IMLebanon

4 ساعات حصارا لشرق العاصمة بسبب التدريبات وحادث سير

 

 

شهدت امس مداخل مدينة بيروت زحمة سير خانقة حيث علق السائقون في سياراتهم نتيجة اغلاق الجيش بعض الطرق من اجل اجراء تدريبات للعرض العسكري بمناسبة عيد الإستقلال الخميس المقبل،علما ان هذه التدريبات ستمتد لايام.

 

وتحولت مداخل العاصمة في الصياد والكرنتينا وطريق المطار الى مواقف للسيارات، حيث ناشد المواطنون كافة المسؤولين، وتحديداً قيادة الجيش فك أسرهم ليتمكنوا من الوصول الى مراكز اعمالهم.

 

واظهرت خرائط غوغل الزحمة التي سببها اغلاق بعض الطرق والتي امتدت لتصل الى الضبية والمتن وخلدة والفياضية.

 

واشارت المعلومات الى «ان اكثر من 400 الف سيارة عالقة في زحمة السير على الأوتوستراد الغربي الساحلي لبيروت والطرقات مقفلة في شكل كلّي».

 

ونقلت محطة «ام.تي.في» عن غرفة التحكم المروري تأكيدها «باننا نسعى لتقليل عدد السيارات عن الأوتوستراد الساحلي عبر الطرقات المحاذية للأوتوستراد او الطرقات الداخلية»، موضحةً «ان زحمة السير ناتجة عن تمارين العرض العسكري بمناسبة عيد الاستقلال وتدابير السير ستكون اليوم وايام السبت والاثنين والاربعاء».

 

والى تدريبات العرض العسكري، شكّلت بعض حوادث السير الصباحية سببا اضافيا للزحمة، لاسيما حادث انقلاب شاحنة على جسر انطلياس في الصباح.

 

ولم يجد العالقون في سياراتهم سوى موقع «تويتر» للتعبير عن غضبهم من ازمة السير فاطلقوا هاشتاغ #انطلياس للدلالة الى الزحمة الكبيرة على طريق انطلياس – جل الديب في اتّجاه بيروت.

 

وتسببت الزحمة، بإشكال وتضارب بالسكاكين،أمام مؤسسة كهرباء لبنان في محلة مار مخايل كورنيش النهر، بسبب تلاسن حصل بين مواطنين عالقين في «العجقة» على أفضلية المرور، مما ادى الى اصابة أحدهم بجروح بليغة.

 

بدورها أعربت قيادة الجيش «عن اعتذارها من المواطنين بسبب زحمة السير الناتجة عن الإجراءات المتخذة استعداداً للاحتفال المركزي بمناسبة عيد الاستقلال في جادة شفيق الوزان – وسط بيروت»، آملة «تفهّم المواطنين لهذه الإجراءات».

 

وفي هذا الاطار ايضا صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان الآتي: «إلحاقا لبيانها السابق المتعلق بإجراء احتفال مركزي لمناسبة عيد الاستقلال في جادة شفيق الوزان – وسط بيروت، تحيط قيادة الجيش المواطنين علما أنه تم تعديل تاريخ إقفال الطرقات المؤدية إلى الجادة المذكورة، بحيث أصبحت على الشكل الآتي:

 

* أيام التجربة بتاريخي السبت 17 والثلاثاء 20 بدلا من السبت 17 والإثنين 19-11-2018 ما بين الساعة 6.00 والساعة 14.00:

 

– من تمثال المغتربين محطة شارل الحلو باتجاه جادة شفيق الوزان.

 

– شارع جورج الحداد باتجاه النفق المؤدي إلى جادة شارل حلو.

 

– شارع شفيق الوزان من الجهة الجنوبية – مدخل البيال.

 

– شارع اللنبي.

 

– شارع فوش.

 

– الأوتوستراد المستحدث أمام مبنى جريدة النهار».

 

«العجقة» تحجز الآلاف… وتعطيل التأليف يحجز البلد

 

«يوم ليس كمثله يوم…» لسان حال عشرات آلاف اللبنانيين الذين احتجزوا في سياراتهم لساعات يوم امس، و»ذاقوا الامرّين» جّراء «عجقة سير» غير مسبوقة على هذا النحو، على مداخل العاصمة بيروت كافة… وقد عزاها متابعون ومسؤولون لثلاثة اسباب:

 

– اقفال طرقات جرّاء التدريبات التي تجريها القوات العسكرية استعداداً للاحتفال بذكرى الاستقلال في الثاني والعشرين من الجاري… ما ادى الى اعتذار قيادة الجيش من المواطنين…

 

– السيول الجارفة التي احدثتها الامطار الغزيرة، زائد الاعمال على بعض الطرقات…

 

– غياب المؤسسات المعنية عن القيام بأبسط الاجراءات الاحترازية، الامر الذي سبّب نقمة شعبية عارمة، وغير مسبوقة على هذا النحو، رغم اعادة فتح الطرقات بعد ظهر امس وعودة الامور الى طبيعتها… مع انحسار العاصفة التي تعرّض لها لبنان.

 

تجاوز اللبنانيون بشق الانفس ما حصل يوم امس… لكن لبنان والقوى السياسية المعنية، لا تزال تراوح عند مربع تعطيل انجاز ولادة الحكومة العتيدة، وبقيت المواقف على حالها، موزعة بين المصرين على توزير احد نواب سنّة ٨ آذار» في الحكومة، وبين رافضين…

 

هذا في وقت استأثر قرار القضاء السعودي بمحاكمة المتهمين بقتل الخاشقجي بتأييد عديدين من بينهم الرئيس المكلف سعد الحريري الذي رأى ان قرار القضاء السعودي في الاتجاه الصح.. وكذلك مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان..

