IMLebanon

الحوار يتعثر ولا يسقط

كتب عبد الامير بيضون:

في غياب أية مؤشرات دالة على إمكانية اقتراب لبنان من حل أزماته المتراكمة والمتلاحقة ابتداءً من الشغور في سدة رئاسة الجمهورية الذي دخل يومه الثامن والثمانين بعد الثلاثماية، الى الشلل الذي أصاب المجلس النيابي، فمخاطر تعطيل عمل الحكومة، التي تبقى تحظى بقدر من المتابعات والاتصالات لحلحلة العقدة، الناجمة عن ربط وزراء «التيار العوني» الجلسة بالتعيينات الأمنية والعسكرية… فإن الأنظار اتجهت بعد مساء أمس الى عين التينة حيث عقدت جلسة الحوار الثالثة عشرة بين «المستقبل» و«حزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري. وكانت هذه الجلسة اختباراً حقيقياً لتمسك الافرقاء المعنيين بـ«الحوار معبراً وحيداً للخروج من نفق الأزمات…». وعلى جدول الأعمال بنود تتصل بالتطورات الأخيرة ومنها مواقف نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، وتمسكه بالجنرال عون مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية… و«إلا الفراغ الى ما شاء الله».

وقد اتصفت جلسة أمس، بصراحة متناهية، حيث أبدى كل فريق وبإيجابية رأيه في المعطيات الاقليمية والداخلية…

جلسة الحكومة على حبال الاتصالات

هكذا فقد بقيت مسألة دعوة مجلس الوزراء للانعقاد مجدداً وتحضير جدول الأعمال، عالقة على حبال الاتصالات التي تجري على أكثر من مستوى، ولم تحسم نهائياً بعد، على رغم الاشارات الدالة على «فرج قريب» مع تأكيد المتابعين على ثلاث مسائل جوهرية:

– الأولى: ان أحداً لا يستطيع ان يتحمل مسؤولية تعطيل عمل الحكومة.

– الثانية: ان أحداً من المشاركين في الحكومة ليس في وارد المقاطعة.

– الثالثة: حق رئيس الحكومة في الدعوة الى جلسة، حتى ولو اعترض البعض…

وفي هذا، وإذ أكد وزير الاعلام رمزي جريج «ان الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية.» فقد لفت أنه سيلتقي رئيس الحكومة، آملاً «عدم التأخر في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد…». وقال: «إنه على رغم فسحة الوقت التي اتخذت لاجراء المزيد من الاتصالات فإن الحكومة، أيا كان موقف الفريق المعطل هي شرعية، واذا انسحبوا او استقالوا تبقى قائمة…».

وتوقع وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس «الوصول الى تسوية ما في المستقبل، لأن هذه المرحلة هي مرحلة التسويات…» مشدداً على ان رئيس الحكومة «يمتلك الحق في الدعوة الى جلسة حكومية حتى لو اعترض البعض…» والى ان «أحداً لا يستطيع ان يتحمل مسؤولية شلل الدولة والمجتمع…» محذراً من ان «دفع الرواتب في أيلول المقبل، سيصبح متعذراً في حال عدم نقل أموال من الاحتياطي العام… لافتاً الى ان «التيار الحر» لا يقاطع، وقد أعلن هذا الأمر أكثر من مرة… مبيناً أن «لرئيس الحكومة الأولوية في تعيين البنود وبالتالي 23 وزيراً لا يملكون فرض تغيير على رئيس الحكومة…».

أسلحة أميركية للبنان

أما وزير الدفاع سمير مقبل فلفت ان الاتصالات والاجتماعات على المستوى الحكومي من جهة وباتجاه الرئيس بري من جهة ثانية قائمة «من أجل تدوير الزوايا الحادة في الملفات المطروحة سياسياً وأمنياً…» كاشفاً «ان أعتدة عسكرية أميركية بقيمة نصف مليار دولار تقريباً تتضمن صواريخ «لايزر» وعدد من طائرات «أ 290» سيبدأ شحنها الى لبنان نهاية العام المقبل، بعدما يكون الكونغرس الاميركي أعطى الموافقة وهي متوقعة في خلال الشهرين المقبلين…

كتلة بري ترفض التعطيل

وفي السياق، قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي، ممثلاً الرئيس نبيه بري في احتفال «كشافة الرسالة الاسلامية»، «ان تعطيل مؤسسات الدولة يستدعي الفراغ والفتنة الى ديارنا والى بلدنا…». مشدداً على أننا «نرفض تعطيل الحكومة ومجلس النواب وتأخير انتخابات رئاسة الجمهورية او عدم العمل على هذا الاستحقاق…» مؤكداً على «لغة الرئيس بري بالدعوة الى حل الخلاف بالحوار… الذي يجب ان يكون عنواناً لتلاقي كل اللبنانيين لنحفظ هذا الوطن ونخرج من هذه الأزمة ونصون ما أنجز حتى الآن على مساحة بلدنا…».

بدوره عضو الكتلة النائب الدكتور ايوب حميد سأل «ما المصلحة الوطنية من بقاء لبنان دون رئيس للجمهورية، ومن شل عمل المجلس النيابي وما الجدوى من الجدل القائم في الحكومة وأين مصلحة الناس والوطن.» ولفت الى ان «الزيارات لن تنفعنا ولا الرحلات الى الخارج اذا لم نجسد حقيقة الموقف اللبناني الذي يظهر للعالم اننا كيانا متماسكاً متضامناً متكاملاً.» مؤكداً «ان لبنان قدرنا جميعاً وعلينا ان نحميه ونعمل من أجله ونفتديه بكل غال ونفيس…».

