IMLebanon

ترامب حاكم العالم الجديد… واوروبا تستسلم

ترامب حاكم العالم الجديد… واوروبا تستسلم

انخفاض بورصة نيويورك ومعظم البورصات العالمية بعد فوزه

دونالد ترامب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة ومعسكر كلينتون يصاب بالصدمة

الجمهوريون يحافظون على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ

هو زلزال سياسي أميركي بكل ما للكلمة من معنى. دونالد ترامب، الرئيس الـ45 للولايات المتحدة. وهيلاري كلينتون، تنهي مشوارها السياسي، بحلمٍ لم يتحقق مرتين، لتبقى الرئيسة «المعلقة» التي لم تحصل عليها الولايات المتحدة يوماً. اما إرث باراك اوباما، فذهب في مهب العاصفة التي اجتاحت اميركا أمس الاول. وحافظ الجمهوريون، على عكس المتوقع، بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.

ورغم استطلاعات الرأي التي رجحت فوز كلينتون، وحملة التهويل من انتخابات مزورة، وخطابٍ مثير للقلق وغامض لمستقبل أميركا، تمكن «الشعبوي» دونالد ترامب، من الوصول إلى البيت الأبيض، مخترقاً جدار المنظومة السياسية، بسلاح أحلام قاعدة شعبية افتتنت بخطابه الداعي إلى التغيير.

مكامن الخلل، ومدى عمقه، ستكون تحت مجهر تحليل معمق سيدوم طويلاً، وكذلك الشريحة الشعبية التي رجحت فوز رجل الأعمال القادم إلى البيت الأبيض من أوساط المال وتلفزيون الواقع. اما اليوم، فتبقى الحصة الكبرى للصدمة التي أحدثها جنون ملياردير نيويوركي لم يحظ كثيراً بدعمِ حزبه، وتبرأت منه القاعدة السياسية والعسكرية والإعلامية الأميركية. ربما هناك ما يقال في الانتخابات الأميركية الحالية، ان ديموقراطيتها بقيت على حالها. لكن الشعب الأميركي تغير..وكثيراً.

وبدأ فوز ترامب، يلوح في الافق، مع حصوله على أصوات الولايات المتأرجحة، من فلوريدا، واوهايو، ومن ثم كارولينا الشمالية، بعد فوزه المبكر في كنتاكي وانديانا، ومن ثم كارولينا الجنوبية.

وحصد الملياردير الشعبوي دونالد ترامب عدداً من الولايات الاساسية في وقت مبكر، ما عزز آمال الجمهوريين بالعودة إلى البيت الابيض.

وفي المحصلة، فاز ترامب في إيداهو وكارولينا الشمالية ويوتا واوهايو وتكساس وفلوريدا واوكلاهوما ولويزيانا ونيوهامشير والاباما وميسيسيبي وجورجيا وكنساس واركنساس وتينيسي وكارولينا الجنوبية ونبراسكا وميزوري وفيرجينيا الغربية وويومينغ وجورجيا وانديانا وايوا وكنتاكي ومونتانا وداكوتا الجنوبية وبنسيلفانيا.

أما كلينتون ففازت في كولورادو وكونيتيكت وديلاوير وهاواي وإيلينوي وميريلاند وماساتشوستس ونيفادا ونيوجيرزي ونيويورك ونيومكسيكو واوريغون ورود ايلاند وفيرمونت وفرجينيا وواشنطن العاصمة وواشنطن الولاية ومقاطعة كولومبيا.

سوق المال تهتز

وأحدث اقتراب فوز ترامب، هزة في سوق المال المحلية والعالمية، إذ انخفضت الاسواق الاميركية اكثر من خمسة في المئة، فيما سجلت اسواق المال العالمية تراجعا حادا مع اقترابه من جمع الاصوات اللازمة للفوز بالبيت الابيض، اذ خسرت بورصة طوكيو اكثر من 5%، في حين انهار سعر العملة المكسيكية الى مستوى تاريخي امام الدولار الذي تهاوى بدوره امام الين واليورو.

اما العملة المكسيكية فتدهورت الى مستوى تاريخي غير مسبوق امام الدولار ليبلغ سعر الدولار الواحد اكثر من 20 بيزو.

بدوره تهاوى الدولار امام الين واليورو اذ خسرت العملة الخضراء 3,8 في المئة من قيمتها امام العملة اليابانية (101,47 ينا للدولار) بينما تراجعت امام اليورو بنسبة اثنين في المئة.

وكان المستثمرون يعولون على فوز كلينتون التي يرون فيها ضمانة للاستقرار مقابل المخاطر الكبيرة التي يمكن ان تترتب على فوز منافسها الجمهوري الشعبوي دونالد ترامب.

وقرابة الساعة 22،30 بتوقيت نيويورك، تراجعت العقود الآجلة على مؤشر داو جونز حوالى 757 نقطة قبل ان تتقلص الخسائر بعض الشيء.

اما مؤشر ستاندرد اند بورز 500 فكانت خسائره اكبر وبلغت 4,5 في المئة (96,75 نقطة).

وارتفع الذهب أكثر من خمسة في المئة الى 1،337 دولارا للأونصة مع تزايد احتمالات فوز دونالد ترامب.