 

المسار الحكومي

 

في المسار الحكومي لا تزال المراوحة سيدة المواقف وبعد اسبوع تكمل ازمة التأليف شهرها السادس.. والعنوان السائد، حيث يرى عديدون «ان تداخل المصالح الخارجية والداخلية» لا يزال سبباً رئيسياً في تعثر ولادة الحكومة العتيدة المطلوبة… رغم اعلان الرئيس المكلف سعد الحريري «ان لبنان قادر على الخروج من الجمود السياسي الذي نعيشه..» ورغم دعوات عديدين للافرقاء السياسيين بالعمل على تسهيل ولادة الحكومة.. لكن «على من تقرأ مزاميرك يا داود» وقد غاب رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل عن اي نشاط معلن يوم امس… على ما قال مصدر نيابي لـ«الشرق» امس، «مبدياً اسفه لأن الحلول مؤجلة، والحكومة الى اجل غير مسمّى، رغم الضغوطات المعيشية والاقتصادية والمالية والاجتماعية التي يعيشها البلد… وادت الى استنفار عديدين من الخارج للحضور الى لبنان وحثّ المعنيين وتحذيرهم من مخاطر الوقوع في فخ التعطيل الطويل المدى..».

 

يد واحدة لا تصفق

 

وفي السياق، فقد اعرب الرئيس المكلف سعد الحريري عن ايمانه بقدرة لبنان على الخروج من الجمود السياسي الذي يعيشه.. لافتاً في كلمة له خلال حفل عشاء اقامه على شرفه نائب رئيس غرفة تجارة بيروت غابي تامر، الى «ان البلد تمكن من الخروج من ازمات اصعب بكثير في السابق..» ودعا الجميع الى «العمل سوياً لأن يداً واحدة لا تصفق..» مشيراً الى «اننا اليوم نعيش ازمة سياسية ونأمل ان شاء الله ان تحل..» ومشدداً على اهمية دور القطاع الخاص بالنهوض بالبلد..».

 

وكان الرئيس الحريري استقبل في «بيت الوسط وزير المال علي حسن خليل وعرض معه الاوضاع العامة وشؤوناً وزارية..» كما التقى السفير الفرنسي برونو فوشيه والمدير الاقليمي للبنك الدولي ساروج كومار.. واخرين.

 

رئاسة الجمهورية

 

الى ذلك، فقد اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، امام نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط، فريد بلحاج، الذي استقبله في بعبدا امس «استمرار عملية مكافحة الفساد والعمل على تعزيز الرقابة البرلمانية وتفعيل دور اجهزة الرقابة والقضاء..».

 

من جانبه شدد بلحاج على «دعم البنك الدولي للبنان، ومنوهاً بالجهود التي يبذلها الرئيس عون لتحقيق الاصلاح  على مختلف المستويات، لا سيما في الملف المالي..» ومنوهاً ايضاً بالتشريعات التي اقرها مجلس النواب والتي ارتبط معظمها بمقررات «سيدر»..

 

وكان الرئيس عون عرض مع العديد من النواب اوضاع مناطقهم واطلع من وفد جنوبي على التحضيرات لإطلاق حملة التشجير في الجنوب…

 

ميقاتي

 

في المسار الحكومي ايضاً فقد رأى الرئيس نجيب ميقاتي انه «لا يمكن التكهن بموعد تشكيل الحكومة، خصوصاً ان العراقيل متعددة محلية وغير محلية» داعياً «جميع المعنيين الى عدم التلطي خلف امور معينة تعيق تأليف الحكومة، خصوصاً انه مضى على الانتخابات النيابية ما يفوق الستة اشهر، من دون انتاج او حركة في البلاد..» داعياً الى التمسك بالثوابت وهي تكمن بالدستور والطائف والمؤسسات..

 

«الاشتراكي» – «القوات»

 

الى ذلك وبعد لقائه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب امس، ناقلاً اليه رسالة من وليد جنبلاط، شدد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب هادي ابو الحسن على «ان المطلوب من كل القوى هو تسهيل مهمة الرئيس المكلف..» داعياً جميع القوى السياسية الى اعادة تقييم موقفها انطلاقاً من الحرص على ان يكون هناك حكومة وحدة وطنية.

 

البطاركة الكاثوليك

 

في السياق، واذ اختتم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية العادية، فقد ابدى «الآباء سرورهم بالمصالحة التاريخية بين سليمان فرنجية وسمير جعجع.. آملين ان تشمل المصالحة جميع الاطراف اللبنانية» مطالبين الاطراف السياسية المعنية بتسهيل تأليف الحكومة اليوم قبل الغد، بالتعالي عن مصالحهم ومواقفهم، رحمة بالبلاد والمواطنين»…

 

قبلان

 

من جانبه لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، الى انه «لم نعد نفهم لمصلحة من كل هذا التأخير في تشكيل الحكومة…» مبديا اسفه «لأن الحلول مؤجلة والحكومة الى اجل غير مسمى، فيما البلد على شفير الهاوية» داعياً الجميع الى مراجعة ضمائرهم والانطلاق نحو مسيرة جادة ورؤية واحدة لانتشال البلد».