IMLebanon

الشرق: السعودية تؤكد الدعم وروسيا تدعو لبنان الى أستانة

 

 

ملأت جولات الوفدين السعودي والروسي على القيادات المحلية، الساحة الداخلية امس، وقد دلّت، الى مدى اهتمام المجتمعين العربي والدولي بلبنان واستقراره، من جهة، والى موقع بيروت الوسطي الجاذب لقوى متناقضة استراتيجيا وسياسيا، من جهة ثانية، والذي يجدر بالدولة والقيّمين عليها صونه، للافادة من مكاسبه سياسيا وماليا وحتى «ديموغرافيا» (ملف النزوح). أما خسارتها اياه، عبر انزلاقها الى محور من المحاور، فسيُفقدها النّعم التي يمكن ان تتدفّق اليها في حال التزمت النأي بالنفس وأحسَنَت في اقرار موازنة مرضية للدول الكبرى.

 

في زيارة لافتة شكلا ومضمونا، تؤشر – خصوصا مع وجود قائد الجيش العماد جوزيف عون في الرياض- الى انطلاق مسار عودة العلاقات اللبنانية – السعودية الى سابق عهدها، جال وفد من مجلس الشورى السعودي برئاسة صالح بن منيع الخليوي امس، على القيادات اللبنانية. وشدد على العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وعلى اهمية استمرارها والدعم الذي تقدمه المملكة للبنان واستقراره ومن جانبه، اشاد رئيس الجمهورية بالعلاقات الاخوية التي تربط لبنان والسعودية، منوهاً خصوصاً بالمبادرات التي قام بها خادم الحرمين تجاه لبنان واللبنانيين.

 

الوفد السعودي عقد في مجلس النواب اجتماعا مع لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية – السعودية، حيث كان اتفاق على اعتبار هذا الاجتماع بداية لاجتماعات مقبلة في ضوء آلية التعاون والتنسيق وما سيقوم به الطرفان من تحديد عملي لجوانب التعاون، بما يضمن توسيعها. واشادا بالموقفين الرسميين للمملكة ولبنان، من التطورات العربية لاسيما في مواجهة الاخطار المحيطة بها، وضرورة مجابهة المخططات الارهابية التي تستهدفها.

 

في الموازاة، واصل الوفد الرئاسي الروسي امس جولته على المسؤولين اللبنانيين. فاستهل لقاءاته من قصر بعبدا حيث استقبله الرئيس عون. وفي المناسبة، وجّه المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف الدعوة الى لبنان للمشاركة في مسار استانا للتفاوض حول الوضع في سوريا، لافتا الى ان بلاده تعتبر مشاركة لبنان والعراق ضرورية عند البحث في الازمة السورية.

 

 

بدوره، أبلغ رئيس الجمهورية الموفد الرئاسي الروسي،  ان المشاركة في مؤتمر استانا لا تلغي حق لبنان في البحث مع الدولة السورية في تنظيم عودة النازحين الى بلادهم «ونرى في الدعم الروسي لتحقيق هذه العودة عاملا مهما في انتظار توصل المشاركين في استانا الى حلول نهائية للازمة السورية».

 

واذ افيد ان الوفد الروسي اطّلع على نتائج الوساطة الاميركية لترسيم الحدود الجنوبية، وفي انتظار عودة الموفد الاميركي ديفيد ساترفيلد الى لبنان، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء التأكيد على موقف لبنان الموحد والثابت بعدم التنازل عن كوب واحد او انش من الأراضي اللبنانية، والتمسك بالسيادة اللبنانية كاملاً بحراً وبراً.

 

وليس بعيدا وبالتزامن مع الحركة الخارجية على الساحة المحلية، واصل رئيس الحكومة سعد الحريري امس ما بدأه أول أمس في مجلس الوزراء من «حملة» للإسراع في «الحسم» ماليا وموازنتيا، رأفة بالوضع الاقتصادي، ولتوجيه اشارات ايجابية الى الدول المانحة. وللغاية شارك اليوم في جزء من جلسة لجنة المال والموازنة في ساحة النجمة بصورة مفاجئة. ومن هناك قال ان «ليست هناك مماطلة، بل نقاش ايجابي يحصل في مجلس النواب والمهم الحفاظ على نسبة العجز الموجود في الموازنة، وهي 7,59 % وبصراحة لدينا وضع اقتصادي صعب والتعاون بين مجلسي النواب والوزراء يجب ان يكون قائما، ونقلت لهم حريصي على انه يجب ان نكمل بالنسبة كما هي ويجب علينا ان نقوم بالاصلاحات وهذه كل رسالتي».

 

وفي شأن غير بعيد من الموازنة، عاد حراك العسكريين المتقاعدين الى الشارع امس رفضا للمساس بحقوقهم، فاعتصموا امام مبنى «الوردات» وأقفلوا مداخله، ملوّحين بتصعيد اضافي غدا. وفي السياق، اشاروا الى أن «السلطة اليوم تستعدم هذه الطبقة وتلقي بفشلها على غيرها»، مشيرين الى ان «وجودنا هنا رسالة تحذير للحكومة الفاشلة التي تروج لموازنة الذل والعار ونقول لها ان كافة الاهداف مباحة بما فيها المطار وندعوها لتعجيل سياساتها فالجيش خط أحمر».