IMLebanon

الحماوة في السياسة الداخلية هل تطيح الحوار؟

لم تحل عطلة الجمعة العظيمة لدى الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي ودخول البلاد مدار عيد الفصح، دون استمرار الحماوة السياسية التي تغلف المشهد الداخلي ومضي فريقي الحوار الاسلامي «حزب الله» وتيار «المستقبل» في حرب البيانات النارية المتبادلة عشية جولتهما الحوارية العاشرة المفترضة في بحر الاسبوع المقبل، والتي تشكل حاجة وضرورة في الشارع الاسلامي الملتهب بنيران البركان الاقليمي المشتعل.

وفي اعقاب بيان الرئيس سعد الحريري امس ردا على حملة امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله على المملكة العربية السعودية، واصدار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد بيان رد، وفي ما يشبه توزيع الادوار داخل الحزب والتيار، اصدر الامين العام لـ»المستقبل» احمد الحريري بيانا فند فيه ما اعتبره «مغالطات» رعد، فأوضح ان الامر الصحيح الوحيد في رده هو تأكيده وجود تباين واضح واستراتيجي ومنهجي بين «التيار» و»الحزب» لا يتوقف عند حدود الحدث اليمني بل يتعداه الى قضايا سبق للرئيس سعد الحريري ان حددها في ذكرى الرابع عشر من شباط واشار الى ان الجهد المبذول من اجل تعطيل شرارات الفتنة سيبقى امانة نلتزم بها مهما تصاعدت الحمى الايرانية في سوريا واليمن والعراق، وانتقد كلام رعد عن تفهمه لحراجة موقف وضيق صدر الرئيس سعد الحريري معتبرا ان صدور اللبنانيين ضاقت من سياسات «حزب الله» ومغامراته، سائلا اين الاخلاق والانسانية والوطنية في ان يعطي «حزب الله» نفسه حق المشاركة في اكبر مجزرة في التاريخ العربي والاسلامي في سوريا واين الاخلاق في تطوعه لدعم الانقلاب على الشرعية الدستورية في اليمن. وختم بالاشارة الى ان تيار «المستقبل» مرتاح الضمير لانه في خانة الدولة التي لن تغطي اي مشروع بالاستقواء عليها ولن نبيع التضامن العربي بالولاء لايران او لغيرها.

الحوار في 14

وعلى رغم بلوغ الحماوة السياسية ذروتها، ودحضا لكل التوقعات بامكان الاطاحة بالحوار، اصدر رئيس مجلس النواب نبيه بري، راعي الحوار الاسلامي، بيانا اكد فيه ان الحوار قائم ودائم لتحقيق كل ما هو في مصلحة لبنان وباصرار من الطرفين، مشددا على ان الجلسة المقبلة كانت وهي باقية بعد العطلة مباشرة في 14 نيسان.

جنبلاط والطائف

 وفي ما حسم الرئيس بري الجدل الحواري، برز موقف لافت لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط دعا فيه الى تعديل الطائف من دون المس بجوهره كي لا يبقى لبنان بلد الفرص الضائعة، في اشارة الى «البند الثغرة» الذي جعل من الوزير متحكما بالادارة يتسلط عليها على حساب الكفاءة.

ابتزاز وعض اصابع

 وليس بعيدا، ادرجت مصادر ديبلوماسية موجة التصعيد الايراني في الملف النووي التي عبرت عنها امس مواقف الرئيس حسن روحاني والمرشد الاعلى علي خامنئي في اطار لعبة الضغط والابتزاز بين ايران ودول الغرب من اجل تحسين الشروط والمواقع قبل توقيع الاتفاق النهائي، ومثلها حال الساحة الداخلية المتأثرة باللعبة الدولية، مشيرة الى ان ارتفاع سقف الخطابات بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» مهما بلغ فانه يبقى مضبوطا على ايقاع الحاجة الى الاستقرار الداخلي الذي تظلله مظلة خارجية دولية لا يمكن لاطراف الداخل ثقبها. ولفتت الى ان ما يجري يقع كله ضمن اطار مرحلة عض الاصابع التي تسبق الاتفاقات الكبرى.

