IMLebanon

الشرق: الحريري يحل أزمة المحروقات 

التقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري امس في السراي الحكومي وفدا مشتركا من نقابات المحطات والصهاريج والموزعين ومستوردي النفط في لبنان، عرض معه الازمة التي شهدها أخيرا قطاع النفط عموما.

بعد الاجتماع قال نقيب اصحاب المحطات سامي البراكس: «تشرفنا بلقاء الرئيس الحريري واعتذرنا منه على تسرعنا في الاضراب يوم امس (الأول) لاننا لم نبلغ بآلية الحل إلا عند الساعة السابعة مساء، لكننا في النهاية قلب واحد وسنعمل لما فيه مصلحة المواطنين. وقد اتفقنا بحسب مذكرة موقعة من وزيرة الطاقة والمديرة العامة على ان نتسلم من الشركات بالعملة الوطنية، على أن تحول المبلغ الى الدولار عبر مصرف لبنان».

ثم تحدث نقيب اصحاب موزعي المحروقات فادي ابو شقرا، وقال: «كلنا كنقابات يد واحدة ونشكر الرئيس الحريري الذي يعمل منذ أيام على هذا الموضوع، وقد تمنينا عليه السرعة في التنفيذ».

من جهته تحدث رئيس نقابة الصهاريج ابراهيم السرعيني، فقال: «ناقشنا مع الرئيس الحريري آلية تقضي بفتح الاعتمادات بالدولار الاميركي، على ان تستوفي الشركات من المحطات وشركات التوزيع اموالها بالليرة اللبنانية. نحن في اطار مناقشة هذه الآلية على ان تصدر يوم الثلاثاء وتطبق في اليوم التالي».

كذلك تحدث نقيب اصحاب الشركات المستوردة للنفط جورج فياض فقال: «اننا نتحدث باسم جميع الشركات المستوردة للنفط، سواء كانت منتسبة الى النقابة او لا، لان هذا الموضوع يهم جميع مستوردي المواد النفطية، من مازوت وغاز وغيرها، وكل من لديه اشكالية حول مسألة الدولار والليرة اللبنانية. اجتمعنا مع الرئيس الحريري الذي ابلغنا ان دراسة الموضوع قاربت نهايتها واصبح هناك تصور لآلية واضحة بالنسبة الى تنفيذ عملية تأمين الدولار لفتح اعتمادات، اي دولار مقابل الليرة اللبنانية، وطمأن أصحاب المحطات الى انهم من خلال هذا الحل سيدفعون بالليرة اللبنانية مقابل فواتيرهم حسب سعر الصرف الرسمي، او الذي سيصار الى تطبيقه في الآلية».

أضاف: «هذا الحديث مطمئن جدا من الناحية العامة، خصوصا أن العمل يحصل على مستوى حاكمية مصرف لبنان لإيجاد الحل. لكننا لم نطلع بعد على تفاصيل هذه الآلية، ولكي نطمئن ونطمئن الجميع، نتمنى ان يعقد اجتماع بين الاطراف الملزمة بهذه الالية، اي حاكمية مصرف لبنان والمصارف وجمعية المصارف وتجمع الشركات المستوردة، لنتمكن من تنفيذ هذه الآلية وما يجب على كل منا القيام به. وتمنينا على الرئيس الحريري هذا الامر، وهو يقوم باتصالات لتسهيل عقد هذا الاجتماع بأسرع وقت، ونحن جاهزون لذلك في أي وقت، لأننا نريد تنفيذ الآلية فورا وألا تعترضها مشاكل في التنفيذ».

سئل: هل تحدثتم مع المصارف؟

اجاب: «كيف يمكن أن نتحدث معها اذا لم تتسلم الآلية بعد؟ لكننا تواصلنا معها ونحاول ان نضغط عليها لتتفهم الالية وتستعلم عنها وتستوضح منا اي تساؤلات لديها، علينا ان نتحدث جميعا مع بعضنا لتنفيذ الالية التي تضم اطرافا ثلاثة هي نحن والمصرف المركزي والمصارف، ويجب عقد اجتماع مشترك لهذه الغاية».

وكانت نقابة أصحاب محطات المحروقات قد أعلنت في بيان اصدرته اثر اجتماع تشاوري عقدته قبل ظهر امس، تعليق الاضراب على ان تعاود الاجتماع صباح اليوم لتحديد موقفها النهائي من الاجراءات والقرارات التي ستتخذ.

وأكدت النقابة، ان الإضراب ليس هدفا بحد ذاته، لا بل هو وسيلة للفت النظر الى حجم المعاناة التي نعيشها منذ فترة وحافزا للسعي الى انهائها باسرع وقت ممكن. كما أكدت انها لم تسع يوما الى ازعاج المواطنين وشل الحركة الإقتصادية في البلاد بقدر ما يهمها الحفاظ على ما ننعم به من امن وإستقرار ضمانا لمصالحنا.

وقالت ان المناسبة تدعونا الى التأكيد على الثقة العالية التي لدينا بالرئيس الحريري وبقدرته على تحمل المسؤوليات الجسام ولا نعتقد ان ما نعاني منه ليس على لائحة هذه الأولويات.

من جانبه، اعتبر رئيس اتحاد نقابات العاملين في قطاع الغاز والتنقيب في لبنان مارون الخولي، في تصريح، «أن ما حصل بالامس من اطلاق تهديد من قبل بعض اصحاب محطات الوقود بالاضراب المفتوح والذي انعكس اضطرابا في السوق وخوفا لدى المواطنين من فقدان مادة البنزين أمر مرفوض ومستهجن، خصوصا ان هذا التهديد خرج عن قرار الائتلاف في قطاع البترول المكون من تجمع الشركات المستوردة للنفط ونقابات الصهاريج والمحطات والغاز واتحادنا، هذا الائتلاف كان قد فاوض رئيس الحكومة سعد الحريري وكان قد أعطى المهل المطلوبة لايجاد الحل، وبالتالي ما حصل بالامس من قبل بعض اصحاب المحطات غير مقبول ويجب محاسبتهم على التفرد بقرارهم المزعزع للاستقرار الاجتماعي».

ميدانيا،  لم تلتزم معظم محطات الوقود في عدد من المناطق بالاضراب الذي أعلن عنه مساء الخميس.

ففي منطقة كسروان، فتحت العديد من المحطات ابوابها، وتابعت عملها بشكل طبيعي ولبّت زبائنها.

أما في خلدة وبيروت فكان هناك شبه التزام من اصحاب المحطات.

وبالنسبة لصيدا، فغالبية محطات الوقود لم تلتزم بالاضراب والحركة اعتيادية فيها.

وفي البقاع، الحركة عادية على محطات المحروقات بعدما شهدت طوال الليل وحتى ساعات الفجر ازدحاما.

وفي عكار، مارست المحطات عملها بشكل اعتيادي والحركة شبه طبيعية فيها، حيث لا ازدحام على خراطيم مادتي البنزين والمازوت، وبدت الحركة شبه اعتيادية وزحمة السيارات في مركز المحافظة حلبا، على حالها.

يذكر، أن تهافت المواطنين ليل الخميس على المحطات لتزويد سياراتهم بالوقود خوفا من الاضراب المفتوح، أدى الى تشكل طوابير طويلة في المناطق كافة.