IMLebanon

عون قاطع مأدبة ترامب ويرد عليه اليوم من نيويورك

 

التوطين بين النصوص الأممية والحق اللبناني في الرفض

كتبت تيريز القسيس صعب:

من الطبيعي ان يثير كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس الاول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ردود فعل واعتراضات، لاسيما وأن المسؤولين اللبنانيين عبّروا عن استيائهم وامتعاضهم لما أطلقه ترامب حول توطين اللاجئين.

وأشارت مصادر ديبلوماسية غربية متابعة في نيويورك وفي اتصال مع »الشرق« الى ان موقف المسؤولين في لبنان هو اعتراض مبدئي لا بد منه، الا أنه من الضروري التمحص في مجمل هذا الموضوع لتحسين طرق مواجهته، لأن الاعتراض غير كاف.

فوفق المصادر، يتبين من المراجعة، ان مبدأ توطين اللاجئين بصورة عادلة بين الدول مع تكريس مبدأ عودتهم الطوعية والآلية الى بلادهم، هو موقف يمكن العثور عليه في المحافل الدولية.

فالقرار ١٤١ الصادر عن الجمعية العامة في العام ١٩٤٧ والخاص باللاجئين الفلسطينيين يكرس حق العودة، الا أنه يسمع للاجئين عدم العودة والحصول على تعويض، اذ ان الفقرة ١١ من هذا القرار تنص على »ان للاجئين الفلسطينيين حق العودة او البقاء مقابل تعويض.. وان اشتراط ان تكون عودة اللاجئين طوعية وآمنة، وان ذلك يندرج في اطار المنحى الدولي المبدئي.

وقالت المصادر: لذلك فإن على لبنان التمسك بالطبع بحق العودة بصفته مبدأ حق جوهري، وأن يستمر برفض التوطين، الا أن عليه أيضاً ان يأخذ في عين الاعتبار صعوبة تحقيق هذين الحقّين، لأن هناك غير اجتهاد في القانون الدولي، يتحدث عن حق اللاجئين للبقاء حيث هم مقابل تعويض، وعدم الموافقة في مطلق الاحوال على اعادتهم الا بشكل طوعي.

من هنا، ذكرت المصادر في نيويورك ان لبنان وفي عهد الرئيس السابق اميل لحود، لم يقبل باقرار المبادرة العربية للسلام الا في حال ادخال بند خاص عليها يتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين، وينص عدم قبول التوطين في الدول التي لا يسمح دستورها وأوضاعها بذلك. الا ان بعض الدول أشارت الى رغبتها في التوطين، وفي هذه الحال، لا يجب ان يزعج ذلك دولاً أخرى ترفض التوطين مثالعلى ذلك (ما الذي قد يزعج دولة لديها لاجئين من ان توافق دولة أخرى أجنبية مثل كندا على مبدأ توطينهم على أرضها).

وفي الخلاصة، رأت المراجع الديبلوماسية أنه من المفيد ان يستمر لبنان في:

١- التشديد على حق العودة.

٢- رفض التوطين في المطلق وان لم يكن ذلك ممكناً، رفض التوطين على أراضيه وفقاً لأحكام المبادرة العربية للسلام التي وافقت عليها الجامعة العربية، والمجتمع الدولي، وباتت وثيقة رسمية في وثائق الامم المتحدة.

٣- التمسك في حقه بالسير في رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين وأي لاجىء آخر على أرضه، من منطلق الدستور والاجماع الوطني، ومبدأ السيادة الوطنية.

لكن، هل يكفي اعتراض المسؤولين اللبنانيين على ما أعلنه ترامب، وكأن شيئاً لم يكن؟ فتجيب المصادر ان على الدولة اللبنانية أن تحاول وتشرح وجهة نظرها للادارة الاميركية من هذه المنطلقات بالذات، وان تسعى لابعاد خطر التوطين عن أراضيها بالذات، خصوصاً في حال لم تتمكن من الغاء المبدأ الذي يسمح للاجئين بالبقاء حيث هم ان شاؤوا.

الا ان ذلك لن يؤثر على العلاقات مع الولايات المتحدة ولن يوقف الدعم الاميركي للمؤسسات الدستورية في لبنان حفاظاً على الأمن فيه وفي المنطقة.