اقتصادياً

وتعليقاً على المواقف الداخلية المسيئة إلى المملكة العربية السعودية ومدى تداعياتها الإقتصادية على لبنان، استغرب رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير عبر «المركزية»، «كيف يمكن للبعض ضرب علاقات لبنان بالمملكة العربية السعودية في حين أن صمود لبنان الإقتصادي حتى اليوم وعدم وقوعه في «المجاعة»، يعودان إلى التحويلات المالية من الخارج بما قيمته 8 مليارات دولار، منها 4 مليارات من المملكة العربية السعودية». وإذ أكد أن «المملكة لا يمكن أن تتخذ أي قرار يضرّ باقتصاد لبنان»، كشف شقير عن جولة خليجية سيقوم بها وفد من الهيئات، تبدأ في 16 أيار المقبل إلى قطر، ثم دبي وأبو ظبي، فالمملكة العربية السعودية، تهدف اولا إلى «التأكيد كقطاع خاص، أننا نريد أفضل العلاقات مع دول الخليج، وثانياً الى استطلاع الفرص لإقامة شراكات استثمارية لبنانية ? سعودية – إماراتية ? قطرية، إضافة إلى تقوية العلاقات».

تطورات طرابلس

 من جهة ثانية، وغداة العملية الامنية التي نفذتها شعبة المعلومات في طرابلس وقتل في نتيجتها المطلوب الخطير أسامة منصور فيما اوقف الشيخ خالد حبلص، شهدت المدينة هدوءا تاما وحركة طبيعية ولم تسجل اي اجراءات عسكرية استثنائية، وسط ترحيب شعبي بالانجاز الامني النوعي. وفي السياق، أكد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش لـ»المركزية» ان «العملية ستؤدي الى مزيد من الارتياح في الشارع الطرابلسي وتخفيف احتمالات اي عمل امني، كما تؤكد ان طرابلس تلفظ الارهاب والارهابيين على انواعهم». ومنذ توقيفه أمس، بوشرت التحقيقات مع حبلص في شعبة المعلومات في بيروت. وتبين انه عمد الى تغيير شكله حيث بدا حليق الذقن واكتسب وزنا ما سمح له بالتجول براحة الى حد ما. واشارت المعلومات الى ان حبلص كان يقيم في شقة في الكورة منذ أشهر، ويتنقل بحذر، وقد داهمت القوى الامنية المنزل المذكور فجرا. ولفتت مصادر المعلومات الى ان التحقيقات مع حبلص ستأخذ وقتا نظرا للدور الذي لعبه في معارك طرابلس وفي الاشتباكات التي اندلعت مع الجيش في تشرين الاول الماضي وأدت الى استشهاد عدد من الضباط.

ابراهيم في تركيا

 على صعيد آخر، توجه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى تركيا امس حيث سيتابع البحث في ملف العسكريين المحتجزين لدى «جبهة النصرة» و»داعش»، وفق ما أكد ذووهم لـ»المركزية». وفي وقت أشارت معطيات صحافية الى ان ابراهيم سيضع اللمسات الاخيرة على اتفاق لاطلاق العسكريين الموقوفين لدى «النصرة» فقط، قال الناطق باسم الاهالي حسين يوسف لـ»المركزية»، «اللواء يعمل لتحرير كل المخطوفين، الا ان معلوماتنا تقول ان «داعش» حتى الآن في حال ترقب، ويرصد نتيجة المفاوضات بين الدولة اللبنانية و»النصرة»، ليفتح بعدها مجددا قناة الاتصال مع الحكومة، ونأمل ان نرى ايجابيات في الايام المقبلة». وأكد ان الاهالي مستمرون في قرار التصعيد خلال ايام ان لم يؤكد او ينفي اي من المعنيين خبر نقل ابنائنا الى الرقة».

لقاء الجمهورية

 الى ذلك، تتجه الانظار يوم الاثنين المقبل الى دارة الرئيس ميشال سليمان في اليرزة، حيث يعقد الاجتماع الاول للحراك السياسي المزمع تشكيله تحت عنوان «لقاء الجمهورية» والهادف الى المحافظة على العقد الاجتماعي المتمثل بالطائف والدستور المنبثق منه والحؤول دون اللجوء الى الدعوات لمؤتمر تأسيسي وتوفير المخارج للاشكالات الدستورية التي ظهرت اخيرا ومتابعة خلاصات مجموعة الدعم الدولية للبنان واعادة هيكلة المؤسسات والادارة وسن القوانين الكفيلة بابعاد المحاصصة واستكمال تطبيق الدستور عبر اقرار قانون انتخابي عادل. واكدت مصادر مواكبة لـ»المركزية» الى ان نحو مئة شخصية من مختلف الطوائف والمذاهب والقطاعات والمناطق ستشارك في المنتدى السياسي الذي يرفض القيمون عليه اعتباره حزبا او تيارا سياسيا بل جمعة سياسية جامعة تصبو الى وضع حد للفرز السياسي والطائفي القائم والعمل من اجل اعلاء صوت الاعتدال وتعزيز منطق الدولة وتقدمه على سياسات الارتهان والمحاصصة في سبيل بناء دولة عصرية.