IMLebanon

السعودية تريد تعهدات قبل زيارة سلام والوفد الوزاري

 

كتبت تيريز القسيس صعب:

بعد دخول وانخراط «حزب الله» في الحرب السورية، بات من الصعب جداً الاستمرار في الحديث عن تحييد  لبنان من قبل الحكومة السلامية في الوقت الذي كان اركان في هذه الحكومة منضوين في حرب خارج مبدأ التحييد.

ومن المعلوم ان المملكة العربية السعودية، والملك الراحل عبد الله بالذات، كانت اكثر الدول موافقة وتأييداً لمبدأ تحييد لبنان. وقد ارسلت اشارات عديدة وواضحة في هذا الاتجاه بما في ذلك عدم تشجيع اللبنانيين على الانخراط في الحرب في سوريا وابقاء بلادهم في منأى عن هذه الحرب.

حرب سياسية

وما يحصل اليوم بين المملكة وايران هو «حرب ديبلوماسية وسياسية» بامتياز خصوصاً وان التصعيد الكلامي لم يتم استيعابه بعد او تخطيه الى حينه، بدليل ان المعلومات الديبلوماسية العربية تؤكد لـ»الشرق» ان الرئيس تمام سلام لم يتصل بعد بالسفير السعودي في لبنان علي العسيري لترتيب برنامج زيارة الوفد الوزاري برئاسة رئيس الحكومة الى المملكة ولقاءاته كبار المسؤولين.

وفي هذا الاطار، فهم ان المملكة بعثت برسائل واضحة الى لبنان تفيد بأن اي زيارة منوي القيام بها الى السعودية يجب ان تحظى بتعهدات لبنانية واضحة من قبل الحكومة حول مسألة «حزب الله».

ومن ابرز هذه التعهدات: «اقناع  حزب الله بعدم التهجم بهذا الشكل السافر على المملكة وقادتها، الالتزام بخطاب سياسي اكثر اعتدالاً وتفهماً، عدم التورط في اي حملة مبدئية او عملية مناهضة للسعودية ودول الخليج تمهيداً للانسحاب من سوريا بموازاة الجهود التي تبذل على الصعيد الديبلوماسي لايجاد حل سياسي للازمة السورية، عدم ارسال «شبكات ارهابية» الى دول الخليج بشكل عام لزعزعة امنها واستقرارها».

اقناع حزب الله

والسؤال المطروح الآن، هل العمل يجري على اقناع «حزب الله» بالانسحاب من سوريا او على الاقل عدم التعرض للسعودية من اجل ضمان التفاهم والاستقرار في لبنان؟ او جرّ المكون اللبناني الآخر الموالي للحزب وتحديداً «التيار الوطني الحر» للانخراط بدوره في موقف اكثر التصاقاً بالدول والمجموعات المناهضة للنظام السوري؟

فمن الواضح ان المعادلة الحالية لا تسمح لأي طرف بأن يحدد موقفاً مؤيداً لطرف وان كان عربياً لصالح طرف آخر وان كان غير عربي فهو لا يمكن ان يحصل على اجماع الحكومة المعروفة بأنها تجمع الاضداد ما قد يؤدي الى سقوطها.

وعلى الرغم من ان الاجواء ليست ايجابية ومشجعة، فان المصادر العربية توقعت من الحكومة السلامية بياناً اكثر حدّة واكثر التزاماً بالتضامن العربي، لا بيانات تتضمن مواقف توافقية ومبدئية عامة ليست كافية، لا تشفي غليل المملكة ولا تعيد المياه الى مجاريها بين لبنان والسعودية رغم المواقف التي صدرت خلال الساعات الماضية من الحكومة السعودية او السفير العسيري في لبنان.

فالاجراءات التصعيدية مستمرة، وربما قد تواجهها اجراءات اكثر تصعيداً تطاول المرافق الاقتصادية والتجارية والاجتماعية…

فالحرب اليوم حرب سياسية بامتياز والصراع صراع ديبلوماسي بامتياز بسلاح تصعيدي على ارض تستوعب النزاعات الا وهي الارض اللبنانية.

الاستحقاق الرئاسي

هذا الامر المتصاعد والمحتدم قد يؤثر بطبيعة الحال على كل الاتصالات والمشاورات الجارية حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وقبل ان تنجلي المواضيع كافة يصعب في الوقت الراهن ايصال اي مرشح رئاسي مؤيد لـ»حزب الله» او مرشح مؤيد لـ»المستقبل».

كما بدا متعذراً لغاية الساعة التفاهم على مرشح ثالث غير المرشح هنري الحلو.

من هنا، فان الامور ستبقى تدور في حلقة مفرغة لغاية انقشاع الموقف اي التفاهم السعودي – الايراني على التهدئة وقبولهما لاحد المرشحين او التوافق على اسم آخر، او ابقاء الوضع على ما هو عليه الى حين تطور الاوضاع الاقليمية والدولية بشكل حاسم او قريب من الحسم (…).