IMLebanon

التصعيد يهز الحوار ولا يسقطه

كتب عبد الامير بيضون

مع استئناف المفاوضات حول النووي الايراني في لوزان – سويسرا، يوم أمس، بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف، فقد رسمت تطورات أواخر الاسبوع الماضي، بداية مشهد سياسي مربك ولافت، بني على المواقف التي أطلقت في الذكرى العاشرة لقوى 14 آذار والتي اتخذت موقفاً تصعيديا، وسط تساؤلات حول ما اذا كانت هذه التطورات ستترك أية تداعيات على الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»؟ على رغم الجهود التي بذلت لتطويق ما حصل وحصره ضمن دائرة ضيقة جداً.

وتتجه الأنظار الى بدء الدورة العادية لمجلس النواب، وتوقع عقد جلسة لهيئة مكتب المجلس بدعوة من الرئيس نبيه بري، استناداً الى شعار «تشريع الضرورة» في ظل الشغور الرئاسي… على رغم تحفظ بعض الكتل النيابية، خصوصاً المسيحية التي تتمسك بموقفها القاضي بعدم التشريع في ظل الفراغ، تبدي أخرى ليونة لافتة، لاسيما كتلة «التغيير والاصلاح».

آلية عمل الحكومة

ومن باب التحضير لجلسة مجلس الوزراء المقبلة، فقد التقى الرئيس تمام سلام، في السراي الحكومي أمس، وزير العمل سجعان قزي والاعلام رمزي جريج، حيث جرى «عرض للعمل الحكومي بعد استئناف مجلس الوزراء لاجتماعاته والآلية المتبعة وكيفية التوفيق بين ضرورة عمل الحكومة من دون عرقلة وبين الأخذ بالاعتبار الشغور الرئاسي وتأثيره على عمل المؤسسات الدستورية كافة» على ما قال الوزير جريج الذي أكد ان «وجهات النظر كانت متقاربة…» مشيراً الى ان الرئيس سلام «لفت نظرنا الى وجوب ان يكون عمل الحكومة منتجاً ويؤمن تسيير أعمال الناس لأن الشغور الرئاسي ليس ناتجاً من عمل الحكومة وإنما من عدم انتخاب المجلس النيابي رئيساً للجمهورية…».

لتحييد المؤسسات العسكرية عن التجاذبات

من جانبها اعتبرت وزيرة المهجرين أليس شبطيني ان «الاستحقاقات التي يواجهها لبنان تستدعي من مجلس الوزراء التعاطي معها بأقصى درجات الحكمة والدراية كي لا نقع مرة أخرى في نفق التعطيل وشل البلد».

وإذ دعت الى «تحييد مؤسساتنا العسكرية والأمنية عن التجاذبات السياسية رأت وجوب استمرار الحوارات القائمة بين الأطراف السياسية وعدم تعريضها لأي نكسة…».

هوّة كبيرة… ومشكلة كبيرة مع «حزب الله»

إلى ذلك، وفي اطار اطلاق قوى 14 آذار مرحلة جديدة من عملها في اطار «المجلس الوطني»، وما ورد في «الوثيقة» التي تلاها الرئيس فؤاد السنيورة، من انتقادات لـ«حزب الله» استدعت رداً من قيادات في الحزب خلاصتها: «إما تلتزموا الحوار وإما دعونا نذهب كل واحد منا في حال سبيله»، على ما قال النائب محمد رعد، فقد رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري ان «مواقف رموز «حزب الله» تعكس انزعاجاً من المجلس الوطني الذي يشكل إطاراً سياسياً مدنيا لبنانيا وطنياً وعابراً للاصطفافات الطائفية والمذهبية (…) وهو (أي الحزب) الذي تعود على نمط سرايا المقاومة ودعم شبيحة الاسد والحركات في المنطقة»، مؤكداً «ان هناك تناقضاً واضحاً بيننا وبينهم…».

