IMLebanon

الشرق: موفدون بين القصر والسراي لكسح الألغام

عكست حركة الاتصالات واللقاءات المتسارعة الوتيرة في الساعات الاخيرة وجود «قرار كبير» «بتشغيل» كل المحركات لتوفير المظلة الدافعة لاعادة العمل الى عروق حكومة «الى العمل» ووضع حد لتداعيات حادثة قبرشمون.

وعلى وقع تحذيرات خارجية من دفع لبنان الى «الانتحار» اذا لم يتدارك المسؤولون خطورة ما آلت اليه الاوضاع، فيسارعوا الى فرملة الممارسات السياسية «الهوجاء» المهددة بانفجار شامل، شهدت بعض المقار الرسمية حركة اجتماعات محورها لملمة ذيول ما جرى، ابرزها في قصر بعبدا والسراي الحكومي.

وفي وقت أعلن أكثر من وزير في تكتل «لبنان القوي» انهم سيشاركون في اي جلسة يدعو اليها رئيس الحكومة سعد الحريري، أوفد الاخير مستشاره غطاس خوري الى قصر بعبدا حيث ابلغ الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة شفوية. كما زار بعبدا في اطار الوساطة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابرهيم.

في المقابل، أفيد ان احتمال التئام المجلس هذا الاسبوع بات مستبعدا، بعد ان تم تحديد جدول مواعيد الرئيس الحريري الخميس.

وفي انتظار معرفة ما اذا كان لقاء عون – خوري سيحقق اي خرق في هذا المشهد، بقيت المواقف من مسألة احالة حوادث قبرشمون الى المجلس العدلي على حالها. وفي السياق، غرد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر «تويتر» كاتباً: «ان الحزب «الاشتراكي» ليس من رواد الفضاء كالبعض الذي يريد تعويم نفسه بأي ثمن. لذلك يضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار هو منفتح على جميع المسارات ومطمئن ومرتاح لكنه يطالب بالحد الادنى من احترام العقول والكف عن المزايدات الهزيلة».

في المقابل،  غرّد رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان على حسابه عبر «تويتر» قائلاً: «حادث فردي في المصيطبة أدى لمقتل الشهيدين الزيادين، حوّله جنبلاط إلى المجلس العدلي! حادث فردي أيضاً إبن ساعته في بلدة بتدعي البقاعية وأدى لمقتل شهيدين، رجل وزوجته، وحوّلوه إلى المجلس العدلي! شهداؤنا سقطوا في قبرشمون في فتنة وحادث مخطّط، لماذا لا مجلس عدليًا؟!  لن نقبل بأقلّ من ذلك».

ووسط هذا المشهد الملبد، سجل تنسيق لافت بين الحريري والقوات. فقد اجتمع رئيس الحكومة في السراي مع نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني ووزير العمل كميل ابو سليمان والنائب جورج عدوان في حضور وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن. وكان تقارب في المواقف والرؤى بين الطرفين، حيث قال عدوان: تناولنا الاوضاع المالية الاقتصادية والنقدية التي نعيشها ودقتها كما دقة المرحلة التي نمر بها، وضرورة ان يكون هناك كالعادة تنسيق دقيق حول كل هذه الاوضاع، لاننا لسنا في وضع طبيعي، فالأمر يتطلب معالجات ومقاربات وخطوات يجب القيام بها..

وليس بعيداً، اعتبر وزير الاتصالات محمد شقير أنّ قرار رفع جلسة الحكومة الأسبوع الماضي كان حكيمًا، ونشهد اليوم حركة سياسية لحصر الأزمة». وأكّد أن «الوضع الاقتصادي لم يعد يُحتمل وحساس جدًا وهو في تراجع منذ العام 2011»، مشدّدًا على أنّ «الحكومة قادرة على إنقاذ البلد وقد بدأت بذلك مع إقرار خطة الكهرباء». وقال «المشكلة أنّ الجميع في مجلس الوزراء يعرف خطورة الوضع الاقتصادي، ولكن لا أدري ما الذي يحصل معهم خارج الجلسة»، متمنياً «عدم تدخل سوريا لحل المشاكل اللبنانية الداخلية»، ومشدّدًا على أنّ «تفاهم الرؤساء ضمانة لاستقرار البلد».

في غضون ذلك، لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى أن تطور وازدهار الحركة السياحية في لبنان في الاشهر الستة الاولى من هذا العام، هو نتيجة الاستقرار الامني الذي تشهده البلاد، «ما يزيد حرصنا على الحفاظ على هذا الاستقرار وخلق مناخات هادئة ومشجعة لوفود السياح، وتنشيط العجلة الاقتصادية». ونوّه بالجهود التي يبذلها وزير السياحة اواديس كيدنيان بالتعاون مع القطاعات المعنية، والتي تعكسها الارقام الجيدة للحركة السياحية في الأشهر الأخيرة. وكان عون اطلع قبل الظهر من الوزير كيدنيان خلال استقباله في قصر بعبدا، على تقارير عن الحركة السياحية في الاشهر الستة الاولى من العام 2019، بالمقارنة مع الارقام التي تحققت خلال الاعوام الماضية. كما تطرق البحث الى الاوضاع العامة في البلاد واجراءات وزارة السياحة للاهتمام بالمصطافين والسياح.

على خط آخر، وفيما تنتهي اليوم مهلة الشهر، التي منحها وزير العمل كميل أبو سليمان لأرباب العمل لتسوية أوضاع العمال الأجانب غير الشرعيين، على ان تبدأ الوزارة بتنفيذ خطتها لملاحقة المؤسسات المخالفة ومكافحة العمالة الأجنبيّة غير الشرعيّة على الأراضي اللبنانية، اليوم ، زار امس المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، المدير العام للأمن العام في مكتبه وتم البحث في الأوضاع العامة لاسيما منها شؤون النازحين السوريين في لبنان.

غطاس خوري نقل إلى عون رسالة شفهية من الحريري

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس في قصر بعبدا المستشار السياسي لرئيس الحكومة الوزير السابق الدكتور غطاس خوري، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات الأخيرة.

وبعد اللقاء اكتفى الوزير السابق خوري بالقول أنه «نقل إلى الرئيس عون رسالة شفهية من الرئيس الحريري تناولت المستجدات الأخيرة، لاسيما تداعيات الاحداث التي وقعت في منطقة قبرشمون قبل اسبوعين». واوضح أن «المشاورات مستمرة للوصول إلى نتائج إيجابية».