وتراجعت أسعار النفط بشكل حاد في آسيا نتيجة لرد فعل المستثمرين ازاء النتائج الأولى للانتخابات الرئاسية الاميركية التي اشارت الى احتمال فوز ترامب على منافسته.

مجلس الشيوخ ومجلس النواب

ولم تقتصر الانتخابات الأميركية على اختيار خلفٍ للرئيس باراك أوباما، بل شملت أيضاً تجديد الكونغرس واختيار حكام للولايات وعشرات آلاف المسؤولين المحليين.

ووفق النتائج، حافظ نواب الحزب الجمهوري، على الأغلبية في مقاعد مجلس النواب، البالغ عددها 435 مقعداً، في الانتخابات التي أجريت بالتوازي مع انتخابات الرئاسة الأميركية، وتقدموا في انتخابات التجديد في مجلس الشيوخ، بحسب ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

وحصل الجمهوريون على 48 مقعداً في مجلس الشيوخ، فيما حصل الديموقراطيون على 47.

بالنسبة إلى عدد النواب، فأحرز الجمهوريون أيضاً تقدماً على الديموقراطيين، حيث فاز 223 نائبا جمهوريا مقابل 160 ديموقراطيا.

أما من حيث عدد حكام الولايات، ففاز الجمهوريون بفارق كبير، 32 حاكما، مقابل 14 حاكما للديموقراطيين.

اوباما يهنئه ويدعوه الى البيت الابيض

ترامب في خطاب النصر: سأكون رئيسا لكل الأميركيين

وسأتعامل بعدالة مع الجميع حتى الدول الاخرى

اجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس المنتخب دونالد ترامب لتهنئته بالفوز الذي حققه في الانتخابات الرئاسية التي جرت امس الثلاثاء ولدعوته الى البيت الابيض يوم الخميس للتشاور معه.

كما اتصل الرئيس اوباما بالمرشحة الديموقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون وعبر لها عن «اعجابه الكبير بالحملة الانتخابية القوية التي قامت بها في كل انحاء البلاد»، حسبما جاء في تصريح اصدره الاربعاء جوش ارنست السكرتير الصحافي في البيت الابيض.

وقال ارنست إن الرئيس اوباما سيناقش مع ترامب «الخطوات التي ينبغي اتخاذها كبلد للتوحد بعد موسم الانتخابات الصعب هذا».

كما سيناقش الرجلان مرحلة انتقال السلطة، وقال ارنست «إن ضمان انتقال سلس للسلطة من الاولويات المهمة لدى الرئيس، واللقاء مع الرئيس المنتخب يعتبر الخطوة المقبلة في هذا السبيل».

وكان ترامب قال في وقت سابق إنه سيقود البلاد إلى مشروع ضخم من التنمية والتحديث وإنه سيعمل على إصلاح المدن الاميركية وبنيتها التحتية وتحديث الطرق ووسائل المواصلات. وأوضح ترامب في «خطاب النصر» بعدما أوضحت النتائج الاولية فوزه بالانتخابات الرئاسية على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون أنه سيبدأ العمل بشكل عاجل لمصلحة الشعب الاميركي. لكن ترامب لم يتطرق في خطابه إلى عدة ملفات مثيرة للجدل سببت له انتقادات خلال فترة حملته الانتخابية وعلى رأسها ملف الجدار الذي تعهد ببناءه جنوب البلاد لمنع تدفق المهاجرين غير القانونيين.

وأصبح ترامب الرئيس المنتخب الـ45 للولايات المتحدة الاميركية بعد فوزه الكبير وغير المتوقع على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

وفي وقت سابق اعترفت كلينتون بهزيمتها في الانتخابات في خطاب ألقته أمام أنصارها. وبالرغم من استطلاعات الرأي المتعددة التي توقعت فوز كلينتون، تمكن ترامب من الفوز بعدد من الولايات المتأرجحة التي حسمت النتيجة لصالحه. وتمكن ترامب من الفوز بفضل الاصوات التي حصل عليها من المجمعات الانتخابية في ولايات فلوريدا واوهايو وكارولاينا الشمالية.

واثر الاعلان عن فوز ترامب، انهارت اسعار الاسهم في الاسواق العالمية، ومن المتوقع ان يفتح مؤشر داو على انخفاض يبلغ 800 نقطة.

وخاطب ترامب انصاره في نيويورك قائلا «تلقيت توا مكالمة هاتفية من الوزيرة كلينتون، وقد هنأتنا على انتصارنا».

ومضى للقول «آن الاوان لنتكاتف كشعب واحد». وتعهد ترامب بأنه سيعالج جراح الامة وسيكون رئيسا لكل الاميركيين. وقال «أخاطب هؤلاء الذين لم يدعموني أنا الآن أمد إليكم يدي لتتعاونوا معي كي نعمل سويا على توحيد أمتنا العظيمة». وعن منافسته قال ترامب «لقد عملت هيلاري كلينتون لفترة طويلة لخدمة هذه الامة وعملت بكل صدق وأمانة لذا نشعر بالامتنان لها ولخدماتها». وتعهد ترامب أيضا ان يتعامل بعدالة مع الجميع حتى الدول الاخرى وقال «سنتعاون مع البلاد الأخرى التي ترغب في التعاون معنا وسنحظى بعلاقات دولية رائعة».