IMLebanon

عون: لن ندفع ثمن الصراعات ولسنا شركاء في الارهاب

المواجهة الاقليمية المستعرة بين العرب وايران ستنتقل في وجه آخر الى الداخل اللبناني، بعيد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت المفترضة مساء اليوم، وانتهاء الاحتفالات بذكرى الاستقلال الاربعاء التي تسبقها كلمة مهمة يوجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عشية الذكرى الى اللبنانيين يتطرق فيها الى تطورات المرحلة وتحدياتها، بعدما حدد البيان العربي شرطه لاي حكومة جديدة باشارته الى عبارة» الشريك في الحكومة اللبنانية» ما يعني عمليا رفض اي حكومة يشارك فيها حزب الله، وفعليا تعذر تشكيل حكومة ما دامت «التكنوقراط» مرفوضة، الى حين اجراء الانتخابات النيابية.
حفظ ماء وجه الجميع
وأفادت مصادر ديبلوماسية عربية في باريس انه على رغم سقوف المواقف العالية من الجانبين واستعار المواجهة الكلامية واتجاه السعودية لنقل الموقف العربي الى مجلس الامن متسلحة بحق الدفاع عن النفس، فإن الجهود الدولية المبذولة على خط حفظ امن واستقرار لبنان لاسيما من «الامّ الحنون» فرنسا، التي وظّفت كل امكاناتها وعلى اعلى المستويات لحل الازمة، لا بدّ ان تفلح في ايجاد تسوية تحفظ ماء وجه الجميع وتجنّب لبنان الانزلاقات الامنية ودفع ثمن الصراع الإقليمي. وتشير في السياق، الى ان حزب الله كما اعطى سابقا فرنسا ضمانة عدم التعرض لاسرائيل في الجنوب، يمكن ان يعيد الكرّة، وفق ظروف معينة، ويعطي ضمانة عدم التدخل خارج حدود لبنان وتقديم تنازلات من تحت الطاولة، بانسحابه من الدول العربية لا سيما البحرين والكويت واليمن، علما ان بعض المعلومات يشير الى سحب عناصر كثيرة من الحزب من اكثر من ساحة عربية وعودتهم الى لبنان، من دون ضجيج اعلامي.
لبنان ليس مسؤولاً عن صراعاتهم
وغداة اجتماع وزراء الخارجية العرب وما حمله من إدانة لـ»حزب الله المشارك في الحكومة اللبنانية»، حط الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيروت. واستهلّ جولته لبنانيا من قصر بعبدا، فكان أن أبلغه رئيس الجمهورية بوضوح أن لبنان «ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الاقليمية التي تشهدها بعض الدول العربية، وهو لم يعتدِ على أحد، ولا يجوز بالتالي أن يدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي، لا سيما أنه دعا دائماً إلى التضامن العربي ونبذ الخلافات.
وأكد رئيس الجمهورية أن «لبنان لا يمكن أن يقبل الإيحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية، وأن الموقف الذي اتخذه مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية بالأمس في القاهرة، يعبّر عن إرادة وطنية جامعة»، لافتا الى ان «لبنان واجه الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرض لها منذ العام 1978 وحتى العام 2006 واستطاع تحرير أرضه، فيما الاستهداف الاسرائيلي لا يزال مستمراً ومن حق اللبنانيين أن يقاوموه ويحبطوا مخططاته بكل الوسائل المتاحة».
الإقرار بخصوصية لبنان
أما أبو الغيط، فنقل إلى الرئيس عون المداولات التي تمت في القاهرة والمواقف التي صدرت، مؤكداً حرص الدول العربية على سيادة لبنان واستقلاله ودوره وعلى التركيبة اللبنانية الفريدة، رافضا إلحاق الضرر به. وقال ان «للبنان طبيعة خاصة وتركيبة خاصة وخصوصية معيّنة، والجميع يعترف بذلك. واذا ما كان القرار يتضمّن بعض المواقف في ما يتعلق بطرف لبناني فليس ذلك بالأمر الجديد، بل هو امر موجود منذ اكثر من سنتين ايضا»، مضيفا «حتى الاشارة الى الحكومة اللبنانية فقد اتت ضمن الاشارة الى المشاركة وليس المقصود بها لبنان ككل. هذه هي الرسالة التي رغبت بنقلها الى فخامة الرئيس، وخلاصتها ان لا احد يبغي الاضرار بلبنان ولا يمكن القبول بأن يكون لبنان مجالا لمثل هذا الوضع».
«حسن الجوار»
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فكان اكتفى بالتعليق على مقررات اجتماع القاهرة، قبيل استقباله أبو الغيط في عين التينة، بالقول: «شكرا وعذرا… الشكر لله. وعذرا أننا في لبنان قاتلنا إسرائيل».
أما بعد استقباله فقال «على رغم التوضيح من سعادة الامين العام للجامعة العربية، ذكرّته بمقدمة القرار «العتيد» اذ يؤكد على اهمية ان تكون العلاقات بين الدول العربية والجمهورية الاسلامية في ايران قائمة على مبدأ حسن الجوار… واكتفينا بهذا وتذكرنا ان المصالحة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية في ايران هي اوفر بكثير مما حصل ويحصل، كما ذكرّته بعشرات القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية على مستوى قمم او وزراء والتي تؤكد حق المقاومة في التحرير وتدعم لبنان في مقاومته ضد اسرائيل او اي اعتداء عليه. كما ان القرار بعنوان الحكومة اللبنانية غير موفق على الاطلاق، ان لم اقل انه مسيء في ظرف التموّج الحكومي الحاضر.
السفير السعودي
وسط هذه الاجواء، وفي مؤشر الى العودة السعودية القوية الى الساحة اللبنانية، وصل السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب إلى مطار بيروت قرابة الثالثة بعد الظهر، لتسلم مهامه رسميا في لبنان. واستقبله من الجانب اللبناني مدير المراسم بالتكليف في وزارة الخارجية السفير عساف ضومط فيما حضر الى ارض المطار لاستقباله عدد كبير من السفراء العرب.