جنبلاط: لتحرير لقمة عيش المواطن

أما رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، و«في خضم تسارع الأحداث السياسية محلياً واقليمياً، وفي ظل أجواء التعطيل التي وصلت الى مجلس الوزراء، بعد اقفال كل المنافذ للانتخابات الرئاسية واجهاض كل محاولات تشريع الضرورة…» فقد لفت في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الالكترونية، الى «ان الدين العام ينمو بشكل مطرد وقد وصل الى مستويات غير مسبوقة من الخطورة… وان قطاع الكهرباء لايزال يكبد الخزينة خسائر مالية باهظة وقد بلغ العجز التراكمي لهذه المؤسسة نحو 21.3 مليار دولار…» لافتاً الى أنه «آن الاوان للاهتمام بالملفات الاقتصادية والاجتماعية التي لا تميز بين 8 و14 آذار، بل هي تطاول جميع اللبنانيين دون استثناء…» ليخلص الى القول رافضاً «تحويل لقمة عيش المواطن رهينة لاهواء بعض السياسيين او مصالحهم الخاصة…»؟!

إلى ذلك، تلقى جنبلاط اتصالاً من الرئيس ميشال سليمان مستنكراً حادثة ادلب ومعزياً ومتضامناً…

من جهة ثمن السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري «موقف جنبلاط الذي يتسم بالعقلانية والحكمة» مشيداً «بروح المسؤولية العالية التي يتصرف بوحيها ازاء الأحداث المفصلية».

نواب زحلة: لماذا لم ينتشر الجيش؟

من جهتها، عرضت كتلة نواب زحلة في اجتماعها الدوري التطورات العسكرية والأمنية التي تجري عند الحدود الشرقية وفي جرود بلدة عرسال، وسألت الحكومة في بيان أصدرته بعد الاجتماع: «لماذا لم ينتشر الجيش اللبناني حتى اليوم داخل البلدة على رغم قرارها الوزاري منذ اسبوعين… ولماذا لم تستجب لاغلاق معابر دخول وخروج المسلحين بين البلدين…» متسائلة عما اذا كان «هناك قوى سياسية في هذه الحكومة يناسبها تشريع الحدود لنقل مقاتليها الى الداخل السوري، وبعدها تفتح معارك توتر الوضع الداخلي في البقاع وتنفخ بطبول الفتنة المذهبية وتجمد الحياة الاقتصادية والاجتماعية وتمنن اللبنانيين بعد ذلك بجولاتها البطولية… فيما المطلوب ان يأخذ الجيش القرار ويغلق المعابر وينتشر على كل الحدود…

من جانبه رأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا ممثلاً رئيس «القوات» سمير جعجع في العشاء السنوي لـ«القوات» في بشعله البترون، «ان ليس هناك من شراكة وطنية تقام إلا بانتخاب رئيس مسيحي… وان العلاج يبدأ بايجاد رأس وانتخاب رئيس واسترداد الفرصة بأن يكون لنا رئيس صنع في لبنان…».

الراعي: فراغ يتسبب بالتفكك

وعلى ما جرت العادة، فلا يوفر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي مناسبة إلا ويجدد فيها دعوته الى انتخاب رئيس الجمهورية….

وفي افتتاح أعمال السينودس في الصرح البطريركي في بكركي، قال الراعي: «ها نحن نواصل صلاتنا من أجل انتخاب رئيس للجمهورية والاستقرار والمصالحة الشاملة في لبنان… فلا أحد يقبل بهذا الفراغ طيلة سنة وان يبدأ سنته الثانية مع ما يتسبب به من تفكك في المؤسسات الدستورية والعامة، وخراب وفقر وفوضى…».

المخيمات الفلسطينية تحضير لتحركات

في اطار مختلف فقد كان وضع المخيمات الفلسطينية وما يمكن ان يتركه تراجع تقديمات «الأونروا» من تداعيات سلبية، حاضراً أمس في اجتماع في السراي الحكومي بين رئيس «لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني» (الوزير السابق) حسن منيمنة، مع قادة الفصائل الفلسطينية في حضور السفير الفلسطيني أشرف دبور… وقد خلص بيان صدر عن المجتمعين الى تأكيد «الاتفاق على تنسيق الخطوات بين اللجنة والفصائل الفلسطينية والتوجه الى المجتمع الدولي عموماً والدول المانحة خصوصاً من خلال توجيه الرسائل الى الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام للأونروا…».

و«تتجه الفصائل نحو تنظيم تحركات سلمية في المخيمات مطالبة باستمرار تأمين التمويل اللازم للوكالة»، مع تشديد المجتمعين على «ضرورة تنسيق التحركات الديبلوماسية بين لبنان وفلسطين…».

جلسة الحوار الـ13 في عين التينة: تشديد على عمل المؤسسات

أشار البيان الصادر عن جلسة حوار «تيار المستقبل» و»حزب الله» بعد انتهاء جلسة الحوار الثالثة عشرة في عين التينة أمس الى ان «المجتمعين عرضوا للتطورات والأوضاع في البلاد، وجرى التأكيد على ضرورة استمرار الحوار ومتابعة الخطط الأمنية، وإيجاد المناخات الملائمة لعمل المؤسسات الدستورية».