IMLebanon

الشرق: التسوية ثابتة ولا تعيينات الثلاثاء

فيما بقي التوتر الاقليمي غداة استهداف ناقلتي النفط في بحر عمان، متصدرا واجهة الحدث العالمي لليوم الثاني على التوالي، رافعا منسوب الغليان بين واشنطن وطهران، بدا ان الوساطة الاميركية لترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل تطورت في شكل دراماتيكي.

وانتقل الواقع المحيط بالمسعى الذي يقوده مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد من حال الايجابيات المفعمة الى المراوحة فالتأزم والارجح العودة إلى الوراء. اما ملفات الداخل الساخنة التي تنتظر التئام الحكومة الحريرية لتشريحها على طاولة نقاشاتها وفي مقدمها التعيينات الادارية، فتبدو بدورها مرجأة في انتظار جلاء الاجواء الملبّدة والمحتقنة التي خيمت على المسرح السياسي في الايام الاخيرة خشية انفجارها في مواجهات وزارية مباشرة.

فبحسب المعطيات المتوافرة، لا تعيينات في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد مبدئيا الثلاثاء المقبل، وعلى جدول أعمالها ما يزيد على مئة بند على رغم ان اوساط حليفي التسوية، تيار المستقبل والتيار الوطني الحر تؤكد طي صفحة الخلاف وصمود التسوية في وجه العواصف. في هذا المجال قالت اوساط التيار الحر  ان العلاقات بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل جيدة جدا خلافا لما يحاول البعض تصويره لرغبات دفينة لا سيما اولئك المتضررين من التفاهم العوني- المستقبلي ومن التسوية الرئاسية عموما بعضهم من القريبين من الرئيس الحريري والآخر من خارج تيار المستقبل.

وفي السياق، اوضح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان الانطباع السائد لدى معظم الفرقاء السياسيين في البلد، يؤشر الى ان الوزير جبران باسيل يتحكم باللعبة السياسية وليس من يردعه، حتى ان النقاش في الجلسة الرئاسية في بعبدا امس سيستكمل  وفق المعلومات بين الحريري وباسيل.  واعتبر من جهة اخرى، ان اقتراح كتلة التنمية والتحرير الانتخابي ولد ميتا لمجرد انه يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة، وهو امر مرفوض من القوى السياسية كافة، واوضح لـ»المركزية» انها تكاد تكون المرة الاولى التي لا تنعكس اجواء الودّ الموجودة بيننا وبين الرئيس بري في قانونه الانتخابي المقترح.

أما الوساطة الحدودية لتسوية النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل، فيستكملها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الادنى دايفيد ساترفيلد في تل ابيب. وليس بعيدا، بحث رئيس الحكومة سعد الحريري مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش في المستجدات وعمل الأمم المتحدة. كما اتفق وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب  وكوبيش على وضع تصور مشترك لمساعدة لبنان في ضبـط حدوده ومنع التهريب غير الشرعي، خلال لقائهما اليوم في اليرزة.

على صعيد آخر، وفي وقت تعاود لجنة المال والموازنة اجتماعاتها الاثنين لدرس مشروع موازنة 2019، جدّد البنك الدولي تمسّكه بما تعهّد به من تمويل لعدد من القطاعات في لبنان في إطار مؤتمر «سيدر»، وذلك في خلال اللقاء الدوري بين المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه ووزير المال علي حسن خليل ، حيث جرى عرض شامل للمشاريع التي يجري تمويلها بالتعاون مع البنك الدولي وتلك التي يتم التعاون في شأنها مع البنك المذكور لا سيما تلك المتعلقة بالصحة والتربية والكهرباء مع التشديد على إعادة هيكلة مؤسسة كهرباء لبنان وإنشاء الهيئة الناظمة لهذا القطاع.

وأثنى كومار على ما تضمّنته موازنة العام 2019 من إصلاحات تعتبر مشجعة للمجتمع الدولي وتدخل في إطار ما هو مطلوب في المرحلة الراهنة، متمنياً أن ينتهي المجلس النيابي من مناقشتها وإقرارها في أسرع وقت ممكن.

في غضون ذلك، تفاعل ملف الاضراب في الجامعة اللبنانية اليوم. فغداة اجتماع المالية الذي خصص لحلحلته، بدا ان الاساتذة لم يرضوا بما تم الاتفاق عليه. وقد استدعى موقفهم ردا من وزير التربية اكرم شهيب قال فيه ان الاجتماع «كان إيجابياً جداً واتّسمت النقاشات بالانفتاح والموضوعية حيث تم التوافق على عدد كبير من المطالب التي يرفعها أساتذة الجامعة المضربون».