عون: المساعدات للجيش مهمة لقيامه بمهامه

وعازم على اكمال مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد

واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقاءاته في نيويورك على هامش ترؤسه وفد لبنان الى الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الثانية والسبعين. وفي هذا الاطار، التقى مساء الثلاثاء بتوقيت نيويورك (فجر الاربعاء بتوقيت بيروت) في جناحه في مقر اقامته، وفد «تاسك فورس فور ليبانون» برئاسة ادوارد غبريال، وحضور اعضاء الوفد اللبناني والقائمة بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزار. وتم خلال اللقاء التركيز على العلاقات اللبنانية – الاميركية ودور الوفد في تعزيزها وتفعيلها في مختلف المجالات، كما اشاد اعضاء بالوفد بالانجاز العسكري الذي قام به الجيش اللبناني ونجاح عملية «فجر الجرود» ووقعها الايجابي على العاملين في المجال السياسي في الولايات المتحدة.

ورحب الرئيس عون بالوفد، مؤكدا «التواصل معه من اجل تعزيز العلاقات اللبنانية – الاميركية»، شاكرا «الجهود التي يبذلها «تاسك فورس فور ليبانون» من اجل ايصال الرأي اللبناني الى الادارة الاميركية والحديث مع المسؤولين الاميركيين الرسميين والسياسيين لما فيه مصلحة لبنان».

ولفت الى ان «الجيش قادر على الوقوف في وجه الارهاب والارهابيين وان المساعدات التي تصله تعتبر اساسية ليتمكن من القيام بمهامه كاملة امام عدو صعب ومتمرس نجح في زرع الخوف والقتل في كل انحاء العالم».

وطمأن أعضاء الوفد الذين سألوه عن الوضع في لبنان، إلى أن «الامور تسير على السكة الصحيحة، وانه عازم على اكمال مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد»، مشيرا الى انه «لا يمكن القضاء على الفساد خلال تسعة اشهر فقط، الا انه يمكن اعادة لبنان الى سابق عهده، وان امورا كثيرة قد تحققت بالفعل ولا يمكن الاستهانة بها، ولو انها تبقى قليلة نسبة الى العمل الكبير الذي يجب القيام به».

ونبه من جهة ثانية، إلى «الخطر الاسرائيلي الذي لايزال جاثما وتربص اسرائيل بلبنان، واستمرارها في انتهاك سيادته من خلال الخروقات اليومية لاجوائه وللقرارات الدولية»، لافتا الى ان «المجتمع الدولي لم يتمكن من الزامها التقيد بالقرارات المتخذة، ولا حتى بالحلول الدولية المطروحة لارساء السلام في المنطقة.

الجالية اللبنانية

وأقام رئيس بعثة لبنان الدائمة في الامم المتحدة السفير نواف سلام، حفل استقبال للجالية اللبنانية في نيويورك، شارك فيه لبنانيون واميركيون من اصل لبناني من مختلف الولايات الاميركية للترحيب بالرئيس عون والوفد المرافق، في حضور اعضاء الوفد: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، مستشار رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية الوزير السابق الياس بو صعب، كما حضر الإحتفال السفير سلام وعقيلته السفيرة سحر بعاصيري، السفير اللبناني المعين في واشنطن غابي عيسى، القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن السفيرة كارلا جزار، وقنصل لبنان في نيويورك مجدي رمضان، والمرشحة اللبنانية لمنصب المديرة العامة التنفيذية للاونيسكو السيدة فيرا خوري لاكويه.

بعد النشيد اللبناني، ألقى السفير سلام كلمة رحب فيها بالرئيس عون في نيويورك التي تفرح باستقبال رئيس لبنان للمشاركة في اعمال الجمعية العامة بعد ثلاث سنوات من الغياب الرئاسي، وقال: «ان تواجد ابناء الجالية في نيويورك ومنهم من قدم من ولايات اخرى، انما هو للتعبير عن مدى الفرحة بحضور رئيس الجمهورية ودلالات هذا الحضور لجهة تعافي لبنان بعد الانتخابات الرئاسية».

ولفت الى «الفرحة التي تغمر المغتربين اللبنانيين برئيسهم من جهة، وبممارستهم حقهم في الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة»، آملا ان «يتم تخصيص مقاعد لهم في الدورات اللاحقة».

