امس حيث يواصل لقاءاته تمهيدا لاعادته الى بيروت اعتبارا من اليوم، برز موقف ايراني نقلته وكالة انباء «فارس»، عن مصدر ايراني مطلع، قال فيه «سيتم في غضون ساعات الافراج عن الجاسوس الاميركي -اللبناني نزار زكا وتسليمه الى حزب الله». أضاف «ان تسليم هذا الجاسوس الاميركي – اللبناني يأتي فقط بناء على طلب ووساطة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ولم تجر في هذا السياق أي مفاوضات في أي مستوى مع اي شخص او حكومة وان هذا الامر تحقق فقط بناء على احترام ومكانة السيد نصرالله لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية». ويأتي هذا الكلام في وقت كان تردد داخليا ان اطلاق زكا يأتي استجابة لمطالب وجهود الرئيس عون.

 

على صعيد آخر، بحثت لجنة المال والموازنة في ساحة النجمة مشروع موازنة 2019 في حضور وزير المال علي حسن خليل. واكد رئيسها النائب ابراهيم كنعان على الاثر «اننا مع اقرار الموازنة في موعدها الدستوري لأن التأخير فيها وتجاوز السنة المالية يسمح للحكومة بانفاق ما صرفته وتنتفي مع ذلك الحاجة اليها». ولفت الى ان «وزير المال اعلن احالة قطع الحساب الى ديوان المحاسبة ولكن مشروع القانون لم تتم احالته حتى اليوم الى المجلس النيابي كما يفترض الدستور والقانون»، مضيفا «لا نفهم اسباب عدم احالة قطوعات الحسابات كمشاريع قوانين من الحكومة الى المجلس النيابي حتى الساعة». ولفت الى ان «لا يجوز الاستمرار بسياسة التوظيف المعتمدة وسيكون هناك اصلاح من قبل لجنة المال لوقف الاستثناءات في تخطي القوانين».

 

من جهة أخرى، اعرب الرئيس عون خلال استقباله وفدا من «مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان»عن امله في ان يأخذ التفهم الاميركي للموقف اللبناني المطالب بعودة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سوريا، طابعا عمليا يساهم في تحقيقه، مشيرا الى ان وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو كان متفهما للواقع اللبناني ولمطالب لبنان في هذا الاتجاه، «وقد اكد على ذلك في شهادته امام الكونغرس الاميركي إثر عودته من لبنان». وفي شأن آخر  يعود  مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد الى لبنان اليوم في اطار وساطته لفض اشكال ترسيم الحدود الجنوبية برا وبحرا بين بيروت وتل ابيب وقد تأخر وصوله بسبب تأخّر الجواب الاسرائيلي على الطروحات اللبنانية.

 

1 Banner El Shark 728×90

 

جريصاتي من دار الفتوى: عون حريص

 

على صلاحيات رئاسة الحكومة

 

زار وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي امس دار الفتوى أكد بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ان رئيس الجمهورية «حريص على الصلاحيات لا سيما رئاسة الحكومة»، وقال «الأقوياء في مكوناتهم هم على رأس السلطات حاليا».

 

وأعلن «اننا توافقنا مع سماحة المفتي على تفسير «حكم الأقوياء» الذي هو مقتبس من وثيقة الوفاق الوطني على أساس التمثيل الشعبي الصحيح وصدقيته».

 

وأشار جريصاتي الى انه نقل للمفتي تحيات الرئيس عون، «وقد بادلني سماحته بالإحترام للرئيس عون».

 

وقال «أصررنا على ضرورة عدم نسب الكلام إلى غير قائله وتأسيس مواقف تصعيدية عليه».

 

وتابع «تفاجأنا واستغربنا السقف الذي بلغته الخطابات السياسية الأخيرة، والرئيس عون يعتبر أن الخطاب السياسي مباح ولكن سقف الخطاب تحدده القوانين المرعية».

 

وردا على سؤال قال: «ملتزمون باتفاق الطائف نصا وروحا كيف لا، وقد اقسم فخامة رئيس البلاد قسما باحترام الدستور وقوانين الأمة اللبنانية، وهو على قسمه، والكلام ليس بحاجة للتأكيد».