IMLebanon

اصداء عالمية لعملية الجيش في عرسال

لا تزال شغّالة عجلة المشاورات لوضع التركيبة المنتظرة، ربما لابقاء المناخات الايجابية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية سائدة، الا ان المؤشرات التي تجمعت في سماء «التأليف» في الساعات القليلة الماضية، تدل الى أن حالة جمود شبه تام أصابت دورانها، فخفتت بقوة حركة الاتصالات بين المقرات المعنية بالولادة الحكومية.

حسابات الربح والخسارة

ويعزو البعض الركود إلى وجود «لولَبيّ» التأليف الوزير جبران باسيل ونادر الحريري خارج البلاد، ويجزمان بأن الديناميكية «الحكومية» لا بد أن تنتعش مجددا بعودتهما، تخشى مصادر سياسية مراقبة عبر «المركزية» أن يكون فريق داخلي يضمر رغبة بعرقلة مهمة الرئيس سعد الحريري لاعتبارات متعلقة بحسابات الربح والخسارة على الصعيد الاقليمي، فيستخدم التمسكَ بحقائب معينة تارة ورفضَ اسناد أخرى الى أطراف معينين تارة أخرى وحقوقَ الحلفاء طورا، واجهةً يخفي خلفها هدفه الاساس المتمثل برمي العصي في دواليب الرئيس المكلف وربما العهد الجديد.

اصداء عالمية للعملية النوعية

وفي انتظار انطلاق محركات التأليف مجددا، بقيت العملية العسكرية الناجحة التي نفّذها الجيش اللبناني في وادي الارانب في جرود عرسال وتمكّن خلالها من توقيف أمير تنظيم «داعش» في المنطقة أحمد أمون و11 ارهابيا، تتفاعل ايجابا ووصلت أصداؤها الى عواصم القرار التي توالت على الاتصال بقيادة المؤسسة العسكرية منوّهة بالانجاز النوعي. وفي وقت أكدت مواكبةُ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مجريات العملية العسكرية أمس دعمه المطلق للحرب التي يخوضها الجيش ضد الارهاب، وهو ما جاء أصلا في متن خطاب قسمه، وفق ما تقول مصادر مراقبة، فان الاخيرة تشير الى ان مساندة الجيش في المهام الجسام الملقاة على عاتقه لتحصين الاستقرار، تتطلب استكمال اعلاء بنيان الهيكل الدستوري. فانتخاب رئيس للجمهورية وحده لا يكفي بل وجب الاسراع في تأليف الحكومة ووضع قطار العمل المؤسساتي على السكة الصحيحة، بما يحمي ظهر الجيش في المواجهة، وهذه هي النصيحة التي أسداها أكثر من ديبلوماسي عربي وغربي الى المسؤولين اللبنانيين.

المراوحة الحكومية

وبالعودة الى الملف الحكومي، دخلت حركة المشاورات والإتصالات في شأن التشكيلة الموعودة مرحلة استراحة. وتلفت مصادر مطلعة على اتصالات التأليف عبر «المركزية» الى ان العقبات الموجودة «مكانك راوح» ولم يطرأ أي جديد كفيل بتذليلها، خصوصا عقدة تمثيل «تيار المردة»، حيث يعمل الحريري على اقناع بنشعي بحقيبة من خارج «الاشغال والطاقة والاتصالات»، وهو ما لم تحسم بعد موقفها في شأنه، علما انها تنسق في هذا الموضوع، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يؤكد انه لن يشارك في أي حكومة لا تضمن تمثيلا عادلا للمردة. وتتوقع المصادر ان تستعيد الإتصالات زخمها الأسبوع الطالع مع عودة الوزير باسيل من مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي تعقده وزارة الخارجية والمغتربين في ساو باولو – البرازيل في 27 و28 تشرين الثاني الجاري، وعودة نادر الحريري من الخارج أيضا.

الحريري: الجامعات لا الميليشيات

وفي حين كانت الرادارات السياسية ترصد مواقف الرئيس الحريري في افتتاح اعمال المؤتمر العام لتيار «المستقبل» في «بيال»، لتلمّس اتجاه الرياح الحكومية في الأيام المقبلة، خلا خطاب زعيم «المستقبل» من أي إشارة الى عملية التأليف، وأتى ليكرّس مرة جديدة ثوابت «الحزب الازرق» السياسية، فأكد الحريري «أننا تيار الحريات، في مواجهة كل مستبدّ، وتيار السيادة في مواجهة كل وصاية واحتلال. نحن تيار لبنان أولاً، تيار الشرعية، تيار الدولة القوية التي لا تتقدّم على سلطتها أيّ سلطة، ولا يشاركها في سلاحها أيّ سلاح، ولا تعلو على مرجعيّتها أيّ مرجعيّة. انها شرعية الجمهورية اللبنانية واتفاق الطائف. نحن تيار العيش المشترك بين اللبنانيين وصيغة المناصفة ونحن تيار الاعتدال، تيار الجامعات لا الميليشيات وقد أصبحنا رقما صعبا يصعب كسره». الحريري أشار الى «أننا اردنا من المؤتمر أن يواكب المبادرة السياسية، التي أطلقناها، وأنهت الفراغ في رئاسة الجمهورية، بانتخاب فخامة الرئيس ميشال عون، ونقلت لبنان من المراوحة في دوائر الخطر واليأس والتعطيل، الى دائرة إنقاذ الشرعية من الانهيار»، مؤكدا «أننا نجحنا في تجنيب لبنان الانزلاق نحو المخاطر المحيطة، وقرّرنا أن نقوم بتسوية سياسية، لم يكن لها من هدف سوى العبور بلبنان من حقول الألغام الإقليمية والمحلية الى منطقة آمنة تحت مظلّة الوفاق الوطني. هذا النجاح هو اليوم في الرصيد الوطني لتيار المستقبل».

هجوم سوري على عون

وتقول مصادر سياسية متابعة ان مفاعيل التسوية الرئاسية ولّدت «نقزة» في صف 8 آذار، ذلك ان أداء الرئيس عون ومواقفه منذ انتخابه لم يأتيا مطابقين لتوقعات الفريق المذكور، فرسم بعض من يدورون في فلكه علامات استفهام حول حقيقة انتصار محور الممانعة من خلال انتخابه رئيسا». وليس بعيدا، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «أننا حققنا انتصارا في المواجهة السياسية التي نخوضها تمثلت بإجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا ما يزعج البعض صراحة، لدرجة أن أحد نواب حزب البعث وجه تهديدا مباشرا للرئيس ميشال عون، فمن يحاول بناء دولة فعلية في لبنان سيواجهونه، ولكن هذا يجب أن يدفعنا كلبنانيين الى التمسك أكثر فأكثر ببعضنا البعض لنحقق ما نصبو إليه ويجب ان نستمر في نضالنا للحفاظ على هذا الوطن». أين السفارة؟: وكانت المصادر نفسها أبدت استغرابها لعدم إصدار السفارة السورية في لبنان أي نفي أو توضيح لموقف العضو السابق في مجلس الشعب السوري أحمد شلاش الذي هاجم الرئيس عون.