ثم القى الرئيس عون كلمة في المناسبة، اعرب فيها عن سروره لتواجده مع ابناء الجالية اللبنانية في نيويورك، وانهم كما المغتربين اللبنانيين في كل انحاء العالم، محط اهتمامه وان الزيارات التي يقوم بها او تلك التي يقوم بها وزير الخارجية والمغتربين، غايتها الاستماع الى اللبناني اينما وجد، وان يشعر ان الدولة ليست بعيدة عنه وهي تهتم به وتعزز ارتباطه بوطنه الام.

وشدد على ان «لبنان تمكن من تخطي الصعوبات والمشاكل والهزات التي تعرض لها والمنطقة وهي تعتبر الاعنف منذ الحرب العالمية، وذلك بفضل وعي اللبنانيين وادراكهم ان الاختلاف في السياسة مهما كان قاسيا، لا يجب ان يفسد الوحدة الوطنية وهذا ما تجسد من خلال حصر الخلاف بالسياسة فقط وعدم اتساعه ليتحول الى مواجهات امنية، والعمل معا لما فيه مصلحة لبنان وتطوره وازدهاره».

ودعا أبناء الجالية في نيويورك الى «زيارة لبنان خلال العطل السنوية وكلما سنحت لهم الفرصة، ليحتفلوا مع اهلهم واصدقائهم واحبائهم بعودة البلد الى عافيته بشكل تدريجي».

الى ذلك، استقبل الرئيس عون في مقر إقامته في نيويورك، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمين عام منظمة التعاون الاسلامي الدكتور يوسف العثيمين مع وفد من أعضاء المنظمة. ورحّب الرئيس عون بالوفد وأكد على أهمية عمل المنظمة في محاربة الارهاب والتطرّف وفي إيصال الصورة الحقيقية للإسلام بما يمثله من اعتدال وانفتاح على الآخر.

ورأى أنّ التطرّف مرض خبيث يهدّد المنطقة بمجملها ولكن العالم أجمع بدأ يعي لمدى خطورته ما يتطلب تضافر الجهود لمحاربته والقضاء عليه.

باسيل عرض في نيويورك ملف النازحيـن

وقضية المطرانين وكساب والمساعدات للجيش

عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سلسلة لقاءات مع وزراء خارجية عدد من الدول في مبنى الامم المتحدة، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة، فالتقى على التوالي وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول غاليغر حيث عرض الطرفان الوجود المسيحي في الشرق والتعددية، وكانت وجهات النظر متطابقة في ما خص هذا الموضوع، اذ ان غاليغر أيد فكرة جعل لبنان مركزا لحوار الثقافات.

واجتمع الوزير باسيل مع نظيره الايطالي انجيلينو الفانو وجرى البحث في زيارة الدولة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإيطاليا.

وسمع الوفد اللبناني من الفانو كلاما ايجابيا بشأن ترشيح فيرا خوري لاكوي لمركز المدير العام للاونيسكو والتي شاركت بالاجتماع.

وعرض وزير الخارجية الأوضاع العامة في المنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الاوروبي مع المفوضة العليا للسياسة والأمن في الاتحاد الاوروبي وزيرة الخارجية فيديريكا موغيريني التي أكدت دعم الاتحاد للبنان في أزمة النازحين.

من جهة اخرى، وجه وزير خارجية صربيا ايفيكا داشيتش للوزير باسيل دعوة لزيارة صربيا بهدف تقوية العلاقات بين البلدين.

وناقش الوزير باسيل مع وزير خارجية كازاخستان يرلان ادريسوف التطورات في سوريا ومسار مؤتمر استانة، وطالبه بالمساعدة في تقديم معلومات عن المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي والمصور سمير كساب.

كما تناول مع نظيره القبرصي يوانيس كاسوليديس التحضيرات للقمة الثلاثية بين لبنان وقبرص واليونان، وإعلان قبرص أنها ستقدم ذخائر للجيش اللبناني بقيمة 10 ملايين دولار، وهي دفعة جديدة من المساعدات.

ودعا باسيل وزير خارجية مدغشقر الى حضور مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي سيعقد في شباط 2018 في افريقيا.

وختم الوزير باسيل لقاءاته مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو حيث كانت جولة أفق ركز خلالها الجانبان على الجولة الاخيرة من المفاوضات في آستانة وتداعياتها على الوضع في سوريا.