وحول ما يمكن ان تؤثره هذه المواقف المعلنة من فريقي 14 و8 آذار على سير الحوار، بين «المستقبل» و«حزب الله» قال حوري: «ان ما أعلناه هو من الثوابت الوطنية…» موضحاً «ان ما تم اعلانه السبت الماضي، هو رفضنا ان نكون ورقة إقليمية ورفضنا لأي خيار غير خيار الدولة ولبنان أولاً. وإذا كان التمسك بلبنان أولاً وبمنطق الدولة والعيش المشترك جريمة فهذا يعني ان هناك فعلاً هوّة كبيرة ومشكلة كبيرة…

وفي الاطار عينه تمنى عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر ألاّ يكون موقف النائب محمد رعد في شأن الحوار قد تسرّع وأخطأ في موقفه…» وأشار الى ان الخروج من الحوار له أصوله ونحن لم نبلغ بأي خروج من الحوار…».

حملة تشويش متعمدة

وفي المقابل رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، ان «هناك حملة تشويش متعمدة لسياسات ايران و«حزب الله» وحلفائهما على مستوى المنطقة…» مؤكداً «رفض الاصطفافات المذهبية التي تهدد وحدة مجتمعاتنا العربية والاسلامية…» مشيراً الى ان «مشروعنا يرتكز الى بعدين هما التحريري والتوحيدي ومن يضع نفسه في المحور الآخر فهذا شأنه…».

أسس الحوار قوية

وحول ما اذا كانت هذه التطورات ستترك تداعيات سلبية على الحوار، أكدت مصادر متابعة ان «أسس الحوار أقوى من ان يزعزعها موقف من هنا او احتفال من هناك، وما جرى لن يتعدى إطار الموقف والرد، بدليل ان جولة الحوار الثامنة المرتقبة يوم غد الاربعاء مازالت قائمة.

وفي هذا، قال عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر «ان الحوار قائم» كاشفاً «ان ممثل الرئيس بري في الحوار الوزير علي حسن خليل سيقدم مداخلة، يسعى عبرها الى التوفيق بين الطرفين وحثهما على الاستمرار في الحوار وتجنب الخطابات المتشنجة…» مشدداً على «ضرورة ان يستشعر طرفا الحوار مدى خطورة «خربطته…».

بدوره دعا عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب آلان عون، في حفل عشاء لـ«التيار الحر» في اوتاوا، «المجتمع الدولي الذي بدأ يعي ويشعر بخطر «داعش» في عقر داره، ان يفي بالتزاماته لتسليح الجيش اللبناني، كماً ونوعاً لأن الخطوط الحمر لـ«داعش» ترسم بدماء ضباط وجنود الجيش اللبناني حصراً…».

ورأى  ان «خريطة الطريق المطلوبة من لبنان في المرحلة الحالية للحكومة او للعهد الرئاسي الجديد عندما يتم انجازه قائمة على ثلاثة: الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي.

أولوية قانون استعادة الجنسية

من جهتها عقدت «المؤسسة المارونية للانتشار» جمعيتها العمومية قبل ظهر أمس، في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بمشاركة وزير الخارجية جبران باسيل وحضور اساقفة الانتشار ورئيس المؤسسة الوزير السابق ميشال اده وأعضاء المؤسسة… وقد شدد اده على «الدور الذي تقوم به المؤسسة لاستعادة الجنسية». وقد تعهد الوزير باسيل اعطاء مشروع قانون استعادة الجنسية الاولوية في المفاوضات مع رئيس مجلس النواب…

وقد اجمع الحاضرون على «مطالبة كافة الاطراف بعدم تشريع أي قانون قبل ادراج قانون استعادة الجنسية على الهيئة العامة لمجلس النواب لاقراره كبند أول…».

الجيش يصد مسلحين في رأس بعلبك

أمنياً رصد الجيش اللبناني بعد ظهر أمس، تحركات في صفوف المجموعات المسلحة ومحاولات تسلل في جرود رأس بعلبك، وقام باستهدافها بالأسلحة المدفعية المناسبة.

وفي السياق سقطت قذيفة مدفعية ثقيلة، بين بلدتي حورتعلا وبريتال، مصدرها منطقة الزبداني السورية من دون تسجيل اضرار بشرية او مادية…

كما ترددت أصوات القذائف والراجمات من الداخل السوري في قرى البقاع… وفي هذا، فقد قصف الطيران السوري مواقع المسلحين في الداخل السوري عند الحدود المحاذية لجرود رأس بعلبك…